الخليج الجديد:
2025-12-12@17:50:55 GMT

جدوى الهروب من صفقة القرن إلى اتفاقات أبراهام

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

جدوى الهروب من صفقة القرن إلى اتفاقات أبراهام

جدوى الهروب من صفقة القرن إلى اتفاقات أبراهام

الهروب من صفقة القرن نحو اتفاقات أبراهام لن يوقف المقاومة، بل سيعززها إحصائيا وجغرافيا.

المقاومة المتصاعدة أنهت احتلال "النجوم الخمس" الذي أنتجته اتفاقية أوسلو وجهود إعادة إنتاجه عبر صفقة القرن واتفاقات أبراهام.

ممارسات الاحتلال الفاشية كافية لإشعال المواجهات وتغذية المقاومة التي أصبحت حالة يومية تؤكدها الإحصاءات والتقديرات الاستراتيجية.

الاحتلال المسكون برغبة فاشية جامحة لإقصاء الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، عاجز عن المناورة وفاقد للمرونة ما يجعله أكثر قابلية للانكسار والهزيمة.

لا يحتاج الفلسطينيون مبررات لمواجهة الاحتلال ولا دعما كبيرا من دول الجوار، فكل ما يتطلبه الأمر الإرادة لمواجهة المحتل وانتهاكاته وسياسيات القمع والتنكيل والاعتداء على المقدسات والأراضي وإنكار الحقوق.

* * *

لم يجد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمامه سوى إيران ليلقي عليها اللوم، ويحمّلها مسؤولية الفشل الذي تعانيه أجهزته الأمنية أمام المقاومة الفلسطينية المتصاعدة، التي تمكنت مساء الأربعاء الماضي من إصابة خمسة جنود للاحتلال الإسرائيلي، خلال محاولتهم التسلل واقتحام مخيم للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

الاتهامات الموجهة لإيران لا تكاد تتوقف، وتمتد إلى دول الجوار العربي وعلى رأسها الأردن بزعم تقصيره في حماية حدوده من عمليات تهريب السلاح إلى الأراضي المحتلة؛ علما أن القنبلة اليدوية التي انفجرت بالقوات الإسرائيلية المهاجمة كانت ولأجل المفارقة إسرائيلية الصنع، ألقتها قوات الاحتلال على الفلسطينيين الذين أعادوها بدورهم إلى مصدرها؛ لتنفجر بالجنود الخمسة المهاجمين.

حادثة القنبلة اليدوية ورد الفعل الإسرائيلي عليها، تلخص المشهد في الأراضي الفلسطينية والإقليم، فالاحتلال الإسرائيلي غارق في مستنقع الإنكار والفشل، فعلى بُعد أمتار قليلة من مدينة طولكرم تنتشر المدن والقرى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48؛ حيث ينتشر السلاح وتفتك الجريمة بالمجتمعات المحيطة، في المقابل تقف حكومة الاحتلال وجيشها ومؤسساتها الأمنية عاجزة عن وقفها.

فالسلاح يُسرق من القواعد العسكرية الإسرائيلية من قبل مافيات إسرائيلية وجنود ومقاولين؛ كان آخرها سرقة دبابة لتفكيكها وإعادة تدويرها، وهي إشارة أخرى إلى أن الاحتلال والكيان المحتل بأكمله عرضة للتفكيك وإعادة التدوير والتصدير.

لا يحتاج الفلسطينيون إلى مبررات لمواجهة الاحتلال؛ ولا يحتاجون إلى كبير دعم من دول الإقليم ودول الجوار، فكل ما يتطلبه الأمر الإرادة لمواجهة المحتل وانتهاكاته وسياسيات القمع والتنكيل والاعتداء على المقدسات والأراضي وإنكار الحقوق؛ فهي كافية لإشعال المواجهات وتغذية المقاومة التي أصبحت حالة يومية تؤكدها الإحصاءات والتقديرات الاستراتيجية.

فالاحتلال يتحمل المسؤولية دون غيره عن التصيعد؛ ذلك أن المواجهات تغذيها الانتهاكات والمشاريع الاستيطانية والسياسيات والمشاريع الإقليمية التطبيعية لتصفية الوجود الفلسطيني قانونيا وسياسيا. فالإحصاءات تؤكد ارتفاع وتيرة العمل المقاوم في الضفة الغربية إلى معدل عشرة آلاف عملية في العام منذ 2021؛ وهو رقم مستقر كمّا ولكنه متطور نوعا؛ بدءا من رشق للحجارة وصولا إلى إطلاق الصواريخ في العام 2023، وهو العام الذي سجل حتى اللحظة ما يقارب 9705 عملا؛ في وتيرة مستقرة لمنحنى بدأ في الصعود، بدءا منذ اللحظة الأولى لطرح صفقة القرن وصولا إلى "اتفاقات أبراهام" سيّئة الصيت؛ التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية واختزلتها بحكم ذاتي أو بلدي، لا يختلف عن مدينة رهط في النقب المحتل عام 48.

المقاومة المتصاعدة خلال السنوات الخمس الفائتة، أنهت احتلال "النجوم الخمس" الذي أنتجته اتفاقية أوسلو عام 1993، وأنهت معه جهود إعادة إنتاجه عبر صفقة القرن واتفاقات أبراهام محدودة الصلاحية والتأثير، خصوصا أن الاحتلال المسكون برغبة يمينية جامحة لإقصاء الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، عاجز عن المناورة وفاقد للمرونة؛ ما يجعله أكثر قابلية للانكسار والهزيمة، موفرا بذلك قوة دفع أخرى تشجع الفلسطينيين على مواصلة مقاومتهم، وإعادة القنبلة لتنفجر في خاصرته وداخل أحشائه.

ختاما.. الاحتلال الإسرائيلي أنتج صيرورة لن يوقفها توجيه الاتهام لإيران الخصم، ولا إلى الأردن ومصر الشريكين في السلام المزعوم، ولا أوروبا وأمريكا وشيوخها العشرين الحلفاء للكيان المحتل، الذين اشترطوا في رسالتهم الموجهة للرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس، ضرورة الالتزام بحل الدولتين كشرط للحصول على دعمهم لأي اتفاق تطبيعي مستقبلي؛ فالهروب من صفقة القرن نحو اتفاقات أبراهام لن يوقف المقاومة، بل سيعززها إحصائيا وجغرافيا.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التطبيع فلسطين إسرائيل المقاومة نتنياهو الاحتلال اتفاقية أوسلو صفقة القرن اتفاقات أبراهام الضفة الغربية اتفاقات أبراهام من صفقة القرن

إقرأ أيضاً:

حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية

أعربت حركة حماس ، مساء اليوم الخميس، عن رفضها واستهجانها الشديد للتقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، والذي زعمت فيه ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية "طوفان الأقصى"، ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.

وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:

تصريح صحفي  صادر عن حركة حماس:

نرفض ونستهجن بشدة التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، والذي يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى ضد فرقة غزة في جيش الاحتلال المجرم، وذلك في السابع من أكتوبر من العام 2023، ونؤكد أن دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات "إسرائيلية"؛ كالادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت والتي ثبت قيام الاحتلال نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكّدت تقارير عدّة تعرضهم للقتل على يد قوات الاحتلال، في إطار استخدامه لبروتوكول "هانيبال". 

كما أن ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن هدف هذا التقرير هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة. 

نطالب منظمة العفو الدولية بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات الاحتلال شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية أو محاولة التغطية على جرائم الاحتلال التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي هذا السياق؛ نؤكد أن حكومة الكيان الصهيوني ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات. 

إن هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تُبنى بعيدًا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالفيديو: انهيار 3 مبان في مدينة غزة جراء المنخفض الجوي تركيا: المرحلة المقبلة ستشهد تولي قوات أمن فلسطينية مهمة إحلال الأمن في غزة حماس تحمّل الاحتلال مسؤولية تفاقم معاناة النازحين في غزة مع دخول الشتاء الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يهاجم بلدتين في جنوبي لبنان عقب إنذارات بالإخلاء تفاصيل المنخفض الجوي – أحوال طقس فلسطين حتى يوم الأحد المقبل زيارة أم البنين كاملة PDF حماس: استشهاد 3 أسرى بسجون الاحتلال يؤكد سياسة القتل المتعمدة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • "لجان المقاومة": ما يجري في غزة فصل جديد من حرب الإبادة وسط صمت دولي
  • آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
  • الجثة المفقودة.. الاحتلال يتحدث عن أدلة حول مكان غويلي
  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • عينُ المحتل الثالثة
  • الجنوب المحتل.. مسرح لتصادم الأطماع الخارجية وضريبة “مصادرة القرار”
  • المقاومة بين ضغط العدو وصمت القريب
  • مشعل: مطالبة الفلسطينيين بنزع سلاح المقاومة بمثابة "نزع للروح"
  • أمن المقاومة يحذّر من منشورات دعائية ألقتها مسيّرات الاحتلال وسط النصيرات
  • المحافظات المحتلّة.. بين هيمنة السعودية وسطوة الإمارات صراع يهدد بالانهيار