أزمة أخلاقية كشفها جنود إسرائيليون سابقون.. قادة جيش الاحتلال يستخدمون المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
البلاد – غزة
في تطور جديد يسلط الضوء على التوتر المتزايد بين المبادئ الأخلاقية والضرورات العسكرية في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، كشف جنود إسرائيليون سابقون أن قادة ميدانيين في الجيش أصدروا أوامر مباشرة باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية. هذه الإفادات، التي نُقلت عن وكالة “أسوشييتد برس” ومنظمة “كسر الصمت”، تنذر بتبعات سياسية ودبلوماسية عميقة على الساحة الدولية، وتضع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحت مجهر المساءلة.
بحسب الشهادات، فإن استخدام المدنيين الفلسطينيين -رجالاً ونساء- للتحقق من خلو المباني من المتفجرات أو المسلحين، لم يكن حالة فردية أو تصرفاً عشوائياً من بعض العناصر الميدانية، بل مورس بشكل “منهجي” وفق وصف شهود عيان وعسكريين سابقين. بل إن بعض الجنود أشاروا إلى استخدام مصطلحات داخليّة مثل “بروتوكول البعوض” و”الدبابير”، في محاولة لإضفاء طابع تقني على ممارسات يرى فيها الحقوقيون انتهاكًا صارخًا لقوانين الحرب واتفاقيات جنيف.
ويكشف إقرار الضباط بأن الأوامر صدرت من مستويات قيادية عليا في الجيش، عن غياب رقابة فعّالة على سلوك الوحدات القتالية، أو تساهل منهجي مع التكتيكات التي قد تحقق نتائج ميدانية آنية، على حساب الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
قصص مثل قصة أيمن أبو حمدان، الذي أُجبر على ارتداء زي عسكري واقتحام منازل بحثًا عن أنفاق، تكشف عن الجانب الإنساني المهمل في الصراع. روايات مماثلة من مسعود أبو سعيد وهزار إستيتي تسلط الضوء على معاناة المدنيين الذين تحوّلوا إلى أدوات في معركة ليست معركتهم، في الوقت الذي تغيب فيه آليات المساءلة والعدالة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
هذه الشهادات تقوّض السردية الرسمية الإسرائيلية، التي ما فتئت تنفي اللجوء إلى هذه الأساليب، وتؤكد أن تعليمات الجيش تحظر بشكل قاطع استخدام المدنيين في العمليات العسكرية. وهو ما يثير تساؤلات جوهرية حول مدى انفصال القيادة العليا عن الواقع الميداني، أو وجود نفاق استراتيجي بين الخطاب الرسمي والممارسات الفعلية.
على الساحة الدولية، من المتوقع أن تثير هذه الإفادات انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، وتُستخدم كأداة ضغط سياسي ضد إسرائيل في المحافل الأممية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية. كما قد تُوظف هذه الشهادات في تعزيز موقف الأطراف الفلسطينية في أي مفاوضات سياسية مقبلة، من خلال تصوير إسرائيل كقوة احتلال تنتهك القواعد الأخلاقية والقانونية للحرب.
في المقابل، قد تواجه هذه المعلومات بتكتيك الإنكار والتشكيك من قبل الحكومة الإسرائيلية، مع السعي لحصر الضرر داخل إطار الإعلام والتقارير الميدانية، دون السماح بتطور الموقف إلى أزمة دبلوماسية كاملة. غير أن استمرار التوثيق وتصاعد الأصوات داخل إسرائيل، كما هو حال منظمة “كسر الصمت”، يجعل من الصعب تجاهل هذه القضية.
ويبدو أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً في غزة، مع تعقيد المشهد السياسي الداخلي في إسرائيل وتنامي الانقسام في الرأي العام، قد دفعت القيادة العسكرية إلى اعتماد ممارسات غير تقليدية بهدف تحييد التهديدات بأقل خسائر ممكنة في صفوف الجنود. لكن هذا النهج، وإن بدا فعالاً ميدانياً، ينذر بانهيار الثقة الدولية ويعمّق عزلة إسرائيل على المدى الطويل، بل إن الرغبة في الحفاظ على التفوق التكتيكي، عبر وسائل غير تقليدية مثل “استخدام المدنيين ككواشف بشرية”، قد تؤدي إلى انفجار أوسع داخل إسرائيل نفسها، إذا ما تحول هذا الجدل إلى أزمة سياسية داخلية، خاصة مع تصاعد الجدل حول أخلاقية الحرب وتكلفتها.
إنّ كشف الجنود الإسرائيليين عن استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية لا يمثل فقط خرقًا لحقوق الإنسان، بل يُعد إشارة خطيرة إلى التحول في قواعد الاشتباك العسكري الإسرائيلي، ودليلًا على أزمة أخلاقية داخلية لم تعد تُخفى خلف خطاب أمني أو دبلوماسي.
وإذا لم تتم معالجة هذا الواقع من خلال تحقيقات مستقلة ومحاسبة واضحة للمسؤولين، فإن إسرائيل تخاطر بفقدان شرعيتها الأخلاقية أمام العالم، وتفتح الباب أمام موجات جديدة من العنف والتطرف، سواء داخل الأراضي المحتلة أو في الساحة الدولية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: المدنیین الفلسطینیین استخدام المدنیین
إقرأ أيضاً:
مستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
اقتحم مستوطنون إسرائيليون ،اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع الأعياد اليهودية، حيث نفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية.
وكانت قوات الاحتلال قد شددت قيودها على دخول المقدسيين إلى المسجد ، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ومنعت البعض من الدخول إليه، وسط إجراءات مشددة لتأمين اقتحام المستوطنين.
وتستغل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأعياد والمناسبات اليهودية للتضييق على المواطنين الفلسطينيين وفرض العقوبات الجماعية بحقهم، من خلال إغلاق الحواجز وتشديد الإجراءات العسكرية عليها، وإعاقة حركة تنقل الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة.
مسئول إسرائيلي: نعتزم إبعاد 154 معتقلا فلسطينيا مُفرجا عنهم
أفاد مسئول إسرائيلي، بأنه سيتم إبعاد عشرات الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل التي يتم تنفيذها اليوم.
وقال المسئول الإسرائيلي في تصريحات لوكالة رويترز، اليوم الاثنين، إنّ إسرائيل ستبعد 154 معتقلا فلسطينيا مفرج عنهم خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وسبق أن أفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، اليوم الاثنين، بتحرك الحافلات التي تنقل الأسرى من سجون الاحتلال.
وقال في بيان مفتضب، إن الحافلات تحركت من سجن عوفر باتجاه بيتونيا برام الله، كما تحركت حافلات أخرى من سجن النقب باتجاه قطاع غزة.
فيما تجمعت حشود كبيرة من الفلسطينيين في ساحة مجمع ناصر الطبي بخان يونس بانتظار قوافل الأسرى المحررين اليوم ضمن صفقة التبادل، بحسب المكتب.
وكانت حركة حماس، أنهت تسليم جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها بواقع 20 أسيرًا، جرى تسليمهم على دفعتين.
وبالتالي تكون حركة حماس قد أنجزت المرحلة الأولى من الاتفاق بتسليم الأسرى الأحياء لديها، وهو ما أكدته إذاعة الجيش الإسرائيلي التي قالت إنه لم يعد هناك أي أسرى أحياء لدى الحركة.
وسبق أن أعلنت إسرائيل، عن وفاة 26 أسيرا إسرائيليا استنادا إلى الطب الشرعي والمعلومات المخابراتية، في حين لا يزال مصير اثنين، مجهولا.
فيما تتجه الأنظار إلى تسليم إسرائيل مئات الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، علمًا بأنه جرت العادة أن يتم إطلاق سراحهم بعد انتهاء تسليم الأسرى الإسرائيليين.