دراسة تكشف فوائد شرب القهوة والشاي لكبار السن
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أفادت دراسة جديدة بأن شرب القهوة والشاي في منتصف العمر قد يرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بضعف البدن في أواخر العمر.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت في سنغافورة، أن البالغين، الذين تناولوا كمية أكبر من الكافيين عن طريق شرب القهوة أو الشاي، كانت وظائفهم البدنية أفضل بكثير في أواخر حياتهم.
قاد الدراسة البروفيسور كوه وون بوي من برنامج البحوث الانتقالية لطول العمر الصحي في كلية "يونج لو لين" للطب بجامعة سنغافورة الوطنية، بناءً على معلومات جمعت من أكثر من 12 ألف مشارك، تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 74 عامًا على مدى فترة متابعة مدتها 20 عامًا.
نُشرت هذه الدراسة، في 21 يوليو 2023، في مجلة جمعية المديرين الطبيين الأميركيين Journal of the American Medical Directors Association (JAMDA).
تمت مقابلة المشاركين لأول مرة في منتصف العمر، بمتوسط عمر 53 عامًا، باستخدام استبيان منظم (1993-1998). خلال هذه المقابلات الأساسية، سُئل المشاركون عن عادتهم في شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية) والأطعمة (مثل الشوكولاتة) من حيث التكرار وحجم الحصة. كما قدموا معلومات عن خصائصهم الاجتماعية والديموغرافية والتاريخ الطبي والطول والوزن والعادات الغذائية والأنشطة البدنية ومدة النوم.
خلال مقابلات المتابعة الثانية (2006-2010)، طُلب من المشاركين الإبلاغ عن وزنهم، من بين أسئلة أخرى. وفي المقابلات الثالثة والمتابعة، التي أجريت في الفترة من 2014 إلى 2017، عندما تم إجراء مقابلات مع المشاركين الذين يبلغ متوسط أعمارهم 73 عامًا، وطرح عليهم، من بين أمور أخرى، سؤال عن وزنهم، وسؤال محدد "هل تشعر بأنك مليء بالطاقة؟" تم فحصهم أيضًا لمعرفة قوة قبضة اليد، والوقت المستغرق لإكمال اختبار المتابعة والانطلاق (TUG) المحدد بوقت.
تم تعريف الضعف البدني على أنه يحتوي على اثنين على الأقل من العناصر الأربعة التالية:
فقدان الوزن (أكثر من 10% فقدان في الوزن بين المتابعة الثانية والمتابعة الثالثة).
الإرهاق (إذا كان الجواب نعم على السؤال).
البطء في تنفيذ المهام.
ضعف قوة قبضة اليد.
كانت القهوة والشاي المصدران الرئيسيان لتناول الكافيين في هذه المجموعة، حيث يمثلان 84% و12% من إجمالي الكافيين على التوالي. شرب ما مجموعه 68.5% من المشاركين القهوة يوميًا. في هذه المجموعة، شرب 52.9% منهم كوبًا واحدًا يوميًا، واستهلك 42.2% كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميًا بينما شرب 4.9% أربعة أكواب أو أكثر يوميًا.
لذلك، قُسم المشاركون في الدراسة إلى أربع فئات بناءً على كمية القهوة التي تناولوها، وهي: من لم يشربوا القهوة يوميًا، ومن شربوا كوبًا واحدا يوميًا، ومن شربوا كوبين إلى 3 أكواب يوميًا، ومن شربوا أربعة أكواب أو أكثر يوميًا. بينما قُسم شاربو الشاي إلى أربع فئات: من لم يشربوا الشاي مطلقًا، ومن شربوه مرة واحدة على الأقل في الشهر، ومن شربوه مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وشاربو الشاي يوميًا.
وقال البروفيسور كوه، الذي قاد الدراسة "أظهرت نتائجنا أن شرب القهوة أو الشاي الأسود أو الشاي الأخضر، في منتصف العمر، ارتبط بشكل مستقل بانخفاض كبير في احتمال الإصابة بالضعف الجسدي في أواخر العمر. المشاركون الذين شربوا أربعة فناجين أو أكثر من القهوة يوميا قللوا بشكل كبير من احتمالات الضعف الجسدي في أواخر العمر، مقارنة بالمشاركين الذين لم يشربوا القهوة يوميا. كما أن المشاركين، الذين شربوا الشاي الأسود والشاي الأخضر يوميًا، انخفضت لديهم بشكل كبير احتمالات الضعف الجسدي، مقارنة بمن لم يشربوا الشاي".
قام الباحثون أيضًا بتقييم العلاقة بين تناول الكافيين واحتمالات الضعف الجسدي في أواخر العمر. وارتبط تناول كميات أكبر من الكافيين بانخفاض احتمالات الضعف الجسدي، بغض النظر عن مصدر الكافيين. ومن بين المكونات الأربعة للضعف الجسدي، كانت الارتباطات أقوى في الاختبارات المقاسة لقوة قبضة اليد وشد الحبل، مقارنة بالمقاييس المبلغ عنها ذاتيًا لفقدان الوزن والإرهاق.
ومن المثير للاهتمام أنه في أبحاث تجريبية أخرى، تبين أن الكافيين يزيد من تكاثر الخلايا العضلية ويحسن وزن العضلات لدى الفئران. بالإضافة إلى الكافيين، تحتوي القهوة والشاي أيضًا على مادة "البوليفينول" الغنية النشطة بيولوجيًا، والتي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض التي تزيد من ضعف الجسد، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والأمراض التنكسية العصبية.
مع ذلك، من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد المكونات والآليات الفعلية الكامنة وراء الارتباط بين القهوة/الشاي والوظيفة البدنية لدى الإنسان.
وأضاف البروفيسور كوه "تعد القهوة والشاي من المشروبات الأساسية في العديد من المجتمعات حول العالم. تشير دراساتنا إلى أن استهلاك هذه المشروبات، التي تحتوي على الكافيين، في منتصف العمر قد يرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بالضعف البدني في أواخر العمر. مع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ذلك". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القهوة الشاي كبار السن القوة البدنية فی منتصف العمر القهوة والشای القهوة یومی شرب القهوة یومی ا
إقرأ أيضاً:
فوائد غير متوقعة للأحضان في أوقات الامتحانات.. درجات أفضل وقلق أقل
تحمل الأحضان فوائد متعددة للطلاب خلال الفترات الصعبة، إذ يوفر التلامس الجسدي الآمن والدافئ شعورا بالحماية والطمأنينة يقلل من القلق والتوتر. وتزداد أهمية هذا الدعم العاطفي في موسم الامتحانات تحديدا، حيث تشير دراسات حديثة إلى دور الأحضان في تخفيف كلٍّ من القلق الأكاديمي وقلق الامتحانات، إضافة إلى تعزيز مناعة الطلاب وقت الضغوط النفسية. فما الذي يجعلها فعّالة بهذا الشكل؟ وكيف يمكن استثمارها لتحسين الأداء الدراسي؟
"قلق الامتحانات" تجربة لا يستثنى منها أحدينشأ الشعور بـ"قلق الامتحانات" منذ مرحلة الروضة، ويستمر حتى الوصول إلى مقاعد الجامعة. سنوات طويلة من التوتر المرتبط بالاختبارات تترسخ في الذاكرة، وقد تعود لتظهر لاحقًا على شكل الحلم الشهير الذي ينفد فيه الوقت ويعجز الطالب عن حل الأسئلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2روبوت بالمنزل.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي شكل الأبوة والأمومة؟list 2 of 2بريطانيا تحذر: انتشار متسارع لوسائل التواصل بين أطفال ما قبل المدرسةend of listوتكشف الأبحاث حجم انتشار هذا القلق. فبحسب دراسة ليبية نُشرت مطلع 2025 حول العلاقة بين "التوتر" و"الضغط الأكاديمي"، وجد باحثون في جامعة طرابلس أن 96% من طلاب الطب يعانون مستويات مرتفعة من التوتر؛ 75.7% منهم بدرجة متوسطة، و14.7% بدرجة شديدة. وظهرت نتائج مشابهة في الصين؛ إذ وجدت دراسة صينية عام 2023 أن 79.8% من طلاب الصف الأول الثانوي يعانون أعراض "قلق الامتحانات".
بحسب الموقع الرسمي لجامعة نورث كارولينا فإن "قلق الامتحان" هو مزيج من الأعراض الجسدية وردود الفعل العاطفية التي تعيق قدرة الطالب على الأداء الجيد في الاختبارات، وتظهر في صورة:
وتنشأ هذه الأعراض غالبًا نتيجة مجموعة من العوامل، أبرزها:
الخوف من الفشل وما يرافقه من توقعات مثالية. ضعف الاستعداد أو الشعور بعدم كفاية المذاكرة. تجارب سابقة سلبية تركت أثرًا نفسيًا مرتبطًا بالاختبارات. الضغوط الخارجية والحاجة للحصول على درجات مرتفعة لتحقيق توقعات الأسرة أو المتطلبات الدراسية. آثار بدنية غير متوقعة للأحضانتقدّم الأحضان حماية لافتة من تأثيرات التوتر على الإنسان، وهي حقيقة أثبتتها دراسة أميركية عام 2016، خلصت إلى أن الدعم الاجتماعي، المتمثّل في الحصول على عدد كافٍ من الأحضان يوميا، ينعكس مباشرة على الحالة الصحية. فالعناق المنتظم يعزز المناعة، ويقلل احتمالية الإصابة بنزلات البرد، ويخفف من حدتها عند حدوثها. الأحضان ليست مجرد دفء أو طمأنينة؛ بل تمثل شكلا من أشكال الدعم الاجتماعي الفعّال الذي يجعل من يحظون به أقل عرضة للعدوى وأكثر قدرة على تحمل الأعراض.
إعلانوتشير مراجعة علمية أوروبية نُشرت عام 2024 إلى أن التلامس العاطفي، مثل العناق واللمس اللطيف، يترك أثرا إيجابيا على الرفاهية الجسدية والنفسية والسلوكية لدى الطلاب. فحضن بسيط في الصباح يساعد في خفض مستويات التوتر، بينما يسهم التربيت برفق على الكتف أو الظهر، أو حتى تقبيل الجبهة، في تعزيز الانتباه وتحسين العلاقات الاجتماعية داخل البيئة المدرسية.
حتى هؤلاء الذين يفتقدون إلى وجود الأحضان العائلية يمكنهم الحصول على الدعم النفسي اللازم عبر ما وصفته دراسة إندونيسية بـ"عناق الفراشة" وهي عبارة عن تقنية سهلة وسريعة تتضمن حضنا ذاتيا مع التربيت الذاتي على الكتفين، تشير الدراسة المنشورة عام 2023 في مجلة قضايا الإصلاح العلمية الإندونيسية إلى التقنية كأحد خيارات التخفيف من القلق والتوتر ومن ثم الأداء بشكل أفضل.
ليست أداة سحرية أيضاورغم كل فوائدها، فإن الأحضان ليست بديلا عن تنظيم الوقت أو المذاكرة الجيدة أو الانتظام في المدرسة. لذلك يوصي المختصون بمجموعة خطوات تساعد الأسر على عبور موسم الامتحانات بسلام، وفقًا لما يقدمه الموقع الرسمي لجامعة برمنغهام سيتي. وتشمل أبرز النصائح:
إظهار الاهتمام بالمذاكرة حتى لو كان الموضوع خارج نطاق معرفتك.
متابعة جدول الامتحانات وتدوينه لتقديم الدعم المناسب في الوقت الملائم.
التساهل في المهام المنزلية وتقبّل الفوضى المؤقتة في غرف الأبناء لمساعدتهم على التركيز بشكل أفضل.
مساندتهم بعد الامتحانات الصعبة التي لم تسر كما يأملون، وتوجيههم بأسئلة مثل: "ما امتحانك القادم؟" أو "ما المواضيع التي ترغب في التركيز عليها الآن؟" لتحويل اهتمامهم إلى ما يمكن التحكم فيه.
تشجيعهم على تناول أطعمة تعزز التركيز والطاقة.
الدعم دون مبالغة، مع استخدام عبارات تشجيعية بسيطة مثل: “أنا فخور بمدى اجتهادك” أو “أعرف أنك تحت ضغط… لكنك تتعامل معه بشكل جيد.”
مساعدتهم في المراجعة عند الحاجة، سواء بطرح الأسئلة، أو تبادل الأدوار ليشرح الطالب الدرس لوالديه، أو وضع خطة لمراجعة النقاط التي يشعرون بالضعف تجاهها.
مكافأة الجهد بدلا من مكافأة النتيجة، مثل الخروج لوجبة مفضلة بعد الامتحانات أو منح وقت للراحة والأنشطة الممتعة.
تهيئة بيئة مراجعة مريحة ومحفزة تساعدهم على التركيز.