تطمئن الغالبيَّة العظمى من مستخدمي الإنترنت عِندما يعلن الموقع أو التطبيق الذي يستخدمون عن حرصهم الشديد على عدم مشاركة معلوماتهم «الشخصيَّة» مع جهات أخرى. ويمكن القول إنَّ جُلَّ هؤلاء صادقون بهذا الأمْرِ، لكن ما هي المعلومات التي يتمُّ بيعها لدوَل وأجهزة أمنيَّة دوليَّة وشركات ومراكز دراسات وأبحاث؟
خلال مناقشة مشاركة المعلومات الشخصيَّة يبادر الكثيرون في القول، إنَّ معلوماتهم لا تحمل أيَّة أسرار، بل إنَّها معلومات معروفة.
عَلَيْنا أن نعرفَ أنَّ خوارزميَّات المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي تتتبع جميع نشاطات المستخدم في الإنترنت وتُحلِّلها وتصبح جاهزة للاستخدام لأغراض كثيرة وحسب الجهة التي تحتاج لذلك. فتوقُّف المستخدم عِند منشور أو فيديو أو صورة يتمُّ تأشيرها، بناء على مدَّة التوقُّف وهل تتناسب والموضوع المنشور؟ وفي حال كان التوقُّف أطول يدخل ذلك حسب الخوارزميَّات ضِمْن اهتمامات الزائر. وفي مكان آخر لا يكتفي نَفْسُ الزائر بالتوقُّف وإطالة النظر أو المرور سريعًا متجاهلًا المنشور، بل يكُونُ له دَوْر في التعليق وفي الإعجاب أو عدم الإعجاب ويتطوَّر الأمْرُ إلى مشاركة المنشور مع الآخرين. وبالنسبة للمشاركة يختلف التقييم حسب عدد المشاركات وتوجُّهات وجغرافيَّة الذين شاركه معهم، ليس ذلك فقط، بل تتسع دائرة الرصد والتحليل حيث تمتدُّ لردود فعل كُلِّ مستخدم لهذا المنشور والوقت الذي أمضاه في القراءة أو المشاهدة، ثمَّ الإعجاب من عدمه والتعليقات ونَوْعها ومشاركته مع الآخرين. قَدْ يستغرب الكثيرون وجود مِثل هذه السلسلة المعقَّدة والواسعة، لكن في الواقع هذا الذي يحصل، ليس هذا فقط، ولا يتوقف الأمْرُ عِند هذا الحدِّ، ولو توقَّف عِنده فلا حاجة لتلك المتابعة والرصد ولا حاجة لها مطلقًا، بل تخرج النتيجة بتقارير وإحصائيَّات في غاية الدقَّة، وتكشف عن توجُّهات ورغبات ومواقف فئات من المُجتمع ومن المُجتمعات، وطبيعة اهتماماتهم الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والغذائيَّة والنَّفْسيَّة وغيرها، ويقترح معالجات للجهات التي يُمكِنها الاستفادة من تلك الإحصاءات والمعلومات.
عَلَيْه، فإنَّ المعلومات لا تقف عِند الاسم ورقم الهاتف ومكان إقامتك. بل أبعد وأوسع بكثير.
وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لحماية حقوقهم.. طرق تحرير محضر عبر مباحث الإنترنت
يتعرض عدد كبير من المواطنين لطرق ابتزاز واحتيال ونصب من خلال منصات التواصل الاجتماعي ويرغبون في حماية أنفسهم وحقوقهم لذلك يبحثون عن طرق تحرير محضر عبر مباحث الإنترنت.
طرق تحرير محضر في مباحث الإنترنت
الطريقة الأولى: يمكن تقديم المحضر عن طريق الاتصال بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات على الرقم: (0224065052 - 0224065051)، كما يمكن الاتصال على الخط الساخن 108 الخاص بإدارة مكافحة جرائم الحاسبات.
الطريقة الثانية: يمكن تقديم بلاغات جرائم تقنيات المعلومات الخاصة بهم على بوابة وزارة الداخلية على شبكة الإنترنت.
الطريقة الثالثة: الذهاب إلى المكان المخصص لتقديم البلاغات في وحدة تلقي بلاغات المنطقة المركزية بميدان العباسية، أو بكافة مديريات الأمن على مستوى الجمهورية.
الجدير بالذكر أنه يجب عليك إحضار البطاقة الشخصية والدليل الصوري أو الإلكتروني الذي حدث معك ويدل على الواقعة.