ختام الأسبوع الثقافي من مسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر بالقاهرة
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
اختتمت وزارة الأوقاف فعاليات الأسبوع الثقافي من مسجد فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) بمدينة نصر بالقاهرة الأربعاء ١١ / ١٠/ ٢٠٢٣م تحت عنوان: "فهم أحاديث السواك والقيام".
حاضر في الندوة الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، والشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب المسجد، وقدم له محمد جمعة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ ماهر الفرماوي قارئًا، والمبتهل الشيخ كمال أبو عرب مبتهلا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهر، والشيخ سيد حمودة مدير إدارة شرق مدينة نصر، والشيخ فتحي الجوهري المفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور هاني تمام أن المقصد الأساسي من النص الشرعي هو فهمه وتدبره، مشيرًا إلى أن الإسلام يأمر بالتدبر في مقاصد النصوص والتفريق بين القطعي والظني من النصوص، موضحًا أن السبب الحقيقي للجمود الفكري هو الوقوف عند ظواهر النصوص الشرعية دون التعمق في مقاصدها، فكل نص في القرآن الكريم والسنة النبوية له مقصد، ولا بد من الإحاطة بالأدوات الضرورية لفهم معاني النصوص الشرعية واستخلاص الأحكام منها، ففي أحاديث القيام بين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان ينزل الناس منازلهم، فكان إذا أتاه رجل كريم أكرمه، وإذا أتاه عظيم قوم رحب به، وعظم شأنه ففي الحديث أن أهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد (رضي الله عنه) أرسل إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء على حمار أقمر فقال (النبي صلى الله عليه وسلم): "قوموا إلى سيِّدِكم ، فأنزَلوهُ"، مؤكدًا أنه لا تعارض بين هذا الحديث، وحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "من أحبَّ أن يتمثَّلَ له النَّاسُ قيامًا، فليتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ"، موضحًا أن الشرع لا يتناقض ولا يعارض بعضه بعضا ، وأن الوقوف على مقاصد الأحاديث يزيل الإشكال، كما بين أن الإسلام حريص على صلاح القلب والسريرة، والابتعاد عن كل سبب يوصل للكبر، مبينا أن النية في العمل هي التي تجعل العمل مشروعًا أو غير مشروع، مختتما حديثه بأن تدبر النص، ومعرفة سبب وروده يزيل الإشكال عنه، ويبين لنا الحكم فيه.
بعض النصوص قد يوهم ظاهرها خلاف المرادوفي كلمته أشار الشيخ محمود الأبيدي إلى أن بعض النصوص قد يوهم ظاهرها خلاف المراد، ومن ذلك أحاديث السواك، حيث قال (صلى الله عليه وسلم): "لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ"، فبالتدقيق يتضح أن المراد من النص تطهير الفم وتنظيفه بالآلة التي تناسب العصر، والتي يستطيع أهل كل عصر التعامل معها، حيث إن وظيفة السواك تطهير وتنظيف الفم، مبينا أن المقصود ما يكون به تنظيف الفم، وليس المقصود تحديد الوسيلة واقتصارها على السواك، لأن السواك كان هو الوسيلة الوحيدة في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما بين أن الشريعة الإسلامية تتميز بالسماحة، ومبنية على التيسير ورفع الحرج، وأن الخطاب الديني متجدد على مر العصور لأنه صالح لكل زمان ومكان.
مختتما حديثه بأن مقاصد الشريعة هي الأهداف التي يرمي إليها الشارع الحكيم، فالله (سبحانه) لم يخلق هذا الكون عبثا ولم يتركه سدى، بل خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له، وشرع له الشرائع التي تهدف إلى مصلحته الدنيوية والأخروية، وتسهل عليه القيام بأداء المهمة التي من أجلها خُلق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاوقاف وزارة الأوقاف مسجد فاطمة الزهراء جامعة الأزهر النص الشرعي صلى الله علیه وسلم من النص
إقرأ أيضاً:
كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثرة السجود تكون بكثرة الصلاة، وكان النبي يُكثر من الصلاة، فكان يحافظ على الرواتب، ولم يدعها إلا في نحو سفر، وهي سبع عشرة ركعة فرضًا، ومثلها سنةً مؤكدةً.
واستشهد علي جمعة، في منشور له عن كثرة السجود، بما روي عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ». قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
وتابع: كان النبي يقوم الليل، امتثالًا لأمر ربه سبحانه وتعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4].
وكان يأمر بصلاة الضحى، ويُرغِّب فيها، ويقول: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». وقد ثبتت عنه من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة.
وأشار علي جمعة، إلى أن الصلاة في لغة العرب تعني "الدعاء بخير"، ومن هنا كان دعاؤنا لرسول الله جزاءً على تبليغه، فنقول: "اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته"، ونقول كذلك: "اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله".
وقد يظن بعض الناس -من غير المسلمين، أو منهم ممن جهلوا- أن الله يُصَلي على النبي كما نصلي نحن له، وليس الأمر كذلك؛ فالصلاة من الله على عبده معناها: الثناء عليه، والدعاء له بالرحمة والرفعة. فـ "فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" تعني: "اللهم أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلِ درجته"، وعلو الدرجات لا نهاية له، وكلما صلّى عليه أحد من أمته، زاده الله شرفًا ورفعة، وهو أهلٌ لذلك بما صبر وبلّغ وترك.
وذكر أن الصلاة موطن لاستجابة الدعاء، وقد دلَّنا رسول الله على ذلك فقال: « وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ أن يُستجابَ لكم ». أي: جدير بأن يُستجاب، بل يُستجاب فورًا بقوة.
وفي الحديث الآخر: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد» فصلّوا، فإن الصلاة ركن الدين، وعموده، وذروة سنامه، والعمود هو الذي تقوم عليه الخيمة، فإذا قام، قام الدين، وإذا هُدم، هُدم الدين.