لجريدة عمان:
2025-05-13@10:20:49 GMT

الدقم.. طريق عُمان والشرق الأوسط نحو المستقبل

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

الدقم.. طريق عُمان والشرق الأوسط نحو المستقبل

كانت الدقم في مطلع تسعينيات القرن الماضي حلما من أحلام التنمية في عُمان، حلما موغلا في الخيال بالنظر إليها من الناحية الجغرافية، حيث كانت مجرد صحراء قاحلة معانقة لبحر العرب، ومن وراء بحر العرب المحيط الهندي، أو هي من زاوية أخرى من زوايا النظر ميناء صيد تقليدي صغير جدا يخدم السكان المحليين.. ورغم أن تلك الأحلام كانت موغلة في الخيال إلا أنها كانت متمسكة بالطموح والأمل.

لكن الدقم اليوم حلم من أحلام المستثمرين على مستوى العالم، يتسابق عليها كبار المستثمرين العالميين، بل إن الكثير من صناعات المستقبل باتت تيمم وجهتها باتجاه الدقم مثل صناعات الطاقة المتجددة وبشكل خاص الهيدروجين الأخضر الذي توشك الدقم أن تكون وجهته الاستثمارية الأولى في العالم، إضافة إلى الاستثمار في البتروكيماويات الجديدة التي تسعى للتوافق مع متطلبات الحياد الصفري، وصناعات الذكاء الاصطناعي والفضاء. إنها الدقم التي حولت موقعها الاستراتيجي إلى قبلة الاستثمار في العالم عبر شراكات راسخة مع كبريات الشركات العالمية التي قرأت واقع الاستثمار في سلطنة عُمان فوجدته مشرقا؛ لأنه مدعوم بالإرادة السياسية والاستقرار وطموحات العمانيين التي لا حدود لها.

وكشف منتدى الدقم الاقتصادي الأول الذي بدأت أعماله أمس عن حجم الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدعم وآفاقه المستقبلية في مختلف مجالات الاستثمار بتمثيل عالٍ من القيادة السياسية في سلطنة عمان التي تدعم وتشجع بشكل كبير جدا حركة الاستثمار في الدقم، وبتمثيل عالمي من كبريات الشركات عبر حضور الرؤساء التنفيذيين الذين وقع بعضهم مذكرات تفاهم للبدء في الاستثمار في الدقم في مشروعات تختص بقطاع الصناعات الخضراء والطاقة المتجددة وصناعة الأمونيا الخضراء والحديد الأخضر.

وبلغ حجم الاستثمار في الخارجي في الدقم حتى نهاية العام الماضي ١٩.٥ مليار ريال عماني بزيادة قدرها ١٠٪ عن عام ٢٠٢١، ما يعني أن حركة الاستثمار تسير صعودا بشكل مطرد وبمشروعات نوعية جدا لها عائد حقيقي على الدخل الوطني.

رحلة الدقم نحو أن تصبح الوجهة الاستثمارية الأولى في منطقة الشرق الأوسط تسير بشكل صحيح نحو الهدف خاصة في ظل توفير الحكومة للبيئة الاستثمارية الجاذبة للمستثمر المحلي والأجنبي. وإذا كانت الدقم متجهة لتكون الأولى في العالم في مجال استثمارات الطاقة المتجددة فإنها تعمل كذلك على تنويع مجالات الاستثمار من باب الثراء والتعدد الاستثماري لمواجهة تحديات المستقبل.

ولكن لا بد من الإشارة إلى أن المسافة الزمنية بين مرحلتين كانت الدقم في الأولى حلما من أحلام التنمية في عُمان وفي الثانية صارت الدقم حلم المستثمرين في العالم قد شهدت الكثير من الجهد والعناء والصبر والمثابرة.. لتصبح الدقم طريق عمان الاقتصادي نحو المستقبل، وربما طريق الشرق الأوسط أيضا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستثمار فی فی العالم

إقرأ أيضاً:

ترامب في الـ100 يوم الأولى.. ازدهار أم بداية الانهيار؟

شهدت الأيام المئة الأولى من وصول ترامب إلى البيت البيضاوي وحتى الآن تطورات دراماتيكية على الصعيدين المحلي والعالمي، وصل بعضها إلى حد وصفها بالثورة على البيروقراطية والفساد والانهيار الإداري والاقتصادي؛ الذي بدا وكأنه متأصل في البلاد منذ عقود، وبعضها الآخر وصل إلى ما وُصِفَ بأنها حرب تجارية وضعت العالم على حافة الهاوية.

ولقد كشفت هذه التطورات عن شخصية ترامب الغريبة السلوك والأطوار والمزاج والخطاب واللهجة والنظرة والوقفة والكلمة. وظهر في خطابه الأخير الكرنفالي أمام الكونغرس كرئيس عربي قُوطع عشرات المرات بالتصفيق والهتافات؛ لربما كان هتافهم "بالروح بالدم نفديك يا دونالد".

تمحورت هذه التطورات والإجراءات والقرارات حول قضايا عديدة؛ أبرزها زيادة الرسوم الجمركية والهجرة وأمن الحدود، ومواجهة التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والعقارات، خاصة بعد ورود أرقام عن انكماش في الاقتصاد الأمريكي بعدما شهد نموا بلغ 2.4 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي.

ما أن بدأ ترامب عهده الذي وصفه بـ"الذهبي"، حتى اتخذ سلسلة قرارات وإجراءات تنفيذية وتصريحات وخطوات هجومية انعكست على حرب أوكرانيا والحرب في غزة التي شهدت هدنة ما لبثت ان تحولت إلى جحيم كما وعد بذلك، وانعكست أيضا على حلف الناتو وأوروبا ودول أمريكا الوسطى واللاتينية، والعلاقات التجارية مع الشرق لا سيما مع الصين حيث شهدت العلاقة معها ما يشبه ماراثون تنافس الرسوم؛ حيث وصلت رسوم ترامب على الصين إلى 145 في المئة ورسوم الصين إلى نحو 125 في المئة، وكأنها حرب رسوم.

وأدى فرض ترامب زيادة الرسوم الجمركية على دول العالم إلى اضطرابات في الأسواق العالمية، وتراجع الدولار وارتفاع أسعار الذهب.

أما على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية فتم عقد عدة جولات من المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي؛ الأمر الذي شهد استياء وتهديدات مباشرة إسرائيلية عندما زار نتنياهو البيت الأبيض مؤخرا، وعاد خائبا على الرغم من وعودٍ أمريكية باستخدام الضغط والقوة العسكرية في حال فشل هذه المفاوضات.

ومن جهةِ أخرى تأجج التوتر مع دول الناتو نتيجة لبعض التصريحات الهجومية لترامب والمتعلقة بالإسهامات المالية للحلف والعلاقة مع روسيا. وعلى ضفة الحرب الروسية الأوكرانية، شهد اللقاء مع الرئيس الأوكراني مشادة كلامية شهدها العالم بأسره أمام عدسات الكاميرات، ظهر فيها ترامب منحازا تماما لروسيا، ونال من مكانة زيلينسكي وبلاده بعد رفض الأخير توقيع اتفاق المعادن النادرة، وتصاعدت بعدها وتيرة الهجمات الروسية على كييف، واحتلال المزيد من الأراضي الأوكرانية؛ وكأنه الضوء الأخضر من ترامب لبوتين.

وطال التوتر العديد من الدول نتيجة لتصريحات ترامب المتكررة بضم كندا واعتبارها إحدى الولايات الأمريكية، وتغيير تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وطالب أيضا بالسيطرة على قناة بنما، والسيطرة على غرينلاند كضرورة أمنية حيوية لأمن الولايات المتحدة قائلا "سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى". كل هذه الأطماع تؤكد النزعة الاستعمارية الإمبريالية التي طالما اتسمت بها العلاقات الأمريكية مع دول العالم، وما ينطوي على ذلك من السيطرة على ثرواتها، والتحكم بمقدراتها، والتدخل بشؤونها، ورسم سياساتها المستقبلية.

في الشأن الداخلي، جاء تكليف الملياردير إيلون ماسك -الذي يرى فيه منقذا ومخلصا من الهدر والفساد المالي والوظيفي- باستحداث وزارة الكفاءة الحكومية مما أسفر عن تسريح مئات الآلاف من الموظفين بحجة القضاء على الفساد والتزوير وترشيد الإنفاق الحكومي، مع إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية والإغاثة؛ التي كانت تقدم المساعدات للعديد من الدول النامية، وتم إغلاق وزارة التعليم وتسليم مهمتها إلى الولايات؛ وسط انتقادات حادة من أعضاء الكونغرس واندلاع مظاهرات ضده.

كما شهدت الأيام المئة الأولى مواقف عدائية لترامب تجاه جامعة هارفارد وكولومبيا، واعتقال وترحيل العديد من الأكاديميين الأجانب بحجة مناهضتهم للحرب على غزة وبتهمة معاداة السامية، وكذلك العمل على ترحيل 20 مليون مهاجر غير شرعي زاعما أن معظمهم "كانوا قتلة ومجرمين". وقد رأى محللون في هذا الادعاء تعبير عن شخصية ترامب العنصرية خاصة عندما عمد إلى تجزئة مفهوم الحرية قائلا: "يجب الدفاع عن الحرية الأمريكية"؛ وكأن حرية الشعوب الأخرى ليست حرية، وأن حرية شعب فلسطين لا تستحق أن تُحقق أو أن يناضل من أجلها شعبنا.

ولطمأنة الأمريكيين أعلن حالة الطوارئ في مجال الطاقة، وعن قرارات تخفيض أسعار الطاقة، وتحدث عن إجراءات للإعفاء الضريبي والرسوم لجلب الاستثمارات، والبدء بالتنقيب عن النفط واستخراج الفحم. وادعى أنه حصل على 1.7 تريليون دولار من الاستثمارات الجديدة خلال الأسابيع الأولى من عهده بفضل شعار "أمريكا أولا". ويرى متابعون ومراقبون لسياسة ترامب أنه اتبع مبدأ "السلم عبر القوة" لتحقيق أهدافه المنشودة.

من ناحيةٍ أخرى، اتخذ ترامب قرارات وُصفت بالانتقامية بإقالة العديد من الموظفين الكبار ممن كانوا مناوئين له إبان عهد بايدن الذي وصفه بأنه "عهد المجانين اليساريين المتطرفين"، وشملت هذه الإقالات مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل والبنتاغون، ومكاتب وزارة الخارجية.

كما فرض رسوما جمركية على الواردات التي بلغت 25 في المئة على الفولاذ والخشب والألمنيوم والسيارات، وذلك بهدف تشجيع الصناعات المحلية الأمريكية. إن هذا السلوك الترامبي أقرب ما يكون إلى انقلاب أبيض في الداخل الأمريكي.

وعلى الصعيد العربي، تخلّت الولايات المتحدة عن مسؤولياتها العالمية بوصفها دولة عظمى تقود العالم؛ إذ لم تفصح سياسة ترامب عن أية مبادرة أو حل أو حتى تحرك باتجاه حل القضية الفلسطينية سوى حديثه المتكرر عن تدمير حماس وإنهاء حكمها في غزة، وكذلك رغبته في شراء غزة وتحويلها إلى"ريفيرا الشرق" بعد تهجير سكانها، مانحا نتنياهو الضوء الأخضر لقتل المزيد من المدنيين وتدمير ما تبقى من قطاع غزة؛ لدفع الغزاويين إلى التهجير القسري الذي رفضه العالم بأسره.

وقد نشطت الدبلوماسية الأمريكية في عقد مفاوضات مباشرة مع حركة حماس بخصوص الرهائن، الأمر الذي أفشله نتنياهو وأيده ترامب الذي يسعى إلى إحياء عمليات التطبيع، التي كان قد بدأها في ولايته الأولى مع الإمارات والبحرين والمغرب والسعودية وعُمان. وتزامنت هذه المفاوضات مع صمت ترامب إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان وسوريا؛ التي شهدت سقوط نظام بشار الأسد وإبقاء ترامب على العقوبات المفروضة على النظام البائد، مما يزيد من معاناة الشعب السوري، كذلك رفض ترامب القيام بخطوة إيجابية واحدة نحو تطبيع العلاقات مع دمشق؛ سعيا منه لفرض شروط جديدة أولها التطبيع مع دولة الكيان وضمان أمن "إسرائيل" وحلفائه في المنطقة.

ولتأكيد دعمه للكيان ناصب العداء للمنظمات والهيئات الدولية الداعمة للحق الفلسطيني وأوقف الإسهامات المالية لها.

كما شهد العالم أول حروب ترامب ضد اليمن في منتصف آذار/ مارس، حيث حُشدت حاملات الطائرات والقطع البحرية الحربية وشُنت مئات الغارات والاعتداءات بهدف فك الحصار البحري الذي فرضه اليمنيون على "إسرائيل"، لكن دون جدوى، حتى أُعلن عن وقف العمليات العسكرية الأمريكية هناك، واستمرار عمليات إسناد اليمن لغزة برغم هذا الاتفاق الذي رعته سلطنة عُمان؛ الأمر الذي أغضب دولة الكيان. ويُعتقد أن وقف إطلاق النار هذا جاء تمهيدا لتنقية الأجواء خلال زيارة ترامب المزمع القيام بها لدول الخليج بين 13 و16 أيار/ مايو، وترافق هذا مع مفاجأة سيعلن عنها ترامب قريبا.

السؤال هنا، هل وضع ترامب الولايات المتحدة على حافة الازدهار والعظمة مجددا -كما قال عقب فوزه بالرئاسة "الرب أنقذني لأجعل أمريكا عظيمة"- أم أنه وضعها على حافة الفشل والانهيار؟

[email protected]

مقالات مشابهة

  • ترامب يصل السعودية ضمن محطته الأولى في الشرق الأوسط (شاهد)
  • أميركا في المراتب الأولى بين أكبر الدول التي تستثمر في السعودية
  • وزير الاستثمار: سيتم تعميق علاقاتنا الاستثمارية مع أمريكا بمقدار 600 مليار دولار.. فيديو
  • ترامب في الـ100 يوم الأولى.. ازدهار أم بداية الانهيار؟
  • محافظ أسيوط يتفقد مركز خدمات المستثمرين لمتابعة جودة الخدمات وتعزيز المناخ الاستثماري بالمحافظة
  • حساب الخارجية الأمريكية بالعربية يغرّد عن زيارة ترامب للشرق الأوسط وأبرز الملفات التي ستناقش
  • خلدون المبارك لـ «الاتحاد»: «مبادلة» قصة نجاح إماراتية تلهم العالم وتصنع المستقبل
  • «الجولة العقارية الأولى» تنطلق لتعزيز الاستثمار وتطوير القطاع العقاري في سلطنة عُمان
  • «رئيس اتحاد المستثمرين»: التسهيلات الضريبية فكر جديد يثق في القطاع الخاص وقدرته على تنشيط الاقتصاد
  • نشرة منتصف الليل| مشروع اقتصادي للأسر الأولى بالرعاية.. والإحصاء تكشف عدد الأسر التي تعيش في الإيجار القديم