“عُمان والاتحاد للقطارات” توقّع مذكرة تفاهم مع “حديد الإمارات أركان”
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
وقعت شركة “عُمان والاتحاد للقطارات”، المُطور والمُشغل لشبكة السكك الحديدية التي تربط بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، مذكرة تفاهم مع شركة “حديد الإمارات أركان”، أكبر شركة لإنتاج الحديد ومواد البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لتصدير المواد الخام من سلطنة عُمان إلى دولة الإمارات.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستتولى “عُمان والاتحاد للقطارات” تقديم الحلول اللوجستية لعمليات نقل الحجر الجيري الخام الذي تعتزم شركة “حديد الإمارات أركان” استيراده من سلطنة عُمان إلى مصانع الإسمنت التابعة للشركة في مدينة العين بدولة الإمارات.
وقع المذكرة كل من المهندس أحمد المساوى الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة “عُمان والاتحاد للقطارات”، والمهندس سعيد خلفان الغافري، الرئيس التنفيذي لشركة “حديد الإمارات” إحدى الشركات التابعة لمجموعة “حديد الإمارات أركان”.
و قال المهندس أحمد المساوى الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة “عُمان والاتحاد للقطارات”: نفخر بتعزيز شراكاتنا الاستراتيجية مع كبرى الشركات في مجال مواد البناء مثل شركة “حديد الإمارات أركان”، حيث تجسد هذه الاتفاقية الرؤية التي تم إطلاق مشروع الربط بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات من أجلها، والتي تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري عبر الحدود بين البلدين الشقيقين، وربط مناطق الإنتاج والتصنيع والاستيراد والتصدير بشبكة نقل متكاملة عالية الكفاءة، مما يساهم في إيجاد فرص تجارية واعدة ومستدامة لصناعة التعدين وقطاع إنتاج مواد البناء والتشييد في سلطنة عُمان ودولة الإمارات..”
ومن جهته، قال المهندس سعيد خلفان الغافري، الرئيس التنفيذي لشركة “حديد الإمارات” إحدى الشركات التابعة لمجموعة “حديد الإمارات أركان: “من خلال العمل مع “عُمان والاتحاد للقطارات”، فإننا نعزز قدرات سلسلة التوريد عبر الاستفادة من شبكة السكك الحديدية التي تربط البلدين. وتمهد هذه الاتفاقية لاستخدام حلول لوجستية متكاملة لنقل المواد الخام من وإلى مصنع الإسمنت في مدينة العين، وهي حلول تتميز بالكفاءة من ناحية التشغيل والتكاليف ومراعاة البيئة. كما أن الاتفاقية تسهم في تحقيق تطور نوعي على مستوى شبكة النقل وسلاسل التوريد العابرة للحدود”.
وستقوم شركة “عُمان والاتحاد للقطارات” بتوفير الدعم اللوجستي وحلول الشحن لخطط شركة “حديد الإمارات أركان” من خلال نقل مواد خام عالية الجودة من سلطنة عُمان بكميات تتراوح بين 4 – 6 ملايين طن سنوياً إلى مدينة العين بإمارة أبوظبي في دولة الإمارات، الأمر الذي سيدعم “حديد الإمارات أركان” في إنتاج وتصدير 2 – 3 ملايين طن سنوياً من منتجاتها النهائية إلى الأسواق في المنطقة.
كما سيحقق هذا التعاون بين كل من شركة “عُمان والاتحاد للقطارات” وشركة “حديد الإمارات أركان” العديد من المنافع، أهمها تعزيز عوائد قطاع التعدين ورفع حجم الاستثمارات في المحاجر في سلطنة عُمان، كما سيوفر مشروع شبكة السكك الحديدية لشركات المحاجر في سلطنة عُمان حلول شحن مباشرة لتصدير منتجاتها من المواد الخام الطبيعية إلى الأسواق الاقليمية عبر ربط الشبكة مواقع الإنتاج بالموانئ البحرية والمنافذ البرية، الأمر الذي يسهم في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 في تنمية اقتصاد متنوع ومستدام تكون أطره متكاملة وتنافسية ومواكبة للثورة الصناعية الحديثة.
وتعكس مذكرة التفاهم الأهمية اللوجستية لشبكة السكك الحديدية التي تعدّ محورية في سلسلة النقل والخدمات اللوجستية الموحّدة التي ستمتد عبر دول المنطقة، واستقطابها العديد من العملاء التجاريين في البلدين بالإضافة إلى الشركات العالمية العاملة في المنطقة لبناء علاقات اقتصادية طويلة الأمد تحقق لها الاستدامة التشغيلية، لما توفره شبكة السكك الحديدية من حوافز الاقتصادية ومزايا اجتماعية ، حيث أن خطّ سكة الحديد المشترك سيقلّل من الاعتماد على النقل العام بواسطة السيارات والشاحنات بين البلدين، بينما يقود التحول نحو مستقبل منخفض الكربون، بما ينسجم مع توجهات الدولتين في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
رئيس أركان الجيش الجزائري يستقبل السفير الروسي.. رسائل أمنية ودبلوماسية
استقبل اليوم الإثنين الفريق أول السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، السفير الروسي لدى الجزائر، أليكسي سولوماتين.
اللقاء، الذي لم تحدد السفارة الروسية مكانه رسميًا، وغاب عن صفحة وزارة الدفاع الجزائرية، يبدو من خلال الصورة المرفقة أنه جرى في مقر وزارة الدفاع الوطني. وجاء في منشور مقتضب على صفحة السفارة بـ"فيسبوك" أن الطرفين ناقشا "الوضع الراهن للعلاقات الودية التقليدية بين البلدين وآفاق تطويرها".
توقيت اللقاء.. قراءة أوسع
الزيارة تأتي في ظل مستجدات متسارعة إقليميًا، أبرزها إعلان انسحاب مجموعة "فاغنر" الروسية من مالي، وما تبعه من حديث عن إعادة انتشار تحت مسمى "الفيلق الإفريقي"، في صيغة أكثر رسمية لعلاقات روسيا العسكرية في الساحل.
وبينما تستعد موسكو لإعادة هيكلة وجودها في القارة السمراء عبر هذا التشكيل الجديد الذي يضم عشرات الآلاف، تحرص الجزائر على التأكيد في كل مناسبة على رفضها القاطع لأي وجود لمرتزقة أو تدخل عسكري أجنبي في جوارها الاستراتيجي، خاصة في مالي وليبيا.
رسالة ضمنية من الجزائر
ووفق صحيفة "الخبر" الجزائرية، فإن اللقاء بين شنڤريحة وسولوماتين يكتسب بعدًا يتجاوز البروتوكول المعتاد؛ إذ يعكس رغبة مشتركة في ضبط إيقاع العلاقات الثنائية، خصوصًا في شقها الأمني والعسكري، بما يضمن مصالح الجزائر دون التفريط في ثوابتها المبدئية الرافضة لأي عسكرة خارجية لأزمات المنطقة.
وأضافت الصحيفة: "عبّرت الجزائر، مرارًا، عن قلقها من تحوّل منطقة الساحل إلى ساحة صراع بالوكالة بين قوى دولية، متمسكة بمبدأ "الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية"، ورافضة كل محاولات الالتفاف على السيادة الوطنية للدول تحت غطاء محاربة الإرهاب أو حفظ الأمن".
"الفيلق الإفريقي".. الشكل الجديد لفاغنر؟
وأكدت الصحيفة "الجزائرية، أنه "في الوقت الذي تسوّق فيه روسيا لتعاون "رسمي ومؤسسي" عبر الفيلق الإفريقي، تطرح الجزائر علامات استفهام حول مدى حقيقة هذا التحول".
وقالت: "لتقارير الإعلامية تتحدث عن إعادة تدوير لمقاتلي "فاغنر" ضمن هذه القوة، مع بقائهم في مناطق استراتيجية، مثل كيدال شمال مالي المحاذية للحدود الجزائرية.هذا ما يعزز مخاوف الجزائر من عسكرة المنطقة بشكل مُمَنهج، الأمر الذي عبّرت عنه دبلوماسيًا عبر مواقف رئاسية ووزارية، لكنها تتابعه أيضًا عن كثب عبر قنوات عسكرية، كما تجلّى في هذا اللقاء الرفيع المستوى مع السفير الروسي".
والحقيقة أن تدهور العلاقة بين الجزائر ومالي لم يكن وليد لحظة واحدة، بل جاء نتيجة تراكمات سياسية وأمنية متشابكة على مدار السنوات القليلة الماضية، تفاقمت بفعل تحولات داخلية في مالي، وتغييرات في تموضع القوى الدولية في المنطقة، وأخيراً بسبب خلافات حادة بشأن التعاطي مع أزمات الطوارق والساحل.
فيما يلي تفكيك لتطورات العلاقة بين البلدين وكيف تدحرجت نحو القطيعة الحالية:
1 ـ الانقلابات المتتالية في باماكو
منذ 2020، شهدت مالي انقلابين عسكريين قادهما العقيد أسيمي غويتا، ما أدخل البلاد في مرحلة انتقالية غير مستقرة.
الجزائرتعاملت بحذر مع السلطة الجديدة، ورفضت إعطاء "شيك على بياض" للقيادة العسكرية الانتقالية في باماكو.
2 ـ تآكل اتفاق الجزائر للسلام (2015)
الجزائر كانت الوسيط الأساسي في اتفاق السلم والمصالحة في مالي عام 2015، والذي وُقّع بين الحكومة المالية وحركات الطوارق المسلحة شمال البلاد.لكن السلطة الانتقالية في مالي بدأت بتقويض الاتفاق عمليًا، عبر:تجاهل التزاماتها بتقاسم السلطة والدمج المؤسساتي للطوارق، اعتماد الحلول العسكرية ضد الجماعات الأزوادية، خصوصًا بعد دخول مجموعة "فاغنر" الروسية على الخط.
هذا الأمر اعتبرته الجزائر ضربًا لمساعيها الدبلوماسية وإخلالًا بتوازن هش في شمال مالي، لطالما سعت لرعايته.
3 ـ مالي تتجه نحو روسيا
اختارت باماكو فك ارتباطها التدريجي مع فرنسا، ثم الغرب عمومًا، وأعادت تموقعها الاستراتيجي عبر:التحالف مع موسكو، بداية من استقدام "فاغنر"، وتقويض التعاون الأمني مع مجموعة الساحل G5 التي كانت الجزائر تدعمها ضمن الحلول الإفريقية.
الجزائر نظرت إلى هذا التحول على أنه إعادة عسكرة الإقليم على حساب الحلول السياسية والتنموية، وهدد أمنها القومي بسبب قرب نشاطات "فاغنر" من حدودها الجنوبية.
4 ـ انفجار الأزمة في كيدال
في أواخر 2023 وبداية 2024، اقتحمت القوات المالية بدعم روسي مدينة كيدال، معقل الطوارق شمال مالي، في حملة عسكرية مثيرة للجدل.
الجزائر استنكرت "النهج العسكري" الذي تجاهل روح اتفاق الجزائر.
مالي اتهمت الجزائر بدعم "الانفصاليين الأزواد"، وهددت بإعادة تقييم العلاقة.
هنا بدأت القطيعة الدبلوماسية تتبلور، وبدأت التصريحات الرسمية من باماكو تتخذ نبرة اتهامية وعدائية مباشرة تجاه الجزائر.
5 ـ تجميد الاتصالات وإغلاق الأبواب
في مطلع 2025، جمدت مالي مشاركتها في مسار الجزائر للسلام، وسحبت ثقتها من دورها كوسيط، مفضلة الحل العسكري.
في المقابل، الجزائر جمدت قنوات التعاون الأمنية والدبلوماسية، وأعادت تقييم تمثيلها في باماكو، خصوصًا بعد التقارير التي تفيد بأن "الفيلق الإفريقي" المدعوم من روسيا سيعزز وجوده في كيدال قرب الحدود الجزائرية.