سواليف:
2025-05-25@15:26:47 GMT

معركة تحرير الوعي العربي

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

معركة تحرير الوعي العربي

#معركة #تحرير_الوعي_العربي

المهندس : عبدالكريم أبو #زنيمة
إن من أهم نتائج الملحمة البطولية لمعركة طوفان القدس هو تحريرها للوعي العربي وإعادة تكريسها وتجذيرها لربط الوعي العربي بمركزية القضية الفلسطينية ومخاطر المشروع الصهيوني في المنطقة، هذا الوعي هو أقصى ما تخشاه الدويلة العنصرية الصهيونية لذلك حظي بالاهتمام الأكبر لدى صناع القرار في دوائر الصهيونية العالمية وقوى رأس المال الغربي الاستعماري وتواطؤ أدواتهم العربية لحرفه وتشويهه عن أهدافه الحقيقية ، مئات المليارات أنفقت لتشويه الوعي الجمعي العربي من خلال انتزاع كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من المناهج المدرسية ، وبث كل أشكال السموم الإعلامية الهابطة والبذيئة وتسويق وفرض السلوكيات الغربية اللاأخلاقية وشرعنتها ونشر الرذيلة وهدم الاسرة العربية ، وتشجيع كل أشكال الفساد وافقار الوطن العربي وتجويع ، والتركيزعلى ترسيخ الوعي بالهوية القُطرية الجزئية وبث سموم الطائفية والمذهبية وبذرالفتن وتكريس النزاعات وتعظيمها بين الدول العربية والحيلولة دون تحقيق أي مشروع وحدوي أو تضامني عربي ، كذلك تشويه وشيطنة قوى ودول المقاومة المناهضة للمشروع الصهيوني ، وقد نجحوا إلى حد كبير في تحقيق هذا الهدف خلال العقود الماضية وأصبح الصراع في الوعي العربي هو صراع فلسطيني إسرائيلي فقط ! وليس صراعاً عربياً إسرائيليا وجودياً ! لذلك كان يلمس التضامن العربي الشعبي مع القضية الفلسطينية تضامناً ظرفيا ينتعش ويخبو حسب الأحداث ، وما زاد في تعمق هذا الانحراف في الوعي العربي هو معاهدة أوسلو ومآسيها والانقسام الفلسطيني .


من المؤسف أن هرولة الدول العربية إلى التطبيع مع هذا الكيان اللقيط وعقد الاتفاقيات والتنسيق الأمني معه كان مقصده الأبرز هو الإجهاز على ما تبقى من القضية الفلسطينية ” صفقة القرن ” وتسويتها بين أنظمة الحكم العربية ودويلة الاحتلال بتواطيء غربي وبرعاية امريكية دون أدنى مراعاة واعتبار للحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني مما فاقم من درجة الإحباط واليأس لدى الغالبية من الشعوب العربية.
وأخيراً .. انفجر طوفان الأقصى ليغرق وإلى الأبد كل أوهام وخرافات وأكاذيب وتضليل وتسويف هذا الكيان وتابعيه الذي دأب على ترويجها خلال خمسة وسبعين عاماً ، هذا الطوفان أحدث صدمة وأنتكاسة لن يستفيق منها هذا العدو الوحشي وإلى الأبد ! فجيشه الذي لا يقهر ما هو إلّا نمر كرتوني ، وجنديه المسلح والمدرع بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية هو أجبن من أن يواجه المقاتل الفلسطيني ، هذا الجندي الأسرع هروباً من مواطنيه مع أنه من المفترض به حمايتهم وهو يستحق ميدالية عالمية في سباق الجري والهروب ، هذا الكيان في هشاشته يستحيل عليه الصمود والبقاء امام جبروت رجال المقاومة ، مشاهد انتصارات رجال المقاومة أحيت في وجدان الشعوب العربية روح المقاومة والعزة والكرامة وحتمية ويقين زوال هذا الكيان العنصري .
طوفان الاقصى عرّى أنظمة الحكم العربية المُعراة أصلا ، واثبت للقاصي والداني أن بقاء وديمومة وقوة وجبروت هذا الكيان العنصري موجودة في عواصم الذل والعار العربية الذين لم يجرؤ أي منهم على تأييد المقاومة الفلسطينية ولو بكلمة، لقد حان وقت إجراء فحوصات ” DNA ” هل عرب أنتم ؟! ، طوفان الاقصى كشف للأعمى قبل البصير أن دعاة الحرية وحقوق الإنسان والعدالة ما هم إلا شرّ خلق الله توحشاً ! إنهم قتلة ومجرمون ! هل يعقل أن العالم الغربي كله الذي صمت وأغمض عينيه طوال خمسة وسبعين عاما عن كل جرائم ومجازر العدو وقتله للأطفال وبقر بطون النساء وهدم البيوت على رؤوس أصحابها والمساجد على المصلين والمدارس على طلابها ان يصطف خلف هذا الكيان اللقيط مقدما له كل الدعم والتأييد ، ومن العار أن تقلع طائرات شحن الأسلحه والدعم اللوجستي لهذا الكيان من بعض الدول العربية .
طوفان الاقصى أثبت للعالم أجمع بأن المقاومة الفلسطينية تستحق وبجدارة منحها براءة اختراع لم يسبقهم لها أحد في التخطيط وإلاعداد والتنفيذ العسكري للعمليات الحربية وأثبت أن العقل العربي لا يضاهيه عقل آخر إذا ما أتيحت له فرص الإبداع والابتكار ، لذلك نسمع الكثير من المحطات الاعلامية وللأسف العربية منها تنسب هذا الانتصار العظيم إلى فشل المنظومة الاستخبارية الصهيونية وليس إلى الإبداع العربي الفلسطيني .
الطوفان كرّس من جديد وللأبد في الوعي العربي ـ الذي حاولوا تشويهه وتضليله ـ مركزية القضية العربية الفلسطينية ومحوريتها في عالمنا العربي والإسلامي ، وحفر وزرع في نفوس وعقول أطفال وشباب العرب من مغربه الى مشرقه روح المقاومة والنضال وأكد في أعماق وعيهم أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت وسينقشع ! ونقول لإيران شكراً .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: زنيمة القضیة الفلسطینیة الوعی العربی هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

الحقيقة من منظور فلسطيني.. «طوفان الأقصى.. من غيّر قواعد اللعبة؟» كتاب جديد لـ حسين عبد الغني

صدر حديثا عن دار الفلق للنشر والتوزيع، كتاب «طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة؟»، للكاتب الصحفي والإعلامي حسين عبد الغني، والذي يناقش من خلاله قضية توثيق الأحداث الراهنة المرتبطة بالقضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل تغير المعطيات بشكل متسارع على المستوى الإقليمي.

ونستعرض خلال السطور التالية بشيء من التفصيل بعض الأجزاء من كتاب «طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة؟».

كتاب «طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟»

يتضمن كتاب «طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة؟»، تسعة فصول يرصد الكتاب من خلالها لحظات تاريخية لا يمكن تأجيل توثيقها، نظرا لرؤية المؤلف في أن هذا التوثيق يصبح أكثر إلحاحًا عندما يكون الطرف المسيطر على الإعلام والسرديات هو الغرب وإسرائيل، إذ جرت العادة على إعادة صياغة الأحداث وتحوير الحقائق لصالح الرواية الإسرائيلية. لذا، فإن تسجيل الوقائع من منظور فلسطيني وعربي لحظة وقوعها ليس مجرد توثيق، بل هو دفاع عن الحقيقة ورفض لتزوير التاريخ.

قضايا كتاب «طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟»

وعلى وصف الكاتب، فهذا الكتاب يغامر بعرض تحليل لمسيرة الحرب، وخرائط النار، ومسيرة مفاوضات الباب الدوار، واستنزاف الوقت من القاهرة والدوحة إلى باريس، وبالعكس على مدى 500 يوم تقريبا، بادئا بالتنبؤ بطوفان الأقصى قبل وقوعه من واق متابعة حثيثة للمشهد في إسرائيل.

ويناقش «عبد الغني»، كيف أن «طوفان الأقصى» لم يكن حدثًا منفصلًا، بل كان نتيجة حتمية لمسار طويل من التراكمات، كان أبرزها اتفاق أوسلو، إذ يُوضح أن أوسلو، الذي قُدم للبعض على أنه «غصن زيتون» للسلام، انتهى إلى تكريس الاحتلال الإسرائيلي، وتقسيم الأرض بنسبة 22% للفلسطينيين مقابل سيطرة إسرائيلية شبه كاملة.

غلاف كتاب طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟

وأما عن الفصول التسعة للكتاب، فينبثق من خلال عناوينها المتمثلة في: « كل الطرق تؤدي إلى طوفان الأقصى، من غير قواعد اللعبة؟، النصر المراوغ، بين مكر الكباوي ودهاء العمائم، اليوم التالي.. رعب أكبر سوف يجئ، غزة الصامدة في مواجهة أفلام السياسة الأمريكية، بين المقاومة والساداتيين الجدد، خارج خرائط النار.. تفاعلات دولية مع المظلمة الفلسطينية، الطوفان المضاد وانقلاب المعادلات لصالح إسرائيل»، مدى التحليل الشامل والرؤية المفصلة التي يقدمها الكاتب.

آثار طوفان الأقصى على إسرائيل داخليا

يفصّل الكتاب كيف أدّت تداعيات «طوفان الأقصى» إلى تصدع داخلي غير مسبوق في إسرائيل، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين فقدوا الثقة في قادتهم العسكريين والسياسيين، بل وبدأ البعض في البحث عن خيارات للهجرة، نتيجة شعور متزايد بعدم الأمان، هذا إلى جانب مناقشته مدى أهمية المواجهة بين أمريكا وإيران كعنصر رئيسي في معادلة الحرب، حيث تُقدم واشنطن دعمًا غير محدود لإسرائيل، بينما تُدير طهران موقفها بحذر، متجنبة الدخول المباشر في الصراع. يُشير عبد الغني إلى أن إيران، رغم قدراتها العسكرية، لا تزال مترددة في اتخاذ قرار استراتيجي بتوسيع نطاق الحرب، وهو ما تسعى أمريكا وحلفاؤها إلى منعه عبر التهديدات المستمرة.

يُقدم كتاب «طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة؟◄5 تحليلًا شاملًا لما يجري، ويرى أن هذه الحرب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل محطة مفصلية ستعيد رسم مستقبل الإقليم، وربما تُغيّر معادلات السياسة العالمية لعقود قادمة.

اقرأ أيضاًفصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «10» الجدار الواقي ومفهوم نتنياهو

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (7) جابوتنسكي «الملهم»

«الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط».. كتاب جديد لـ ضياء رشوان يفضح الخطاب التحريضي للجماعة عقب 30 يونيو

مقالات مشابهة

  • نورة فطيس الأمين العام المؤسس للرابطة العربية للأمن السيبراني، خلال CAISEC’25: حماية الفضاء السيبراني العربي مسؤولية سيادية تتطلب ضميرًا رقميًا جماعيًا
  • العربية للتنمية الزراعية تنظم ورشة عمل لتطوير التعداد الزراعي العربي
  • خبير استراتيجي لبناني: اليمن نقل المعركة إلى عمق الكيان وأربك الهيمنة الأمريكية عالميًا
  • السيد القائد صوت الحق في زمن الانهيار… ودور محوري في معركة الأمة مع الكيان الصهيوني
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية زبيد في الحديدة
  • الحقيقة من منظور فلسطيني.. «طوفان الأقصى.. من غيّر قواعد اللعبة؟» كتاب جديد لـ حسين عبد الغني
  • رصاصة في الذاكرة.. اغتيال المثقف الفلسطيني في معركة الهوية
  • منظمة السياحة العربية: العلمين الجديدة نموذج للنهضة السريعة في العالم العربي
  • لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية
  • جامعة الدول العربية تكرّم ولي عهد الفجيرة بجائزة يوم الاستدامة العربي