انخرط الإنجاز الذي حققته كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناج العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بهجومها المباغت المسمى بـ»طوفان الأقصى» على مستوطنات «غلاف غزة» وبلدات إسرائيلية بالجنوب، في الذاكرة الجماعية للإسرائيليين، وسيُذكر إلى الأبد باعتباره «صدمة وطنية».
وبدأت تطفو على السطح وفي اليوم الثامن للحرب، آثار هذه الصدمة مع تردد أصوات عائلات يهودية كثيرة تستبعد إمكانية العودة إلى الغلاف.


على وقع قصف الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يدمر قطاع غزة وتحضير الجيش الإسرائيلي لمعارك التوغل البري، خصت الصحف الإسرائيلية في أعدادها الصادرة، في نهاية الأسبوع المنصرم، عناوينها وصفحاتها لتداعيات معركة «طوفان الأقصى» على سكان الغلاف.
عنونت الصحفية شلوميت تسور تقريرها في صحيفة «دمار كر» في عدد نهاية الأسبوع، بـ»الفكرة ليست مغادرة وهجرة غلاف غزة، بل مغادرة البلاد»، ولخص العنوان مجمل الانطباعات التي وثقتها من خلال المقابلات التي أجرتها مع العائلات الإسرائيلية في مستوطنات «غلاف غزة».
داليا وباروخ باخر اللذان يعيشان في كيبوتس باري في «غلاف غزة» منذ عام 1956 وتم إجلاؤهما منه إلى فندق في البحر الميت بعد إنقاذهما من المعارك، لم يستغرقا طويلا للإجابة عن سؤال صحيفة «دمار كر»، حول ما إذا كانا سيفعلان ذلك -البقاء في الكيبوتس- ويقولان «لن نعود إلى الغلاف في هذه المرحلة حتى نستفيق من الصدمة».
وسردا للصحيفة اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى، «لقد مررنا بجميع حروب إسرائيل، لكننا لم نشهد شيئا كهذا من قبل..، كانت حياتنا في خطر داهم. نشعر وكأننا من بقايا النزوح..، سنكون من الآن فصاعدا سكان بلدة مختلفة..».
«لكن من المشكوك فيه أن يعكس تصميم هذين الزوجين على العودة مستقبلا إلى مستوطنة باري، مشاعر معظم سكان غلاف غزة، تقول إحدى سكان المستوطنة الزراعية «سديه نيتسان»، وهي موجودة حاليا في إيلات وفضلت عدم الكشف عن هويتها.
وتضيف، «نحن نعيش على بعد 7 كيلومترات من السياج الحدودي مع غزة، ومع ذلك تمكن المسلحون من الدخول، الشعور بالأمن في غلاف غزة معدوم».
وتابعت «لقد استغرق وصول الجيش وقتا طويلا مما جعل وقوع هذه المعركة ونتائجها الكارثية علينا ممكنا، شعرنا بأن الدولة ومؤسساتها تخلوا عنا، بلدتنا لم تحصل على ميزانيات لبناء الملاجئ للتحصن من القذائف الصاروخية، لكننا بنيناها بأنفسنا ومن أموالنا، وقد ساعد ذلك على الشعور بالأمن في الجولات السابقة». مؤكدة أن «نجاح حماس في الدخول والقيام بما فعلته، أمر لا يمكن فهمه».
وعندما سُئلت ما إذا كانت المرة الأولى التي تفكر فيها بمغادرة سدي نيتسان، أجابت «الفكرة ليست مغادرة المستوطنة، بل البلد إسرائيل. الدولة تخلت عني، وأشعر أنه إذا سمحت الدولة بحدوث ذلك، لن ينتهي أبدا، وليس لدي أي طريقة لحماية أطفالي».
لا يقتصر تطلع عدم العودة إلى مستوطنات غلاف غزة على العائلات والسكان، بل حتى على بعض القيادات المحلية هناك.
تمير عيدان رئيس المجلس الإقليمي «سدوت نيغيف»، الذي كان مقتنعا طوال جولات القتال السابقة بشأن صمود الجبهة الداخلية في المستوطنات الجنوبية، سمع بشكل مختلف هذه المرة بعد معركة طوفان الأقصى.
وعزا عيدان عدم الرغبة في العودة إلى الغلاف إلى أحداث «يوم السبت الأسود» التي قُتل خلالها رئيس المجلس الإقليمي «شعار هنيغف»، أوفير ليبشتاين، الذي بقيت جثته ملقاة لأكثر من 24 ساعة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حماس غلاف غزة الطيران الحربي الإسرائيلي طوفان الأقصى العودة إلى غلاف غزة

إقرأ أيضاً:

كيف رأى سكان في غزة رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار؟

ينتقد بعض سكان قطاع غزة رد حركة حماس على مقترح اتفاق هدنة لوقف الحرب المستمرة مع إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر، وما تضمنه من تعديلات، ويدعونها إلى إنهاء الحرب ووقف معاناتهم.

ويقول أحد السكان أبو إياد "هذا استهزاء بنا وبوجعنا وبالدمار الذي تعرضت له حياتنا".

ويرى أبو إياد أن قادة حماس يتمسكون بالسلطة إذ يقول "يعز عليهم ترك الكرسي ... أنتم كقادة في الخارج نائمون براحة، تأكلون وتشربون كيفما تريدون ... لا يهمكم شيء هنا".

ويسأل الرجل الخمسيني قادة حماس "هل جربتم أن تعيشوا يوما حياتنا الحالية؟".

أما أم علاء (67 عاما) فترى أن قيادة حماس غير معنية بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإلا لكانت "وافقت وقبلت بالورقة بدون تردد".

وتقول "حماس ساقت الشعب إلى حرب إبادة لم نكن نتخيل أن نعيش فصولها أبدا".

الغضب يتصاعد.. أصوات في غزة تهاجم حماس والسنوار مع اقتراب الحرب المدمرة في غزة من بلوغ شهرها السابع، لا تزال مسألة شعبية حركة حماس التي تسيطر على القطاع الفلسطيني منذ عام 2007 موضع شك.

وبحسب أم علاء فإن هذه المماطلة من قبل الحركة الإسلامية تعني في النهاية "التنازل أكثر".

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر بعد شن حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلف 1194 قتيلا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.

خلال هذا الهجوم احتُجز 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37232 شخصا في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

وتخوض كل من قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أشهر وساطة في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس حول تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.

وفي نوفمبر، توصل الطرفان لاتفاق تهدئة استمر لأسبوع تم خلاله إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.

ويتبادل الطرفان اللوم في أعقاب الرد الذي قدمته حماس، الأربعاء، فيما تعهد الوسطاء بسد الفجوات بين الجانبين.

ويتساءل أبو شاكر (35 عاما) "هي (حماس) لا ترى أننا تعبنا ومتنا ودمرنا ومآسينا لا تعد ولا تحصى. ماذا تنتظر؟ ما الذي تراهن عليه؟".

ويضيف "يجب أن تنتهي الحرب بأي ثمن، لا نستطيع التحمل أكثر".

أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعا للرأي شمل 1570 شخصا منهم 760 شخصا من الضفة الغربية المحتلة مقابل 750 شخصا في قطاع غزة.

وأظهر الاستطلاع أن حماس هي القوة السياسية الأكثر شعبية إذ اختارها 40 في المئة من المستطلعة آراؤهم، تليها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بنسبة 20 في المئة فقط.

وبحسب الاستطلاع، فإن 57 في المئة من المستطلعة آراؤهم يؤيدون قرار حماس شن الهجوم وهذه النسبة تمثل تراجعا مقارنة بالاستطلاع الذي أجري قبل ثلاثة أشهر وبلغت فيه نسبة المؤيدين لشن الهجوم 71 في المئة.

وكانت حركة حماس أعلنت، مطلع مايو، قبولها باتفاق لوقف إطلاق النار وهو قرار أدخل السرور إلى قلوب سكان قطاع غزة الذين خرجوا للاحتفال.

وبحسب الاستطلاع، فإن ثلثي المستطلعين أيدوا قرار حماس حينها وتوقعوا وقفا لإطلاق النار في غضون أيام.

ويبدو هذا ما تطمح إليه أم شادي أيضا التي تدعو حركة حماس إلى إنهاء الحرب وتقول "يجب أن تنهي (حماس) الحرب فورا من دون سعيها الى السيطرة وحكم غزة بعد الحرب".

وتتساءل بدورها "ماذا استفدنا من هذه الحرب سوى القتل والدمار والإبادة والتجويع؟ كلما ازداد عمر الحرب ازدادت أوجاعنا وأوجاع الناس".

مقالات مشابهة

  • "السراة".. برنامج ذكي يدير رحلة الحاج من الوصول إلى العودة
  • تقرير يفضح كذب إسرائيل.. الحزب أحرق الشمال وطرد المستوطنين
  • تقرير أمريكي يفضح كذب جيش الاحتلال: 200 ألف مستوطن تم إجلاؤهم من الشمال بسبب هجمات حزب الله
  • بعد 251 يومًا على حرب الإبادة.. سرايا القدس توجه رشقة صاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة
  • فصائل فلسطينية: قصفنا أسدود وعسقلان وسديروت وعددا من مستوطنات غلاف غزة
  • تعتمد على مركز طوارئ.. الاحتلال يحول دون وصول سكان قرى القدس لمستشفياتها
  • جنود إسرائيليون يحولون مسجد رفح الحدودي إلى مطعم وملهى
  • كيف رأى سكان في غزة رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار؟
  • جنود إسرائيليون يحولون مسجد رفح الحدودي مع مصر إلى مطعم وملهى (صور + فيديو)
  • طلبة الطب يرفضون مقترحات الوساطة الحكومية لحلحلة الأزمة