بغداد اليوم - بغداد 

في أكثر من مناسبة لوح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بإجراء تغيير للمحافظين ورؤساء الوحدات الإدارية المتلكئين في تقديم الخدمات للمواطنين، والمقصرين في ادارة محافظاتهم، إلا أن رغبة السوداني في فتح ملف التغييرات تصطدم بالضغوط السياسية التي يواجهها لمنعه من إجراء أي تغيير بهذه المناصب، ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية تزداد قوة تمسك المحافظين بمناصبهم، مما يثير المخاوف لدى المراقبين من استغلال تلك المناصب للدعاية الانتخابية والتأثير على سير الانتخابات المحلية.

استغلال موارد الدولة  

ويرى النائب محمد البلداوي، أن هناك عدة إيجابيات من سحب يد المحافظين او موظفي الدولة المرشحين للانتخابات قبل إنطلاق الحملة الانتخابية.

وقال البلداوي في حديث لـ"بغداد اليوم"، اليوم الخميس (5 تشرين الأول 2023)، إنه "لا يمكن القبول بتأخير تنفيذ المشاريع واطلاق اموال الموازنات للمحافظات بذريعة قرب اجراء الانتخابات"، لافتاً الى أن "خدمة المواطنين يجب ان تكون بعيدة عن مسار "الماراثون الانتخابي" لانها حقوق".

واضاف، أنه "من المفترض ان كل موظف مكلف بخدمة عامة سواء في درجات خاصة او حتى  عضو في لجان احالة المشاريع ومرشح للانتخابات يجب اعطاءه اجازة لمدة 3 اشهر ليتفرغ لمساره الانتخابي ويجب ان لا يمس المال العام من ناحية استغلال البعض او تجيير المشاريع".واشار الى انه "على رئيس مجلس الوزراء ان يصدر قرارا بابعاد المحافظين والمدراء العامين المرشحين للانتخابات وذلك من خلال سحب ايديهم ومنحهم اجازة 3 اشهر لكي لايتم استغلال المشاريع والموازنات لغراض الدعاية الإنتخابة وتجيير الاموال لمناطق نفوذ المحافظين او المسؤولين"،  لافتاً الى أن "السياق يجب أن يكون وفق ما قدموا للناس في السنوات الماضية وليس وفق مبدا استغلال موارد الدولة".

وتابع، ان "سحب يد اي موظف حكومي مكلف بخدمة عامة مرشح للانتخابات ومنهم المحافظين واعطاء اجازة مدة 3 اشهر عدة إيجابيات ابرزها خلق تكافئ في الفرص ويعطي شفافية في التعامل مع المال العام ويقطع الطريق امام استغلال موارد الدولة في الدعاية والكسب الانتخابي".

خشية وتحذير 

أما عضو لجنة النزاهة البرلمانية، هادي السلامي حذر، في وقت سابق (4 تموز 2023)، من استغلال موارد الدولة في انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها يوم 18 كانون الأول المقبل.

وقال السلامي، لـ"بغداد اليوم"، :"نحذر ونخشى من استغلال موارد الدولة في انتخابات مجالس المحافظات بالدعاية الانتخابية والترويج والترغيب وحتى التهديد، فيجب ان تكون هناك رقابة شديدة على أي مسؤول ينوي خوض الانتخابات".


وأضاف، ان "الجهات الرقابية مطالبة بتشديد الرقابة على كل مسؤول في الدولة، ينوي خوض الانتخابات، لمنعه من ارتكاب جرائم فساد من خلال استغلال السلطة ومالها وموارد الدولة، للحصول على الأصوات، فيجب ان تكون الانتخابات نزيهة وعادلة".

وأعلن رئيس الوزراء، في نهاية تشرين الثاني الماضي 2022، تشكيل لجنة لتقييم أداء المحافظين، مؤكداً أنه ستكون هناك تغييرات لكل من يُثبت عليه خلل إداري أو فساد.

فيتو سياسي 

وكشف المحلل السياسي عدنان التميمي، في وقت سابق، عن وجود "فيتو سياسي" حول المحافظين المرشحين في الانتخابات، فيما اشار الى ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني داعم لفكرة منح المحافظين "اجازة" لمنع استغلال وظائفهم وموارد الدولة في الانتخابات.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "العديد من المحافظين الحاليين على راس قوائم انتخابية استعدادًا لخوض انتخابات الدورة المقبلة لمجالس المحافظات في 18 من كانون الاول المقبل".


واضاف، إنّ "غالبية القوى السياسية تضغط الآن باتجاه منح إجازة لأي محافظ مرشح بالانتخابات لمنع استغلال موارد الدولة في حملاتهم، خاصة مع اطلاق موازنة 2023 وإمكانية ان تتحول المشاريع الى ورقة رابحة بأيديهم في استمالة الناخبين وكسب اصواتهم وهذا ما سيقود الى مطالبات واسعة بوضع حد ضمن مبدا تكافؤ الفرص".

واشار التميمي الى، ان "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يدرك بأن استغلال المحافظين المرشحين لمناصبهم واقع حال لايختلف عليه أثنان ولديه تفاصيل ومعلومات، وهذا مايفسر بيانه الأخير في منع استغلال المؤسسات الحكومية في "الماراثون الإنتخابي" ما يؤكد انزعاجه من زج المؤسسات الحكومية في هذا الملف".

وأكمل، ان "السوداني يدعم فكرة منح المحافظين إجازة من أجل قطع الطريق أمام اي اشكاليات تحدث لكن بالمقابل هناك ضغط من قبل الأحزاب التي ينتمي لها المحافظين في عدم المضي في اي خطوة بهذا الاتجاه لانها قد تؤدي الى فقدانهم اصواتًا اكثر".

وحسب مراقبين فأن أكثر من 30 شخصية وحزبًا ترتبط بشكل مباشر او غير مباشر بالسلطة داخل تحالفات انتخابية تنوي المنافسة على مقاعد مجالس المحافظات البالغة 275 مقعداً. 

والعدد الاخير قابل للزيادة إذ لم تنشر حتى الان قائمة الاحزاب المنفردة (خارج التحالفات) والتي في الغالب ستكون بقيادة رجال السلطة.

ويضم قادة التحالفات واحزاب منضوية فيها 4 وزراء في الحكومة الحالية، و6 محافظين مستمرين في المنصب، اضافة الى 18 نائباً.

حسب القانون

ويحظر على تلك الشخصيات –حسب القانون- استخدام المال العام او المناصب في ادارة الحملة الانتخابية او الترويج للقوائم. 

وشهدت آخر عمليتي انتخابات تشريعية في 2018 و2021، خروقات واسعة في استخدام إمكانيات وموارد الدولة، بحسب تقارير واراء مراقبين للعملية السياسية.

وفي الانتخابات التشريعية الاخيرة في 2021 اعلن عبد الامير الشمري قائد العمليات المشتركة آنذاك (وزير الداخلية الحالي) اعتقال عدد من الضباط رافقوا مرشحين خلال حملاتهم الدعائية.

وفي السياق ذاته حذرت مجموعة ناشطين من تأثير "المال السياسي" على الانتخابات، واعتبرت الانتخابات المقبلة انها "لن تحقق التغيير".

وقالت جماعة رفض في بيان: "رغم أن المقاطعة أو المشاركة حقان دستوريان وقانونيان إلا أن جماعة رفض تجد الانتخابات المقبلة لا جدوى منها ولن تحقق التغيير المنشود".

 


المال السياسي

وأشارت إلى "تأثير المال السياسي" الذي "ما زال يتحكم بمعادلة الانتخابات حيث تكتنز أحزاب السلطة المليارات من المال العام لغرض استخدامه في شراء المرشحين وإرادة الناخبين".

ويتنافس أكثر من 6 الاف مرشح للحصول على 275 مقعدًا، هي مقاعد مجالس المحافظات، خلال انتخابات من المفترض ان تجري في 18 كانون الأول المقبل، أي بعد اكثر من 3 اشهر من الآن.

وبحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فأن أكثر من 23 مليون مواطن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات العراقية.

وسيشارك في الانتخابات 296 حزباً سياسياً انتظموا في 50 تحالفاً إلى جانب أكثر من 60 مرشحاً سيشاركون بقوائم منفردة.

ويتنافس المرشحون على 275 مقعداً هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات العراقية، وجرى تخصيص 75 منها، ضمن كوتا للنساء، و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية.

وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ نيسان 2013.

 

المصدر: بغداد اليوم + وكالات


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مجالس المحافظات فی الانتخابات بغداد الیوم المال العام أکثر من

إقرأ أيضاً:

احتفالات عيد الأضحى عبر شاشة الهاتف: أبٌ غزّي يطفئ شمعة طفله عن بُعد

في مقهى بخيمةٍ نُصِبت وسط مدينة غزة، يجلس إبراهيم محدِّقاً في هاتفه، يترقّب بارقة إشارة إنترنت. اعلان

يحلّ عيدُ الأضحى على أهالي قطاع غزة مثقَلاً بالفقد والتشظّي، فموائدُ العائلة تحلّ محلّها شاشاتٌ صغيرة تربط ما تبقّى من أسرٍ مزّقتها الحرب. هكذا يعيش إبراهيم الفرَّاني، الذي لم يحتضن ابنه محمد منذ أبصر النور في القاهرة قبل عام.

في مقهى بخيمةٍ نُصِبت وسط مدينة غزة، يجلس إبراهيم محدِّقاً في هاتفه، يترقّب بارقة إشارة إنترنت؛ ذلك الخيط الرفيع الذي يربطه بزوجته وطفليه العالقين في مصر. يقول: "لكي أتواصل مع عائلتي أرتاد المقاهي يومياً لأشتري بطاقات إنترنت، معرِّضاً نفسي لخطر الغارات التي قد تقع في أيّ مكان وزمان. حين يخرج الإنسان من بيته هنا، كأنّه يحمل روحه على كفّه".

مع اندلاع الحرب في تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، نَزَحَ إبراهيم إلى رفح جنوب القطاع. هناك اتخذ قراراً قاسياً: أن ترافق زوجتُه أمَّه المصابة بالسرطان إلى مصر لتلقّي العلاج، حاملةً معها طفلهما الأكبر رشاد وهي في شهرها الثامن من الحمل. ويسترجع قائلاً: "اتفّقنا أن تلد طفلنا الثاني في مصر بعد انهيار المنظومة الصحيّة في غزة".

Relatedمؤسسة "غزة الإنسانية" تتوقف عن توزيع المساعدات في القطاع حتى أجل غير مسمىالصليب الأحمر: غزة "أسوأ من الجحيم"... والقانون الدولي ينهارجدة فرنسية تلاحق إسرائيل قضائيًا وتتّهمها بارتكاب "جرائم إبادة" بعد مقتل حفيديها في غزة

في 30 أيار/مايو 2024، وُلد محمد في القاهرة، فأتمّ عامه الأوّل بعيداً عن أحضان أبيه. بينما تستأجر الأسرة شقّة بسيطة في العاصمة المصرية، يقضي إبراهيم نهاره متنقّلاً بين مخيّم النزوح والمقهى باحثاً عن دقائق قليلة يطمئنّ فيها إلى سلامتهم.

احتفلت زوجته سماح حمّاد بعيد ميلاد محمد، واضعةً قالب حلوى يحمل اسمه أمامه. حاول رشاد مساعدته على إطفاء شمعته الأولى، فيما صدى صوت إبراهيم يتردّد عبر الهاتف: "عيد ميلاد سعيد يا محمد… بابا مشتقلك".

كانت تلك أوّل "احتفالية عائلية" لهم منذ عام، اختُزلت إلى شاشة مضيئة. تقول سماح بحسرة: "أتمّ محمد عامه الأوّل والحدود لا تزال مغلقة والحرب لم تنتهِ. لا أستوعب كيف افترقنا هنا وبقي زوجي هناك. كل ما نرجوه أن تتوقّف الحرب ويُفتح المعبر ونعود إلى غزة؛ لا أريد لأطفالي أن يكبروا بعيداً عن أبيهم".

قيود إسرائيل الصارمة على الحركة من قطاع غزة وإليه حالت دون لمّ شمل مئات العائلات الفلسطينية، فيما يعيش الآلاف خارج القطاع في انتظارٍ مفتوح الأجل. وبينما يتابع إبراهيم أخبار قصفٍ جديد على هاتفه، يعلّق: "عليّ أن أطمئنّ على زوجتي وأطفالي، وهم بدورهم يقلقون عليّ. كلما سمعوا عن غارة في مكان إقامتي، يسألون: هل أنت بخير؟ هل ما زلت على قيد الحياة؟… هكذا نحيا".

في زمنٍ تفصل فيه الحواجزُ الإسمنتية والخطوطُ الساخنة أفرادَ الأسرة الواحدة، يبقى الأمل معلَّقاً على خيط شبكةٍ متقطّع، وعلى إيمانٍ بأنّ الأعياد المقبلة قد تجمع الأيادي التي فرّقتها الحرب.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • عيد الأضحى يُنعش استغلال سيارات الدولة لقضاء العطلة وسط صمت حكومي
  • محافظ أسوان: مواجهة استغلال إجازة العيد بإزالة التعديات على أراض الدولة
  • اكتب العنوان من الإزالات مش تصريح ////////////./////////محافظ أسيوط: لا تهاون مع مخالفات البناء خلال إجازة عيد الأضحى المبارك
  • محافظة مطروح تحذر من استغلال إجازة العيد في البناء المخالف والتعدي على أملاك الدولة
  • هل سيترشح أردوغان مجددًا؟ السيناريوهات المحتملة
  • الأسبوع المقبل.. بغداد سترتبط بمدينة إيرانية “مباشرة”
  • الأرصاد الجوية: أمطار وسحب رعدية على غرب ليبيا الأحد
  • استجابة واسعة لنظام المداومة صبيحة اليوم الأوّل من عيد الأضحى 
  • محافظ البصرة يرد على اتهامات هدر المال العام
  • احتفالات عيد الأضحى عبر شاشة الهاتف: أبٌ غزّي يطفئ شمعة طفله عن بُعد