منذ أن تولى قيادة البلاد في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، لم يساورنا الشك ولو للحظة واحدة أن سفينة الوطن سوف تغرق أو يصيبها الضرر، فربان السفينة لديه عزيمة الرجال وشجاعة القائد الذي لا يترك دفة القيادة مهما تعرضت السفينة للمخاطر والأمواج العاتية.
ورغم كل التحديات والمؤامرات والمخاطر الكبيرة التي كانت ولا تزال تحيط بنا من كل جانب، إلا أن ربان السفينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان ولا يزال مستعدًا أن يضحي بحياته وراحته من أجل العبور بالسفينة إلى بر الأمان.
إن الفرق بين الربان وفئران السفينة هو الفرق بين التضحية والانتهازية، فالربان لا يهرب من المسؤولية والتحدي، أما الفئران فهي تنظر للسفينة باعتبارها مشروعًا استثماريًا لجني الأرباح المادية والمكاسب المؤقتة، وانتماءاتهم تكون فقط للمصالح الشخصية الضيقة، فهم مستعدون للهرب والقفز من السفينة عندما يشعرون بالخطر والتهديد، ويدركون أنها لم يعودوا قادرين على جني الأرباح، ظنًا منهم أنهم سينجون بركوب الأمواج، لكن الأمواج تنكسر عند مسافة معينة، فيجدون أنفسهم طعامًا للأسماك الجائعة.
وبعد أن بدأت بعض الفئران من السياسيين والإعلاميين وغيرهم، والتي عاشت على خيرات هذا الوطن، واغتنت واشتهرت وذاع صيتها في كل مكان، بمحاولة القفز من سفينة الوطن، بعد أن ظنوا وإن بعض الظن إثم، أن الرياح والزوابع والظروف الحرجة والأزمات التي يمر بها الوطن سوف تغرقه وتقلعه من جذوره، وأنهم بذلك سوف ينقذون أنفسهم ويعيدون إنتاجها.. أقول لهم أنكم واهمون، فالوطن لن يغرق، وأنتم الخاسرون.. وكيف يغرق وطن اعتاد العواصف والأمواج العاتية؟ والأيام والتجارب علمتنا أنه من وسط الجراح تنبت الأزهار وينجلي الظلام وتشرق الأنوار.
وأقول لهم أيضًا، إن القفز من السفينة وقت الأزمات خيانة، وتضخيم الأخطاء والسلبيات والتلاعب بمشاعر البسطاء في أوقات الشدائد والمحن ليس من الشجاعة ولا الانصاف ولا الحكمة.
نحن نشعر جميعا بآثار الأزمة الاقتصادية والارتفاع الكبير في الأسعار، وندرك أن السفينة تبحر في أمواج عاتية، لكننا نعلم أيضًا أن ربان السفينة يدرك تمامًا أبعاد هذه الأزمة، ويسعى بكل ما أوتي من قوة لحلها، فهو الذي قدم الكثير لهذا الوطن وأبنائه، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو متآمر.
لن نقفز من السفينة، ولن نسمح لأحد بتخريبها أو العبث بها، أو التشكيك في مسيرتها.. وإنقاذ السفينة مسؤوليتنا جميعًا، والصادق من يشغله العمل والبناء وهموم الوطن عن نفسه، فمن عاش لنفسه عاش صغيرًا ومات وحيدًا، ومن عاش لغيره امتد أثره في الحياة وبعد الممات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السيسي الرئيس عبدالفتاح السيسي من السفینة
إقرأ أيضاً:
كارثة إنسانية تلوح في الأفق.. 600 ألف يمني على حافة الجوع
شمسان بوست / متابعات:
أوضح تحليل حديث أن يواجه أكثر من نصف مليون شخص إضافي في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين (SBA)، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بداية من الثلث الأخير لهذا العام وحتى بداية العام القادم.
التحليل الصادر عن المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قال: “من المتوقع أن يواجه 420 ألف شخص إضافي في مناطق الحوثيين، انعداماً حاداً في الأمن الغذائي على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل IPC 3) أو أعلى منها، خلال الفترة بين سبتمبر/أيلول 2025 وفبراير/شباط 2026”.
وأضاف التحليل أن إجمالي من سيعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد على مستوى الأزمة أو أسوأ منها، خلال فترة التوقع، سيرتفع إلى 12.8 مليون شخص (52% من السكان)، بعد أن كان عددهم نحو 12.2 مليون في الثلث الثاني من العام الجاري (مايو/أيار – أغسطس/آب).
وأوضح أن التوقعات تشير إلى انتشار واسع النطاق لانعدام الأمن الغذائي الحاد في مناطق الحوثيين، “فمن بين 215 مديرية جرى تحليلها، وبالمقارنة مع الفترة الراهنة، من المتوقع أن يتدهور الوضع في 15 مديرية إضافية من مستوى الأزمة إلى مستوى الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي IPC 4)”.
وأشار التحليل إلى أن إجمالي المديريات التي ستعاني من حالة طوارئ غذائية، خلال فترة التوقع، سيصل إلى 118 مديرية، وبزيادة قدرها 17 مديرية مقارنة بالفترة بين مارس/آذار ومايو/أيار 2025، و”تشمل الأسر الأكثر ضعفاً؛ النازحين داخلياً، والمجتمعات المهمشة، وأولئك الذين يعانون من انقطاع سبل العيش، بما في ذلك عمال القطاع العام والعمال المؤقتين”.
ونوّه إلى أن أهم عوامل تفاقم الأزمة الغذائية في مناطق الحوثيين، تتمثل في “استمرار الأعمال العدائية، بما فيها الهجمات البحرية والغارات الجوية، وانخفاض إمدادات الغذاء والوقود نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لموانئ البحر الأحمر، والعقوبات التي تُعيق تدفق التحويلات المالية، وقلة فرص الدخل. كل هذا من شأنه أن يشكل ضغطاً إضافياً على دخل الأسر وتدهور قدرتها الشرائية”.
وأكد التحليل أن استمرار القيود المفروضة على الاستيراد، وإمكانية انقطاع إيصال المساعدات الإنسانية، والنقص الحاد في التمويل، ستؤدي إلى “تخفيض إضافي للمساعدات الغذائية (HFSA)، والتي لن تصل سوى إلى 48 ألف شخص فقط من بين ملايين المحتاجين، خلال الفترة بين سبتمبر/أيلول 2025 وفبراير/شباط 2026”.