الطرق الصحيحة للحصول على فيتامين د
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
ظهور متحور جديد من فيروس كورونا يسمى إي جي.5 "EG.5"، ويُطلق عليه تسمية غير رسمية هي "إيريس" Eris، بدأ الحديث مجددا عن سبل الوقاية وتعزيز المناعة، وبطبيعة الحال عاد معها الحديث عن فيتامين بعينه ألا وهو فيتامين د.
فقد تحدثت تقارير طبية عن دور مهم لهذا الفيتامين في الوقاية من الإصابة بالفيروس رغم عدم وجود دليل علمي قاطع على نجاعة استخدامه كعلاج في حالة الإصابة، على الأقل بشكل منفرد من دون علاجات أخرى.
يقول الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا: "وجدت دراسات عديدة أن غالبية الحالات التي تأثرت بشكل كبير بفيروس كورونا واضطرت للدخول إلى المستشفى أو إلى وحدات العناية المركزة كانت تعاني من عوز فيتامين د، المعروف بعلاقته المباشرة بتعزيز جهاز المناعة".
لكن فضاء وسائل التواصل الاجتماعي الرحب يمتلئ بالمعلومات عن هذا العنصر المهم، والتي قد يبدو بعضها غير دقيق ولا يستند إلى أساس علمي.
فيتامين د هو عنصر غذائي مهم معروف بقدرته على مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفات، الضروريين لبناء العظام، والاحتفاظ بهما.
ويصنّع جسم الإنسان فيتامين د عن طريق تعرض الجلد بشكل مباشر لأشعة الشمس، وتُظهر الدراسات المخبرية أن فيتامين د يمكن أن يقلل من نمو الخلايا السرطانية، ويساعد في السيطرة على العدوى وتقليل الالتهاب.
ويحتوي العديد من أعضاء وأنسجة الجسم على مستقبلات لفيتامين د، مما يشير إلى أدوار مهمة تتجاوز صحة العظام، وهذا بالضبط ما يدفع العلماء للبحث بنشاط عن وظائف أخرى محتملة له.
كيف يمكننا الحصول على فيتامين د؟
تحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على فيتامين د، غير أنه بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن أفضل طريقة للحصول على ما يكفي من فيتامين د هي تناول المكملات الغذائية لأنه من الصعب تناول ما يكفي من خلال الطعام.
تقول أخصائية التغذية ديمة الكيلاني: "يمكن أن نحصل على فيتامين د من خلال تناول أطعمة من قبيل الأسماك الدهنية مثل السالمون والماكريل والسردين، أو الأطعمة المدعمة بالفيتامين مثل حبوب الإفطار والحليب، وكذلك زيت كبد السمك وصفار البيض"، لكنها تؤكد أن الطعام بشكل عام، لا يمكن أن يكون مصدرا كافيا لفيتامين د.
يعد إنتاج فيتامين د في الجلد المصدر الطبيعي الأساسي، لكن العديد من الأشخاص لديهم مستويات غير كافية لأنهم يعيشون في أماكن تكون فيها أشعة الشمس محدودة في الشتاء، أو لأن تعرضهم لأشعة الشمس محدود بسبب طبيعة عملهم المكتبية أو وجودهم في المنزل لوقت طويل.
كما أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة تكون مستويات فيتامين د في الدم لديهم أقل لأن صباغ (الميلانين) يعمل كالظل، مما يقلل من إنتاج فيتامين د.
يقول الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا: " بالنسبة لبعض الأشخاص يكون امتصاص فيتامين د غير كافٍ بسبب عدة عوامل منها لون البشرة، إذ يكون أقل لدى ذوي البشرة الداكنة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل سوء الامتصاص الناجم عن بعض الأمراض المزمنة مثل داء كرون".
ما هي أشكال فيتامين د؟
هناك شكلان معروفان لفيتامين د، هما د2 ود3، فما الفرق بينهما؟ وأيهما يحتاج جسم الإنسان؟
يقول الدكتور زوان " إن الفيتامين د2 هو الشكل الخام غير الفعال من فيتامين د الذي نحصل عليه عن طريق الغذاء، والذي يتفعل في الكبد ليصبح د3 وهو الشكل الفعال الذي نستفيد منه، وينبغي على الإنسان الحرص على الحصول على كميات كافية من فيتامين د وفحص نسبه بشكل دوري، إذ ثبت أن وجود معدلات كافية منه يحمي من أمراض كثيرة مثل سرطان البنكرياس وسرطان المستقيم والقولون وسرطان البروستاتا، كما أثبتت تجارب حديثة دوره المهم في تأخير أمراض الخرف وألزهايمر"
بطبيعة الحال تختلف الكميات التي يحتاجها الشخص باختلاف المرحلة العمرية، فالأطفال منذ الولادة حتى عمر سنة واحدة يحتاجون من 8.5 إلى 10 ميكروغرام من فيتامين د يوميا.
وتؤكد أخصائية التغذية ديمة الكيلاني على أهمية أن يعطى الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية جرعات مكملة من فيتامين د.
والميكروغرام أصغر بألف مرة من المليغرام، ويكتب أحيانا بالرمز اليوناني μ متبوعا بالحرف g، وفي بعض الأحيان يُعبَّر عن كمية فيتامين د بالوحدات الدولية (IU).
1 ميكروغرام من فيتامين د يساوي 40 وحدة دولية، لذا فإن 10 ميكروغرام من فيتامين د تساوي 400 (IU).
ويحتاج الأطفال فوق عمر السنة والبالغون 10 ميكروغرام من فيتامين د يوميا.
ويؤكد الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا أن هذه الكميات تنطبق على الأصحاء، لكن هناك عوامل أخرى مثل لون البشرة الداكنة والأمراض المزمنة وأمراض الكبد والكلى تسبب عوزا مما يقتضي أن يتناول الشخص كميات أكبر من فيتامين د عن طريق المكملات الغذائية.
فيتامين د وآثاره على الصحة قد يحدث عوز فيتامين د بسبب نقصه في النظام الغذائي، أو سوء الامتصاص، أو حاجة الجسم لكميات أكبر منه من أجل تحسين عملية الأيض.إذا لم يتناول الشخص ما يكفي من فيتامين د، ولم يحصل على ما يكفي منه من خلال التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية على مدى فترة طويلة فقد ينشأ العوز.
والأشخاص الذين لا يدخل الحليب والبيض والأسماك في نظامهم الغذائي، مثل أولئك الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، أو الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، يكونون أكثر عرضة للإصابة بنقص أو عوز فيتامين د.
الأشخاص الآخرون المعرضون لخطر الإصابة بنقص فيتامين د:
الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء (التهاب القولون التقرحي أو داء كرون) أو غيرها من الحالات التي تعطل الهضم الطبيعي للدهون، إذ إن فيتامين د قابل للذوبان في الدهون ويعتمد على قدرة الأمعاء على امتصاص الدهون الغذائية.
الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، إذ يتراكم فيتامين د في الأنسجة الدهنية الزائدة ولكن ليس من السهل أن يستخدمه الجسم عند الحاجة.
الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية لتحويل مسار المعدة، والتي عادة ما تتم فيها إزالة الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص فيتامين د.
تشير أخصائية التغذية ديمة الكيلاني إلى أن "أغلب الأشخاص الذين يعانون من السمنة تكون مستويات فيتامين د لديهم متدنية بشكل عام"، وتنصح من يتبعون حمية غذائية قليلة الدهون بالاستعانة بمكملات فيتامين د، كون الدهون التي تفتقر إليها الحمية التي يتبعونها، مهمة للغاية في عملية امتصاصه.
لكن تناول كثير من مكملات فيتامين د على مدى فترة طويلة من الزمن يمكن أن يسبب تراكم الكثير من الكالسيوم في الجسم (فرط كالسيوم الدم)، والذي يمكن أن يضعف العظام ويلحق الضرر بالكلى والقلب.
ويؤدي نقص فيتامين د في الجسم لفترات طويلة إلى حالات مرضية تختلف بين الأطفال والبالغين:
عند الأطفال والرّضع قد يتسبب عوز فيتامين د بمرض الكساح، وهو حالة تكون فيها العظام لينة تترافق مع تشوهات في الهيكل العظمي ناجمة عن عدم قدرة العظام على أن تصبح صلبة.
عند البالغين قد يتسبب في تلين العظام، وهي حالة تكون فيها العظام ضعيفة ولينة ولكن يمكن علاجها بالمكملات الغذائية، وهي تختلف عن هشاشة العظام، التي تكون العظام فيها مسامية وهشة وهي حالة غير قابلة للعلاج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فيروس كورونا إيريس فيتامين د متحور جديد من فيروس كورونا العظام بريطانيا الكالسيوم الفوسفات المكملات الغذائية الذین یعانون من الأشخاص الذین على فیتامین د فیتامین د فی ما یکفی من العظام فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تعزيز شفاء العظام.. أطعمة وأعشاب طبيعية تدعم التئام العظام وتقويها
تُعد عملية التئام العظام من العمليات الفسيولوجية المعقدة التي تعتمد على تنسيق دقيق بين خلايا الدم والمناعة داخل نخاع العظم، ويلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في تسريع هذه العملية وضمان قوة العظام. نقص بعض العناصر الغذائية الحيوية قد يؤدي إلى تأخير الشفاء وضعف العظام، ما يستدعي الانتباه إلى تناول الأطعمة الغنية بالمكونات الضرورية.
أطعمة غنية بالكالسيوم
يعتبر الكالسيوم حجر الأساس في بناء العظام والمحافظة على متانتها. يمكن الحصول عليه من منتجات الألبان، الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ، الأسماك التي تحتوي على عظام طرية قابلة للأكل، إضافة إلى منتجات الصويا، الحبوب، وعصائر الفاكهة.
أطعمة غنية بفيتامين د
يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم بشكل فعال، ونقصه قد يسبب هشاشة العظام. مصادره تشمل الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والهلبوت، بالإضافة إلى الحليب والزبادي.
أطعمة غنية بفيتامين سي
فيتامين سي ضروري لتكوين الكولاجين، المكون الأساسي للعظام والغضاريف. تتوفر كميات وفيرة منه في الفواكه الحمضية، التوت، البطاطس، الطماطم، الفلفل، الكرنب، البروكلي وثمار كرنب بروكسل.
أطعمة غنية بالحديد
الحديد يعزز إنتاج خلايا الدم التي تلعب دوراً مهماً في التئام العظام. يمكن الحصول عليه من اللحوم الحمراء، الدواجن، البيض، المأكولات البحرية، البقوليات، الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، بالإضافة إلى الفواكه المجففة مثل الزبيب والمشمش.
أعشاب طبيعية داعمة للشفاء
القراص: يحتوي على مركبات مثل أسيتيل كولين وسيروتونين التي تحسن الدورة الدموية وتخفف الألم، ويستخدم تقليدياً لعلاج النقرس والروماتيزم والتهاب المفاصل. السنفيتون: غني بالفيتامينات (A، B، C، E) والمعادن الأساسية كالكالسيوم واليود والحديد والمغنيسيوم، مما يعزز من قدرة الجسم على التعافي وبناء العظام.اعتماد نظام غذائي متوازن غني بهذه العناصر الحيوية، إلى جانب استشارة الأطباء، يسرع عملية التئام العظام ويقويها، مما يحسن جودة الحياة ويقلل من مخاطر الكسور والأمراض المزمنة المتعلقة بالعظام.