ECO: من السهل على السيسي الفوز بولاية جديدة لكن الصعوبة في إكمالها
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
اعتبرت مجلة "إيكونوميست" أنه من السهل على رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الفوز بولاية رئاسية ثالثة، لكن بقاءه في الحكم حتى نهايتها سيكون أمرا أصعب من الحصول عليها، فيما رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السيسي يسعى للفوز من خلال التضييق الأمني والاعتقالات ضد معارضيه.
وقالت "إيكونوميست" في تقرير أعدته حول الانتخابات المصرية، وترجمته "عربي21"، إن الديكتاتور العسكري السيسي أعلن الشهر الماضي شعارا قاتما للانتخابات المقبلة، بقوله "لو ثمن التقدم والازدهار للأمة إنها ما توكلش وتشرب، ما نوكلش ونشربش".
وأضافت أنه بزيادة أسعار الطعام بنسبة 79.1 بالمئة منذ العام الماضي، فإن معظم الناخبين يفعلون ما يقوله الرئيس، وتابعت: "من الجميل والمناسب أن يموت الواحد من أجل وطنه" كما قال الشاعر الروماني هوراس.
وأوضحت المجلة أن مصر أعلنت عقد الانتخابات نهاية هذا العام بدل الربيع حيث سيذهب الناخبون المصريون إلى صناديق الاقتراع في 10 كانون الأول/ديسمبر، منوهة أن تقديم موعد الانتخابات كان متوقعا لرغبة السيسي في أن يزيح موضوع الانتخابات عن طريقه قبل أن يتخذ القرارات الاقتصادية المؤلمة وتخفيض قيمة العملة.
وأكملت: "في ديمقراطية، فهذا قد يبدو سياسة، فالتسول للناخبين ليس تذكرة نصر. إلا أن المنطق وراء القرار قد يكون أكثر ضبابية في مصر، ذلك أن الناخبين هم مجرد مساعدين في مهزلة ديمقراطية".
واعتبرت المجلة أن السيسي الذي قاد انقلابا في 2013 يقف على أرض رخوة، فانتصار جديد يسمح له بالحكم حتى عام 2030. والسؤال الذي بدأ الكثير من المصريين يهمسون به، هل سيظل في الحكم طويلا؟.
ولا شك أنه سيفوز بحسب المجلة، ففي الانتخابات السابقة عام 2018 لم يواجه إلا "معارضا" واحدا، كان يدعم السيسي، وجاء في المرتبة الثالثة في سباق من اثنين، فالأصوات الضائعة جاءت بالمرتبة الثانية. وتم منع أي شخص كان ينظر إليه كتهديد للرئيس أو سجن وخوف لكي يتخلى عن الدخول في السباق.
وقالت المجلة إنه في هذه المرة تحدث العديد عن المشاركة، لكن لا أحد منهم لديه دعم. فقد كشف النائب السابق أحمد الطنطاوي أن عددا كبيرا من داعميه اعتقلوا بعدما أعلنت الحكومة عن موعد الانتخابات. وكشف "سيتزن لاب" بجامعة تورنتو أن هاتف الطنطاوي تعرض للاختراق من برمجية التجسس القوية "بريدتور".
وأعلن السيسي عن دخوله الانتخابات في الثاني من تشرين الأول /أكتوبر، وبعدها قام حلفاؤه بنقل الآلاف من الأشخاص بالحافلات إلى مراكز البريد للتوقيع على التوكيلات التي تدعم ترشيحه.
وعلقت المجلة أن الكثيرين منهم حصلوا على رشاوى أو أجبروا على ذلك، مضيفة أن السيسي كما هي عادته قال خلال إعلانه "إنني ألبي اليوم نداءكم مرة أخرى. وعقدت العزم لترشيح نفسي لكم لاستكمال الحلم"، وبدا مثل زعيم متردد ضغط عليه شعبه الذي يحبه.
وذكرت المجلة أنه لا توجد هناك استطلاعات رأي يمكن الوثوق بها، ويمكن القول إن هناك قلة من المصريين لا تزال تحبه، فالمصريون العاديون الذين رحبوا بانقلابه عام 2013 لأنهم كانوا يحنون للاستقرار، هم يلعنون اليوم الطريقة التي عالج فيها الاقتصاد.
"فوز عبر الاعتقالات والوجبات الغذائية"
وفي السياق، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الطريقة التي يسعى من خلالها السيسي إلى هندسة فوز جديد في الانتخابات، وسط اقتصاد مشلول وتضخم من رقمين وزيادة في الدين الوطني وتخفيضا في المساعدات الأمريكية.
وأضافت الصحيفة في تقرير أعده مراسلها تشاو دينغ، وترجمته "عربي21"، أن طريقة السيسي لكسب الانتخابات المقبلة تأتي ضمن حملة واسعة من الاعتقالات ضد معارضيه إضافة إلى توزيعه الهبات والمساعدات.
وأوضح التقرير أن السلطات المصرية اعتقلت أعدادا من رموز المعارضة، في حين يقول المرشحون المحتملون ويمثلون تحد للرئيس إنهم يواجهون مصاعب للوصول إلى الاقتراع، فيما حصل بعض المصريين على كوبونات طعام مقابل دعمهم.
ورأى التقرير أن الرهانات كبيرة هذه المرة حتى بالنسبة لمستبد (السيسي) تعود على الفوز بالانتخابات وبهامش ساحق، مشيرا إلى أن السيسي يواجه أكبر لحظة تحدي في حكمه، حيث وصل التضخم في الطعام لأعلى من 70 بالمئة وزاد من أعباء قاعدته الانتخابية وهم أبناء الطبقة العاملة المصريين، ما قاد لنقد نادر ومن الناس الذي أظهروا ولاء للنظام، وحسا بين المعارضة التي تعتقد أن موقعه بات ضعيفا.
لكن الصحيفة استدركت بالقول إن ولاية ثالثة من 6 سنوات ستعطيه الوقت الكافي ليمتن موقعه ويشرع قوانين جديدة كما فعل في الماضي.
وتطرقت الصحيفة إلى إعلان مشرعين أمريكيين عن تعلق مساعدة أمريكية بـ 235 مليون دولارا بسبب سجل النظام المصري في حقوق الإنسان وتراجع حكم القانون، مشددة على أن مصداقية السيسي كحليف للولايات المتحدة أصبحت محل تساؤل منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث كشف عن تفكير القاهرة إرسال ذخائر لموسكو لمساعدتها في الحرب ضد أوكرانيا.
وكانت ولاية السيسي الثانية ستنتهي في نيسان/إبريل والانتخابات مقررة للعام المقبل، إلا أن المحللين السياسيين رأوا أن قرار سلطات الانتخابات تبكيرها من أجل ضمان إعادة انتخابه وقبل أن تطبق السلطات السياسات الاقتصادية التي ستزيد من معاناة المصريين، ومن بين هذه القرارات، تخفيض قيمة الجنيه المصري مما سيخفض القوة الشرائية للمستهلك المصري.
واتهم معارضون سياسيون، مرشحين محتملين بعقد صفقات مع نظام السيسي ومساعدته البقاء في السلطة. وقال طامحان اثنان بالترشح إنهما حاولا لأكثر من أسبوع الحصول على عشرات الآلاف من التوكيلات الشعبية لكي يحق لهما الترشح، ولكنهما تعرضا كما يقولان للعراقيل من الشرطة ورجال الأمن بالزي المدني ومن أشخاص يقولون إنهم من أنصار السيسي.
ونقلت الصحيفة عن محمد لطفي، المدير التنفيذي للمفوضية المصرية للحقوق والحريات: " كل أجهزة الأمن والإعلام والمؤسسات تعمل لصالح مرشح واحد، هو الرئيس. وأي انتخابات يشارك فيها الرئيس لن تكون حرة أو نزيهة".
يشار إلى أنه بجانب السيسي، فقد أعلن سبعة سياسيين مصريين نيتهم الترشح، وهم: عضو مجلس النواب السابق أحمد طنطاوي، ورئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي فريد زهران، ورئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد فؤاد بدراوي، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، ورئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالي.
ومن المقرر أن تبدأ الهيئة الوطنية للانتخابات اليوم الخميس بتلقي طلبات الترشح بشكل رسمي من أجل خوض عملية الاقتراع المقررة نهاية العام الجاري.
والشهر الماضي، أعلنت الهيئة أن الانتخابات الرئاسية في البلاد ستجرى في كانون الأول/ ديسمبر القادم.
وقال رئيس الهيئة وليد حمزة في مؤتمر صحفي، إن الانتخابات الرئاسية ستجرى على مدى ثلاثة أيام من 10 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر، أي قبل قرابة الأربعة أشهر من انتهاء الولاية الحالية لرئيس النظام عبد الفتاح السيسي مطلع نيسان/ أبريل المقبل.
وذكرت الهيئة الوطنية للانتخابات أن فتح طلبات الترشح سيكون يوم الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر، على أن يكون آخر موعد لسحب طلب الترشح في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، وإعلان قائمة المرشحين وبدء الحملة يوم التاسع من الشهر نفسه، فيما حددت الهيئة تاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، كآخر موعد لتنازل المرشحين عن ترشحهم للاستحقاق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المصري السيسي الانتخابات المصرية أحمد الطنطاوي مصر السيسي الانتخابات المصرية أحمد الطنطاوي صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن السیسی
إقرأ أيضاً:
بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟
تناول تقرير في مجلة "الإيكونوميست" إعلان ترامب وقف الحرب بين إسرائيل وإيران بعد غارات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، واصفًا إياها بـ"حرب الأيام الـ12". ورغم إعلان وقف إطلاق النار، يبقى مستقبل البرنامج النووي الإيراني، واستقرار الشرق الأوسط، والتزام الأطراف بالهدنة، محل شك وترقّب.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أن الرئيس دونالد ترامب أراد للعالم أن يصدّق أنه "جاء وقصف وأنهى الحرب". فبعد يومين فقط من قيام قاذفات أمريكية شبحية بضرب منشآت نووية إيرانية مدفونة بعمق، أعلن ترامب عن وقف "كامل وتام" لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكتب على منصة "تروث": "أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما الصبر والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يجب أن يُسمى بـ"حرب الاثني عشر يوما"".
وأضافت المجلة أن تقارير أفادت أن ترامب حصل أولاً على موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، وأرسل المقترح إلى إيران عبر قطر، بحيث توقف إيران الهجمات أولًا، ثم إسرائيل بعد 12 ساعة. ورغم نفي إيران وجود اتفاق رسمي، أعلنت استعدادها للتوقف إذا فعلت إسرائيل، لكن مع انتهاء المهلة، قُتل ثلاثة إسرائيليين بصواريخ إيرانية، في ما يُرجح أنه هجوم أخير رمزي.
وجاء الإعلان الأخير ضمن سلسلة تطورات مفاجئة منذ أن شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 حزيران/ يونيو، استهدفت فيه الدفاعات الجوية الإيرانية، واغتالت علماء نوويين وقادة عسكريين، وبدأت بتدمير برنامج نووي متشعب.
وفي 22 حزيران/ يونيو، تدخلت الولايات المتحدة عبر عملية "مطرقة منتصف الليل"؛ حيث أسقطت قاذفات بي-2 أربعة عشر قنبلة خارقة للتحصينات على مواقع تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو، بينما ضربت نحو ثلاثين صاروخ توماهوك منشآت نووية في أصفهان.
وبينت المجلة أن إيران ردّت في اليوم التالي بهجوم رمزي، إذ أطلقت 14 صاروخًا، بعدد القنابل الأمريكية، على قاعدة العديد الجوية في قطر. وقد تم اعتراض جميع الصواريخ باستثناء واحد، ولم يُصب أحد بأذى بفضل التحذير المسبق الذي أرسلته إيران، بحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي. وبعد ذلك بساعتين، أعلن ترامب وقف إطلاق النار.
وطرحت المجلة ثلاثة تساؤلات رئيسية:
هل يمكن للهدنة أن تصمد؟
هل سيكون هناك اتفاق دبلوماسي لاحق للحد من البرنامج النووي الإيراني؟
هل سيصبح الشرق الأوسط أكثر استقرارًا بعد هذه الحرب؟
وأشارت المجلة إلى أن إيران وإسرائيل لم تؤكدا رسميًا وقف القتال، لكن كليهما لديه دوافع للتهدئة. فالنظام الإيراني، رغم شعاراته المعادية لأمريكا، تجنب لعقود المواجهة المباشرة مفضلًا الاعتماد على الميليشيات والدبلوماسية. ومع ضعف حلفائه في المنطقة وتراجع شعبيته ودخول واشنطن على خط المواجهة، فقد يفضّل الآن احتواء الخسائر.
أما بالنسبة لإسرائيل، فمن غير المرجح أن يخالف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب بعد إشادته بتدخله العسكري الحاسم، خاصة أن مصادر عسكرية إسرائيلية ترى أن معظم الأهداف قد تم تدميرها.
واعتبر بعضهم أن إسرائيل قد تعلن النصر وتوقف هجماتها حتى دون اتفاق رسمي، إذ يرى نتنياهو أن ما تحقق يمثل انتصارًا تاريخيًا. ومن جانبه، يسعى ترامب لإنهاء الحرب بسرعة لتأكيد وعده بعدم توريط أمريكا في "حروب أبدية" كتلك التي خاضتها في العراق وأفغانستان.
وأفادت المجلة أن إيران، رغم الضربات، لن تتخلى عن معرفتها النووية، وقد يسعى المرشد الأعلى لاستئناف البرنامج سرًا لضمان بقاء النظام، مؤكدًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجهل مكان 400 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة.
وتابعت، "إذا كانت إيران قد أخفت أجهزة الطرد المركزي للتخصيب، فيمكنها صنع مواد انشطارية صالحة للاستخدام في الأسلحة بسرعة نسبية، وهذه الكمية تكفي لصنع 10 قنابل".
وقالت المجلة إن الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس أوباما سنة 2015 منح إيران برنامج تخصيب محدودًا تحت رقابة دولية، بهدف منعها من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة لمدة سنة تقريبًا. لكن ترامب انسحب من الاتفاقية في ولايته الأولى، وقُبيل الهجوم الإسرائيلي، كانت إيران على بُعد أيام أو أسابيع من "الاختراق النووي"، وسط تقارير استخباراتية تفيد بأنها بدأت العمل على تسريع تصنيع رأس نووي يصلح للصواريخ.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس ترامب طالب في مفاوضاته الأخيرة مع إيران باتفاق يقترب من "صفر تخصيب"، مشيرةً إلى أن مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، اقترح صفقة تحفظ ماء الوجه تتيح لإيران تخصيب اليورانيوم ضمن اتحاد إقليمي خارج أراضيها. وليس من الواضح إذا كان هذا الاتفاق لا يزال مطروحًا على الطاولة، أو ما إذا كانت إيران أو إسرائيل ستوافقان عليه.
ولفتت الصحيفة إلى أن استقرار المنطقة يظل موضع شك ما دام النظام الثوري في طهران قائمًا. فإذا كشفت إسرائيل برنامجًا نوويًا سريًا، فقد تتحرك مجددًا حتى دون دعم أمريكي، وستطالب أيضًا بقيود على تسليح إيران ودعمها للميليشيات بعد سنة من المواجهات مع حلفائها ووكلائها في المنطقة.
وتابعت الصحيفة أن بعض الأوساط في إسرائيل وأمريكا يعتقدون أن استقرار المنطقة يتطلب سقوط خامنئي. فإسرائيل استهدفت سجن إيفين ومقر الباسيج لتقويض أدوات القمع، لكن دعواتها للانتفاضة لم تلقَ استجابة وسط القصف. ولكن إذا توقفت الحرب، فقد تظهر ردود فعل داخلية ضد النظام. وحتى ذلك الحين، سيزيد اعتماد إسرائيل وحلفاؤها العرب على الدعم الأمريكي بضمان أمن المنطقة.
واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن عملية "مطرقة منتصف الليل" أبرزت الدور الحاسم للولايات المتحدة في النزاع، رغم تنامي الدعوات داخل إدارة ترامب للحد من تدخلها العالمي والتركيز على مواجهة الصين، مشددة على أن التدخل العسكري والهدنة المعلنة لا يشكلان حتى الآن سلامًا دائمًا في المنطقة.