شهادات صادمة: جنود إسرائيليون يعترفون باستخدام مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
تظهر هذه الصورة التي قدمتها منظمة «كسر الصمت» وهي مجموعة مكونة من جنود إسرائيليين سابقين، اثنين من المعتقلين اللذين استخدما بوصف أنهما درعان بشريان داخل منزل في منطقة مدينة غزة في عام 2024 (أ.ب)
المرات الوحيدة التي لم يكن فيها الرجل الفلسطيني أيمن أبو حمدان مقيداً أو معصوب العينين، كانت عندما استخدمه الجنود الإسرائيليون درعاً بشرياً، وفق ما قال لوكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.
وأوضح أبو حمدان، الذي كان يرتدي زياً عسكرياً وكاميرا مثبتة على جبهته، أنه أُجبر على دخول منازل في قطاع غزة للتأكد من خلوها من القنابل، والمسلحين.
وأشار الرجل البالغ من العمر 36 عاماً إلى أنه عندما انتهت إحدى الوحدات منه، تم نقله إلى الوحدة التالية.
وعن فترة احتجازه لمدة أسبوعين ونصف الصيف الماضي لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، قال: «ضربوني، وقالوا لي: ليس لديك خيار آخر؛ افعل هذا، وإلا قتلناك».
وأوضح ضابط إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، أن «الأوامر غالباً ما كانت تأتي من الأعلى، وفي بعض الأحيان كانت كل فصيلة تقريباً تستخدم فلسطينياً لإخلاء المواقع».
تظهر هذه الصورة التي قدمتها منظمة «كسر الصمت» وهي مجموعة مكونة من جنود إسرائيليين سابقين جنديين خلف معتقلين فلسطينيين يتم إرسالهم إلى منزل في منطقة مدينة غزة لإخلائه في عام 2024 (أ.ب)
تظهر هذه الصورة التي قدمتها منظمة «كسر الصمت» وهي مجموعة مكونة من جنود إسرائيليين سابقين جنديين خلف معتقلين فلسطينيين يتم إرسالهم إلى منزل في منطقة مدينة غزة لإخلائه في عام 2024 (أ.ب)
كذلك، أكد العديد من الفلسطينيين والجنود لـ«أسوشييتد برس» أن القوات الإسرائيلية تجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية في غزة، وترسلهم إلى المباني والأنفاق للتحقق من عدم وجود متفجرات أو مسلحين، لافتين إلى أن هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال 19 شهراً من الحرب.
ورداً على هذه الادعاءات، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحظر تماماً استخدام المدنيين على أنهم دروع بشرية، وهي ممارسة طالما اتهم «حماس» باستخدامها في غزة.
وفي بيان للوكالة، أضاف الجيش أنه «يحظر أيضاً إجبار المدنيين على المشاركة في العمليات، وأن جميع هذه الأوامر تُشدد بشكل روتيني على القوات».
وأشار إلى أنه «يحقق في عدة حالات تزعم مشاركة فلسطينيين في مهام»، لكنه لم يقدم تفاصيل. ولم يُجب عن أسئلة حول نطاق هذه الممارسة، أو أي أوامر من القادة.
وفي هذا الإطار، تحدثت «أسوشييتد برس» مع سبعة فلسطينيين وصفوا استخدامهم على أنهم دروع بشرية في غزة والضفة الغربية، ومع عنصرين من الجيش الإسرائيلي قالا إنهما شاركا في هذه الممارسة التي يحظرها القانون الدولي.
وتدق جماعات حقوق الإنسان ناقوس الخطر، قائلة إنها أصبحت إجراءً قياسياً يُستخدم بشكل متزايد في الحرب.
وقال ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة «كسر الصمت»، وهي مجموعة مُبلغين عن المخالفات من جنود إسرائيليين سابقين جمعت شهادات حول هذه الممارسة من داخل الجيش: «هذه ليست روايات معزولة؛ إنها تشير إلى فشل منهجي، وانهيار أخلاقي مروع».
وأضاف: «تُدين إسرائيل (حماس) لاستخدامها المدنيين على أنهم دروع بشرية، لكن جنودنا يصفون فعل الشيء نفسه».
في شقتها ببلدة الزبابدة المحتلة بالضفة الغربية عرضت الفلسطينية إيمان عامر صورة تقول إنها تُظهر جنوداً إسرائيليين يجبرونها على الذهاب إلى منزل أحد جيرانها بوصف أنها درع بشري في مخيم جنين للاجئين (أ.ب)
في شقتها ببلدة الزبابدة المحتلة بالضفة الغربية عرضت الفلسطينية إيمان عامر صورة تقول إنها تُظهر جنوداً إسرائيليين يجبرونها على الذهاب إلى منزل أحد جيرانها بوصف أنها درع بشري في مخيم جنين للاجئين (أ.ب)
17 يوماً وهو درع بشري
وقال أبو حمدان إنه احتُجز في أغسطس (آب) بعد فصله عن عائلته، وأخبره الجنود بأنه سيساعد في «مهمة خاصة».
وأخبر أنه أُجبر لمدة 17 يوماً على تفتيش المنازل، وفحص كل حفرة في الأرض، بحثاً عن أنفاق، مشيراً إلى أن الجنود وقفوا خلفه، وبمجرد أن اتضح الأمر، دخلوا المباني لإتلافها، أو تدميرها.
وذكر أبو حمدان أنه قضى كل ليلة مقيداً في غرفة مظلمة، ليستيقظ ويفعل ذلك مرة أخرى.
الفلسطيني محمد عامر وزوجته إيمان يجلسان في شقة في بلدة الزبابدة بالضفة الغربية حيث لجآ عندما داهم الجيش الإسرائيلي مخيم جنين للاجئين (أ.ب)
الفلسطيني محمد عامر وزوجته إيمان يجلسان في شقة في بلدة الزبابدة بالضفة الغربية حيث لجآ عندما داهم الجيش الإسرائيلي مخيم جنين للاجئين (أ.ب)
«بروتوكول البعوض»
واستخدام الدروع البشرية «انتشر كالنار في الهشيم»، وبحسب جماعات حقوق الإنسان فإن إسرائيل استخدمت الفلسطينيين على أنهم دروع في غزة والضفة الغربية لعقود. حظرت المحكمة العليا هذه الممارسة عام 2005. لكن المنظمات استمرت في توثيق الانتهاكات.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن هذه الحرب هي المرة الأولى منذ عقود التي تنتشر فيها هذه الممارسة -والنقاش الدائر حولها- على هذا النحو.
قال الجنديان الإسرائيليان اللذان تحدثا إلى لـ«أسوشييتد برس»، وثالث أدلى بشهادته لمنظمة «كسر الصمت» إن القادة كانوا على دراية باستخدام الدروع البشرية، وتسامحوا معه، حتى إن بعضهم أصدر أوامر بذلك.
وقال البعض إنه أُطلق عليه اسم «بروتوكول البعوض»، وإن الفلسطينيين أُطلق عليهم أيضاً اسم «الدبابير»، وغيرهما من المصطلحات المهينة.
وقال الجنود، الذين لم يعودوا يخدمون في غزة، إن «هذه الممارسة سرّعت العمليات، ووفرت الذخيرة، وجنبت الكلاب القتالية الإصابة، أو الموت».
وأوضح الجنود أنهم أدركوا لأول مرة استخدام الدروع البشرية بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما هاجمت «حماس» إسرائيل، لافتين إلى أن هذه الممارسة انتشرت على نطاق واسع بحلول منتصف عام 2024.
وفقاً للضابط الذي تحدث إلى «أسوشييتد برس»، فإن «أوامر (إحضار بعوضة) كانت تأتي غالباً عبر الراديو، وهي اختصار يفهمه الجميع. وكان الجنود ينفذون أوامر الضباط القادة».
وقال الضابط البالغ من العمر 26 عاماً إنه بحلول نهاية الأشهر التسعة التي قضاها في غزة، كانت كل وحدة مشاة تستخدم فلسطينياً لإخلاء المنازل قبل الدخول.
وأضاف: «بمجرد أن بدأت هذه الفكرة انتشرت كالنار في الهشيم. رأى الناس مدى فعاليتها، وسهولة تطبيقها».
ووصف اجتماعاً تخطيطياً لعام 2024، حيث قدم قائد لواء لقائد الفرقة شريحة مكتوباً عليها «إحضار بعوضة»، واقتراحاً بأنهم قد «يصطادون واحدة من الشوارع».
كتب الضابط تقريرين عن الحادث إلى قائد اللواء، يُفصّل فيهما استخدام الدروع البشرية، وقال إنهما كانا سيُرفعان إلى قائد الفرقة.
وتابع: «وثّق أحد التقارير مقتل فلسطيني عن طريق الخطأ، ولم تدرك القوات أن وحدة أخرى كانت تستخدمه على أنه درع، وأطلقت النار عليه أثناء ركضه إلى منزل. أوصى الضابط بارتداء الفلسطينيين ملابس الجيش لتجنب الخطأ في التعرف عليهم».
وقال إنه يعرف فلسطينياً آخر على الأقل توفي أثناء استخدامه على أنه درع، فقد أغمي عليه في نفق.
توسلوا لتحريرهم دون جدوى
وتحدث رقيب في الجيش الإسرائيلي، شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، كاشفاً أن القوات استخدمت فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، ورجلاً يبلغ من العمر 30 عاماً لبضعة أيام.
وقال إن الصبي كان يرتجف باستمرار، وكلاهما يردد «رفح، رفح»، أقصى مدينة في جنوب غزة، حيث فر أكثر من مليون فلسطيني من القتال لأماكن أخرى في تلك المرحلة من الحرب، وأضاف: «بدا أنهما يتوسلان لتحريرهما».
أما مسعود أبو سعيد، فقال إنه استُخدم على أنه درع لمدة أسبوعين في مارس (آذار) 2024 في مدينة خان يونس الجنوبية، وقال إنه توسل قائلاً: «لدي أطفال».
وروى أنه قال لجندي: «هذا أمر خطير للغاية. لدي أطفال، وأريد أن ألتقي بهم».
وأخبر الرجل البالغ من العمر 36 عاماً بأنه أُجبر على دخول منازل، ومبانٍ، ومستشفى لحفر أنفاق مشتبه بها، وتطهير المناطق. وأشار إلى أنه كان يرتدي سترة الإسعافات الأولية لسهولة التعرف عليه، وكان يحمل هاتفاً، ومطرقة، وقواطع سلاسل.
وخلال إحدى العمليات، اصطدم بأخيه الذي استخدمته وحدة أخرى على أنه درع. تعانقا، قال: «ظننت أن الجيش الإسرائيلي قد أعدمه».
كما أفاد الفلسطينيون بأنهم يُستخدمون بوصف أنهم دروع بشرية في الضفة الغربية.
الفلسطينية هزار استيتي تُقبّل ابنها نزار البالغ من العمر واحداً وعشرين شهراً والذي تحتضنه جدته نازك (أ.ب)
الفلسطينية هزار استيتي تُقبّل ابنها نزار البالغ من العمر واحداً وعشرين شهراً والذي تحتضنه جدته نازك (أ.ب)
وقالت هزار استيتي إن الجنود أخذوها إلى منزلها في مخيم جنين للاجئين في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأجبروها على تصوير عدة شقق داخله وإخلائها قبل دخول القوات.
وروت أنها توسلت للعودة إلى ابنها البالغ من العمر 21 شهراً، لكن الجنود لم يستمعوا.
وأضافت: «كنت خائفة للغاية من أن يقتلوني، وألا أرى ابني مرة أخرى».
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: مخیم جنین للاجئین الجیش الإسرائیلی البالغ من العمر الدروع البشریة بالضفة الغربیة هذه الممارسة أسوشییتد برس على أنه درع وهی مجموعة أبو حمدان کسر الصمت إلى منزل وقال إن عام 2024 إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحقيق: الجيش الإسرائيلي حوّل طائرات تصوير تجارية إلى أدوات قتل في غزة
كشف تحقيق استقصائي نُشر في مجلة +972 (مجلة إخبارية وآراء إسرائيلية يسارية) وموقع Local Call، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم طائرات مسيّرة تجارية صينية الصنع، مزودة بقنابل يدوية، في استهداف مباشر للمدنيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة ، بهدف إجبارهم على مغادرة منازلهم أو منعهم من العودة إلى مناطق تم إخلاؤها.
وبحسب شهادات سبعة جنود وضباط خدموا في القطاع، فإن الطائرات المستخدمة من طراز Autel EVO، وهي طائرات مخصصة للتصوير ومتوفرة تجاريًا بسعر منخفض (نحو 3000 دولار)، تم تعديلها عبر جهاز يسمى "الكرة الحديدية" يسمح بإسقاط قنابل يدوية عن بُعد، ويجري تشغيلها يدويًا من قبل الجنود على الأرض دون الحاجة لموافقة مركز القيادة.
وأكد أحد الجنود المشاركين في العمليات في رفح أن وحدته نفذت عشرات الهجمات باستخدام هذه الطائرات خلال نحو 100 يوم، استهدفت خلالها أشخاصًا غير مسلحين، بمن فيهم أطفال ومدنيون كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم. وأشار إلى أن معظم الضحايا قُتلوا من مسافات بعيدة عن الجنود ولم يشكلوا أي تهديد مباشر.
وبحسب التحقيق، يتم تصنيف جميع الضحايا تلقائيًا كـ"إرهابيين" في تقارير الجيش، رغم أن الجنود يؤكدون أن الكثير منهم كانوا مدنيين عُزّل، و"لم يتم توجيه طلقات تحذيرية لهم على الإطلاق". وتُركت جثثهم في الميدان، حيث أظهرت لقطات الطائرات المسيّرة كلابًا ضالة تنهش الجثث بعد انسحاب القوات.
وأشار الجنود إلى أن الجيش يستخدم هذه الوسيلة لتطبيق ما وصفوه بـ"التعلم من خلال الدم"، عبر قصف من يقترب من المناطق التي يعتبرها الجيش "محظورة"، رغم أنها غير محددة بوضوح أو بعلامات ميدانية. وأي شخص يُشاهد وهو يدخل تلك المناطق يُعتبر هدفًا مشروعًا.
كما استُهدف أطفال ومدنيون بشكل مباشر، بينهم طفل كان يركب دراجة، وآخرون كانوا يجمعون متعلقاتهم من بين الأنقاض. أحد الجنود علّق قائلاً: "لم تكن هناك مبررات... لم نقتلهم لأنهم فعلوا شيئًا، بل فقط لأنهم كانوا هناك."
ولفت التحقيق إلى أن الهدف الرئيس من هذه الهجمات هو تفريغ الأحياء السكنية من سكانها أو منعهم من العودة إليها، ضمن سياسة الإخلاء القسري. وأكد ضابط إسرائيلي أن أي مدني يبقى في مناطق صدر أمر بإخلائها "إما ليس بريئًا أو سيتعلم من خلال الدم".
في عدة شهادات، تحدث فلسطينيون من مناطق مثل خان يونس، جباليا، النصيرات والشجاعية عن استخدام الطائرات المسيّرة لإلقاء قنابل على مناطق سكنية أو خيام للنازحين، ما أجبرهم على النزوح جنوبًا. وأشار البعض إلى أن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية تعرضت أيضًا للقصف.
تبرعات ومصادر تمويل
في بداية الحرب، لم تكن هذه الطائرات متوفرة لدى الجيش، فبدأ الجنود حملات تمويل جماعي، جمعت مئات آلاف الشواقل من متبرعين في إسرائيل والولايات المتحدة. وذُكر أن جنودًا طُلب منهم توقيع رسائل شكر لمتبرعين أمريكيين قدموا طائرات EVO لكتيبهم.
لاحقًا، بدأ الجيش الإسرائيلي نفسه بشراء آلاف الطائرات التجارية، وزوّد وحدات المشاة بجهاز "الكرة الحديدية"، محوّلًا تلك الطائرات من أدوات مراقبة إلى أسلحة قاتلة.
مناطق قتل موسّعة
وفق الشهادات، وسّع استخدام هذه الطائرات ما يُعرف بـ"مناطق القتل" من نطاق إطلاق النار المباشر إلى نطاق يغطي عدة كيلومترات، يمكن للطائرات الرباعية أن ترصد وتستهدف فيه أي شخص يُعتبر "مشبوهاً"، حتى لو كان يسير ببطء أو يجمع حاجياته.
قال أحد الجنود: "في اللحظة التي أقول فيها إنه يعبث بالأرض، يمكنني قتله. رأيت أناسًا يجمعون ملابسهم من الركام، وتم استهدافهم." وآخر علّق: "كل شيء يتم وكأنه لعبة فيديو، لكن هذه اللعبة تقتل الناس فعليًا."
"واحد أو اثنان يموتان، والباقي يفهم"
في 13 يونيو، بعد أسابيع قليلة من أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء الكثير من خان يونس، عاد محمد البالغ من العمر 27 عاما إلى المدينة مع العديد من الشباب الآخرين للتحقق من حالة منازلهم. عندما وصلوا إلى وسط المدينة، أسقطت طائرة بدون طيار متفجرا عليهم. قال +972 و Local Call: "ركضت إلى جدار لحماية نفسي، لكن بعض الشباب أصيبوا". "كان الأمر مرعبا."
محمد هو واحد من العديد من الفلسطينيين من خان يونس الذين أخبروا +972 و Local Call أن الجيش الإسرائيلي يستخدم طائرات بدون طيار مسلحة لإنفاذ أوامر الإخلاء في المدينة - مما يؤدي إلى تشريد السكان ثم منع عودتهم.
تتضمن الخطط الرسمية للجيش تشريد سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة وتركيزهم في الجزء الجنوبي من القطاع، أولا في المواصي والآن على أنقاض رفح. يتماشى هذا مع نية القادة السياسيين الإسرائيليين الصريحة لتنفيذ ما يسمى "خطة ترامب" وطرد الفلسطينيين من غزة.
وفي الوقت نفسه، في شمال غزة، أخبر العديد من السكان +972 و Local Call أنهم أجبروا مؤخرا على الفرار من منازلهم بعد أن بدأت الطائرات بدون طيار في استهداف أشخاص عشوائيين في أحيائهم. يشير الفلسطينيون في غزة عادة إلى هذه الطائرات بدون طيار باسم "الطائرات الرباعية" بسبب مراوحها الأربعة.
قالت ريم، البالغة من العمر 37 عاما من حي الشجاعية في مدينة غزة، إنها قررت الفرار جنوبا بعد أن قتلت طائرة بدون طيار جيرانها. "في مارس، طار الجيش كواد كوبتر فوقنا بثت رسائل تأمرنا بالإخلاء". "رأيناهم يسقطون متفجرات على الخيام لحرقها." لقد أرعبني ذلك، وانتظرت حتى حلول الليل لمغادرة منزلي والإخلاء."
وصف يوسف، البالغ من العمر 45 عاما، حادثا مماثلا في 11 مايو/أيار عندما أسقطت طائرات بدون طيار إسرائيلية - التي وصفها بأنها "صغيرة بشكل مدهش" - متفجرات "في مناطق مختلفة من جباليا لإجبار السكان على الفرار". بعد تحدي أوامر الإخلاء الإسرائيلية لعدة أشهر، كان هذا هو الحادث الذي دفعه إلى الفرار من منزله والانتقال جنوبا.
كما تم الإبلاغ عن أن الطائرات بدون طيار استهدفت السكان بالقرب من مراكز المساعدات الإنسانية. أخبر محمود، البالغ من العمر 37 عاما، +972 و Local Call أنه عندما ذهب من خان يونس إلى مركز توزيع المساعدات بالقرب من رفح في 23 يونيو، "أسقطت طائرة كوادكوبتر قنبلة على مجموعة من الناس. أصيب العشرات، وهربنا."
تتماشى شهادات الجنود الذين تمت مقابلتهم في هذا المقال مع التقارير السابقة التي تفيد بأن الجيش قد وصف مناطق معينة من غزة بأنها "مناطق قتل"، حيث يقتل أي فلسطيني يدخل بالرصاص. أخبر الجنود +972 و Local Call أن استخدام الطائرات بدون طيار قد وسع حجم مناطق القتل هذه من نطاق الأسلحة النارية الخفيفة إلى نطاق رحلة الطائرات بدون طيار - والتي يمكن أن تمتد إلى عدة كيلومترات.
أوضح س.: "هناك خط وهمي، وأي شخص يعبره يموت". "تتوقع منهم أن يفهموا هذا بالدم، لأنه لا توجد طريقة أخرى - لا أحد يضع علامة على هذا الخط في أي مكان." قال إن حجم المنطقة كان "بضعة كيلومترات"، لكنها تغيرت باستمرار.
قال Y.، وهو جندي آخر خدم في رفح: "ترسل طائرة بدون طيار يصل ارتفاعها إلى 200 متر، ويمكنك رؤية ثلاثة إلى أربعة كيلومترات في كل اتجاه". "أنت تقوم بدوريات بهذه الطريقة: ترى شخصا يقترب، ويتعرض الأول للضرب بقنبلة يدوية، وبعد ذلك، تنتشر الكلمة." واحد أو اثنين آخرين يأتون، ويموتون. البقية يفهمون."
قال S. إن حريق الطائرات بدون طيار كان موجها إلى الأشخاص الذين كانوا يسيرون "بشكل مشبوه". وفقا له، كانت السياسة العامة في كتيبته هي أن الشخص الذي "يمشي بسرعة كبيرة مشبوه لأنه يهرب. الشخص الذي يمشي ببطء شديد مشبوه أيضا لأنه [يشير] إلى أنه يعرف أنه يخضع للمراقبة، لذلك يحاول التصرف بشكل طبيعي."
شهد الجنود أن القنابل اليدوية أسقطت أيضا من الطائرات بدون طيار على الأشخاص الذين اعتبروا "يفسدون الأرض" - وهو مصطلح استخدمه الجيش في الأصل للمسلحين الذين يطلقون الصواريخ، ولكنه توسع بمرور الوقت ليجرم الناس على شيء بسيط مثل الانحناء.
أوضح س.: "هذا هو الآس: في اللحظة التي أقول فيها "العبث بالأرض"، يمكنني فعل أي شيء". "ذات مرة، رأيت أشخاصا يلتقطون الملابس." كانوا يسيرون ببطء لا يصدق، ويتصفحون حافة المنطقة [المحروجة]، وصعدوا 20 مترا لجمع الملابس من أنقاض المنزل. يمكنك أن ترى أن هذا ما كانوا يفعلونه - وتم إطلاق النار عليهم."
قال H.: "لقد جعلت هذه التكنولوجيا القتل أكثر عقما". "إنها مثل لعبة فيديو." يوجد تقاطع في منتصف الشاشة، وترى صورة فيديو. أنت على بعد مئات الأمتار، [أحيانا] حتى كيلومتر أو أكثر. ثم تلعب بعصا التحكم، وترى الهدف، وتسقط [قنبلة يدوية]. وهو حتى رائع نوعا ما. إلا أن لعبة الفيديو هذه تقتل الناس."
رفض التعليق
رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على التحقيق. كما لم ترد شركة Autel الصينية المُصنّعة للطائرات على طلب للتوضيح، رغم إعلانها سابقًا معارضتها لاستخدام منتجاتها في أنشطة عسكرية تنتهك حقوق الإنسان.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو: مفاوضات إنهاء الحرب ستبدأ فور التوصل لاتفاق هدنة 60 يوما بالفيديو: مقتل إسرائيلي بعملية قرب 'غوش عتصيون'... واستشهاد المنفذين هل تدفع أزمة "قانون التجنيد" لانتخابات مُبكّرة في إسرائيل؟ الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الشيخ مع وفد أوروبي لبحث وقف العدوان على غزة تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس استشهاد أحد لاعبي منتخب فلسطين بقصف منزله في المغازي جنود إسرائيليون يروون شهادات صادمة من غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025