الحرب في إسرائيل.. اختبار لسياسة بايدن الخارجية في 2024
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
لا تتوقف السباقات الرئاسية عادة على الأزمات في الدول البعيدة، لكن الصراع المسلح الذي اندلع في إسرائيل يهدد بتقويض حجة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن خبرته في السياسة الخارجية تجعل العالم "أكثر أماناً".
المرشحون الجمهوريون يأملون في الإطاحة بالرئيس جو بايدن، ملقين اللوم عليه في الأزمة التي تشهدها إسرائيل
وقال خبراء لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إن الهجمات التي شنها مقاتلو حماس تكشف عن أوجه القصور في الاستخبارات الإسرائيلية ، بينما تثير تساؤلات جديدة حول ما ستحصل عليه الولايات المتحدة مقابل الوقت الذي تقضيه في بناء قدرات المراقبة والشراكات في الشرق الأوسط.
وقال بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط: "هذا فشل استخباراتي هائل من قبل الإسرائيليين والأمريكيين، لا أرى أي سبب للاعتقاد بأن واشنطن أو القدس كان لديهما أي توقع بأن هذا سيأتي".
Republican candidates hoping to unseat President Joe Biden in 2024 quickly blamed him for the crisis in Israel. https://t.co/9R3SmJfkla
— NBC News (@NBCNews) October 8, 2023 اضطرابات متضاعفةوذكرت الشبكة أن بايدن، باعتباره رئيساً تعهد باستعادة الكفاءة في ساحة السياسة الخارجية، إلا أنه يواجه الآن اتهامات من خصومه السياسيين، بأن بؤر الاضطرابات العالمية تتضاعف في عهده.
وأظهرت استطلاعات الرأي، أن الأمريكيين باتوا معارضين لشحنات الأسلحة التي تقدمها إدارة بايدن إلى أوكرانيا في حربها الطاحنة مع روسيا. وسط توقع جنرال في القوات الجوية الأمريكية في يناير(كانون الثاني) الماضي، أن الولايات المتحدة والصين قد تكون في حالة حرب بحلول عام 2025.
وسارع المرشحون الرئاسيون الجمهوريون إلى انتقاد بايدن، بعد أن شنت حماس هجومها على إسرائيل، وأصدرت حملة المرشح الجمهوري الأوفر حظاً دونالد ترامب بياناً ركز على 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية التي جمدتها الولايات المتحدة من خلال العقوبات.
وجاء في بيان حملة ترامب: "قبل شهر واحد، حذر الرئيس ترامب من أن ضعف جو بايدن ودفعه لـ 6 مليارات دولار لإيران، سيستخدمان في الإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا بالضبط ما يحدث الآن".
ووفق الشبكة، لا يوجد دليل على أن مبلغ الـ 6 مليارات دولار ساعد في تمويل الهجمات، وقال مسؤولون أمريكيون إن الأموال لا يمكن استخدامها إلا للأدوية والغذاء والأغراض الإنسانية، بموجب الشروط الموضوعة عند إطلاقها.
التشديد على إيرانوتعليقاً على بيان حملة ترامب، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذه الأموال ليس لها أي علاقة على الإطلاق بالهجمات المروعة اليوم، وهذا ليس الوقت المناسب لنشر معلومات مضللة" .
ويبدو أن نهج بايدن تجاه إيران سيحظى بمزيد من الاهتمام مع تطور الأعمال العدائية مع حماس، وفي مقطع فيديو نُشر أمس السبت، قال حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، وهو مرشح رئاسي آخر، إن "سياسات بايدن تساهلت مع إيران، وساعدت في ملء خزائنهم". وأضاف "سوف نقف إلى جانب إسرائيل بينما تقوم باجتثاث حماس، ونحن بحاجة إلى الوقوف في وجه إيران".
وفي مواجهة واحدة من أخطر أزمات السياسة الخارجية في ولايته، تحدث بايدن مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس. وفي وقت لاحق من نفس اليوم، ألقى خطاباً تلفزيونياً مقتضباً من البيت الأبيض، قال فيه إن "دعم أمريكا لإسرائيل صارم"، بينما حذر أعداء إسرائيل من "استغلال هذه الهجمات".
Israel is now under attack by Iranian-backed Hamas terrorists. Iran has helped fund this war against Israel and Joe Biden's policies that have gone easy on Iran have helped fill their coffers.
We are going to stand with Israel as they root out Hamas and we need to stand up to… pic.twitter.com/FENQtAxiDE
وبدوره، قال ديفيد روثكوبف، محلل السياسة الخارجية الذي كان مسؤولاً تجارياً بارزاً في إدارة كلينتون، في مقابلة أجريت معه: "كل ما يحدث أثناء رئاسة الرئيس، يحمل في طياته القدرة على رفع مستوى العلاقات أو التحول إلى مشكلة، هذه هي الأشياء التي اختبرتها الإدارات السابقة والتي تعثرت بشأنها، لكن حتى الآن في هذه الحالة كما في الحالات السابقة، كان رد إدارة بايدن هو بالضبط ما تريده".
وتساءلت الشبكة حول ما إذا كان بايدن سيحافظ على التصميم الذي أظهره في خطابه يوم أمس، في وقت تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم مضاد مخيف، وقد يتوقع مواطنوها نفس الشيء، وسط صور مقاتلي حماس وهم يختطفون مواطنين إسرائيليين ويعيدونهم إلى غزة.
وقال ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في إدارة ترامب: "هذا حقاً شيء لم تشهده إسرائيل من قبل". وأشار إلى أنه سمع حوالي 10 صفارات إنذار للغارات الجوية منذ بدء الصراع، مما أجبر عائلته على اللجوء إلى ملجأ من القنابل، مضيفاً "أستطيع فقط أن أخبرك أن الناس غاضبون ومتألمون ويشعرون بالضعف الشديد والانكشاف بطرق لم تحدث لهم منذ عقود".
وفي معارك سابقة مع حماس، واجهت إسرائيل ضغوطاً دولية للانسحاب. وإذا تزايدت الخسائر في صفوف المدنيين هذه المرة في غزة، فقد يدعو أعضاء الكونغرس الأمريكي التقدميون بايدن إلى مطالبة نتانياهو بالتنحي.
خلاف مع نتانياهوومن التعقيدات الأخرى التي يواجهها بايدن، العلاقة المشحونة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والتي تعود إلى سنوات مضت. وعارض نتانياهو الاتفاق النووي الإيراني، وأشاد بـ"القرار الجريء" الذي اتخذه ترامب عندما انسحب الرئيس السابق من الاتفاق، وقال أيضاً إن ترامب قد صنع "التاريخ" بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس في عام 2018.
وأصر بايدن ذات مرة على أنه ونتانياهو كانا "أصدقاء" خلال فترة توتر في إدارة أوباما، ولكن في وقت سابق من هذا العام، وصل الخلاف بين بايدن ونتانياهو إلى ذروته. حيث عارض علناً الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي أجراه رئيس الوزراء، والذي من شأنه أن يمنح نتانياهو وحلفائه المتدينين والمحافظين المزيد من السيطرة على المحكمة العليا، وأثارت هذه الخطوة احتجاجات واسعة النطاق في إسرائيل.
والآن، مع مواجهة إسرائيل لتهديد عسكري جديد خطير، أصبحت مهمة بايدن أكثر صعوبة: يجب عليه إدارة علاقة حساسة مع رئيس وزراء في زمن الحرب، ومساعدة أوكرانيا على صد الغزو الروسي، والفوز في السباق ضد الجمهوريين الذين يتوقون إلى تصوير سياسته الخارجية على أنها فاشلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا الكونغرس السیاسة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية: إنهاء الحرب بغزة يصب في مصلحتنا ومباحثات الدوحة مستمرة
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن المناقشات الهادفة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، لا تزال متواصلة في العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدة أن إنهاء الحرب يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
وأضافت "الخارجية الأمريكية" في تصريحات أنها ستستخدم "كل أدواتها" لممارسة الضغط على كل من "إسرائيل" وحركة حماس من أجل وقف القتال وبلوغ اتفاق لوقف إطلاق النار.
وشهدت مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، حراكا، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، وقامت حركة حماس، بخطوة في إطار "حسن النوايا"، بالإفراج عن الجندي الأسير الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، بعد مفاوضات مباشرة مع مسؤولين أمريكيين.
ووصل إلى الدوحة مساء أمس، وفد تفاوض الاحتلال، برئاسة نائب رئيس الشاباك، برفقة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ومسؤول شؤون الرهائن في الإدارة الأمريكية أدم بولر.
وأكدت حركة حماس مرارا استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب جيش الاحتلال والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يتعنت في مطالبه، ويطرح شروطا بشكل متواصل من أجل عرقلة المفاوضات، والإستمرار في العدوان على القطاع.
وكانت القناة 12 العبرية، قالت إن الأمريكيين يمارسون ضغطا "هائلا" على الاحتلال وحماس، من أجل إنجاز صفقة.
وأوضحت أن الأمريكيين، يصرون على أن من لا يسير معهم، سيخسر كثير، في ظل التعنت الكبير لرئيس حكومة الاحتلال، ومحاولته إفشال جهود الوساطة.
وذكرت التقارير العبرية، أنه "بينما لا يزال وفد التفاوض الإسرائيلي متواجدة في قطر، أجرى ويتكوف مباحثات مع مسؤولين قطريين وممثلي الوسطاء، في حين يواصل نتنياهو اجتماعاته في إسرائيل مع طاقم التفاوض ومستشاريه الأمنيين".
ونقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية أن "ويتكوف منخرط شخصيا وبشكل مباشر في جهود إطلاق سراح الأسرى"، مشيرا إلى أن "الرئيس ترامب لن يفرض على إسرائيل أي خطوات لا ترغب بها".
وذكرت القناة أن مكتب نتنياهو يشهد، منذ اجتماعات "دراماتيكية" تحت ضغط مكثف من الإدارة الأميركية. ونقلت عن مسؤول مطلع على هذه المشاورات قوله إن "الولايات المتحدة أوضحت عرضها يتمثل بـ"خذوا الاتفاق أو ننسحب"، وتشدد على أن "من يرفض التعاون معها سيخسر الكثير".
وفي السياق ذاته، نقلت قناة i24NEWS عن مصادر إسرائيلية قولها إنه "لا يوجد أي تقدم في المحادثات الجارية في قطر، ولا تغيير في موقف حركة حماس".
هذا وأطلق أكثر من 65 من الأسرى السابقين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، نداء إلى رئيس نتنياهو والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طالبوا فيه بعدم تفويت "الزخم التاريخي" الحالي، ودعوا إلى مواصلة الجهود للتوصل إلى صفقة شاملة في إطار تحرك إقليمي واسع.
وجاء في الرسالة: "نعتقد أن أمام حكومة إسرائيل فرصة حقيقية للعودة إلى طاولة المفاوضات. نطلب منكم، كل من يشارك في ذلك، ألا تغادروها قبل توقيع صفقة شاملة". وبحسب الموقعين، فإن "أغلبية المجتمع الإسرائيلي تريد استعادة الرهائن، حتى ولو كان الثمن وقف القتال".