وادي تعب.. شلالات ومنابع عذبة بين أحضان الجبال

تعد قرية وادي تعب في ولاية قريات بمحافظة مسقط من القرى الجبلية الجميلة التي تدهش الزائر بموقعها الجغرافي وجبالها الشاهقة وتشكيلاتها الصخرية وواحاتها الزراعية الخضراء ومياهها المنسابة والجارية والتي تشكّل شلالات مائية وبركا مائية وعيونا تغذي أفلاج القرية التي ساعدت على زراعة أنواع عديدة من الأشجار أشهر النخيل والليمون والموز وغيرها.

القرية تبعد حوالي 160 كيلو مترا من العاصمة مسقط، وتبعد عن البحر حوالي 10 كيلومترات من قرية فنس.

"عمان" استطلعت مجموعة من المغامرين ومحبي السياحة الداخلية للوقوف على أبرز المناطق السياحية للاستمتاع بالسباحة وممارسة أنشطة مغامرات التسلق والتصوير والاستكشاف.

وقال المغامر حسام البلوشي مؤسس فريق ادفانتشرزون: يعد وادي تعب من الأودية العمقية الموجودة في ولاية قريات وبالقرب من هضبة سلماه التي يقع فيها كهف الجن، وتبعد المسافة عن العاصمة مسقط حوالي ساعة وأربعين دقيقة تقريبا ويتخللها شارع غير معبد للوصول إلى الوادي لمسافة 8 كيلومترات، ويعتبر من التحديات التي نواجهها نحن المغامرون ويتطلب لعبور الطريق سائق ذو خبرة وسيارة مجهزة للطرق الوعرة.

مغامرة رياضية

ويضيف: عادة الزائر يقصد زيارة قرية وادي تعب لغرضين مختلفين؛ إما من أجل تأمل جمالية المكان مرورا بالمزارع والبيوت القديمة وصولا إلى منبع المياه القادمة من المياه الجوفية المختزنة في الجبال، والمقصد الثاني لخوض مغامرة رياضية في وادي تعب عبارة عن مشي جبلي (الهايك) به صعود ونزول وصولا إلى عمق الوادي حيث البرك المائية، ومغامرة نزول وادي تعب تتطلب أربعة انزالات أساسية وأربعة إنزالات فرعية طولها 40 مترا وأقصرها 10 أمتار، بالإضافة إلى برك مائية يصل طولها إلى 100 متر، وتكمن صعوبة المسار في النهاية حيث يجب على الشخص الصعود إلى المسافات التي تم النزول منها بالحبل وهي عبارة عن 300 متر صعودا بالمشي على الأقدام واستخدام السلالم والدرج وصولا إلى نهاية المسار حيث وقوف السيارات ويعتبر الصعود أحد التحديات التي يواجهها الشخص في كلا الحالتين سواء كانت زيارة القرية أو المغامرة.

أشهر المزروعات

من جانبه أشار المغامر هيثم الحسني إلى أن قرية تعب تقع على ارتفاع 800 إلى 900 متر من سطح البحر، وتشتهر بأشجار النخيل والليمون والموز، على الرغم من عدم وجود سكان في القرية القديمة إلا أن المزارعين يستخدمون المخازن القديمة التراثية، وتتميز القرية بوجود العيون في آخر مسار لها وهي المنبع الوحيد الذي يسقي جميع المحاصيل الموجودة عن طريق الساقية، وبها مياه جوفية تمتاز بصفائها وعذوبتها وعمقها وتعد منبعا إلى قرية حريمه وسفاه، وما زال الأهالي يستخدمون الحمير لحمل أمتعتهم في القرية.

مستلزمات ضرورية

أفاد الخطاب بن محمد العامري أحد المشاركين في الفريق: أن وادي تعب يتطلب من الشخص أن يمتلك قدرات ومهارات مرتبطة باللياقة البدنية، ومستوى التحمل ومقدار الجهد البدني، فرحلة وادي تعب من أجمل المغامرات الممتعة في تسلق الجبال والإنزالات في الأودية والسباحة فيها، لأنها تجمع بين الرياضة والمتعة والرحلات والبحث عن الهدوء والتخفيف من ضغوطات العمل، موضحا أن من الضروريات اللازمة لخوض الوادي لباس رياضي مناسب وحذاء خاص للمشي الجبلي وحقيبة ظهر مناسبة لحمل الاحتياجات الضرورية، في حين أن بعض المسارات تحتاج إلى عتاد خاص بالهبوط من الجبال مثل الحبال وخوذة الرأس وحزام خاص مع الأدوات اللازمة لهبوط الشخص بطريقة آمنة وسليمة.

جمالية الجبال والعيون

من جهتها ذكرت المغامرة إسراء الخنبشية أن تسمية وادي تعب تعود إلى وعورة الطريق الجبلي للوصول إلى القرية قديما، ويعتبر الوداي أحد الأودية التي تتميز بوفرة المياه على مدار السنة وكذلك التشكيلات الصخرية المتفردة بين الجبال الصلبة، وتتوسط الوادي عيون تنبع من الجبال، مضيفة أن هناك صعوبة في المسار ما بين المتوسط والصعب لأنه يتطلب عدة إنزالات والسباحة الإجبارية في الوادي إلى أن ينتهي المسار بصعود حاد، ولكن يضفي جمالا للمغامر، ويشعل روح التحدي حيث يستغرق المسار حوالي 7 ساعات.

وتشاركها الرأي المغامرة حمدة السعدية بقولها: وادي تعب يتميز بالمعالم الجمالية التي تكونت من تشكيلات الصخور والجبال ما يعزز جمالها الطبيعي ويزيد من جاذبيتها. وصفاوة مياه البرك المائية والشلالات المخفية وسط الجبال التي تضفي جمالية رائعة وصفاء فائقا، مما يجعلها مثالية للتمتع بمناظر طبيعية ساحرة تجعلها واحة مثالية للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

المصدر: لجريدة عمان