على بعد ساعة واحدة فقط بالسيارة من المكان الذي ستحضر فيه النخبة المالية العالمية، اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في مراكش الأسبوع المقبل، يعيش مغاربة في خيام وسط أنقاض قراهم المدمرة بعد الزلزال المميت في الشهر الماضي.

وعلى مقربة من مقر الاجتماعات في المدينة، حيث الأضرار أقل حدة، رمم بالفعل سور البلدة القديمة وغطيت مئذنة سقطت وأزيلت الأنقاض.

ولكن في جبال الأطلس الكبير حيث قُتل معظم الضحايا وعددهم 3 آلاف، يعيش قرويون في خيام،يحاولون مواصلة حياتهم التي قلبها الزلزال رأساً على عقب.

Marrakech prepares for IMF and World Bank meeting a month after deadly quake https://t.co/CC1b9qmDCR pic.twitter.com/iWJimXkMm4

— Reuters (@Reuters) October 5, 2023

وقال عمر آيت أوكادير، الذي فقد ابنيه خالد (14 عاماً) وتوفيق (10 أعوام) في الكارثة، حين هز الزلزال قرية إيمي نتالا النائية حيث قٌتل 84 شخصاً: "كان الأمر أشبه بقنبلة". ونجت زوجة آيت أوكادير وابنتهما. وبينما يجمع خشباً من أطلال منازل منهارة ليبني كوخاً إلى جانب الخيمة الصفراء المنصوبة بين أشجار على مشارف القرية، حيث يتصببون عرقاً نهاراً ويكادون يتجمدون من البرد ليلاً، شكا آيت أوكادير قائلاً إنه لا يعرف ماذا سيفعل "عندما ينزل الثلج في الشتاء".

ووعدت السلطات بتعويض ضحايا الزلزال بدفع راتب شهري بـ 250 دولاراً لكل أسرة، وآلاف الدولارات لإعادة بناء المنازل المدمرة. وتوزع خياماً وبطانيات وتنشئ مستشفيات ميدانية، وتزيل الأنقاض.

وتعتزم الحكومة استثمار 12 مليار دولار في إعادة الإعمار والبنية التحتية على مدى 5 سنوات في المنطقة التي دمرها الزلزال. ووافق صندوق النقد الأسبوع الماضي على قرض بـ 1.32 مليار دولار، طُلب قبل الزلزال، للحماية من الكوارث الناجمة عن المناخ.

عودة السياحة

ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 10 آلاف مشارك اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بناء على طلب مباشر من الحكومة المغربية، وقالت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك: "الرباط أعطت ضمانات بأن المؤتمر لن يعطل أعمال الإغاثة".

وكان من المقرر عقد الاجتماع السنوي في مراكش قبل الزلزال، ومن المتوقع أن يتناول القضايا العالمية خاصةً تخفيف عبء الديون عن كاهل البلدان الفقيرة والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن النزاعات بين الولايات المتحدة والصين.

ويُنظر إلى الاجتماع الآن على أنه مهم لجذب السياح إلى المغرب، ودعم قطاع حيوي لمراكش والمناطق المحيطة بها التي ضربها الزلزال.

وفي ساحة جامع الفنا الشهيرة بالمدينة، حيث يحتشد السكان المحليون والسياح أمام فناني الشوارع وأكشاك السوق للاستمتاع بالأكل المحلي، وحلقات الموسيقى، قال حميد بنعدي من محل للعصائر، إنه يأمل أن تساعد الاجتماعات في إعادة الزوار، وأضاف "كان العمل بطيئاً بعض الشيء ولكن الآن والحمد لله بدأت الحياة الطبيعية تستأنف تدريجياً".

وعلى بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب مراكش، تعود الحياة الطبيعية تدريجياً إلى مدينة أمزميز، حيث تخدم المقاهي والمطاعم الزبائن في المباني المهدمة، رغم أن الحطام لا يزال يتساقط أحياناً من الأسطح والأسقف.

ويعيش عصام المزكوطي في واحدة من مئات الخيام المنتشرة في أنحاء البلدة مع زوجته وأطفاله الـ 6 بعد انهيار منزلهم. وقال إن أكبر مشكلة يواجهها الناجون من الزلزال هي غياب المراحيض ومرافق الاغتسال الكافية، وهي مشكلة تحدث عنها أيضاً آيت أوكادير في قرية إيمي نتالا، الذي قال إنه لم يتمكن من الاستحمام إلا مرة واحدة منذ الزلزال.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة زلزال المغرب مراكش صندوق النقد

إقرأ أيضاً:

زلزال جديد يضرب شمال اليابان بعد أيام من هزة قوية

صراحة نيوز-سجل زلزال بقوة 6.7 درجة ضرب قبالة سواحل شمال اليابان يوم الجمعة، وفق ما أفادت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، بعد أيام قليلة من زلزال سابق في المنطقة بلغت قوته 7.5 درجة وأسفر عن إصابة 50 شخصًا على الأقل.

حذرت الوكالة من احتمال حدوث موجات تسونامي يصل ارتفاعها إلى متر واحد على سواحل شمال المحيط الهادئ، قبل أن تعلن لاحقًا إلغاء التحذير.

تم تسجيل أمواج يبلغ طولها 20 سنتيمترا حتى الآن، واحدة في بلدة إيريمو في جزيرة هوكايدو عند الساعة 12:35 ظهرا (3:35 ت غ)، وأخرى بعد ثلاث دقائق في منطقة أوموري.

أكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “ان اتش كيه” عدم حصول أي تغيير في موانئ المنطقة.

أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال وقع على بعد 130 كيلومترا من مدينة كوجي في جزيرة هونشو، مشيرة إلى أن مستوى الاهتزاز كان أقل من زلزال الاثنين الماضي الذي تسبب بتدمير طرق وتحطم نوافذ وارتفاع موجات تسونامي إلى 70 سنتيمترا.

أوضحت هيئة الطاقة النووية اليابانية أنه لا توجد أي مؤشرات فورية على وجود خلل في المنشآت النووية بالمنطقة.

كانت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية قد أصدرت الثلاثاء تحذيرًا نادرًا لجزيرتي هونشو وهوكايدو من هزة جديدة محتملة خلال أسبوع قد تتجاوز قوة الزلزال الذي سجل مساء الاثنين.

لا تزال المنطقة مسكونة بذكرى الزلزال الهائل الذي بلغت قوته 9 درجات عام 2011، والذي تسبب بحدوث تسونامي خلف نحو 18,500 قتيل أو مفقود.

تقع اليابان على أربع صفائح تكتونية رئيسية على طول الطرف الغربي لـ”حزام النار”، وتعد من أكثر دول العالم نشاطًا زلزاليًا، حيث يشهد الأرخبيل الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 125 مليون نسمة نحو 1500 هزة سنويًا، معظمها خفيف، إلا أن الأضرار تختلف بحسب الموقع وعمق الهزة.

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة: الزلزال القادم في إسطنبول قد يكون الأعنف منذ 1766
  • كوارث وأحداث مأساوية حول العالم
  • زلزال جديد يضرب شمال اليابان بعد أيام من هزة قوية
  • زلزال بقوة 6.7 ريختر يضرب شمال شرق اليابان
  • تحذيرات من أمواج مد عاتية بارتفاع متر.. زلزال مدمر بقوة 6.7 درجة يضرب شمال شرق اليابان
  • بكين: لا ضحايا جراء زلزال منطقة شيتسانج الصينية
  • بعمق 6.97 كلم.. زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب غربي تركيا
  • زلزال بقوة 4.9 درجات يضرب غربي تركيا
  • مراكش تستضيف برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي بمشاركة ليبية
  • زلزال بقوة 5.7 درجة قبالة ساحل هونشو في اليابان