الجزيرة:
2025-12-14@01:47:14 GMT

يون فوسه ونوبل للآداب.. حين يكون الصمت أهم مما يقال

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

مسيرة نجاح طويلة امتدت على مدار أربعين عاما منذ نشر روايته الأولى "Rødt, svart (أحمر، أسود)" في عام 1983، تمكن خلالها الكاتب النرويجي من الفوز بعشرات الجوائز والتكريمات الهامة، وترجمت أعماله لأكثر من أربعين لغة، وعرضت مسرحياته أكثر من 900 مرة حول العالم، لتصبح أكثر الأعمال عرضا على المسرح لكاتب على قيد الحياة.

وأخيرا كُللت مسيرة الكاتب النرويجي "يون فوسه (Jun Fosse)" بالفوز بجائزة نوبل للآداب 2023، والتي فاز بها "لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يمنح صوتا لما لا يمكن قوله".

 

الطفولة.. الكتابة كملاذ آمن

منذ عمر الثانية عشرة بدأ يون فوسه في كتابة القصائد والقصص، كانت الكتابة بالنسبة له في ذلك العمر وسيلة للهروب وملاذا آمنا، وجده في طفولته ولا يزال يلجأ له حتى الآن، قد يكون مخيفا أحيانا كما يصفه "حيث يصبح طريقا للولوج إلى المجهول من خلال عبور حدود العقل، وهو ما يمكن أن يكون أمرا مخيفا إن كنت تشعر بالهشاشة الشديدة".

"من بين أفضل ذكرياتي في طفولتي، عندما كنت أخرج على متن قارب مع والدي لصيد الأسماك في فترة ما بعد الظهر وفي الليل، خاصة خلال فصل الصيف وأوائل الخريف.. تجربة المكوث في القارب عندما يحل الظلام في هذا المشهد الطبيعي".

يون فوسه

يمتد مضيق هاردانجريف البحري لمسافة 179 كيلومترا من المحيط الأطلسي إلى المناطق الجبلية الداخلية في النرويج، وعلى ضفافه نشأ الكاتب النرويجي يون فوسه، في مزرعة صغيرة نائية على الساحل الغربي للنرويج، لتتسلل إلى أعماله مشاهد متكررة تحمل عظمة المناظر الطبيعية الساحلية بعناصرها المختلفة من أكواخ الصيد والقرى المنعزلة، والبحر بمياهه وخطوطها المتموجة، وقوارب الصيد.

 

في بداياته درس يوسه الأدب في جامعة بيرغن، وعمل صحفيا، كما عمل بالتدريس في أكاديمية الكتابة في هوردالاند، وكان أحد طلابه الكاتب النرويجي الشهير "كارل أوفه كناوسغارد". جاء ظهور "يون فوسه" الأدبي الأول من خلال نشر قصة قصيرة في إحدى الصحف الطلابية في عام 1981، وبعد عامين نشر روايته الأولى " Rødt, svart (أحمر، أسود)" في عام 1983. وسرعان ما توالت أعماله الروائية لتبلغ تسع روايات كتبها خلال فترة الثمانينيات، بالإضافة إلى كتبه الشعرية وكتب الأطفال والمقالات. استمر الحال هكذا حتى جلبت الصدفة وحدها واحدة من أبرز النقلات الفنية في مسيرته.

 

من الرواية والشعر نحو المسرح

كان اسم فوسه قد بدأ في الذيوع بوصفه كاتبا للرواية والشعر حين طُلب منه الكتابة للمسرح، الصدفة وحدها قادته نحو هذه التجربة التي حملت له مفاجأة فنية حقيقية. فعبر كتابة مسرحيته الأولى "Nokon kjem til å kome (شخص ما سوف يأتي)" في عام 1992، ساعده تغيير التقنية على التحرر واكتشاف عمق آخر لم يكن متاحا له خلال كتابة الرواية أو الشعر. هكذا خرجت مسرحيته الأولى للنور وتلاها عدد كبير من المسرحيات التي استمر في كتابتها على مدار نحو 15 عاما.

عُرضت مسرحياته في أبرز مسارح النرويج، لكن انطلاقته العالمية جاءت مع تقديم المخرج الفرنسي "كلود ريجي" لمسرحيته "شخص ما سوف يأتي" في فرنسا عام 1999، وتلا ذلك عرض مسرحية "الاسم" في العام التالي في برلين.

 

كتب فوسه أكثر من ثلاثين نصا مسرحيا، وقد عرضت في العديد من أنحاء العالم في أكثر من 900 عرض لتصبح مسرحياته الأكثر أداءً لكاتب على قيد الحياة. ومن بين أبرز مسرحياته: "Namnet (الاسم)"، "Vinter (الشتاء)"، "Ein sommars dag (يوم صيفي)". في مسرحياته يتخلى يون فوسه عن قواعد الدراما التقليدية، فهو عادة ما يقدم شخصيات لا تحمل أسماء أو خلفيات اجتماعية واضحة، وإنما يشار إليها بالرجل/المرأة/الرجل الثاني.. إلخ، وهو ما يفسر ربما جاذبية أعماله حول العالم.

 

السباعية.. العودة إلى الرواية من جديد

"أرى نفسي أقف وأنظر إلى الصورة ذات الخطين المتقاطعين في المنتصف، خط أرجواني، وخط بني، إنها لوحة أوسع من ارتفاعها، وأرى أنني رسمت الخطوط ببطء، الطلاء سميك، خطان عريضان طويلان، وقد تقطرا، حيث يتقاطع الخط البني والخط الأرجواني، تمتزج الألوان بشكل جميل وتقطر وأعتقد أن هذه ليست صورة، ولكن فجأة أصبحت الصورة كما يفترض أن تكون، لقد تم الأمر، ولم يعد هناك ما يمكن القيام به بشأنه، أعتقد أن الوقت قد حان لوضعه جانبا، لا أريد أن أقف هنا عند الحامل بعد الآن، لا أريد أن أنظر إليه بعد الآن".

افتتاحية رواية الاسم الآخر، يون فوسه

منذ نشر مسرحيته الأولى وعلى مدار خمسة عشر عاما استمر يون فوسه في الكتابة للمسرح باستثناء روايات قليلة مثل "صباح ومساء" و"أليس عند النار"، وبعد مرور هذه السنوات الطويلة من الكتابة الغزيرة للمسرح، قرر فوسه العودة إلى حيث ابتدأ، لكتابة الرواية والتوقف عن الكتابة للمسرح.

 

ترافق ذلك مع عدد من القرارات والتحولات الحاسمة في حياته، حيث اتخذ قرارا بالامتناع عن شرب الخمر بعد أن شارف على الموت بسبب التسمم الكحولي، وكذلك تحوله إلى الكنيسة الكاثوليكية، وإبطاء وتيرة حياته المتسارعة، وهكذا تفرغ لكتابة أطول وأهم أعماله الروائية "septology (السباعية)". ويتضمن العمل ثلاثة مجلدات تحمل عناوين: "الاسم الآخر 2019 (The Other Name: Septology I-II)، و"أنا آخر (2020 I Is Another: Septology III-V)"، و"اسم جديد" (2021 A New Name: Septology VI-VII).

 

حققت الرواية نجاحا كبيرا، وترجمت إلى أكثر من 20 لغة، كما رشح المجلد الثالث في القائمة القصيرة لجائزة البوكر الدولية للعام السابق 2022. وتدور الروايات الثلاث خلال سبعة أيام حول ما يشبه مونولوجا بين رجل وانعكاسه، والذي يظهر في صورة رجل آخر يحمل الاسم نفسه (آسل) وكلاهما رسام، تطرح الرواية تساؤلات حول مفهوم الذات والدين والهوية والفن وما الذي يجعلنا من نحن عليه عبر تقديم نسختين متقابلتين من الشخص نفسه، الرواية مكتوبة في ما يشبه جملة واحدة طويلة، دون أي علامات توقف لما يقارب الألف صفحة. فيما وصفه في أحد حواراته بأنه نوع من صوفية الحياة العادية أو "الواقعية الصوفية".

 

يبدأ كل جزء من الأجزاء الثلاثة بالافتتاحية نفسها، حيث يفكر آسل في كيفية إنهاء لوحته. عُرف أسلوب "فوسه" في روايته بالنثر البطيء، وهو التعبير الذي استخدمه في مقارنة الرواية بأعماله المسرحية التي اعتمدت على الكثافة والقصر. بينما أراد في الرواية أن يحقق نوعا من الإبطاء في حياته وكتابته على حد سواء، كي تتدفق اللغة ويتمكن من منح كل لحظة ما تستحقه من وقت. وهو ما تمكن من تحقيقه بالفعل عبر "Septology"، من خلال العبارات الطويلة المتدفقة، وقد كان عدد صفحات المجلدات الثلاثة يتجاوز الـ1500 صفحة عند الانتهاء من كتابتها، اضطر لحذف الكثير منها كي يصل بالرواية لشكلها النهائي.

 

الصمت والتكرار في أعمال يون فوسه

"كل شيء مرئي

كل شيء يمكن رؤيته

الأشياء التي يخفيها الناس بما يقولون

الأشياء ربما لا يعرفونها حتى عن أنفسهم

أرى كل ذلك".

مسرحية أنا الريح، يون فوسه

لا تتحدث شخصيات فوسه كثيرا، فهو كما قال في حواره لصحيفة لوموند لا يكتب عن الشخصيات بالمعنى التقليدي بقدر ما يكتب عن الإنسانية.

 

نشر يون فوسه مجموعته الشعرية الأولى في عام 1986، ومنذ ذلك الحين لعب الشعر دورا كبيرا في إحساسه بحدود اللغة، إذ يعمد يون فوسه في نثره لاستخدام خيارات بسيطة وغير معقدة للكلمات، وتعتمد لغته على الإيقاع المتكرر والذي يستخدم لدفع القصة، ليصبح القاسم المشترك في أعماله هو التكرار، وهو ما قد يمثل تحديا للقارئ، خاصة مع اعتماد فوسه على موضوعات أساسية مجردة مثل الولادة والموت والعزلة، ويقول عن ذلك: "لا تقرأ أعمالي بحثا عن الحبكات".

 

مكنته الكتابة للمسرح من استخدام فترات التوقف والصمت، والتي يعتبرها بنفس أهمية الكلمات. وهو ما وصفه بيتر فرانكن في خطاب منحه الدكتوراه الفخرية من أكاديمية ياناتشيك للفنون المسرحية: "تقوم شخصيات فوس بتمرير الكلمات لبعضها بعضا وتكرارها، ما يؤدي إلى تأرجحها على طول موجات من الفهم الإنساني والرغبة في الفهم. ومع كل تكرار، تظهر سياقات جديدة، وأعماق جديدة، وإدراكات جديدة. تظهر متعة الاكتشاف. وبينما نقرأ كل تلك الجمل الطويلة، التي غالبا ما تكون خالية من علامات الترقيم، نشعر في الواقع أن المسرحية أو الرواية تستولي على الوقت وتشوش إدراكنا للحاضر. يبدو إيمان فوس باللغة وقوتها الهشة غير نهائي. ففي نهاية المطاف، هو نفسه يقول بمبالغة متعمدة إن كتابته ليست عن شيء ما، بل هي في حد ذاتها شيء!".

 

بالإضافة للتكرار واستخدام الصمت والإيقاع، يعتبر تعدد طبقات الزمن سمة مميزة لأعماله سواء المسرحية أو الروائية، ففي أغلب مسرحياته، على الرغم من التزامه بوحدة المكان، كثيرا ما تتجلى طبقات الزمان المختلفة، والتي قد تمتد إلى أجيال.

 

هناك العديد من التشابهات بين أعمال فوسه المختلفة، وهو يشبه ذلك برسام جيد يرسم نفس الفكرة مرارا وتكرارا من زوايا مختلفة، ما ينتج علاقات مثيرة للاهتمام بين أعماله المختلفة، حيث كتب بعض مسرحياته استنادا إلى رواياته التي كتبها في الثمانينيات. وهو ما أفاد مخرجي مسرحياته أيضا الذين قدم بعضهم رؤى مسرحية تجمع بين أكثر من عمل من أعماله المسرحية في عرض واحد.

 

النينورسك.. الانحياز للغة طازجة

تعرف اللغة النرويجية شكلين رسميين للكتابة، أحدهما هو "بوكمول (Bokmål)"، والتي تعني لغة الكتاب، وقد تطور من اللغة الدنماركية بشكل أساسي، ويستخدمه حوالي 80-85% من النرويجيين، والشكل الثاني هو "نينورسك (Nynorsk)"، ويعني "النرويجية الجديدة"، ويعود للهجات النرويجية واللغة الاسكندنافية القديمة.

كتاب "Kafka: Toward a Minor Literature (كافكا: من أجل أدب أقلي)" للكاتبين جيل دولز وفيليكس جواتاري. (الصورة: الجزيرة)

وقد اختار فوسه الكتابة دائما بلغة النينورسك رغم اعتبارها لغة كتابة أقلية، وقد أشار إلى أن ذلك يمنحه ميزة، فهي لا تستخدم في الإعلانات التجارية أو الأعمال، وهو ما يجعلها على حد قوله تتمتع بنوع من النضارة لا تتمتع به البوكمول. وقد تأثر في ذلك بكتاب "Kafka: Toward a Minor Literature (كافكا: من أجل أدب أقلي)" للكاتبين جيل دولز وفيليكس جواتاري، حيث شعر أن الكتابة بالنينورسك تشبه حالة كافكا إلى حد كبير. كما يعد صوت وإيقاع نينورسك، بالإضافة إلى الوقفات المحددة بدقة، من أهم عوامل بناء الإيقاع في لغة فوسه، سواء على مستوى الشعر أو النثر.

 

ويرى فوسه أن الحظ حالفه بإتاحة جميع أعماله المسرحية والكثير من رواياته للترجمة بالإنجليزية وبغيرها من اللغات، لكونه يكتب بلغة نادرة يستخدمها في الكتابة ما يقارب نصف مليون شخص فقط، وإن كان كل من يتحدث النرويجية يفهمها.

 

فيتزيكارالدو.. الطريق إلى نوبل دار النشر المستقلة "فيتزيكارالدو إيديشنز (Fitzcarraldo Editions)". (الصورة: مواقع التواصل)

ومن المثير للتأمل أن يون فوسه هو المؤلف الخامس الذي يحصل على نوبل من بين المؤلفين الذين نشرت ترجماتهم عبر دار النشر المستقلة "فيتزيكارالدو إيديشنز (Fitzcarraldo Editions)"، حيث سبقه إلى نوبل أربعة كتاب، هم أولجا توكارتشوك وألفريد يلينيك وسفتيلانا أليكسفيتش وآني آرنو. ومن الجدير بالذكر أيضا أنها دار النشر نفسها التي صدر عنها كتاب الناشط المصري علاء عبد الفتاح "لم تهزموا بعد" بالإنجليزية.

 

في محاولة طريفة لتفسير هذا النجاح الساحق، يقول جاك تيستارد، ناشر الدار، أن ذوقه يتوافق مع ذوق "مجموعة من كبار السن البرجوازيين من الشعب السويدي". لكن بول كيجان، المحرر السابق في بنجوين كلاسيكس، يقول في معرض تفسيره لنجاح فيتزيكارالدو إن "تيستارد" يقرأ الروايات بعدد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، ويتمكن من استكشاف المؤلفين الذين يفتقدهم المحررون الآخرون في عالم النشر البريطاني، والذي يرى أنه لا يزال "أحادي اللغة ومنعزلا".

"لست أنا من يكتب. عندما أجلس للعمل، شيء ما بداخلي يبدأ بالكتابة، إنها مثل شخصية مختلفة تكتب بنفسها، مثل شيطاني المبدع. لقد تخلصت من العديد من الشياطين الأخرى، لكن شيطاني المبدع، شيطان الكتابة، لحسن الحظ لا يزال معي".

يون فوسه

———————————————————————————-

المصادر:

1- Discover the shortlist: Jon Fosse, ‘I felt I had something crucial to say

2-God, Art and Death in the Same (Very Long) Sentence

3-Finding the word to break the ice

4-Speech of dean Petr Francán on the occasion of the Honorary Doctorate bestoved on Jon Fosse by the Janáček Academy of Performing Arts, 15 October 2021, Brno

5-A Second, Silent Language: A Conversation with Jon Fosse

6-Jon Fosse: ‘The idea of writing another play doesn’t give me pleasure’

7-How a Tiny British Publisher Became the Home of Nobel Laureates

8-Jon Fosse’s Search for Peace

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الکاتب النرویجی یون فوسه أکثر من وهو ما فی عام

إقرأ أيضاً:

حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية

رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر في وقت سابق الخميس واتهم فصائل فلسطينية مسلحة بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

واعتبرت الحركة أن التقرير يستند إلى رواية الاحتلال الإسرائيلي ويتضمن مغالطات وتناقضات جوهرية، في وقت يواصل فيه الاحتلال التغطية على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.

حماس: تقرير العفو "مغلوط ومشبوه"
قالت حماس في بيان رسمي إنها ترفض "بشدة" ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية، معتبرة أنه "يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى"، وأنه يتجاهل الحقائق التي وثقتها منظمات حقوقية، بعضها إسرائيلية. 

وأكدت الحركة أن التقرير "مغرض ومشبوه" ويحتوي على "مغالطات وتناقضات" تتناقض مع ما أثبتته تسجيلات ووثائق وتحقيقات ميدانية.

وأشارت الحركة إلى أن بعض مزاعم العفو الدولية، مثل "تدمير مئات المنازل والمنشآت"، ثبت أنها وقعت بفعل القوات الإسرائيلية نفسها عبر القصف الجوي والبري. 

كما أوضحت أن "الادعاء بقتل المدنيين" يناقض تقارير عدة أكدت أن جيش الاحتلال هو من قتلهم في إطار تطبيقه "بروتوكول هانيبال" الذي يجيز إطلاق النار على الإسرائيليين لمنع أسرهم.

اتهامات بالاستناد إلى رواية الاحتلال
ورأت الحركة أن ترديد التقرير "أكاذيب الاحتلال" حول العنف الجنسي والاغتصاب وسوء معاملة الأسرى يؤكد أن الهدف الحقيقي هو "التحريض وتشويه المقاومة"، مشيرة إلى أن "العديد من التحقيقات الدولية" سبق أن فندت تلك الادعاءات. 

وشددت حماس على أن "تبني منظمة العفو لهذه المزاعم يضعها في موقع المتواطئ مع الاحتلال، ومحاولاته شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية".

وطالبت الحركة المنظمة الدولية بالتراجع عن التقرير "غير المهني" ورفض الانجرار خلف الرواية الإسرائيلية الهادفة – بحسب البيان – إلى طمس حقيقة جرائم الإبادة الجماعية التي تحقق فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.


غياب المنظمات الدولية عن غزة
وأكدت حماس أن حكومة الاحتلال منعت منذ الأيام الأولى للحرب دخول المنظمات الدولية وفرق الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما حظرت وصول فرق التحقيق المستقلة إلى مسرح الأحداث. 

وأوضحت أن "الحصار المفروض على الشهود والأدلة" يجعل أي تقارير تصدر عن جهات خارج القطاع "غير مكتملة ومنقوصة"، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني يعتمد على الحقائق الميدانية.

تقرير العفو الدولية
وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت في وقت سابق الخميس تقريرا موسعا من 173 صفحة، اتهمت فيه فصائل فلسطينية – وفي مقدمتها حماس – بارتكاب "انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر أو ما تلاه من احتجاز وإساءة معاملة للرهائن.

وجاء في التقرير أن الفصائل الفلسطينية "واصلت ارتكاب الانتهاكات" عبر احتجاز الرهائن وسوء معاملتهم، واحتجاز جثامين تم الاستيلاء عليها، مشيرا إلى أن "قتل أكثر من 1221 شخصا في إسرائيل" – وفق تصنيف المنظمة – يرقى إلى "جريمة إبادة ضد الإنسانية".

كما تضمن التقرير اتهامات بالاغتصاب والعنف الجنسي، رغم أن المنظمة أقرت بأنها لم تتمكن من توثيق سوى "حالة واحدة فقط"، الأمر الذي حال دون تقدير حجم الانتهاكات المزعومة بدقة.

إبادة إسرائيلية في غزة
وفي المقابل، تجاهل تقرير العفو الدولية – بحسب حماس – حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية وتهجير معظم سكان القطاع قسرا.

وأفرجت حماس خلال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها، إضافة إلى تسليم جثامين المتوفين، باستثناء أسير واحد قالت إنها ما تزال تبحث عنه.

مقالات مشابهة

  • رامي إمام يكشف رد فعل والده الزعيم على فيلم “البحث عن فضيحة”
  • «دقات القلب».. مصطفى حجاج يطرح أحدث أعماله الغنائية
  • دراسة جديدة: الزلزال القادم في إسطنبول قد يكون الأعنف منذ 1766
  • بالقانون الجديد .. متى يكون الحكم باتًا ونهائيًا؟
  • عمرو أديب : الله يكون بعونك يا مو
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
  • حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية
  • ابن سائق محمد صبحي يقلب الرواية المتداولة رأسًا على عقب .. تفاصيل
  • ماذا يقال عند رؤية الضباب؟
  • جامعة أسيوط تنظّم ورشة عمل حول الكتابة والصياغة الإبداعية للخطابات