أرباحها أكثر من النفط الخام.. لماذا لا يصدر العراق المشتقات النفطية؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ تتجاوز طاقة العراق الإنتاجية من النفط الخام 5 ملايين و400 ألف برميل يومياً، وعلى الرغم من وصول الإنتاج إلى حوالي 4.2 ملايين برميل يومياً، إلا إن البلاد مُلزّمة بتصدير 3.4 ملايين برميل يومياً فقط، بناءً على قرار تحالف أوبك بلس، ما يعزز الحاجة إلى الاستفادة منها في تعزيز قدرة المصافي وتحويلها إلى مشتقات نفطية.
ويعاني العراق من نقص وشحة في المشتقات النفطية مثل البنزين والكاز أويل والغاز الطبيعي، لذلك يستورد هذه المواد بقيمة 3 مليارات دولار سنوياً، وفق مختصين.
ويؤكد المختصون، أن العراق لو كان يملك مصافٍ كافية لخزن الزيادة في الإنتاج، وتعمل بكفاءة عالية، لكان بالإمكان الاستغناء عن استيراد جميع هذه المشتقات من البنزين (المحسّن أو العادي) والكاز أويل - ما عدا الغاز - لتحقيق الاكتفاء الداخلي بها.
كما يمكن تصدير المشتقات النفطية دون أي قيود، فلا توجد تحديد حصص لتصدير المشتقات النفطية، بحسب المختصين، مؤكدين أن الأرباح في تصدير المشتقات النفطية أكثر من تصدير النفط الخام.
لكن ظروف العراق التخزينية الصعبة، وعدم وجود المصافي الكافية، والتأخر في إنجاز بعض المصافي، جعل الكميات المنتجة الزائدة تبقى في الحقول، وقسم قليل منها يذهب إلى قطاع التكرير، وفق المختصين.
تخفيض الإنتاج
كان تحالف أوبك بلس، قرر في تشرين الأول من العام الماضي 2022، تخفيض حصص تصدير دول الأعضاء بمقدار 3.6 ملايين برميل يومياً، وتوزّعت هذه التخفيضات بين الدول، وفق الخبير النفطي، كوفد شيرواني.
ويوضح شيرواني لوكالة شفق نيوز، أن "حصة العراق منها كانت ناقص 200 ألف برميل يومياً، والعراق مُلزم بهذه الحصة، ولا يجوز له التصدير أكثر من 3.4 ملايين برميل يومياً، حتى لو أنتج 5 ملايين برميل يومياً".
ويضيف، أن "أي زيادة لا تفيد للتصدير، يمكن الاستفادة منها في تعزيز قدرة المصافي، لكن العراق يعاني من قلّة المصافي لخزن هذه الزيادة في الإنتاج".
ويتابع الخبير النفطي، "كما أن المصافي التي تعمل حالياً قدرتها قليلة، لأن بعضها تدمّر خلال الحروب خاصة مصفى بيجي الذي كانت قدرته 300 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع عودته للخدمة بقدرة 100 ألف برميل يومياً منتصف العام المقبل".
المشتقات النفطية
ويؤكد، أن "العراق يواجه نقصاً وشحة في المشتقات النفطية مثل البنزين (المحسّن أو العادي) والكاز أويل والغاز الطبيعي، لذلك يستورد هذه المواد، وفي حال كانت هناك مصافٍ كافية وتعمل بكفاءة عالية كان بالإمكان الاستغناء عن استيرادها ويحصل اكتفاء داخلي بها، ما عدا الغاز لأن ملفه مُختلفاً".
ويوضح، "كما يُمكن تصدير المشتقات النفطية دون أي قيود، فلا توجد تحديد حصص لتصدير المشتقات النفطية، وأن الأرباح من تصدير المشتقات النفطية أكثر من أرباح تصدير النفط الخام".
ويشير شيرواني، إلى أن "الاستهلاك الداخلي يحتاج من 700 إلى 800 ألف برميل يومياً، وفي حال كان الإنتاج أكثر فإن الزائد سوف يُصبح فوق حصة التصدير وفوق حصة المصافي، ما يجب خزنه أو تحويله إلى صناعات بتروكيماوية".
ويبيّن، "لكن لا توجد صناعات بتروكيماوية لحد الآن في العراق، وهناك مشروع يُعمل عليه ولكن متأخر جداً، وهذا كان بالإمكان أن يحتوي على الفائض من النفط المنتج".
ويلفت الخبير النفطي، إلى أن "دول العالم تلجأ إلى الخزن الاستراتيجي في حال كان إنتاج النفط كثيراً وسعره غير مجزٍ، أو تحوّله إلى المصافي وتصدر المشتقات النفطية، أو تحوّله إلى صناعات بتروكيماوية".
ويتابع، "لذلك الكثير من الدول مثل الصين والهند التي لديهما مصافٍ كثيرة، تشتريان نفطاً رخيصاً من روسيا، وتعيدان تصفيته وتحويله إلى بنزين وكاز أويل، وتصدرانه إلى أوروبا وحتى أميركا".
زيادة الإنتاج
يتفق مدير المركز العالمي للدراسات التنموية في المملكة المتحدة الدكتور صادق الركابي، مع كوفد شيرواني بشأن عدم وجود مصافٍ كافية لخزن كميات الإنتاج غير المصدرة، مشيراً إلى وجود محاولات لزيادة منافذ تصدير النفط العراقي.
ويقول الركابي، لوكالة شفق نيوز، إن "العراق يسعى لزيادة إنتاجه إلى قرابة 6 ملايين برميل يومياً خلال الأعوام المقبلة، في وقت تشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمعدل مليوني برميل يومياً في العام المقبل، ما يؤكد حاجة العراق إلى زيادة إنتاجه".
ويضيف، أن "عدم استخدام العراق لفائض الإنتاج في الوقت الحالي لا يعني أنه يخسر كامل الإيرادات، لأن هناك تعويضاً في ارتفاع الأسعار يحققه العراق في زيادة إيراداته من النفط".
ويختم الركابي حديثه بالقول: "لكن في حال ارتفاع الطلب دون زيادة إنتاج العراق للكميات المطلوبة، هنا تتحقق الخسارة، وهذا ما لم يحدث".
منصات جديدة
من جهته، يوضح عضو لجنة النفط والغاز النيابية، كاظم جرو، أن "الإنتاج الحالي يبلغ 5 ملايين برميل يومياً، وهذه لا يمكن تصديرها، لأن منصات التحميل الموجودة في موانئ البصرة طاقتها 3.5 ملايين برميل يومياً فقط، ما يتطلب إنشاء منصات جديدة".
ويؤكد جرو لوكالة شفق نيوز، أن "ميناء الفاو الذي في حال إكماله قد يزيد الإنتاج حتى 10 ملايين برميل يومياً، كما تتضمن موازنة 2023 خطة لزيادة منصات التصدير، وشكّل رئيس الوزراء بدوره لجنة مهمتها صيانة وتأهيل المنصات الحالية، مع زيادة طاقة دفعها وتصديرها".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي النفط العراقي النفط الخام المشتقات النفطية ملایین برمیل یومیا ألف برمیل یومیا النفط الخام شفق نیوز من النفط أکثر من فی حال
إقرأ أيضاً:
الهواء مقابل النفط.. مفارقة الموت البطيء في أرياف العراق
27 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: خيم الدخان مجددًا على سماء ميسان حتى بات التنفس رفاهية مؤقتة، وبدت المدينة مغطاة بستار رمادي يحجب الرؤية ويخنق التفاصيل.
وظهرت اللقطات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في تويتر، تحت وسم #ميسان\_تختنق، لتوثق المشهد الذي وصفه البعض بـ”المرعب”، إذ لا تكاد العين تميز معالم الطرق إلا على بعد أمتار قليلة، فيما اكتظت المستشفيات بعدد من مراجعي الجهاز التنفسي.
وارتفعت أصوات أبناء ميسان تطالب الجهات المختصة بالتدخل الفوري، وكتب المدون “حيدر المياحي” على منصة X: “مَن يحرق القصب في هور الحويزة يقتلنا ببطء.. لن نسكت هذه المرة”.
وعلّق آخرون بأن ما يجري ليس مجرد ضرر بيئي عابر، بل جريمة تدمير ممنهج لما تبقى من الحياة في الأهوار، متهمين شركات نفطية محلية وأجنبية بأنها وراء حرق القصب لفتح مسارات الحفر والتنقيب.
وأكد المواطن كاظم الزيدي، وهو أحد سكان ناحية الكحلاء، أن الدخان “بات يوميًا تقريبًا منذ أسبوع”، مشيرًا إلى أن “أطفاله لا يذهبون للمدرسة بسبب الحساسية وضيق التنفس”. وقال: “لا نريد شيئًا أكثر من الهواء النظيف.. فهل هذا كثير؟”.
وصرّح المحلل البيئي علاء الخزرجي بأن حرق القصب في هذه الفترة يُعد كارثة بيئية لا تقل عن التصحر، مؤكدًا أن “نسبة المواد السامة في الهواء في ميسان تجاوزت الحد الآمن المسموح به بخمس مرات بحسب بيانات أجهزة الرصد المحلية”.
وأضاف: “هذا الدخان يحتوي على جسيمات دقيقة تدخل الرئة مباشرة وتسبب أمراضًا مزمنة، وقد تؤدي إلى الوفاة لدى كبار السن والمصابين بأمراض القلب”.
وذكرت مديرية البيئة في تقرير سابق أن أكثر من ٤٠٪ من الحرائق التي تسجل في مناطق الأهوار تكون “بفعل فاعل”، وغالبًا ما يتم تقييدها ضد مجهول رغم تسجيل صور للأدخنة تتصاعد من قرب مواقع الحفر.
وامتدت سحب الدخان هذه المرة حتى أطراف العمارة، وسط تحذيرات من اتساع نطاق التلوث، وغياب أي تصريح رسمي من وزارة النفط، رغم اتهامات مباشرة طالتها من نشطاء ووجهاء محليين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts