معهد أمريكي يرصد احتمالات ظهور جبهة جديدة مدعومة من إيران بعد عملية حماس
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
رأى معهد أمريكي أنه على الولايات المتحدة لـ"تقييد خيارات إيران وتفادي اتساع نطاق الأزمة الناجمة عن الصراع بين حماس وإسرائيل"، توجيه تحذير مباشر للنظام السوري لكبح جماح المليشيات المدعومة من إيران على حدود الجولان المحتل، مرجحا أن يستجيب النظام السوري لهذا التحذير مقابل أموال من الخليج.
ونشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مقالا للباحث أندرو جيه.
ورأى تابر أن "انتشار المليشيات التي ترعاها إيران والقوات السورية فضلاً عن شن هجمات جديدة في الجولان" يؤدي "إلى إحداث إرباكات أمنية مقلقة في الوقت الذي تتعامل فيه إسرائيل مع الأزمة على جبهتها الجنوبية"، أي غزة.
وأشار إلى أنه في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، أطلقت قوات مجهولة الهوية قذائف هاون من سوريا نحو مرتفعات الجولان، "مما استدعى رداً فورياً من الجانب الإسرائيلي الذي أطلق نيران المدفعية وقذائف الهاون على نقطة الإطلاق"، رغم أن الحدود "هادئة عادةً".
وبينما يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول إلى غزة، "تزداد التوقعات بأن القوات الأخرى المدعومة من إيران مثل "حزب الله" قد تفتح جبهاتٍ أخرى في الحرب، وهو السيناريو الذي دفع الرئيس الأمريكي بايدن إلى إصدار تحذير عام إلى أي جهة قد تفكر في استغلال هذا الوضع".
وأضاف: "نظراً إلى التقارير الحديثة عن إرسال المليشيات السورية المدعومة من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني مقاتلين إلى منطقة القنيطرة المجاورة للجولان، يجب أن تتوقع واشنطن تصعيداً محتملاً من الجانب السوري على إثر أحداث 10 تشرين الأول/ أكتوبر، وأن تتخذ الإجراءات المناسبة للحد من الخيارات المتاحة أمام إيران في هذا السياق".
وقال: "تشير التقارير مفتوحة المصدر إلى أنه تم إطلاق (القذائف) من موقع للمليشيات الإيرانية بالقرب من منطقة البكار في ريف درعا الغربي".
وقبل ذلك بأيام "أفادت مصادر محلية بانتقال قوات نظام الأسد والمليشيات الموالية لإيران من شمال وشمال شرق سوريا إلى الجولان". وشمل ذلك وصول قادة وأعضاء من مواقع عسكرية في درعا والقنيطرة، مزوّدين بطائرات بدون طيار وبصواريخ "فجر" الإيرانية وبأسلحة متطورة أخرى. كما أشارت تقارير أخرى إلى أن وحدة "الرضوان" النخبوية في "حزب الله" والمتخصصة في عمليات التسلل إلى إسرائيل قد انتشرت بالقرب من الحدود إلى جانب وحدات الجيش السوري. كما نقل الحرس الثوري الإيراني نحو خمسين من عناصر المليشيات من مدينة البوكمال الواقعة بالقرب من الحدود العراقية إلى دمشق، وقد تدرب جميعهم على استخدام الصواريخ المضادة للطائرات وصواريخ الكاتيوشا وغيرها من الصواريخ المحمولة على الكتف.
ووفقاً لبعض التقارير نشرت إيران أيضاً وحدة عسكرية من "لواء القدس" المرتبط بنظام الأسد على الحدود مع إسرائيل، فضلاً عن تعزيزات مجهزة بأنظمة صاروخية وأجهزة تشويش/ مراقبة وطائرات بدون طيار.
وتحدث تابر عن أن "المليشيات الإيرانية تحاول إيجاد طرق مختلفة لنقل عناصرها من العراق إلى سوريا أو داخل الأراضي السورية دون أن يتعرضوا لغارات جوية إسرائيلية. وفي 9 تشرين الأول/ أكتوبر، تم استهداف قافلةً مدعومةً من إيران في مدينة البوكمال على يد طائرة مجهولة، يرجّح أنها إسرائيلية".
وأوضح أنه "لتقييد خيارات إيران وتفادي اتساع نطاق الأزمة الناجمة عن الصراع بين حماس وإسرائيل، يتعين على واشنطن أن توجّه تحذيراً مباشراً إلى الرئيس بشار الأسد بعدم دخول الحرب وكبح جماح المليشيات المدعومة من إيران على طول حدود الجولان، مرددةً بذلك تحذيرات سابقة، والتي وفقاً لبعض التقارير نقلتها الإمارات العربية المتحدة له بناءً على طلب واشنطن. وفي الوقت نفسه، على المسؤولين الأمريكيين أن يراقبوا عن كثب التصعيد الجديد للنظام في إدلب".
ورأى أنه "من المرجح أن يستغل النظام وساطة أبو ظبي في الأزمة الحالية للمطالبة بالمزيد من الأموال المسبقة من دول الخليج العربي، التي دفعت هذه الأموال في وقتٍ سابقٍ من هذا العام من خلال إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتطبيع العلاقات معها دون الحصول على أي شيء في المقابل". لكنه شدد على أنه "لا ينبغي تخفيف العقوبات على سوريا بأي شكلٍ من الأشكال دون الحصول على دليل واضح على أن الأسد يقيّد الخيارات المتاحة أمام إيران في مواجهة إسرائيل والأردن وغيرهما من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران حماس الجولان سوريا إسرائيل إيران سوريا إسرائيل حماس الجولان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المدعومة من من إیران
إقرأ أيضاً:
الأردن وسوريا: المجلس الأردني السوري المشترك بوابة لمرحلة جديدة
#سواليف
#الأردن و #سوريا: #المجلس_الأردني السوري المشترك بوابة لمرحلة جديدة
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
إن قرار إنشاء المجلس الأردني السوري المشترك هو خطوة استراتيجية طال انتظارها، ويستحق التقدير والإشادة لما يحمله من دلالات سياسية عميقة ورسائل إيجابية نحو إعادة بناء العلاقات الأخوية بين البلدين على أسس جديدة من التنسيق والتعاون والتكامل. فهذا القرار يعكس إرادة سياسية ناضجة لدى قيادتي البلدين، واستشعارًا مشتركًا بأهمية تجاوز مرحلة القطيعة، والانطلاق نحو آفاق أرحب من التفاهم والتقارب.
مقالات ذات صلة إسرائيل تقرر استئناف نقل المساعدات إلى غزة 2025/05/18لقد كان الأردن ولا يزال يؤمن بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ويقف مع استقرارها وعودة أمنها، إدراكًا منه أن استقرار سوريا هو ركيزة من ركائز استقرار الإقليم برمته، وأن بوابة التعافي تبدأ بالحوار والتنسيق، لا بالعزلة والانكفاء. والمجلس المشترك يشكّل منبرًا مؤسسيًا لترجمة هذه القناعة إلى واقع ملموس، عبر مشاريع مشتركة، ورؤى متبادلة، وحلول توافقية في الملفات العالقة، لا سيما الاقتصادية والمائية.
إن الأردن بحكم موقعه الجغرافي، هو بوابة سوريا الجنوبية، وبحكم سمعته الدولية وعلاقاته المتوازنة، هو الأقدر على لعب دور محوري في دعم جهود المصالحة الوطنية السورية، والمساهمة الفاعلة في مرحلة إعادة الإعمار، لا بوصفه طرفًا خارجيًا، بل شريكًا تاريخيًا له امتداداته في وجدان الشعب السوري.
ويأتي هذا القرار متزامنًا مع بوادر انفراج في الموقف السوري تجاه فتح المعابر الحدودية أمام الشاحنات الأردنية، في خطوة تعبّر عن إدراك متجدد بأهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتمثل تمهيدًا لإعادة الحياة إلى الشرايين التجارية التي ظلت معطّلة لسنوات، وألحقت خسائر جسيمة بالاقتصادين الأردني والسوري على حد سواء.
إننا نأمل أن يكون هذا المجلس بداية حقيقية لطيّ صفحة الخلافات، ومعالجة الملفات العالقة وفي مقدمتها الملف المائي، الذي عانى الأردن فيه من تغييب طويل لحقوقه المائية في نهر اليرموك وسدود الشمال، بسبب سياسات النظام السوري السابق. ومن هنا، فإن المصالحة المائية المنشودة يجب أن تكون بندًا دائمًا على جدول أعمال المجلس المشترك، بما يضمن التوزيع العادل للموارد المائية ويؤسس لشراكة استراتيجية في مشاريع حيوية تضمن الأمن المائي لكلا البلدين.
إن تأسيس المجلس الأردني السوري المشترك ليس مجرد إجراء إداري أو رمزي، بل هو خطوة في اتجاه استعادة روح التضامن العربي، وبناء نموذج ناجح من العلاقات الثنائية التي تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وبهذا، فإننا نتطلع إلى أن يكون هذا المجلس حجر الأساس لعلاقة دائمة ومستقرة، تعود بالنفع على الشعبين، وتُسهم في استقرار الإقليم، وتفتح الباب أمام عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بكرامة وأمان، وتُخفّف من أعباء الأردن التي تحملها طيلة السنوات الماضية بصبر ومسؤولية.
مرحبًا بسوريا الشقيقة وهي تستعيد موقعها في الفضاء العربي، ومرحبًا بهذه الروح الجديدة في العلاقات الأردنية السورية، التي نتمنى أن تتجذر وتزدهر لما فيه خير الشعبين وأمن واستقرار المنطقة.