نتنياهو: المعركة لحماية إسرائيل مستمرة.. وتحقيق النصر في غزة سيستغرق وقتاً
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المعركة لحماية إسرائيل مستمرة، تحقيق النصر في غزة سيستغرق وقتا.
وأضاف نتنياهو أن الصراع فرض على إسرائيل وهدفنا هو الانتصار الساحق على حماس، مشيرا إلى أن الجيش والقيادة في إسرائيل أصبحوا موحدين.
وقال «سنواصل الحرب في الجنوب وجاهزون للحرب في الجبهة الشمالية»، وخاطب إيران وحزب الله بالقول «لا تختبروا إسرائيل وإلا ستدفعون ثمنا كبيرا».
المصدر: الراي
كلمات دلالية: غزة فلسطين طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
نزيف العقول في أمريكا: كيف تُقوّض الدولة أسسها في المعركة العالمية على المواهب؟
وجدت أنانيا شارما، وهي باحثة في الذكاء الاصطناعي تحمل شهادتي دكتوراة وبراءة اختراع يمكن أن تعيد تعريف مفهوم تعلّم الآلة، نفسها أمام خيارين؛ كان الأول عرضا مغريا من إحدى كبرى شركات وادي السيليكون التي رأت فيها موهبة استثنائية لا تتكرر، أما الثاني، فكان عرضا للإقامة الدائمة من الحكومة الكندية، تمت معالجته والموافقة عليه في أقل من شهر.
جاء العرض الأمريكي مصحوبا بشرط معرقل: مستقبلها سيتقرر عبر يانصيب، بينما جاء العرض الكندي ومعه مفتاح لمنزل جديد. بالنسبة لأنانيا، ولفيلق متزايد من ألمع العقول في العالم، أصبح الخيار واضحا بشكل مؤلم.
هذه هي قصة كيف أن أمريكا، التي كانت ذات يوم منارة لا جدال فيها للمواهب العالمية، أصبحت اليوم تدفع العقول بنشاط إلى الرحيل. في المعركة العالمية على رأس المال الفكري، لا تتعثر الولايات المتحدة في ميزتها فحسب، بل إنها تتنازل طواعية عن تاجها للمنافسين. هذا ليس تهديدا مستقبليا، بل أزمة تحدث الآن، هبّة أمريكية كبرى يغذيها نظام هجرة معطوب.
يكمن جوهر هذا التخريب الذاتي في البرامج المصممة لجذب المواهب. فقد تحولت تأشيرة "H-1B" الشريان الرئيس للمهنيين ذوي المهارات العالية، إلى مجرد لعبة حظ. بالنسبة للسنة المالية 2025، تمت رعاية أكثر من 442 ألف فرد يتمتعون بمهارات عالية من قبل أصحاب العمل مقابل 85 ألف تأشيرة متاحة فقط. لقد أصبحت العملية متاهة من الطرق البيروقراطية المسدودة، حيث يتم تعليق المسارات المهنية بسبب نظام يانصيب يعامل المواهب التي توازي مستوى الحائزين على جائزة نوبل بنفس اللامبالاة العشوائية للعبة الحظ. وللمحظوظين الذين يفوزون في هذه القرعة غالبا ما يكون النصر قصير العمر، فهم يدخلون حالة أعمق وأقسى من عدم اليقين: تراكم طلبات البطاقة الخضراء (الجرين كارد). فبسبب الحصص المفروضة على كل دولة والتي وُضعت قبل عقود، يواجه المهني الماهر من الهند الذي يدخل قائمة انتظار التوظيف اليوم، فترة انتظار لم تعد تُقاس بالسنوات، بل بمتوسط عمر الإنسان. وتشير بعض تقديرات معهد كاتو إلى أن فترة الانتظار قد تتجاوز 130 عاما. إنه وعد لن يتحقق أبدا، وحلم يموت في طابور الانتظار.
وبينما تغطي البيروقراطية سجادة الترحيب الأمريكية، يفرد المنافسون السجاد الأحمر، إنهم ليسوا مراقبين سلبيين، بل صيادون نشطون واستراتيجيون. فكندا، من خلال استراتيجيتها للمهارات العالمية، تقدم معالجة للطلبات في غضون أسبوعين للعديد من تصاريح العمل لذوي المهارات العالية. وفي خطوة مباشرة وجريئة، أطلقت برامج تستهدف حاملي تأشيرة (H-1B) في الولايات المتحدة، مقدمة لهم الاستقرار ومسارا واضحا نحو المواطنة.
تستهدف المملكة المتحدة خريجي أفضل الجامعات في العالم من خلال تأشيرة "الأفراد ذوي الإمكانات العالية"، بينما تسرّع تأشيرة المواهب العالمية في أستراليا من إجراءات الإقامة الدائمة للمبتكرين في القطاعات الرئيسة. والرسال موحدة وواضحة: "إذا كانت أمريكا تقدم لكم الغموض، فنحن نقدم لكم المستقبل".
إن عواقب نزيف العقول هذا تعمل على تآكل جوهر القدرة التنافسية لأمريكا، فقد بدأت قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية، التي اعتمدت طويلا على أفضل العقول في العالم، تدق ناقوس الخطر، وأصبح من الشائع الآن أن تقوم الشركات الأمريكية بتوظيف مهندس لامع لا يمكنها تأمين تأشيرة له، و"وضعه" في مكتب في فانكوفر أو تورنتو، وجعله يتعاون مع فريقه عبر تطبيق زوم. هي وظائف أمريكية في كل شيء إلا في الجغرافيا، فُقدت بسبب نظام معطوب.
وقد عبّر غاري شابيرو، رئيس جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية، عن يأس مجتمع الأعمال بوضوح، مشبها النقاش حول الإصلاح بـ"سؤال شخص يموت في الصحراء عن نوع الماء الذي يريده". الرسالة واضحة: التقاعس عن العمل لم يعد خيارا. إن "نزيف العقول" هذا يقلل من الأبحاث، ويخنق الابتكار، ويوكل الديناميكية الاقتصادية لأمريكا إلى الخارج.
إن الجزء الأكثر إحباطا في أزمة المواهب الأمريكية هو أنه يمكن عكسها بالكامل. فالطريق إلى الأمام ليس لغزا يكتنفه الغموض الأيديولوجي، بل هو سلسلة من الإصلاحات العملية والمنطقية التي دافع عنها خبراء السياسات وقادة الصناعة لسنوات. إن إصلاح هذا الجرح الذي ألحقته أمريكا بنفسها يتطلب إصلاحا جذريا ومجموعة واضحة من الأهداف:
* إنهاء يانصيب القدر عبر رفع أو إلغاء سقف تأشيرات "H-1B"، فالرقم الحالي هو من مخلفات اقتصاد الماضي ولا يعكس متطلبات العالم الحديث.
*كسر الجمود الذي يمتد لأجيال عبر إلغاء الحصص القُطرية للبطاقة الخضراء. فنظام قائم على أسبقية الطلب سيكافئ الموهبة والمساهمة، وليس مصادفات المولد.
*تبسيط العملية برمتها من التأشيرة إلى الإقامة. فالقدرة على التنبؤ والكفاءة هما عاملان جاذبان للمواهب، والنظام الحالي لا يقدم أيا منهما.
*خلق مسار واضح ومباشر نحو الإقامة الدائمة، فالاستقرار هو الحافز النهائي. إن وجود مسار شفاف من تأشيرة عمل مؤقتة إلى بطاقة خضراء سيعطي إشارة بأن أمريكا جادة مرة أخرى في الترحيب بأفضل العقول.
في النهاية، قبلت أنانيا شارما العرض الكندي. هي تقود اليوم فريق بحث مزدهر في تورنتو، وبراءات اختراعها مسجلة تحت العلم الكندي، والشركة التي تخطط لإطلاقها ستخلق وظائف كندية. قصتها مأساة صامتة، تتكرر آلاف المرات، إنها قصة أمة غارقة في شللها السياسي لدرجة أنها تفشل في تأمين أهم مواردها: العبقرية البشرية. المعركة العالمية للمواهب قد بدأت، وأمريكا تخرّب نفسها بنفسها، عقلا فذا تلو الآخر.