مدينة البيضاء تشهد مسيرة وعرضاً رمزياً دعماً للمقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
الثورة نت| محمد المشخر
شهدت مدينة البيضاء اليوم، مسيرة حاشدة وعرضاً رمزياً لوحدات أمنية تأييدا ومباركة لعملية طوفان الأقصى ودعماً للشعب والمقاومة الفلسطينية لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب.
حيث جابت المسيرة، عددا من شوارع مدينة البيضاء وصولا إلى مثلث البنك بالمحافظة، تقدمها وكيل المحافظة عبدالله أحمد الجمالي ورئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء أحمد أبوبكر الرصاص ونائب مدير الأمن بالمحافظة العقيد عبدالحكيم الحنسلي ومدير إدارة البحث الجنائي بالمحافظة العقيد ربيع طواف وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية وحشد من أبناء مدينة البيضاء، رافعة الأعلام الفلسطينية، واللافتات والشعارات المؤيدة والمباركة لعملية “طوفان الأقصى”وما يسطره أبطال المقاومة الفلسطينية من ملاحم بطولية وانتصارات تاريخية لم يسبق لها مثيل وإعادة للامة عزتها وكرامتها.
جاب المشاركون، في العرض الشارع العام بمدينة البيضاء وعددا من الشوارع، رافعين الأعلام الفلسطينية واليمنية واللافتات المؤكدة على التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته الباسلة للرد على الجرائم والاعتداءات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحقهم..
واستنكر المشاركون، بأشد العبارات، جرائم العدوان الصهيوني وما يقوم به من مجازر إبادة جماعية بحق الاطفال والنساء في قطاع غزة وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، بدعم أمريكي وبريطاني و أوربي و تواطؤ المجتمع الدولي..
وردد المشاركون، الشعارات المؤيدة والداعمة للمقاومة الفلسطينية وتأكيد الموقف الثابت لأبناء اليمن الداعم للشعب الفلسطيني في معركته المقدسة حتى تحرير كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف من دنس الكيان الصهيوني الغاصب..
وفي المسيرة أشاد نائب مدير الأمن بالمحافظة العقيد عبدالحكيم الحنسلي، بالعملية البطولية والتاريخية التي نفذها أبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة “طوفان الأقصى”والتي كسرت شوكة و عنجهية الكيان الصهيوني المحتل، وكشفت هشاشته و ضعفة أمام الإرادة الحرة للمقاومة والشعب الفلسطيني..
وثمن، بالملاحم البطولية والانتصارات العظيمة التي يسطرها أبطال المقاومة في فلسطين.. داعيا شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، للتضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم فصائل المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والرجال، والتحرك الجاد حتى تحرير كامل أرض فلسطين من دنس الكيان الصهيوني.
وقال العقيد الحنسلي، أن عملية “طوفان الأقصى”رسالة لدول الاستكبار والأنظمة المطبعة، تؤكد ضعف الكيان الصهيوني أمام أحرار الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.. مؤكدا موقف الشعب اليمني الداعم و المساند للمقاومة والشعب الفلسطيني..
وعبر نائب مدير الأمن بمحافظة البيضاء، عن تأييدهم و مباركتهم لعملية طوفان الأقصى والانتصارات التاريخية التي تحققها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المحتل.. منوها أن هذه العملية كشفت وهن وضعف الكيان الصهيوني أمام الإرادة القوية والحرة لأبطال المقاومة والشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد رئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص، دعم أبناء مدينة البيضاء للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية والأولى للشعب اليمني والأمة الإسلامية.. مشيرا إلى أن مصير الكيان الصهيوني الزوال لا محاله، وأن الهزيمة والعار والذل ستلحق بالعملاء و المطبعين مع هذا الكيان الغاصب.
وأشار الرصاص، إلى جهوزية أبناء مديريات محافظة البيضاء لمساندة أبطال المقاومة الفلسطينية والمشاركة في الجهاد المقدس لتحرير أرض فلسطين والقدس الشريف من دنس اليهود والصهاينة.. مثمناً جهود الأجهزة الامنية، في تعزيز الأمن والاستقرار.
وأكد بيان صادر عن العرض الأمني بالبيضاء، التأييد الكامل لقائد الثورة والجاهزية للمشاركة في معركة الجهاد المقدس لتحرير الأقصى وكل أراضي فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب.. مؤكدا إن عملية طوفان الأقصى اثبتت للعالم العربي والإسلامي أن لا عزة ولا حرية الا بالجهاد في سبيل الله للدفاع عن مقدسات الأمة.
وندد البيان، بالمواقف المخزية للأنظمة المطبعة والعميلة وجامعة الدول العربية وصمتها المعيب و المذل، على الجرائم الوحشية ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء وأبناء الشعب الفلسطيني، بدعم أمريكا ودول الغرب.
واستنكر، البيان، جرائم كيان العدو الصهيوني وما يرتكبه من حرب إبادة جماعية في قطاع غزة وتدميره الكامل و الممنهج للأحياء السكنية والبنية التحتية.
وكما أكد البيان، ضرورة تحرك الأمة العربية والإسلامية قادة وحكومات وشعوب، واتخاذ مواقف قوية لإيقاف العدوان الصهيوني البربري و الوحشي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني كافة.
ودعا البيان، إلى دعم واسناد الشعب والمقاومة الفلسطينية بكل الإمكانيات والوسائل المطلوبة لردع صلف وغطرسة الاحتلال الصهيوني وتحرير كل الأراضي المحتلة والمقدسات..
شارك في العرض، مدير عام مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة حيدر طاهر الغريب وقائد قوات النجدة بالمحافظة العقيد محمد الخالد ورئيس عمليات الامن المركزي بالمحافظة المقدم محمد عبده الذاهبي وقادة الوحدات الأمنية بالمحافظة، ومدراء إدارات الأمن بالمديريات ومدراء أقسام الشرطة بالمديريات، وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية في محافظة البيضاء.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الأقصى المقاومة الفلسطینیة والشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی أبطال المقاومة مدینة البیضاء طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
طوفان الأقصى.. تحولات في الداخل الأمريكي
منذ تأسيس كيان العدو الإسرائيلي عام 1948، كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بهذا الكيان، وأصبحت راعية رئيسية له في مختلف المجالات. يتنوع الدعم الأمريكي للعدو الإسرائيلي بين الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية، مما أدى لتطور العلاقة لتكون من أكثر العلاقات الثنائية استمرارية وتأثيرًا على الساحة الدولية.
قدمت الولايات المتحدة مساعدات لكيان العدو الإسرائيلي تقارب 158.6 مليار دولار، وقد يتجاوز الرقم 260 مليار دولار عند احتساب المساعدات غير المسجلة. يشكل الدعم العسكري جزءًا كبيرًا من هذه المساعدات، إذ بلغ أكثر من 114.4 مليار دولار، بالإضافة إلى أكثر من 9.9 مليارات للدفاع الصاروخي. الدعم السياسي يتجسد في استخدام الولايات المتحدة الفيتو 45 مرة لصالح إسرائيل، بينما بلغ الدعم الاقتصادي أكثر من 34.3 مليار دولار لتعزيز الاقتصاد الإسرائيلي وتطوير البنية التحتية.
يلعب اللوبي الصهيوني دورًا محوريًا في الحفاظ على هذا الدعم؛ حيث يضغط بقوة على صانعي القرار الأمريكيين لتعزيز العلاقات مع كيان العدو الصهيوني وتوجيه السياسة الأمريكية نحو دعم غير مشروط لهذا الكيان. الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة متجذرة بقوة في النسيج الاجتماعي والسياسي، حيث يتمتع اليهود بتمثيل سياسي بارز في الكونغرس ويتلقون دعماً قوياً من اللوبيات الصهيونية. كذلك، تسيطر الحركة الصهيونية على وسائل إعلام كبيرة ومؤثرة، مما يعزز قدرتها على تبرير سياسات وجرائم العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
ومع ذلك، بدأ هذا الدعم المطلق لإسرائيل يواجه انتقادات وانقسامات متزايدة، سواء على الصعيد الدولي أو داخل الولايات المتحدة. تعود جذور هذا التغير إلى الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني والتي شوهت صورته الأخلاقية على مر السنين. وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” في 2013، تماهى 64 % من الأمريكيين مع إسرائيل، بينما تماهى 12 % فقط مع فلسطين. في 2017، انخفضت النسبة لصالح إسرائيل إلى 62 % وارتفعت لصالح فلسطين إلى 19 %. وفي 2021، تماهى 25 % من الأمريكيين مع الفلسطينيين وانخفضت نسبة المتماهين مع إسرائيل إلى 58 %. كما ارتفعت النظرة الإيجابية إلى فلسطين من 12 % في 2013 إلى 30 % في 2021.
يمثل السابع من أكتوبر 2023 نقطة تحول مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. في هذا اليوم، تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربة قوية لجيش العدو الصهيوني، مما كشف عن ضعف هذا الكيان الذي طالما اعتبر حصينًا.
لم تكن هذه المعركة مجرد انتصار عسكري، بل كانت أيضًا انتصارًا فكريًا أسفر عن تغيرات جوهرية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. حرب الإبادة الجماعية في غزة، التي قام بها العدو الصهيوأمريكي رداً على ملحمة طوفان الأقصى، تمثل واحدة من أكثر الفصول دموية في الصراع. بدعم سياسي ودبلوماسي وعسكري كامل من الولايات المتحدة، شن العدو الإسرائيلي حملة واسعة النطاق استهدفت قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين وتدمير شامل للقطاع وبنيته التحتية، بالإضافة إلى موجة نزوح غير مسبوقة.
في هذا السياق، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن كثيراً من الأمريكيين أصبحوا أكثر انتقادًا لجرائم العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
استطلاع غالوب في عام 2023 كشف عن أن دعم إسرائيل تراجع إلى 58 %، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 20 عامًا، بعد أن كان 68 % في 2022، مما يعكس تراجعًا عامًا في التأييد.
هذا التراجع يتزامن مع نتائج استطلاع وول ستريت جورنال في العام 2023، الذي أظهر أن 54 % من الأمريكيين يرون أن إسرائيل تستخدم القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، مما يعكس تزايد الانتقادات لسلوك الكيان العسكري ويعزز الشكوك حول دعمه.
كما يعكس استطلاع مركز بيو للأبحاث من العام 2023 هذا الاتجاه، حيث أظهر أن 69 % من الأمريكيين، خاصة بين الشباب من 18-34 عامًا، يدعمون القضية الفلسطينية، بينما 38 % فقط يحملون آراء إيجابية تجاه إسرائيل، مما يدل على أن الشباب أكثر انتقادًا لها.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع مركز أبحاث السياسة العامة 2023 أن 60 % من الأمريكيين يفضلون فرض قيود على الدعم العسكري لإسرائيل في حال استمرت بارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين، مما يشير إلى زيادة الوعي ويعزز النتائج السابقة حول تراجع التأييد لكيان العدو الإسرائيلي.
أكدت صحيفة “واشنطن بوست” أن مواقف الأمريكيين من “إسرائيل” شهدت تحولاً جيلياً، حيث أن الجيل الأصغر من الأمريكيين بات ينظر إلى إسرائيل كقوة استعمارية، وليس كدولة مضطهدة.
أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات مثل “يوغوف” و”بيو” أن هناك تحولاً ملحوظاً في توجهات الشباب الأمريكي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. فبينما يظل الدعم لإسرائيل قوياً بين الأجيال الأكبر سناً، يُظهر الشباب الأمريكيون (خاصة الطلاب) دعماً أكبر للقضية الفلسطينية مقارنة بالأجيال السابقة.
الاحتجاجات التي حدثت في الجامعات الأمريكية كانت من أبرز مظاهر هذا التغير. الطلاب عبروا عن مواقفهم بشكل جريء؛ هذه الاحتجاجات لم تكن مجرد رد فعل عابر، بل كانت تعبيرًا عن وعي متزايد ورغبة في التغيير. هذه التحركات أظهرت تباينًا واضحًا بين الطبقة السياسية والطبقة الشعبية، حيث بدأ الطلاب في تحدي السرديات التقليدية، مما يعكس تحولًا في آراء الشباب تجاه السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل.
رغم سلمية الاحتجاجات، واجهتها السلطات الأمريكية بقمع شديد شمل اعتقالات وعقوبات تأديبية، ولعب اللوبي الصهيوني دوراً محوريًا في هذا السياق؛ حيث مارس الضغط على الجامعات لقمع هذه الاحتجاجات من خلال التهديد بقطع التمويل والضغط السياسي. كما قدم الدعم القانوني للجامعات في مواجهة المحتجين، وعمل على ربط الاحتجاجات بخطاب معاداة السامية عبر الإعلام والتأثير على الرأي العام.
ورغم القمع، استمر الطلاب في التعبير عن آرائهم، وتوسعت الاحتجاجات إلى عواصم ومدن وجامعات في الدول الغربية، جميعها تؤكد وجود تحول جذري في تفكير الجيل الجديد حول الصراع العربي الإسرائيلي.
في هذا السياق، يُظهر القمع الذي واجهته الاحتجاجات عدم احترام الولايات المتحدة لحرية التعبير وحقوق الإنسان، مما يزيد من شعور عدم الثقة في الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتهامات الموجهة للطلاب بمعاداة السامية تعكس محاولات لتقويض المطالب المشروعة، نتيجة لذلك، تجد الإدارة الأمريكية نفسها في موقف صعب للحفاظ على صورتها كمدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي القيم التي لطالما تغنت بها.
لعبت معركة “طوفان الأقصى” دورًا محوريًا في زيادة وعي الأمريكيين ونقطة تحول في كيفية فهمهم للصراع العربي الإسرائيلي. فجرائم العدو الإسرائيلي في غزة بحق الأطفال والنساء وكبار السن أثرت بشكل عميق على الرأي العام خاصة الشباب الأمريكي، حيث ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نقل صورة حية للأحداث، مما عزز التعاطف مع الفلسطينيين، بالتزامن مع التجارب الشخصية مثل العنصرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
على مر العقود، تلقى الكيان الإسرائيلي دعماً كبيراً من قبل الولايات المتحدة، ويعود ذلك جزئيًا إلى الروايات التاريخية والسياسية التي تم تعزيزها عبر وسائل الإعلام والنظام التعليمي، والتحالفات الاستراتيجية، والتأثير الكبير للمنظمات اليهودية واللوبيات الصهيونية السياسية.
لا شك أن “طوفان الأقصى” لم يكن مجرد حدث عابر، بل إنه يمثل بداية لتحولات عميقة في المشهد الأمريكي الداخلي. فالدعم الأمريكي لإسرائيل يواجه تآكلًا في الأسس التقليدية، ويُظهر الجيل الجديد استعدادًا لإعادة تقييم هذه العلاقة والتي ترتبط بشكل وثيق بالسياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن فصلها عن مستقبل الهيمنة الأمريكية ومستقبل الكيان الصهيوني المؤقت.