الرباط - تظاهر عشرات الآلاف في الرباط اليوم الأحد للتضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بالتراجع عن التطبيع مع إسرائيل، في مسيرة هي الأضخم منذ استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع الدولة العبرية، وفق مراسل وكالة فرانس برس.

وتجمع نساء ورجال بأعمار مختلفة ومن مدن مغربية عدة على طول حوالى كيلومتر وسط العاصمة منذ الصباح، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامن و"مساندة لا مشروطة لمقاومة الاحتلال"، كما كتب على إحداها.

وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"كلنا فداء لغزة الصامدة... شعبك صامد يا غزة رغم الحصار".

وفي موازاة الشعارات التضامنية مع الفلسطينيين هتف المتظاهرون الذين ساروا بهدوء "الشعب يريد إسقاط التطبيع" مع إسرائيل، و"ضد الاحتلال ضد التطبيع"، و"صامدون صامدون للتطبيع رافضون".

وتخللت التظاهرة تكبيرات وأدعية "لإهلاك من طغى وتجبر"، فضلا عن أناشيد فلسطينية بثت من مكبرات صوت على متن عربات تتقدم المسيرة.

ورفعت لافتات بالعربية والانكليزية تدين "الإرهاب من أي جهة كان"، وتطالب "بإسقاط الصهيونية والامبريالية". 

وكتبت كوثر (24 عاما) على لافتة "لا للتضليل الإعلامي"، وقالت "لماذا لا يقولون في الإعلام إنه شعب تحت الاحتلال منذ سبعين عاما؟"، مشيرة إلى أنها لا تنتمي لأي حزب سياسي.

أما الأستاذة الجامعية شهرزاد بكاري (50 عاما) فقالت "جئت من فاس (207 كيلومترات) مع كل أبنائي لتوعية الشباب على هذه القضية"، مضيفة "نعتذر لأهل غزة لأننا لا نملك أكثر من التظاهر للتضامن معهم".

ودعا لهذه التظاهرة كل من "الجبهة المغربية لدعم فلسطين" و"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، وهما إئتلافان مشكلان من أحزاب إسلامية ويسارية. وهي الأكبر من نوعها منذ استئناف المغرب وإسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية أواخر العام 2020 برعاية أميركية.

- "تضامن عالمي" -

قال الناشط في "الجبهة" سعيد حنين إنه جاء من أكادير (550 كيلومترا) "لأن الشعب الفلسطيني الآن يحتاج لتضامن عالمي وليس فقط في المغرب".

وتتظاهر تلك الهيئات بشكل منتظم خلال الأعوام الأخيرة رفضا لاتفاق التطبيع، غير أنها لا تستقطب سوى أعداد قليلة من النشطاء.

لكن القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المحلية، منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. 

وقُتل أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال واحتجز 120 شخصا على الأقل رهائن، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل، في قطاع غزة المحاصر الذي تسيطر عليه حماس، بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة.

ويكتسي اتفاق التطبيع مع إسرائيل أهمية دبلوماسية كبيرة بالنسبة للمغرب، لكونه جاء في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية المتنازع عليها. 

ورددت مجموعة من المتظاهرين جلهم شباب "الصحراء مغربية والتطبيع خيانة"، فيما رمى آخرون العلمين الإسرائيلي والأميركي على الاسفلت ليدوسهما المتظاهرون. 

وعزز المغرب وإسرائيل تعاونهما في عدة ميادين، لكن صعود تيارات يمينية متطرفة إلى الحكم في إسرائيل والعنف الشديد في الأراضي المحتلة، يحرجان المدافعين عن هذا التقارب.

وتؤكد الرباط بشكل منتظم استمرار دعم القضية الفلسطينية، على أساس المفاوضات من أجل حل الدولتين.

وبعيد هجوم حماس الأخير دانت المملكة "استهداف المدنيين من أي جهة كانت"، داعية إلى "الوقف الفوري لجميع أعمال العنف"، ومذكرة بأنها "طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة".

وسبق للمغرب أن أقام علاقات مع إسرائيل إثر توقيع اتفاقات أوسلو العام 1993، لكنه قطعها بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: مع إسرائیل أکثر من

إقرأ أيضاً:

منها السعودية ومصر.. بيان من 8 دول حول الأونروا وأهميتها للفلسطينيين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أصدر وزراء خارجية 8 دول، الجمعة، بيانا مشتركا حول أهمية ودور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا".

وورد في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية: "أكد وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية تركيا، ودولة قطر على الدور الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعاية شؤونهم, فعلى مدار عقود، قامت الأونروا بتنفيذ ولاية فريدة من نوعها أوكلها لها المجتمع الدولي، تُعنى بحماية اللاجئين وتقديم خدمات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمساعدة الطارئة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، ويعكس اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار تجديد ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية، الثقة الدولية في الدور الحيوي الذي تؤديه الوكالة واستمرارية عملياتها".

وورد في البيان المشترك: "يدين الوزراء اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، لما يمثله هذا الاعتداء من انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، وهو ما يعد تصعيدًا غير مقبول، ويخالف الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 22 أكتوبر 2025، الذي ينص بوضوح على التزام إسرائيل كقوة احتلال بعدم عرقلة عمليات الأونروا، بل على العكس من ذلك تسهيلها".

وأضاف: "على ضوء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، يؤكد الوزراء على الدور الأساسي الذي تضطلع به الوكالة في توزيع المساعدات الإنسانية عبر شبكة مراكز التوزيع التابعة لها، بما يضمن وصول الغذاء والمواد الإغاثية والمستلزمات الأساسية إلى مستحقيها بعدالة وكفاءة، وبما يتسق مع قرار مجلس الأمن رقم 2803, كما تُعد مدارس الأونروا ومرافقها الصحية شريان حياة لمجتمع اللاجئين في غزة، حيث تواصل دعم التعليم وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية رغم الظروف شديدة الصعوبة، وهو ما يدعم تنفيذ خطة الرئيس ترامب على الأرض وتمكين الفلسطينيين من البقاء على أرضهم وبناء وطنهم".

وأضاف: "يؤكد الوزراء على أن دور الأونروا غير قابل للاستبدال، إذ لا توجد أي جهة أخرى تمتلك البنية التحتية والخبرة والانتشار الميداني اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين أو لضمان استمرارية تقديم الخدمات على النطاق المطلوب، وأي إضعاف لقدرة الوكالة سيترتب عليه تداعيات إنسانية واجتماعية وسياسية خطيرة على مستوى المنطقة بأسرها، وعليه، يدعو الوزراء المجتمع الدولي إلى ضمان توفير التمويل الكافي والمستدام لها، ومنحها المساحة السياسية والعملياتية اللازمة لمواصلة عملها الحيوي في كافة مناطق عملياتها الخمسة، إن دعم الأونروا يمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار وصون الكرامة الإنسانية وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194".

مقالات مشابهة

  • منها السعودية ومصر.. بيان من 8 دول حول الأونروا وأهميتها للفلسطينيين
  • مقتدى الصدر: التطبيع والديانة الإبراهيمية على الأبواب.. المجاهد صار إرهابيا
  • الصدر: بات التطبيع والديانة الإبراهيمية على الأبواب والفساد سجية والظلم منهجاً
  • قلق إسرائيلي من تصاعد دعم الإيطاليين للفلسطينيين وتنامي العداء للاحتلال
  • الجزائر تُحيي الذكرى الـ 65 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • الرئاسة الفلسطينية تدين إعلان إسرائيل بناء 764 وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية
  • بوغالي: مظاهرات 11 ديسمبر أصر فيها الشعب الجزائري على درب الحرية والسيادة
  • ناصري: مظاهرات 11 ديسمبر أكد فيها الشعب إلتحامه بثورته