حددت وزارة الأوقاف،«الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات» موضوع خطبة الجمعة المقبلة. 

«الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات» موضوع خطبة الجمعة 

وجاء في نص الخطبة: الحمدُ لله ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريم : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك علَيه، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .

 
وبعـد :
فإنَّ الوعيَ بقيمةِ الوطن، وبالتحديات التي يُواجهها، وبالمخاطر التي تحيطُ به، أمرٌ لا غنى عنه، خاصة ونحن في مرحلةٍ شديدةِ الحرج في تاريخ منطقتنا ؛ فالمخاطرُ جِسَام، والتحدياتُ هائلة، والأعداء بنا متربصون، والأمرُ أقرب ما يكون إلى زمن الفتن التي تجعلُ الحليمَ حيرانَ لشدةِ اختلاط الأمور، واضطرابها، وتقلبها، اللهم إلا على مَن منَّ الله عليهم بالحكمة والخبرة وإدراك الواقع وحجم التحديات . 

وإن الوعي بالمخاطر يحتاج إلى الدراسة والفهم والتحليل وإعمال العقل الذي كرَّم الله (عز وجل) به الإنسان حتى يميز بين الصالح والطالح، حيث يقول سبحانه : {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، ويقول سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}، وقد نعى القرآن الكريم على أولئك الذين لا يُعملون عقولهم في التفكر والتدبر، ولا يستخدمونها فيما خلقت له، فقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ}.

ولعل من أخطر التحديات التي تواجهنا تلك التحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا في أوطاننا، فالأمن نعمة من أجل نعم الله (عز وجل) على الإنسان، حيث يقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}، فبدون الأمن والأمان لا يهدأ للإنسان بال، ولا تطمئن له نفسٌ، ولا يهنأ بالحياة حتى لو أوتي الدنيا بحذافيرها، فسعادة الدنيا ونعيمها في تحقق الأمن والاستقرار، يقول نبينا (صَلى الله عَلَيه وسلم): (مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سربِهِ، مُعَافَى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)، فبدون الأمن لن تقوم دولة، ولن يطمئن أحدٌ على نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله .
ومن أجل الحفاظ على الوطن وأمنه وأمانه يجبُ علينا أن نكون جميعًا في يقظة ووعي، وحيطة وحذر، وأن نستفيد من تجارب الحياة وخبراتها, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}، ويقول نبينا (صَلى الله عَلَيه وسلم) : (لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ).

ولنعلم أن حفظ ودوام أمن وطننا أمانة في أعناقنا جميعًا، كل في مجاله وميدانه، كيف لا؟ والحفاظ على الوطن من أهم الضروريات لحفظ الدين وبقاء الدنيا، فبدون الوطن لن نتمكن من عبادة الله (عز وجل)، وبدون الوطن لن نستطيع إعمار الأرض التي أمرنا الله (عز وجل) بإعمارها.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . 
إن الحفاظ على أوطاننا في هذه المرحلة الدقيقة يتطلب منَّا أمورًا ، أهمها :
1- الالتفاف صفًا واحدًا خلف دولتنا وقيادتنا فهذا وقت الالتفاف الوطني لا الخلاف ولا الفرقة، وينبغي ألا يجعل كل منا من نفسه مفتيًا وخبيرًا فيما لا يعلم، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى رأي أهل الخبرة والاختصاص، وإسناد كل أمر إلى أهله المختصين به الخبراء فيه دون سواهم، حتى لا يصير الأمر إلى فوضى أو فتنة لا تبقي ولا تذر.
2- ألا نسير خلف الشائعات وأن نتيقن ونتثبت دائمًا من الحقائق، حيث يعمد أهل الشر دائمًا إلى بث الشائعات والأكاذيب، وألا ننساق خلف جماعات الهدم التي لا تريد لنا ولا لوطننا خيرًا، وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والكتاب والإعلاميين في بناء الوعي الرشيد.
3- أن نعمل بكل قوة على النهوض بمجتمعنا ووطننا علميًا وثقافيًا واقتصاديًا بمزيد من الجهد والعرق والعمل والإتقان، فقد حثَّنا رسول الله (صَلى الله عَلَيه وسلم) على العمل وإتقانه ،فقال : "مَن باتَ كالًّا مِن عملِه باتَ مغفورًا لهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ".
فعلى شبابنا أن يدرك أن الوعي الحقيقيّ هو البناء لا الهدم، والإعمار لا التخريب، وعليهم أن يقتحموا الصعاب، وأن يواجهوا التحديات بعزيمة قوية، وروح وثابة نحو البناء والتعمير، وعمارة الكون، وحب الخير للناس جميعًا، مؤمنين بحق الجميع في الحياة الكريمة، بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق.

وإننا لندعو إلى حقن الدماء وعدم ترويع الأمنين، آملين أن يستيقظ ضمير البشرية قبل فوات الأوان، لنعمل جميعًا على إحلال السلام الإنساني محل الدمار والقتل والتخريب. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة الحفاظ على الوطن عز وجل الله ع جمیع ا

إقرأ أيضاً:

السديس يوجّه أئمة وخطباء الحرمين باختصار خطبة وصلاة الجمعة وتقصيرهما في الحج

وجه  رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أئمة وخطباء المسجد الحرام والمسجد النبوي، باختصار خطبة وصلاة الجمعة وتقصيرهما في موسم حج 1446هـ؛ تقديرًا لظروف ضيوف الرحمن وحفاظًا  على سلامتهم مع ما تشهده مكة المكرمة والمدينة المنورة من اشتداد الحرارة، وهو أمر يقتضي التيسير والتخفيف ودفع المشقة عن المصلين وحجاج بيت الله الحرام الذين يشهدون الجمعة بالحرمين الشريفين.

 وأوضح السديس أنه انطلاقًا من المسؤولية التخصصية المناطة برئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ فقد حرصت الرئاسة على أداء رسالتها بما يكفل تهيئة بيئة تعبدية آمنة خاشعة لضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين، وفق توجيهات وتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله-.

 وتابع قائلا "ونظرًا لما يشهده المسجد الحرام والمسجد النبوي من زحام شديد لتوافد ضيوف الرحمن، وارتفاعٍ في درجات الحرارة خلال موسم الحج، ولأهمية الوقاية وتجنيب الحجاج ضربات الشمس والإجهاد الحراري والإعياء، ولما تقتضيه المصلحة العامة للمصلين، ورفع الحرج ودرء المفسدة والتيسير على القاصدين والزائرين خلال هذه الفترة؛ حرصنا في الرئاسة الدينية من منطلق يسر ديننا الحنيف وسماحة أحكامه ووسطية منهجه على تقصير خطبتي وصلاة الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ بحيث تكون المدة بين الأذان والإقامة (5 - 10 دقائق) في جميع الصلوات، ولا تجاوز خطبتا الجمعة والصلاة  (15) دقيقة".

وجه معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور #عبدالرحمن_السديس، أئمة وخطباء #المسجد_الحرام_والمسجد_النبوي، باختصار خطبة وصلاة الجمعة وتقصيرهما في موسم حج 1446هـ؛ تقديرًا لظروف #ضيوف_الرحمن وحفاظًا على سلامتهم مع ما تشهده… pic.twitter.com/9LGFvGTbGK

— رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي (@PRAGOVSA) May 27, 2025 الحجالشيخ الدكتور عبدالرحمن السديساختصار خطبة وصلاة الجمعة

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة.. تعرف عليها
  • فضائل العشر من ذي الحجة.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • في إطار مواجهة الفكر المتشدد وتعزيز الوعي الديني الرشيد: "أوقاف الفيوم" تنظّم دروسًا منهجية للواعظات في المساجد الكبرى
  • موضوع خطبة الجمعة القادم 30 مايو.. «فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة»
  • موسم الحج.. توجيه باختصار خطبة الجمعة وصلاتها في الحرمين الشريفين
  • السديس يوجّه أئمة وخطباء الحرمين باختصار خطبة وصلاة الجمعة وتقصيرهما في الحج
  • تخصيص خطبة الجمعة لتوعية المصلين بأحكام مناسك الحج
  • تخصيص خطبة الجمعة المقبلة للتنبيه بأحكام وآداب الحج
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة.. لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. دار الإفتاء توضح
  • ما حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس؟.. الإفتاء تجيب