بوابة الوفد:
2025-05-15@06:32:34 GMT

فى الأدب الساخر العابر للحدود والثقافات

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

لماذا نضحك؟
فى كتابه «الضحك» يشير هنرى بيرغسون (1859-1941)، الفيلسوف الفرنسى، إلى أنه لا توجد فكاهة خارج نطاق ما هو بشرى تمامًا، فنحن لا نضحك عند رؤية باب أو حائط مثلا.
تذكرت قوله عندما جمعتنى الصدفة مؤخرًا ببعض الأصدقاء والمعارف ولم يكن الحديث الضاحك عن البشر بل عن البصل وارتفاع سعره وقيمته وكيف أن هذا التحول يتطلب منا إعادة النظر فى تقديرنا للبصل.

قال أحدهم إنّ علينا الآن ألا نقول «فلان مايسواش بصلة» وأن نقول «خروف المحب بصلة».. كنت أتابع هذه السخرية وسط الضحكات المتتالية وأتساءل: هل هذا الحس الساخر خاصية تميز عامة المصريين دون شعوب العالم؟
ماذا إذن عن الذين يحترفون الكتابة الساخرة القادمين من بلاد وثقافات مختلفة؟ دعونى أقدم لكم ثلاثة نماذج: على سالم، الكاتب المصرى، بى. جى. وودهاوس (G.P. Wodehouse)، الكاتب الكوميدى البريطانى، وآرت بوكوالد ( (Art Buchwald، الساخر الأمريكى. هؤلاء الثلاثة يقدمون لنا بذكاء وسخرية آراء فريدة فى عالم الفكاهة، وإن اختلفوا فيما يتعلق بالتأثيرات الثقافية والأساليب والموضوعات.
تحمل الفكاهة البريطانية عنصرًا قويًا من السخرية التى تستهدف عبثية الحياة اليومية وتشمل المزاح، والشتائم، وانتقاص الذات( self-deprecation) والمواضيع المحظورة، والتورية، والتلميح، والنظام الطبقى البريطانى. ويعرف بى. جى. وودهاوس بفكاهته البريطانية الرائعة، وغالبًا ما يضعها فى عالم الطبقة العليا فى مجتمعه. معظم أعماله روائية، مثل سلسلة «جيفز و ووستر»، التى تعج بشخصيات غريبة الأطوار، وتتسم بشعور بالحنين إلى عصر ما قبل الحرب العالمية الأولى.
فكاهة بوكوالد أكثر حدة من فكاهة وودهاوس، وتمثل تقاليد السخرية السياسية الأمريكية التى تتعدى حدود اللياقة والحشمة أحيانا. لنتذكر أن بوكوالد جاء من مجتمع جمهورى ثار فى القرن الثامن عشر على التاج البريطانى وتقاليد الملكية وانفصل عنها مؤكدا استقلاله فى كل مناحى الحياة.
أما على سالم، الساخر المصرى، فقد قدم لمواطنيه وقرائه نكهة ثقافية مختلفة للضحك، ومصَّر فى مسرحياته شخصيات معروفة فى الأدب العالمى مثل شخصية «قوالح» فى مسرحية «مأساة أوديب» التى يرمز بها لوزير الداخلية الذى يعذب الناس ويطاردهم، وشخصية مرسى الزناتى فى مسرحية «مدرسة المشاغبين» التى لا يذكر عموم الجمهور لعلى سالم من مسرحياته سواها. وأعماله غالبًا ما تدور حول تحديات الحياة اليومية والغرائب والتناقضات فى المجتمع المصرى، مازجًا السخرية بالتعليقات الاجتماعية العميقة والتلميحات للتابوهات الاجتماعية. 
إجمالا، فكاهة بى جى وودهاوس بريطانية بشكل نموذجى، وفكاهة آرت بوكوالد أمريكية بشكل مميز مع تركيز على السخرية السياسية التى تصل إلى حد الصفاقة، أمّا فكاهة على سالم فهى متأثرة بشكل كبير بأصولها المصرية التى تعتمد على الإفيهات والقفشات والتلميحات المسموح بها. هؤلاء الساخرون الثلاثة قدّموا أساليب كوميدية متميزة أسعدت مواطنيهم وأظهرت تنوع الفكاهة عبر مختلف حدود الخرائط وتخوم الثقافات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأدب الساخر الضحك البشر على سالم

إقرأ أيضاً:

الفاو: نعمل بكل طاقتنا لكبح جماح الآفات الزراعية العابرة للحدود

شارك علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، صباح اليوم في المؤتمر الاقليمي لدعم استراتيجية الصحة النباتية والذي تنظمه منظمة الاغذية والزراعة الفاو بالتعاون مع المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط سيام، وذلك في اطار التعاون مع دول اقليم الشرق الادني.

وفي كلمته الافتتاحية أكد "شو دونيو" المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" ان المنظمة تعمل بكل طاقتها لكبح جماح الافات العابرة للحدود من خلال برامج التعاون المختلفة التي تقوم مكاتب الفاو بها بالتعاون مع حكومات الدول والتي يأتي من بينها برنامج تعاون الجنوب الجنوب، فضلا عن التعاون في تنفيذ المشروعات الاقليمية بين دول الإقليم، لافتا الي التنوع الحيوي ودوره في توفير الغذاء وتنوع مصادر الغذاء، وأهمية ان تتبنى الدول مفاهيم التعاون فيما بينها لتوحيد جهود المنظمة.
واضاف بان لدينا دول كبيرة بتاريخها الحضاري الزراعي مثل مصر والصين وغيرها والتي يمكن ان نستلهم منهم اهمية حماية المحاصيل الزراعية خاصة الاستراتيجية منها.


ومن جانبه اشار مدير عام مركز سيام باري  "ماوريسو رالي"، الي اهمية التعاون بين دول الشرق الادني للتصدي للافات والامراض النباتية التي تؤثر على الإنتاجيات الزراعية وبالتالي الامن الغذائي لدول الشرق الادني والذي قد يتمثل فى فقد نحو ٢٠ مليار دولار سنويا جراء الاصابة ببكتريا الزيللا التي تتسبب في تدمير اشجار الزيتون في دول العالم.

كما اشار محافظ اقليم بوليا "ميشيل ايمليانو"، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن حكومة ايطاليا، إلى أن الأضرار الكبيرة التي سببتها الافات العابرة للحدود والتي من بينها بكتريا الزيلا، حيث ألحقت أضرارا كبيرة في عدد من الأقاليم داخل ايطاليا ومنها اقليم بوليا.

ويقام الإجتماع الدولي الرفيع المستوى، الخاص بدعم الاستراتيجية الإقليمية لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن إدارة الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود، في مدينة بارى في إيطاليا، خلال يومي 12 و 13 مايو الجاري، حيث يشارك فيه عدد من وزراء الزراعة والأمن الغذائي، في بلدان الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، فضلا عن ممثلو الجهات المانحة والمنظمات الإقليمية والدولية، العاملة في هذا المجال، والعديد من كبار الخبراء والمسئولين في هذا المجال من مختلف الدول.

ومن المقرر ان يلتقي وزير الزراعة وبعض من نظراءه بالدول المختلفة، وعدد من مسئولي المنظمات الدولية والإقليمية لتعزيز التعاون الزراعي المشترك لدعم قطاع الزراعة في مصر ودول الشرق الادنى، كما يرافق وزير الزراعة خلال الإجتماعات الدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بالوزارة.

طباعة شارك الزراعة وزير الزراعة الفاو صحة النبات مكاتب الفاو

مقالات مشابهة

  • طرح هرمون دوائى لعلاج قصر القامة فى السوق المصرى
  • 50 عاما من الأدب الساخر.. جائزة إسبانية مرموقة لإدواردو ميندوزا
  • محمد هنيدي يستنكر السخرية من زلزال القاهرة: اللهم لا تقتلنا بغضبك
  • بين السخرية والرعب.. رد فعل النجوم مع زلزال البحر المتوسط
  • أركب التريند.. أشرف عبدالباقي يثير الجدل بتعليقه الساخر على زلزال الفجر
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأمن القومى المصرى !!
  • القضايا العابرة للحدود على طاولة مناقشات القمة الشرطية العالمية
  • مناهج التعليم.. مناكد الأدب
  • صنع الله إبراهيم بين المحنة والاهتمام الرئاسي.. دلالات ومغزى
  • الفاو: نعمل بكل طاقتنا لكبح جماح الآفات الزراعية العابرة للحدود