«سوف نُسلِّم أعلامنا مرتفعة هامتها.. عزيزة سواريها»، بتلك الكلمات تعهّد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، «بطل الحرب والسلام»، بالانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة، وذلك فى خطاب تاريخى ألقاه أثناء سير معارك القتال، وتحديداً يوم 16 أكتوبر 1973، داخل البرلمان المصرى، وهو ما نجح فى تحقيقه، بقرار جرىء بحمل الدولة المصرية السلاح لتطهير أراضيها من الاحتلال، رغم فارق موازين القوى على أرض الواقع، حتى تمكنت مصر من الاستحواذ على مساحة من الأرض، ثم بدأت مفاوضات شاقة، انتهت بمعاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية».
واستحق الرئيس الراحل أنور السادات، باعتباره رئيساً تاريخياً اتخذ قرار الحرب باعتباره قائداً أعلى للقوات المسلحة وقت الحرب، أن يُطلَق عليه لقب «رجل الحرب والسلام»، نظراً لنجاح الخطط التى نسّقها مع قادة القوات المسلحة المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على كلتا الجبهتين فى سرية كاملة، فضلاً عن نجاحه فى تحقيق وعده بإحلال السلام، وتحقيق الهدف الأسمى باسترداد مصر لأراضيها من براثن الاحتلال.
وُلد الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى الـ25 من ديسمبر عام 1918 بمحافظة المنوفية، ونشأ وتربى على الصلابة والتدين، والتحق بالكلية الحربية وتخرّج فيها عام 1938 ضابطاً فى سلاح الإشارة.
وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، الذين ثاروا لتخليص مصر من الاستعمار والاستبداد. وبعد ثورة 23 يوليو عام 1952، بدأ السادات رحلته مع المناصب السياسية، إلى أن اختاره الزعيم الراحل جمال عبدالناصر نائباً له، ليصبح بعد وفاته رئيساً لجمهورية مصر العربية. ويبدأ «السادات» مشواره الصعب بإعداد القوات المسلحة المصرية الباسلة للحرب المصيرية لتخليص أراضيها من الاحتلال الإسرائيلى فى شبه جزيرة سيناء.
كان «السادات» مؤمناً بخطة الخداع الاستراتيجى لإيهام إسرائيل بأن مصر لن تحارب، حتى اقتنع الجيش الإسرائيلى حينها بأن الرئيس السادات لن يتخذ قرار الحرب مهما حدث.
وفى السادس من أكتوبر عام 1973، وفى خطوة جريئة، اتخذ الرئيس الراحل قرار الحرب ضد إسرائيل، واستطاع الجيش المصرى عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف المنيع، لتنتهى بعد ذلك أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى ظن أنه لن يُقهر أبداً. وبعد انتهاء الحرب، وتحقيق النصر، كان له قرارات مصيرية عظيمة الأثر، فكانت مبادرته للسلام.
وفى يوم تاريخى من شهر مارس عام 1979، كانت معاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية»، التى استردت بها مصر أرضها كاملة، هذه المعاهدة التى جعلت الرئيس السادات واحداً من أبرز الشخصيات العالمية، كما حصد جائزة «نوبل» للسلام.
وفى السادس من أكتوبر عام 1981، أصابته رصاصات الغدر، ليستشهد إثر ذلك، وخلّد اسمه بأحرف من نور فى تاريخ العسكرية المصرية، قائداً أعلى للقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة، ثم الممهد الرئيسى لاسترداد الأرض كاملة عبر معاهدة السلام مع إسرائيل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف خط بارليف الجيش الذي لا يقهر الرئیس الراحل
إقرأ أيضاً:
الحرب الروسية الأوكرانية.. وفود البلدين في إسطنبول لحضور محادثات السلام
وصل وفدان من أوكرانيا وروسيا إلى مدينة إسطنبول برفقة كبار المسؤولين الأتراك للمشاركة في الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.
وتستضيف مدينة إسطنبول التركية، اليوم الإثنين، الجولة الثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وسط تصعيد ميداني لافت من الطرفين.
وتأتي هذه الجولة بعد ساعات من هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة استهدف أربع قواعد جوية روسية، تزامناً مع أعنف غارات تشنها موسكو على أوكرانيا منذ عام 2022.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية وصول الوفد الأوكراني إلى إسطنبول لإجراء المحادثات، فيما أشار رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي إلى تسلُّمهم مذكرة تفاهم أوكرانية مكتوبة باللغتين الأوكرانية والإنجليزية بشأن التسوية السلمية.
وستجري الجلسة الرسمية في قصر "تشاراجان" الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت إسطنبول، برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وبمشاركة رئيس الاستخبارات إبراهيم قالن.
وكانت إسطنبول قد جمعت الوفدين في مايو الماضي لأول مرة منذ ثلاث سنوات. ويشارك في هذه الجولة الفريق الروسي ذاته، بينما تم توسيع الوفد الأوكراني إلى 14 عضواً بقيادة وزير الدفاع رستم عمروف.
وفي الجولة الأولى، توصّل الطرفان إلى اتفاق على تبادل 1000 أسير من كل جانب، واستعرضا مقترحات أولية لوقف إطلاق النار. وأُعلن لاحقاً اكتمال عملية التبادل في 25 مايو.
من جهته، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو عن أمل موسكو في تحقيق "نتائج ملموسة" خلال هذه الجولة، مشيراً إلى دعم صيني محتمل لهذا التوجه.
فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف استعداد بلاده لتقديم مذكرة للوفد الأوكراني، بينما شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على سرية المواقف التفاوضية.
كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أوكرانية أن وفد كييف يحمل خارطة طريق تتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، تبادل الأسرى، وإعادة الأطفال الأوكرانيين من الأراضي الروسية، وصولاً إلى عقد قمة بين الرئيسين زيلينسكي وبوتين.