فتيات ضحايا الجفاف.. الجارديان: تنامي ظاهرة زواج الأطفال فى إثيوبيا بسبب تغير المناخ
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
تعاني دول القرن الأفريقى مؤخرا من التغيرات المناخية، التى أجبرت مجتمعات كاملة من السكان على النزوح بعيدا بسبب الجفاف الذى يضرب شرق أفريقيا، وهى أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من ٤٠ عاما، تمتد عبر منطقة شرق أفريقيا من إريتريا شمالا، مرورا بإثيوبيا وجيبوتى إلى الأطراف الجنوبية لكينيا والصومال.
وتسبب تغير المناخ فى إثيوبيا، فى تنامى ظاهرة الزواج المبكر للفتيات فى محاولة من أسرهم من تداعيات التغير المناخي، والنجاة بأنفسهم من براثن الفقر والجفاف والموت جوعا، وفى هذا السياق نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا دونت فيه شهادات لبعض الفتيات فى إثيوبيا بشأن معانتهن من هذه الظاهرة.
ويتسرب العديد من الأطفال من المدارس فى المنطقة الصومالية بإثيوبيا، بسبب تعرضهم لضغوط من قبل والديهم للزواج ويرجع ذلك أساسا إلى الصعوبات المالية التى يواجهها آباؤهم وتوقع الحصول على الماشية كمهر، وتعتبر الأسر التى تعيش فى المناطق الريفية، أنه إذا طلب رجل غنى يد فتاة للزواج، فإن الأب يعتبر ذلك ضمانا لمستقبل أفضل لبقية الأطفال، وقد يوافق على مثل هذه الزيجات من أجل رفاهية الأسرة وحماية بقية الأطفال. فى هذا السياق، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، فى تقرير لها إن الفتيات فى أجزاء من البلاد المتضررة من الجفاف ونقص الغذاء يجبرن، بشكل متزايد على زواج الأطفال، مع ارتفاع المعدلات بنسبة ١١٩٪ فى عام ٢٠٢٢، وقد تضافرت مصادر المياه الجافة والمحاصيل المدمرة ونفوق الماشية مع الصراع العنيف لجعل الزواج المبكر أمرًا واقعًا. ويعنى الجفاف المتكرر فى المنطقة الصومالية بإثيوبيا، أن الأرض لم تعد تزود الأسر بالمياه والغذاء الذى تحتاجه ولهذا السبب جعلت المناظر الطبيعية المتضررة من الجفاف والنهر المجفف جزءًا لا يتجزأ من كل صورة، لتمثيل كيفية تشابك زواج الأطفال وتغير المناخ. ويكشف تقرير جديد صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة بعنوان الفتيات فى قلب العاصفة: كوكبها، مستقبلها، وحلولها، أن عدد الفتيات اللاتى يعشن فى "بؤر ساخنة" شديدة الخطورة لزواج الأطفال وتغير المناخ.
وأوردت "الجارديان" فى تقريرها المنشور الأسبوع الماضي، عددا من قصص الفتيات اللاتى أجبرن على الزواج المبكر، فى المنطقة الصومالية بإثيوبيا، حيث تقول "عايدة" البالغة من العمر عشرين عامًا "تم تغيير جميع أسماء الفتيات" تزوجت فى سن الخامسة عشرة بعد النزوح بسبب النزاع والجفاف، لقد كنت محطمة فى ذلك الوقت واضطررت إلى ترك المدرسة وبعد أشهر قليلة من هذا الزواج القسري، أصبت بالاكتئاب، وبدعم من عمي، فررت إلى المدينة القريبة قبل العودة للعيش مع عائلتى بعدما أصبح الوضع آمنا.
وأضافت: "منذ النزوح، أصبحت الحياة صعبة، وكنا نعيش حياة جميلة، وعشنا بشكل مريح وكنا نحرث حقولنا وكان لدينا كل ما نحتاجه، لقد زرعنا وأكلنا ما أردنا من حديقتنا الآن ليس لدينا ما نأكله، ونعانى كثيرًا، ونعيش فى كوخ والحرارة فظيعة وليس لدينا كهرباء كما كنا فى السابق، وتزوجت عندما كان عمرى ١٥ عامًا ولقد زوجنى والداى معتقدين أن مشاكلنا ستصبح أسهل، وأعطونى لهذا الرجل للتخفيف من مشاكلنا، أخبرتهم أننى أفضل الموت على العيش مع هذا الرجل."
وتابعت "عايدة": "عندما كان عمرى ١٤ سنة، أراد رجل أن يتزوجنى ووافق والدي، وأصبحت غير سعيدة ومنعزلة فى المدرسة، وكنت مكتئبة ولأنه كان أغنى منا، نصحنى والداى بأن حياتى إذا تزوجته ستصبح أفضل من حياتهم".
كما أوردت الصحيفة البريطانية قصة أخرى لفتاة تدعى "ليلو" البالغة من العمر خمسة عشر عامًا، وتنتمى لعائلة من الرعاة الذين اعتادوا الاعتماد على مواشيهم للحصول على الدخل، ولكن منذ أن بدأ الجفاف، افتتحت والدتها متجرًا للشاى فى مجتمعهم لدعم أسرتهم، وعندما كانت ليلو تبلغ من العمر ١٤ عامًا، طلب منها رجل كبير السن أن تتزوجه، ووافق والديها على الزواج لأن أسرتهما كانت تعانى اقتصاديًا خلال فترة الجفاف، ومع ذلك، تفاوض النادى المدرسى المناهض للعنف التابع لمنظمة إنقاذ الطفولة مع والدتها للتراجع عن تزويجها.
وأضافت "ليلو"، أنها عندما كان عمرى ١٤ عامًا، عرض عليها الزواج وشعرت بالإحباط، ووثقت بصديق أبلغ المعلم ورئيس نادى الفتيات بالزواج، وذهبوا إلى والدى وأخبروهم أننى لا أوافق على هذا الزواج، وأخيرًا بعد الكثير من المفاوضات وافق والدى على إلغاء هذا الزواج.
وتقول فتاة أخرى تدعى "سعيدة"، ١٦ سنة، إنها تعيش مع والديها وشقيقتها الصغرى وقد نزحت عائلتها بسبب الجفاف قبل عامين حيث فقدوا ثلاثة جمال وست أبقار وخمسة ماعز وقد شهدت سعيدة التأثير السلبى للجفاف على الفتيات فى مجتمعها، بما فى ذلك زيادة معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعى أثناء جمع المياه، واضطرت صديقاتها إلى ترك المدرسة للزواج مبكرا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زواج الأطفال إثيوبيا تغير المناخ الفتیات فى
إقرأ أيضاً:
مصرع أربع نساء وثلاث فتيات إثر انقلاب قارب مهاجرين قبالة جزر الكناري
مايو 29, 2025آخر تحديث: مايو 29, 2025
المستقلة/- لقيت أربع نساء وثلاث فتيات حتفهن بعد انقلاب قارب يحمل عشرات المهاجرين لدى اقترابه من ميناء في إحدى جزر الكناري الإسبانية.
وأفادت خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية بأن القارب، الذي يُعتقد أنه كان يحمل حوالي 150 شخصًا، رُصد على بُعد ستة أميال من ميناء لا ريستينجا في جزيرة إل هييرو يوم الأربعاء.
وقالت خدمة الإنقاذ على مواقع التواصل الاجتماعي: “رافقت سفينة الإنقاذ الحكومية سالفامار ديفدا القارب إلى الرصيف، وعندما كان على وشك النزول، انقلب”، مضيفةً لاحقًا أن حركة الأشخاص على متنه تسببت في انقلابه.
وسارع مسؤولو الطوارئ، إلى جانب عمال من شركات قريبة وفريق غوص محلي، لانتشال الأشخاص من الماء. ووفقًا لخدمات الطوارئ، كان من بين القتلى فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا وفتاتان يُعتقد أنهما دون سن الخامسة.
نُقل طفلان، يبلغان من العمر ثلاث وخمس سنوات، في حالة حرجة بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى في تينيريفي، بينما نُقل رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر يعاني من صعوبة في التنفس إلى مستشفى محلي.
ومع ورود أنباء المأساة، أعرب رئيس وزراء البلاد، بيدرو سانشيز، عن “تضامنه وتعاطفه” مع الضحايا وعائلاتهم، وعن “دعمه الكامل لكل من يعمل على تخفيف آلامهم”.
وقال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “إن المأساة التي وقعت في إل هييرو يجب أن تُحرك مشاعرنا جميعًا. أرواحٌ زهقت في محاولة يائسة لإيجاد مستقبل أفضل. علينا أن نكون على قدر المسؤولية. إنها مسألة إنسانية”.
وكانت هذه آخر مأساة تقع على طريق جزر الكناري المحفوف بالمخاطر، والذي أودى بحياة أكثر من 10400 شخص العام الماضي، وفقًا لمنظمة “كاميناندو فرونتيراس” غير الحكومية.
في ظل سعي الاتحاد الأوروبي إلى الحد من الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، يلجأ الناس بشكل متزايد إلى الوصول إلى أوروبا عبر المحيط الأطلسي – وهو أحد أخطر المعابر إلى أوروبا – مبحرين في قوارب غير مستقرة، غالبًا ما تكون غير قادرة على مواجهة تيارات المحيط العاتية.
بعد أن خاطر عدد قياسي من الأشخاص باجتياز هذا الطريق العام الماضي، انخفضت أعداد الوافدين إلى جزر الكناري بمقدار الثلث، وفقًا لأرقام حكومية من 1 يناير إلى 15 مايو.
يوم الأربعاء، صرّح ممثل الحكومة المركزية في الأرخبيل، أنسيلمو بيستانا، للصحفيين بأن المياه المحيطة بسفينة “إل هييرو” كانت هائجة للغاية في الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أن ركابها قد خاضوا رحلة طويلة وصعبة، وكانوا في حالة إرهاق شديد مع اقتراب القارب من الرصيف. وقال: “نعلم أن هذه هي اللحظة الأشد حساسية في عملية الإنقاذ”.
ووصف فرناندو كلافيجو، الزعيم الإقليمي لجزر الكناري، الحادثة بأنها لمحة عن “المأساة الحقيقية” التي تشهدها المنطقة، في الوقت الذي تُكافح فيه خدمات الطوارئ للتعامل مع العواقب الوخيمة لطريق جزر الكناري.
وقال: “مرة أخرى، نشهد الجانب الأشد قسوة للهجرة، والذي يؤثر على الأطفال، وللأسف الشديد. في هذه الحالة، انقلبت السفينة عند الرصيف، في اللحظة التي حققوا فيها حلمهم”.