الدقم.. طريق عُمان والشرق الأوسط نحو المستقبل
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
كانت الدقم في مطلع تسعينيات القرن الماضي حلما من أحلام التنمية في عُمان، حلما موغلا في الخيال بالنظر إليها من الناحية الجغرافية، حيث كانت مجرد صحراء قاحلة معانقة لبحر العرب، ومن وراء بحر العرب المحيط الهندي، أو هي من زاوية أخرى من زوايا النظر ميناء صيد تقليدي صغير جدا يخدم السكان المحليين.. ورغم أن تلك الأحلام كانت موغلة في الخيال إلا أنها كانت متمسكة بالطموح والأمل.
لكن الدقم اليوم حلم من أحلام المستثمرين على مستوى العالم، يتسابق عليها كبار المستثمرين العالميين، بل إن الكثير من صناعات المستقبل باتت تيمم وجهتها باتجاه الدقم مثل صناعات الطاقة المتجددة وبشكل خاص الهيدروجين الأخضر الذي توشك الدقم أن تكون وجهته الاستثمارية الأولى في العالم، إضافة إلى الاستثمار في البتروكيماويات الجديدة التي تسعى للتوافق مع متطلبات الحياد الصفري، وصناعات الذكاء الاصطناعي والفضاء. إنها الدقم التي حولت موقعها الاستراتيجي إلى قبلة الاستثمار في العالم عبر شراكات راسخة مع كبريات الشركات العالمية التي قرأت واقع الاستثمار في سلطنة عُمان فوجدته مشرقا؛ لأنه مدعوم بالإرادة السياسية والاستقرار وطموحات العمانيين التي لا حدود لها.
وكشف منتدى الدقم الاقتصادي الأول الذي بدأت أعماله أمس عن حجم الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدعم وآفاقه المستقبلية في مختلف مجالات الاستثمار بتمثيل عالٍ من القيادة السياسية في سلطنة عمان التي تدعم وتشجع بشكل كبير جدا حركة الاستثمار في الدقم، وبتمثيل عالمي من كبريات الشركات عبر حضور الرؤساء التنفيذيين الذين وقع بعضهم مذكرات تفاهم للبدء في الاستثمار في الدقم في مشروعات تختص بقطاع الصناعات الخضراء والطاقة المتجددة وصناعة الأمونيا الخضراء والحديد الأخضر.
وبلغ حجم الاستثمار في الخارجي في الدقم حتى نهاية العام الماضي ١٩.٥ مليار ريال عماني بزيادة قدرها ١٠٪ عن عام ٢٠٢١، ما يعني أن حركة الاستثمار تسير صعودا بشكل مطرد وبمشروعات نوعية جدا لها عائد حقيقي على الدخل الوطني.
رحلة الدقم نحو أن تصبح الوجهة الاستثمارية الأولى في منطقة الشرق الأوسط تسير بشكل صحيح نحو الهدف خاصة في ظل توفير الحكومة للبيئة الاستثمارية الجاذبة للمستثمر المحلي والأجنبي. وإذا كانت الدقم متجهة لتكون الأولى في العالم في مجال استثمارات الطاقة المتجددة فإنها تعمل كذلك على تنويع مجالات الاستثمار من باب الثراء والتعدد الاستثماري لمواجهة تحديات المستقبل.
ولكن لا بد من الإشارة إلى أن المسافة الزمنية بين مرحلتين كانت الدقم في الأولى حلما من أحلام التنمية في عُمان وفي الثانية صارت الدقم حلم المستثمرين في العالم قد شهدت الكثير من الجهد والعناء والصبر والمثابرة.. لتصبح الدقم طريق عمان الاقتصادي نحو المستقبل، وربما طريق الشرق الأوسط أيضا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاستثمار فی فی العالم
إقرأ أيضاً:
قطر تتصدر مؤشر السلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025
تصدرت قطر دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر السلام العالمي لعام 2025 الصادر عن معهد السلام والاقتصاد العالمي (IEP).
هذا التفوق وضع قطر في المركز الأول عربيا، والمركز الثامن على مستوى العالم في محور الدول الأكثر أمانا وسلاما مجتمعيا.
وكتب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، تغريدة على حسابه الشخصي على منصة إكس حيث اعتبر التصنيف إنجازا كبيرة وثمرة جهود وطنية مستمرة لتعزيز الأمن والسلام داخل المجتمع القطري.
ويعد مؤشر السلام العالمي أحد أهم المؤشرات الدولية التي تقيس مستوى الأمان والاستقرار في 163 دولة حول العالم، ويعتمد على معايير متنوعة تشمل معدلات الجريمة، النزاعات الداخلية، الإرهاب، ومؤشرات السلام المجتمعي، بالإضافة إلى عوامل سياسية واقتصادية تؤثر على سلامة وأمن المجتمع.
إنجاز كبير حققته دولة قطر بتصدرها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر السلام العالمي لعام 2025 والصادر عن معهد السلام والاقتصاد العالمي.
كما حصدت بلادنا ولله الحمد المركز الأول عربيًا والثامن عالميًا في محور الدول الأكثر أمانًا وسلامًا مجتمعيًا ، وهذا التميز جاء انطلاقًا من… — خليفة بن حمد (@KHK) July 2, 2025
وتجسد النتائج المستقرة التي أظهرها التقرير الوضع الأمني في قطر، حيث تمكنت الدولة من خلال استراتيجيات وطنية مدروسة من تقليل معدلات الجريمة وتعزيز نظام الأمن الداخلي. وتعتبر قطر واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي حافظت على بيئة هادئة ومستقرة في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة في محيطها الإقليمي.
كما يأتي هذا التصنيف في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط تحديات أمنية متزايدة، مما يزيد من صعوبة الاستمرار في هذا الاستقرار الأمني.
يعزز هذا التصنيف العالمي مكانة قطر على خارطة الاستثمارات والسياحة، إذ توفر بيئة آمنة ومستقرة تجذب المستثمرين ورجال الأعمال، كما تدعم الاستعدادات لاستضافة الفعاليات الدولية الكبرى مثل كأس العالم، حيث يلعب الأمن والسلام المجتمعيان دورًا حاسمًا في إنجاح هذه الأحداث.
ويذكر أن مؤشر السلام العالمي، الذي يصدر سنويًا عن معهد السلام والاقتصاد العالمي، يسلط الضوء على الدول الأكثر أمانًا حول العالم، ويُعدّ مرجعًا مهمًا للحكومات وصانعي القرار في تبني سياسات تعزيز الأمن والسلام.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية أكدت وزارة الداخلية في بيان، أن هذا الإنجاز يعد استمرارا لسجل قطر الحافل في المؤشر، إذ حافظت على المركز الأول في المنطقة خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2025، كما جاءت ضمن المراتب المتقدمة عالميا بفضل تحقيقها تقييمات عالية تفوقت بها على العديد من الدول المتقدمة.
وأضاف بيان الداخلية أن التصنيف تعكس هذه النتائج حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها قطر، والتي تحققت بفضل منظومة عمل متكاملة تنفذها وزارة الداخلية بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة، بما يضمن تعزيز الأداء الأمني، ومكافحة الجريمة، وحماية الأرواح والممتلكات، انسجاما مع رؤية الدولة واستراتيجيتها الوطنية.