تعاني مصر من ارتفاع معدلات التضخم ونقص العملات الأجنبية وانخفاض قيمة العملة المحلية (الجنيه)، وتعرض اقتصادها لانتكاسة جديدة في وقت يسعى فيه رئيسها عبد الفتاح السيسي إلى إعادة انتخابه لفترة ثالثة في انتخابات ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بحسب آدم لوسينتي في تقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".

وأضاف لوسينتي أن "الاقتصاد المصري تعرض لضربة جديدة مساء الخميس (الماضي)؛ إذ خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للبلاد؛ مما أثار في البداية رد فعل سلبي في أسواق السندات في مصر قبل أن تنتعش (أمس) الجمعة".

وخفضت "موديز"، ومقرها نيويورك، تصنيف إصدارات مصر بالعملة الأجنبية والمحلية من B3 إلى Caa1، "مما يشير إلى أن التزامات الدين ذات وضع ضعيف وتخضع لمخاطر ائتمانية عالية جدا"، وفقا لمعايير الوكالة.

ولفتت "موديز" إلى النقص المستمر في العملات الأجنبية في مصر، بالإضافة إلى "خيارات السياسة المقيدة بشكل متزايد لإعادة التوازن إلى الاقتصاد دون تفاقم المخاطر الاجتماعية".

وعدلت الوكالة النظرة المستقبلية لمصر إلى "مستقرة"، "مما يشير إلى أنها تتوقع أن تظل مصر عند الدرجة  Caa، كما أضاف لوسينتي.

وقالت الوكالة إن هذا القرار يرجع إلى "سجل مصر الحافل بالإصلاح الاقتصادي والاستمرار المتوقع للدعم من صندوق النقد الدولي".

وبعد إعلان "موديز"، انخفضت السندات الدولية المقومة بالدولار للحكومة المصرية بنحو ثلاثة سنتات، وهو أدنى سعر منذ مايو/ أيار الماضي، ثم انتعشت معظم السندات في وقت لاحق أمس الجمعة، لتتراوح الخسائر بين 0.2 و0.5 سنت، وفقا لرويترز.

اقرأ أيضاً

مديرة صندوق النقد: مصر ستستنزف احتياطياتها ما لم تخفض قيمة الجنيه مجدداً

7 مليارات دولار

لوسينتي قال إن "احتياطيات مصر من العملات الأجنبية انخفض بأكثر من 7 مليارات دولار في العام الماضي؛ تحت وطأة الحرب (الروسية) في أوكرانيا، مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وهذا الانخفاض يجعل من الصعب على الحكومة سداد التزامات ديونها".

ولفت إلى أن "مصر خفضت قيمة عملتها ثلاث مرات منذ مارس (آذار) 2022 في محاولة لتحسين ميزانها التجاري بعد الغزو الروسي لأوكرانيا".

وأضاف أنها "وافقت أيضا على سعر صرف أكثر مرونة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي للحصول على حزمة مساعدات من صندوق النقد الدولي. ويبلغ سعر الصرف الرسمي الآن حوالي 30 جنيها للدولار الأمريكي، انخفاضا من حوالي 15 جنيها للدولار في أوائل العام الماضي".

والخميس الماضي، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن مصر "ستستنزف" احتياطياتها الأجنبية إذا لم تخفض قيمة الجنيه بشكل أكبر.

و"مع ذلك، فإن تخفيض قيمة العملة يؤدي أيضا إلى زيادة التضخم، بينما تعاني مصر بالفعل من ضغوط كبيرة، إذ بلغ معدل التضخم السنوي مستوى قياسيا بلغ 39.7% في أغسطس/ آب الماضي"، كما تابع لوسينتي.

وزاد بأن "السيسي أعرب في يونيو/ حزيران (الماضي) عن تردده في خفض قيمة العملة مرة أخرى، بقوله: "نحن مرنون في سعر الصرف، لكن عندما يتعرض الموضوع لأمن مصر القومي ويتأثر الشعب المصري بسعر الصرف، فهذا مرفوض".

بحسب رويترز، أوقفت بعض البنوك المصرية استخدام بطاقات الخصم بالجنيه المصري خارج البلاد استجابة لنقص العملة الأجنبية، وفرضت قيودا على سحب العملات الأجنبية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استجابة لأزمة السيولة.

اقرأ أيضاً

الإصلاح الذاتي والاضطراب الدموي والانهيار البطئ.. 3 سيناريوهات متوقعة في مصر

تقييمات سلبية

ومشيرا إلى أن "موديز" إحدى وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى في العالم، قال لوسينتي إن "تخفيض التصنيف الائتماني يعد انتكاسة للاقتصاد المصري، فتصنيفها الضعيف سيؤثر على قدرة مصر على الحصول على القروض بشروط مواتية وجذب الاستثمارات الأجنبية".

وأشار إلى أن "إعلان موديز هو الأحدث في سلسلة من التقييمات السلبية للاقتصاد المصري، إذ أفادت شركة الخدمات المالية S&P Global  الثلاثاء الماضي بأن مؤشر مديري المشتريات في مصر انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر عند 48.7 في سبتمبر (أيلول الماضي). وتشير الدرجة الأقل من 50 إلى الانكماش الاقتصادي".

والإثنين الماضي، أعرب بنك الاستثمار "مورجان ستانلي" عن مخاوفه بشأن مبادرات الإصلاح التي تتخذها الحكومة.

و"تأتي المشاكل الاقتصادية في مصر في وقت يسعى فيه السيسي لولاية ثالثة في انتخابات ديسمبر، وتضمن خطابه بشأن الأزمة الاقتصادية في نهاية الأسبوع الماضي ملاحظات غريبة. وفي مرحلة ما، شجع السيسي الشباب المصريين على التبرع بالدم لكسب المزيد من المال"، كما زاد لوسينتي.

وتابع أن "الوضع الاقتصادي ورئاسة السيسي يواجهان في الآونة الأخيرة احتجاجات في البلاد رفضا لقبضته على السلطة".

ويتولى السيسي الرئاسة منذ عام 2014، ومن شبه المؤكد أن يفوز بفرتة رئاسية ثالثة مدتها 6 سنوات.

اقرأ أيضاً

"فاير أوبزرفر": السيسي يتحايل على صندوق النقد ويعمق اقتصاد الجيش

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر اقتصاد انتكاسة السيسي رئاسة انتخابات العملات الأجنبیة صندوق النقد فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا

يرى الكاتب الصحفي جوناثان فريدلاند أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تعد مجرد شريك متردد لأوروبا، بل تحولت إلى طرف معادٍ يسعى صراحة إلى التأثير في مستقبلها السياسي.

وقال الكاتب -في عموده بصحيفة غارديان- إن الأمر وصل إلى العمل على تغيير الأنظمة داخل القارة، استنادا إلى ما ورد في إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي تقول إن "تنامي نفوذ الأحزاب الأوروبية الوطنية" مدعاة لتفاؤل كبير، وإن الولايات المتحدة ستفعل ما بوسعها لمساعدة أوروبا على "تصحيح مسارها الحالي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: "الدعم السريع" تحتجز آلاف الرهائن وتقتل مَن لا يدفع فديةlist 2 of 2نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلاend of list

وقد وجهت إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة انتقادات حادة إلى أوروبا، واعتبرتها مهددة بالاندثار الحضاري بسبب الهجرة وتراجع المواليد وما تصفه بقمع حرية التعبير.

ترامب وقادة أوروبيون والأمين العام لحلف الناتو مارك روته يحضرون اجتماعا في البيت الأبيض (الأناضول)

وأكد الكاتب أن هذا الخطاب الذي يعكس رؤية ثقافية وعنصرية ترى أن أوروبا تفقد هويتها البيضاء والمسيحية لا يقتصر على لغة أيديولوجية أو مزايدات إعلامية، بل يمثل خطة سياسية واضحة تعلن واشنطن بموجبها نيتها دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة واليمين المتشدد في دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والعمل على إضعاف الاتحاد الأوروبي.

ويربط فريدلاند هذا التوجه بالمصالح الروسية، معتبرا أن تقويض الاتحاد الأوروبي هدف إستراتيجي قديم بالنسبة لموسكو، وهو ما يفسر الترحيب الروسي بالسياسة الأميركية الجديدة، في تقاطع غير مسبوق بين موقفي واشنطن والكرملين.

لحظة مفصلية

ويتناول المقال أسباب العداء الأميركي للاتحاد الأوروبي، مرجحا أن جزءا منه يعود إلى قدرة الاتحاد على فرض قيود وتنظيمات تحد من نفوذ شركات أميركية وشخصيات نافذة مثل إيلون ماسك، إضافة إلى رغبة ترامب في التعامل مع دول أوروبية متفرقة يسهل الضغط عليها بدل تكتل قوي موحد.

إعلان

وبغض النظر عن الدوافع يؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة باتت ترى الاتحاد الأوروبي خصما لا حليفا، وهو واقع لم يعد قابلا للإنكار، وبالفعل حاول المدافعون عن ترامب القول إن الإدارة لا تعادي أوروبا بحد ذاتها، بل الاتحاد الأوروبي تحديدا.

أوروبا تواجه لحظة مفصلية تتطلب شجاعة سياسية للاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة عميقة، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد مضمونا

وعلى الصعيد الأمني، ينتقد فريدلاند الموقف الأميركي من الحرب في أوكرانيا، معتبرا أن واشنطن تمارس ضغوطا على كييف للقبول بشروط تصب في مصلحة روسيا، في وقت يتجاهل فيه قادة أوروبيون -بمن فيهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته– حقيقة أن أقوى دولة في الحلف باتت أقرب إلى موسكو منها إلى حلفائها التقليديين.

من جهة أخرى، يسلط الكاتب الضوء على التناقض في الموقف البريطاني، حيث يعلن رئيس الوزراء كير ستارمر دعمه لأوكرانيا، لكنه يواصل إعطاء الأولوية للعلاقة مع واشنطن على حساب التعاون الأوروبي، سواء في ملفات الدفاع أو التجارة.

ويخلص المقال إلى أن أوروبا تواجه لحظة مفصلية تتطلب شجاعة سياسية للاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة عميقة، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد مضمونا.

وفي ظل هذا الواقع، يدعو الكاتب القادة الأوروبيين إلى مواجهة الحقيقة وبناء موقف أوروبي أكثر استقلالية وتماسكا بدل التمسك بعلاقات لم تعد متبادلة ولا قائمة على الثقة القديمة.

مقالات مشابهة

  • قيمة استثنائية مقابل سعر .. شاومي تغزو الأسواق بهاتف جديد إليك أهم مواصفاته
  • منتخب مالي يسعى لكتابة تاريخ جديد في بطولة أمم أفريقيا 2025
  • من قبلي لـ بحري.. مواعيد قطارات اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025
  • دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • أكلة العدس ملك الشتاء.. قيمة غذائية عالية وفوائد صحية| وصفات جديدة
  • وثيقة مسرّبة .. ترامب يسعى لخروج أربع دول من الاتحاد الأوروبي
  • لو مسافر الصعيد.. مواعيد القطارات على خط «القاهرة - أسوان» اليوم السبت 13 ديسمبر 2025
  • ترامب يحذر: استمرار التصعيد في أوكرانيا قد يؤدي لـ«حرب عالمية ثالثة»
  • ترامب: النزاع في أوكرانيا قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة