د. أحمد عبيد بن دغر
لن تتكرر ظروف الستينات التي تخلقت في رحمها ثورتي سبتمبر وأكتوبر رغم اختلاف الواقع وطبائع الاستبداد في بيئتيهما، لقد جرت مياه كثيرة في نهر الحياة، لكن بقي هناك على أرض اليمن شعب تتوارث أجياله روح المقاومة، وتسكن وعيه قيم الحرية، سبتمبر وأكتوبر ثورتان مفصليتان في تاريخنا الحديث والمعاصر، ترسمان ملامح الحاضر وسمات المستقبل.
في شماله كان الشعب اليمني يثور رافضًا أعتى الأنظمة الثيوقراطية الكهنوتية في تاريخ الأمة، أكثرها تخلفًا ودموية، فكانت ثورة سبتمبر، وفي جنوبه قاوم الشعب اليمني بشراسة أعتى النظم الاستعمارية، وأشدها بطشًا، سلمًا فلم يحقق هدفه في الحرية والاستقلال، فكانت ثورة أكتوبر.
بعد أيام سنحتفل بالذكرى الستين لثورة أكتوبر، الثورة التي قوضت ماعرف في التاريخ الاستعماري بسياسة شرق السويس، وكانت عدن ركيزتها وقاعدتها بعد رحيل البريطانيين من مصر. كانت هي آخر المواجهات العربية الكبرى مع المستعمرين في العالم العربي إذا استثنيناء القضية المركزية.
اقرأ أيضاً الانتقالي يبدي استيائه من صمت الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله يهدي أغنية قوية لزينة شباب اليمن ”عفاش طارق صالح” (فيديو) الخارجية اليمنية تحسم الجدل بشأن الدبلوماسي الذي تحقق معه السلطات الايطالية بتهم تهريب المخدرات (الإسم) حالة فريدة من نوعها..بيان نقابي بشان إنقطاع مرتبات المعلمين اليمنيين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا حضرمي يوحِّد اليمنيين في باريس حملة استنفار حوثية عقب ظهور جماعة إيرانية جديدة في اليمن ومبايعة إمام لها نقابة المعلمين اليمنيين تدعو الأمم المتحدة والمنظمات للضغط على مليشيات الحوثي لصرف مرتبات المعلمين الموقوفة منذ 7سنوات. ”بشرى سارة للمواطنين” .. تخفيض أسعار الدقيق والرغيف والروتي في صنعاء (تفاصيل) سعر الريال اليمني مقابل السعودي اليوم الخميس 5 أكتوبر إعلان للمبعوث الأممي عقب مباحثات في سلطنة عمان بشأن اليمن سعر الذهب في اليمن اليوم.. الخميس 5-10-2023 حكم بإعدام سحرة ومتعاطي مخدرات أقدم على جريمة بشعة جنوبي اليمنبانتصار ثورة أكتوبر أدرك البريطانيون أنهم مضطرون بل مرغمون على إسدال الستار على تلك المرحلة بمفاهيمها السياسية، والرحيل عن الجنوب اليمني. أدركوا أنهم يحتاجون إلى سياسات مختلفة، تعطيهم النفوذ ذاته والمصالح ذاتها دونما الحاجة لمواجهة عسكرية مباشرة مع شعوب المنطقة.
حينها كان ثوار الجبهة القومية ومعهم كل القوى الوطنية يصنعون تاريخًا مختلفًا لليمن وللمنطقة ويعطونه وجهة أخرى، ومسارًا مختلفًا عما أراد له المستعمرون الذين تشبثوا بوجودهم في مستعمرتهم عدن ومحمياتهم، لكنهم أدركوا الفشل وأدركهم. لقد تأثر اليمن وعيًا وثقافة بثورات التحرر العربية والعالمية، في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولا شك أن التأثير الأكبر جاء من ثورة يوليو المصرية.
سيقف المؤرخون والمفكرون طويلًا أمام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وما أحدثتاه من تحول في تاريخ اليمن لازالت توابعه تتوالى وتترى ولم تتوقف، فما جرى ويجري في بلادنا اليوم هو امتداد لتلك المرحلة، وذلك الصراع بجذوره الثقافية والاجتماعية، مضافًا إليه تراكمات العقود الستة الماضية من النجاح والفشل.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
الحكم الثنائي
هدف ثورة فولكر قيام سودان جديد، لذا عمدت على خلق فوضى لا مثيل لها، حيث هيأت مسرح الفوضى للشباب في ميادين الإنحلال (الخمر والجنس). وأصبحت أهازيج الخمور (البنقو محل الشاي والعرقي بالمجان) صوت فضيلة. أضف لسوق المخدرات في جمهورية (أعلى العفن). أما الجنس فتلك حكاوي حيرت إبليس. فقد وصلت الجرأة أن اتخذ بعضهم من بيوت الله مكانًا للدعارة (مسجد جامعة الخرطوم). وكيف لا يحدث ذلك وقد غنى مغني الثورة (كنداكة نحنسا ليك). ونتاج ذلك أن تتجرد الكنداكة من أدنى ذرة حياء. لتعلن عن رغبتها في (التبول) في الشارع. بل صورتها وهي على عنق سفيه (شاتحة) مازالت عالقة بذهن الشارع. ليختلط حابلها بنابل أشباه الرجال في مشهد جسده المغني ليلة فض الاعتصام (دروشونا والبنوت نيام). أي الجميع ظل طيلة فترة الاعتصام مع بعض بالليل (البهيمية في أعلى درجات انحطاطها). ليضيف المثليون خبال الواقع بمطالبتهم بحقوقهم، ليكمل تلفزيون الدولة الرسمي صورة الثورة باستضافة الفداديات لشرح صناعة الخمور. أما استضافة حسن تسريحة فكانت تساوي دراسات في القرآن الكريم للعلامة عبد الله الطيب. وبخصوص خطط الساسة للحكم الرشيد فانحصرت في الكذب باستعادة أموال الكيزان من ماليزيا ووجودهم لملايين الدولار مخفية في الأرض بالمدينة الرياضية وأخرى في (قبو) مسيد الصائم ديمة بأمبدة. والنتيجة (الفشل) في إدارة الأمور. وخلاصة الأمر يكتشف الشعب بأنه للمرة الثالثة في تاريخه الحديث أنه يرزح تحت الحكم الثنائي فولكر حمدوك (الأجنبي… العميل). ليبدأ ثورة الاستقلال برفضه ذلك الاستعمار. ليشعل الاستعمار حربًا لا هوادة فيها بعد رفض الشارع للإطاري الذي يشرعن لذلك الاستعمار. إذن معركة الكرامة الحالية حرب استقلال وانعتاق من الاستعمار. ورسالتنا واضحة (لا للاستعمار).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٦/١٠