لخفض استهلاك الغاز الطبيعي.. وزير الكهرباء يكشف عن مشروعات للرياح بالتعاون مع شركات متخصصة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كتب- محمد صلاح:
استعرض الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال مشاركته في مؤتمر الأهرام السابع للطاقة المنعقد اليوم الإثنين، الرؤية المشتركة مع وزارة البترول والطاقة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وقال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن الدولة المصرية سعت خلال السنوات الماضية في تنويع مصادر الطاقة والطاقة المتجددة والنظيفة، مما جعلها تأخذ مكانتها في مركز متقدم في قطاع الطاقة المتجددة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرًا إلى أن مصر خطت خطوات سريعة نحو زيادة المنطقة في الهيدروجين الأخضر.
وأضاف شاكر أنه تم إصدار استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى 2040، حيث إن مصر تمتلك أكبر مصادر للطاقة المتجددة من الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحًا أنه يتم التعاون والتنسيق بين القطاعَين العام والخاص منذ فترة طويلة؛ للتخطيط بشأن ملف الطاقة الجديدة والمتجددة .
ونوه شاكر بأنه تم إصدار الاستراتيجية المتكاملة والمستدامة حتى عام 2035، وتتلخص في عدة محاور؛ أهمها تأمين إمداد الطاقة والاستدامة والحوكمة، لافتًا إلى أن الاستراتيجية ومحاورها تستهدف تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة بمزيج من القدرات الكهربائية، مشددًا على أننا لا نستخدم الفحم على الإطلاق.
وأكد وزير الكهرباء أنه على الرغم من استمرار انخفاض أسعار الطاقة المتجددة ومكونات تصنيعها؛ فإن هناك أكثر مكون في تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث بلغت تكلفة الدخل الكهربي عام 2009 ما بين 650 و1000 دولار/ كيلووات، ومن المتوقع أن تلبغ تكلفة المحلل الكهربي بحلول عام 2050 ما بين 130 و307 دولارات/ كيلووات.
وأكد شاكر استخدام الهيدروجين الأخضر كوقود للسيارات، مشيرًا إلى أن السيارات التي تعمل بالهيدروجين الأخضر من خلايا الوقود وتسمى fcfv، والتي يتم تشغيلها بواسطة خلية وقود الهيدروجين الأخضر ويولد الكهرباء بدلًا من البطارية، كما يتم العمل عن طريق تحويل وقود الهيدروجين إلى طاقة من خلال تفاعل كهروكيميائي بتفاعل الهيدروجين الموجود في خلية الوقود مع الأكسجين لإنتاج الكهرباء والحرارة والماء ثم تعمل الكهرباء المولدة على تشغيل السيارة والانبعاثات الوحيدة وهي الحرارة والماء.
وبيَّن وزير الكهرباء الجدوى الاقتصادية للهيدروجين الأخضر بمصر، بأنه ستنتج مصر الهيدروجين الأخضر الأقل تكلفة في العالم بدءًا من 268 دولارًا أمريكيًّا/ كجم في عام 2035 إلى نحو 170 دولارًا أمريكيًّا/ كجم في عام 2050، موضحًا أن مجالات استخدام الهيدروجين وفقًا للاستراتيجية، (مشتقات الهيدروجين- ميثانول- أمونيا- صناعة الحديد- عمليات التكرير والبتروكيماويات- خلط الهيدروجين مع الغاز الطبيعي في محطات توليد الكهرباء الحرارية العالمية- وسائل النقل الثقيلة).
وسرد وزير الكهرباء سيناريوهات إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، مشيرًا إلى أن السيناريو المتوقع هو إنتاج كميات من الهيدروجين الأخضر تصل إلى 15 مليون طن سنويًّا في 2030، بالإضافة إلى 58 مليون طن سنويًّا في 2040، وسيكون متاح للتصدير سنويًّا نحو 38 مليون طن، وهو ما يمثل 5% من سوق تجارة الهيدروجين عالميًّا، وتطلب قدرات من الطاقات المتجددة، عام 2030، 19 جيجاوات وعام 2040، 72 جيجاوات.
وأكد وزير الكهرباء أنه نتيجة التغيرات الداخلية والخارجية بقطاع الطاقة والتغيرات الاقتصادية العالمية وظهور تكنولوجيات عديدة؛ مثل الهيدروجين الأخضر والتوجهات العالمية بشأن التغير المناخي والاقتصاد الأخضر وانخفاض أسعار تكنولوجيات الطاقة المتجددة، أصبحت هناك حاجة ماسة لتحديث تلك الاستراتيجية للوقوف على مدى إمكانية زيادة مشاركة الطاقة المتجدد في ظل التطور الذي شهده العالم وظهور بعض التكنولوجيات الحديثة؛ منها الهيدروجين الأخضر.
ولفت شاكر إلى أنه بناء على التوجيهات الصادرة بالحصول على عروض من الشركات المتخصصة لتنفيذ مشروعات الرياح على نطاق واسع وبقدرات كبيرة لخفض استهلاك الغاز الطبيعي، وبناء على البيانات التحليلية للرياح من برنامج أطلس الرياح العالمي؛ فقد تم إعداد إدارة تحليلية، حيث تم التوصل إلى سعر شراء الكيلووات/ ساعة من طاقة الرياح بسعر 2.4 سنت/ ك و س، على أن تكون نسبة سداد مقابل شراء الطاقة المنتجة، أي 25% من سعر الشراء بالجنيه المصري؛ 75% من سعر الشراء بالعملة الأجنبية.
وتابع وزير الكهرباء بأنه بالنسبة إلى الهيدروجين الأخضر، فطبقًا لمصدر الطاقة المستخدم في إنتاجه، حيث يوجد الهيدروجين الرمادي، وهو الهيدروجين المنتج من التحليل الكهربي للماء باستخدام الوقود الأحفوري (الفحم والغاز الطبيعي) دون نقاط انبعاثات الكربون، وهناك الهيدروجين الأزرق، وهو الهيدروجين المنتج من التحليل الكهربي للماء باستخدام الغاز الطبيعي مع استخدام تكنولوجيا النقاط الكهربي، وهناك الهيدروجين الأخضر وهو الهيدروجين المنتج من التحليل الكهربي باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن الهيدروجين الأخضر هو الإنتاج المهيمن، يليه الهيدروجين الأزرق والذي يعتمد على الوقود الأحفوري مع احتجاز الكربون وتخزينه.
وأشار وزير الكهرباء إلى أن التكاليف المنخفضة للطاقة المتجددة والمظلات الكهربائية تؤدي إلى تحسين الجاذبية الاقتصادية للهيدروجين الأخضر، منوهًا بأن الهيدروجين الأخضر له صفر انبعاثات ولا يولد أي ثاني أكسيد كربون ولا ينبعث منه في الجو.
وعن الجدوى الاقتصادية للهيدروجين الأخضر بمصر، أوضح شاكر أنه في ضوء ما سبق ومع وفرة الطاقة المتجددة الكبيرة ستنتج الهيدروجين الأقل تكلفة بدءًا من 2.68 دولار لكل كيلوجرام في 2025، تنخفض إلى نحو 1.70 دولار في عام 2050.
وتحدث وزير الكهرباء عن الربط الكهربائي مع أوروبا عبر إيطاليا؛ حيث يتم تنفيذ مشروع طاقة رياح بالشراكة مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء بقدرة 3000 ميجاوات، وسيتم تنفيذ نسبة الشراكة بعد الانتهاء من الدراسة.
وأكد شاكر أن هناك العديد من العوائد الاقتصادية من الربط مع أوروبا؛ أبرزها زيادة حصيلة العملة الأجنبية من عائد نقل الكهرباء إلى أوروبا، إلى جانب أمن الطاقة، حيث يعتبر خط الربط البحري من أهم وأكبر مشروعات التعاون مع أوروبا وهو ما يعزز دور مصر كمحور للطاقة في المنطقة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني الغاز الطبيعي وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر وزارة البترول الهیدروجین الأخضر الطاقة المتجددة وزیر الکهرباء الغاز الطبیعی ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
مخاوف من أزمة كهرباء بالأردن بعد توقف حقل لفيتان الإسرائيلي
عمان – أثار توقف حقل لفيتان -أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط– عن العمل، نتيجة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، قلقا في الأردن، الذي يعتمد عليه لتغطية نسبة كبيرة من وارداته من الغاز الطبيعي.
وفي حين تؤكد الحكومة أن الاستعدادات قائمة لمواجهة أي طارئ، يحذّر خبراء من أن استمرار التوقف لفترة طويلة قد يُعرّض المملكة لأزمة في الكهرباء وغاز الطهي، وسط تصاعد الكلفة التشغيلية وزيادة الضغط على منظومة الطاقة.
وأبلغت مصادر حكومية مطلعة الجزيرة نت أن التوجه الرسمي حاليا هو عدم تناول موضوع توقف الحقل في الإعلام، لتجنب إثارة القلق، ورغم ذلك تحدثت الحكومة عن تحرك الأجهزة المعنية داخليا لتفعيل خطط بديلة لضمان استمرار التزود بالطاقة.
وأعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية، الجمعة، إغلاقا مؤقتا لاثنين من أكبر حقول الغاز الطبيعي، وهما حقل "لفياثان" الذي تديره شركة شيفرون الأميركية، وحقل "كاريش" الذي تديره شركة إنرجيان البريطانية.
ويرى الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة عامر الشوبكي، في حديثه للجزيرة نت، أن وقف ضخ الغاز من حقل لفيتان يستدعي إعلان "حالة طوارئ فنية" في قطاع الطاقة، خاصة في ظل ما وصفه بالظرف غير التقليدي الذي يتطلب جاهزية تشغيلية استثنائية.
إعلانورغم طمأنته بشأن استقرار الشبكة على المدى القصير، حذر الشوبكي من أن كلفة التوليد مرشحة للارتفاع بشكل كبير، خصوصا في فترات الليل والصيف، حيث تنخفض كفاءة الطاقة المتجددة ويزداد الضغط على شبكة الكهرباء.
وأوضح أن البدائل الحالية، مثل زيت الوقود الثقيل والديزل والغاز المسال، أكثر كلفة من الغاز الطبيعي، وقد تُضاعف الفاتورة التشغيلية إذا استمر الانقطاع.
من جانبه، حذّر خبير الطاقة الدكتور زهير الصادق من احتمال أن يؤدي استمرار الأزمة إلى انقطاع الكهرباء وغاز الطهي في المملكة، مؤكدا أن "السيناريو قد يكون كارثيا إذا استُنزف المخزون وفشلت البدائل في تلبية الطلب".
واعتبر الصادق، في حديثه للجزيرة نت، أن ما يجري اليوم يفتح مجددا النقاش الشعبي والمهني حول خطر رهن أمن الطاقة الأردني للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما حذّر منه خبراء ومواطنون، باستمرار، منذ توقيع اتفاقية الغاز.
وأكد أن الاعتماد على مصدر غير مستقر يمثل تهديدا إستراتيجيا تجب إعادة النظر فيه.
خطط بديلةحسب التقرير السنوي لوزارة الطاقة والثروة المعدنية لعام 2023، فإن الغاز الطبيعي يُستخدم لتوليد 61.1% من الكهرباء في الأردن، مقابل 26.28% من مصادر الطاقة المتجددة (شمس ورياح)، و12.62% من زيت الوقود الثقيل.
كما تُظهر الأرقام أن محطات التوليد تستهلك نحو 1498 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز، في حين تبلغ القدرة المركبة للطاقة المتجددة نحو 2681 ميغاواط، مما يعني أن أي اضطراب في إمدادات الغاز يشكّل تهديدا مباشرا لاستقرار الشبكة الوطنية، وفق خبراء.
ويشير الشوبكي إلى أن الأردن يمتلك أدوات فنية لتجاوز الانقطاع مؤقتا، إذ تحتفظ محطات الكهرباء بمخزون وقود يكفي للتشغيل لمدة تصل إلى 14 يوما، كما توجد سفينة عائمة في العقبة تحتوي على احتياطي من الغاز المسال يكفي لنحو 10 أيام.
إعلانإلى جانب ذلك، تسهم الطاقة المتجددة في تعزيز استقرار الشبكة خلال ساعات النهار، بينما تواصل محطة "العطارات" المعتمدة على الصخر الزيتي إنتاجها بكامل طاقتها.
لكن الشوبكي يُحذر من أن استمرار التوقف لفترة طويلة سيرفع الكلفة التشغيلية بشكل حاد، مما سيضغط على الموازنة العامة، أو يدفع نحو إعادة النظر في تعرفة الكهرباء.
وفي السياق الإقليمي، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن بلاده تستعد لاحتمالات تأثر إمدادات الغاز، وقال إن مصر لديها خطة لتأمين احتياجاتها من المواد البترولية والغاز في ظل الأحداث بالمنطقة.
وأضاف أنهم يهدفون إلى "تشغيل 3 سفن هذا العام للتغييز اعتبارا من مطلع الشهر المقبل"، وتابع "نعمل على توفير سفينة رابعة، كما لدينا تعاقدات على شحنات من الغاز، إضافة إلى مخزون واحتياطيات من المازوت".
ورغم مرونة البنية التحتية الأردنية، من طاقة متجددة وصخر زيتي ومحطات جاهزة، فإن الأزمة الحالية أعادت -وفقا لمراقبين- تسليط الضوء على السؤال المركزي حول التحذيرات المتكررة من خبراء كانوا قد أكدوا أن الاعتماد على مصدر واحد، وتحديدا الاحتلال الإسرائيلي، هو مخاطرة إستراتيجية تظهر آثارها اليوم بشكل فج، على الرغم من وقوف الأردن خارج نطاق طرفي الصراع الجاري.