إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يجد فلاديمير بوتين، الغارق في صراع مع أوكرانيا لا يرى أي أفق للخروج منه، في المواجهة بين حركة حماس وإسرائيل وسيلة غير متوقعة، لكنها محفوفة بالمخاطر، لتحريك الخطوط الجيوسياسية في المنطقة.

في ما يلي نظرة عامة على الأهداف الخمسة الكبرى للرئيس الروسي، والتي تمت مناقشة بعضها بلا شك في محادثاته الأربعاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ، على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة في بكين.

إخراج أوكرانيا من دائرة الاهتمام

بعد 600 يوم من بدء الحرب في أوكرانيا المرشحة للاستمرار طويلا، تسمح الأزمة في الشرق الأوسط بتحويل انتباه المجتمع الدولي عن الأزمة الأوكرانية.

ويقول نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي، إيغور دولانويه، "إن هجوم حماس يساهم بفعل العواقب المترتبة عنه في استنزاف الاهتمام الغربي العام بأوكرانيا".

ويوضح ألكسندر غابويف، من مركز كارنيغي، أن "هذا الصراع يعد بمثابة نعمة لروسيا، لأنه يصرف الكثير من الاهتمام الموجه من الولايات المتحدة والغرب"، مشددا على أن الإدارة الأمريكية تعتزم تخصيص الكثير من الوقت للأزمة الحالية في الشرق الأوسط، أقله حتى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

ويعقد هذا المنظور لعبة فلاديمير بوتين: فانتصار الجمهوريين من شأنه أن يخدم مصالحه، لأن بعض هؤلاء يسعى لإعادة النظر في المساعدات الأمريكية لكييف. كما أن الموضوع الإسرائيلي حساس للغاية في أوساط اليمين الأمريكي.

تجنب الفوضى

يشكل الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، حتى أن بعض الأصوات في الغرب أبدت شكوكا في أن يكون الكرملين قد لعب دورا في الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

لكن لا دليل ملموسا يؤكد هذه الفرضية. وتقول هانا نوت، المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، وهو مركز أبحاث في واشنطن: "لم أر أي دليل على دعم روسي مباشر لحماس وهذا الهجوم - لناحية التخطيط والأسلحة والتنفيذ. ولنكن واضحين: المساعدة الروسية لم تكن ضرورية".

وترى تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة موقع "آر بوليتيك" RPolitik المتخصص، من جانبها، أن "التصعيد الشديد الذي قد يؤدي حتى إلى صراع مفتوح بين إيران وإسرائيل، يمكن أن يضر بالوجود الروسي الراسخ في الشرق الأوسط والوضع الحالي لحملتها في سوريا".

وتشدد على أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا تسمح "بإبراز نفوذ موسكو في أفريقيا والشرق الأوسط".

تحسين وضع إيران 

أصبح التقارب بين طهران وموسكو أحد مفاتيح الدبلوماسية الروسية، لا سيما مع الاستخدام المكثف للمسيرات الإيرانية في أوكرانيا. وتشكل الجمهورية الإسلامية داعما رئيسيا لحركة حماس، على غرار حزب الله في لبنان.

وهنا أيضا، يبدو أن موسكو تمسك بخيوط اللعبة.

ويقول نايجل غولد ديفيز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS): "لقد عززت حرب روسيا في أوكرانيا العلاقات العسكرية مع إيران. وقد زار مسؤولو حماس موسكو ثلاث مرات على الأقل منذ غزو روسيا لأوكرانيا".

ويضيف: "كان السؤال دائما هو إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التعاون من دون دفع (إسرائيل) إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع موسكو". كما تخشى موسكو من أن يؤدي أي انتقام قاس ضد إيران إلى إضعاف أحد حلفائها المقربين القلائل.

ترتيب أوضاع إسرائيل

يجب على موسكو في الوقت نفسه أن تحرص على ترتيب أوضاع إسرائيل، خصوصا أن العلاقات الشخصية جيدة بين فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

منذ بداية الحرب في أوكرانيا، لم تسلم المصانع العسكرية الإسرائيلية أي أسلحة لقوات كييف.

ويقول ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "لقد نجح الكرملين حتى الآن في إبقاء (إسرائيل) خارج الحرب في أوكرانيا، ويود ألا تكون هذه الدولة الغربية داعما إضافيا لأوكرانيا".

إلا أن الرئيس الروسي امتنع عن وصف هجمات حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر بأنها "إرهابية" كما فعل الغرب.

وهذا الموقف "يدل على التغيير في أولوياته السياسية"، وحقيقة أنه يخاطب الآن الرأي العام المؤيد للفلسطينيين في الشرق الأوسط ونصف الكرة الجنوبي، على ما تؤكد هانا نوت، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

إضعاف الغرب

الهدف الأساسي للدبلوماسية الروسية يتمثل في إضعاف النظام العالمي الغربي، وهو المشروع الذي يتقاسمه معها بشكل خاص حلفاؤها الصينيون والإيرانيون والكوريون الشماليون.

كما ألقى رئيس الكرملين باللوم بشكل مباشر على واشنطن في الأزمة في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، ترى تاتيانا ستانوفايا أن الوضع في المنطقة "يساهم في نشر الخطابات المعادية للغرب، من خلال اتهامه بالتسبب بحالة عدم الاستقرار العالمي وبإعادة فتح النزاعات التاريخية".

ويشير إيغور دولانويه إلى أن "الانتقام الإسرائيلي على غزة يتسم بسيل من النيران، ما سيسلط الضوء بلا شك على ما يمكن اعتباره معايير مزدوجة في رد الفعل الغربي على استخدام القوة".

ويقول ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "ما يوحد جزءا من بلدان الجنوب وروسيا ليس تبادل القيم الإيجابية بقدر ما هو الاستياء، وحتى الكراهية، وفي كثير من الأحيان التصور غير العقلاني للغرب"، مضيفا: "ولهذه العلاقة مع الغرب مصادر عدة تشكل أرضا خصبة لا تنضب لموسكو".

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج روسيا فلاديمير بوتين فلسطين إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل حماس غزة الغارات على غزة فی الشرق الأوسط فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

الشاباك: اعتقال فتى إسرائيلي نفّذ مهامًا لصالح إيران مقابل المال

أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، في بيان مشترك مع الشرطة، اليوم الجمعة 16 مايو 2025، عن اعتقال فتى يبلغ من العمر 16 عامًا من سكان منطقة السهل الداخلي، بشبهة تنفيذ مخالفات أمنية عبر تنفيذ مهام متعددة لصالح جهات إيرانية، مقابل حصوله على مبلغ مادي.

وتُعدّ هذه قضية التجسس الثامنة عشرة لصالح إيران التي تكشف عنها أجهزة الأمن الإسرائيلية منذ بدء الحرب الإسرائيلية المتواصل على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.

وبحسب البيان، فإن الفتى اعتقل في أيار/ مايو الجاري، وهو من سكان السهل الداخلي (المنقة التي تمتد من جبال الخليل شرقا إلى السهل الساحلي غربا وتعرف إسرائيليا بـ"شفلا") كان على تواصل منذ عدة أشهر مع "عناصر إرهابية إيرانية عبر الإنترنت".

ولم تُكشف هوية الفتى المشتبه به ولا البلدة التي ينحدر منها، نظرًا لكونه قاصرًا؛ ووفقًا لما ورد في بيان الشاباك والشرطة، فقد طلب منه مشغلوه الإيرانيون شراء هاتف محمول جديد وتثبيت تطبيق خاص بغرض التواصل معهم.

وذكر البيان أن الفتى نفذ مهامًا مختلفة بتوجيه مباشر من الإيرانيين، من بينها وضع أموال في أماكن محددة، وتصوير مواقع، طباعة منشورات، وحرق أوراق ونقود كُتبت عليها عبارات ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، وذلك "بدافع الطمع المالي"، على حد وصف البيان.

كما تلقّى الفتى، وفقا للمزاعم، خلال إجازة له خارج البلاد عرضًا للقاء جهات إيرانية. وأشار البيان إلى أن الفتى أبلغ السلطات في وقت سابق عن هذا الاتصال، لكنه واصل التعاون مع الجهات الإيرانية رغم ذلك، خلال فترة الحرب، وهو ما اعتُبر "خرقًا أمنيًا خطيرًا".

وذكر البيان أن الإيرانيين طلبوا من الفتى تنفيذ مهام "ذات طابع واضح يمس بأمن الدولة"، مثل الحرق، ونشر مواد تحريضية، وتصوير مواقع حساسة، ما اعتبر تصعيدًا في طبيعة نشاطه.

ونقل البيان عن مصدر أمني دعوته الأهالي إلى "تنبيه أبنائهم من مخاطر التصفح غير الآمن على الإنترنت، ومن التواصل مع جهات مشبوهة تطلب منهم تنفيذ مهام مقابل المال".

وأكد البيان أن "أي تواصل مع جهات معادية لدولة إسرائيل محظور تمامًا، ويُعد مخالفة أمنية خطيرة، حتى وإن بدا ظاهريًا غير مضر".

وختم البيان بالتشديد على أن جهاز الشاباك وشرطة إسرائيل سيواصلان "رصد وإحباط النشاط الإيراني داخل إسرائيل، والعمل على تقديم كل من يتورط في هذا النوع من النشاط إلى العدالة بأقصى درجات الصرامة".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية استطلاع: 48 مقعدًا لمعسكر نتنياهو وتراجع مع دخول بينيت عائلات الأسرى تحذر نتنياهو من "إهدار فرصة" التوصل إلى صفقة نتنياهو يكشف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة الأكثر قراءة فرانس برس: وفد حماس أجرى محادثات بالدوحة للتوصل إلى هدنة في غزة غزة على الطاولة.. تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع نظيره المصري حصيلة دامية جديدة للشهداء والإصابات في غزة حماس: الخطة الأميركية ليست بعيدة عن التصور الإسرائيلي لعسكرة المساعدات عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الشاباك: اعتقال فتى إسرائيلي نفّذ مهامًا لصالح إيران مقابل المال
  • موسكو: لقاء بوتين وترامب يتطلب اعدادات مسبقة
  • زيلينسكي ينتقد غياب بوتين عن مباحثات وقف النار في تركيا.. موسكو غير جادة
  • نتنياهو يجري مشاورات أمنية وحماس تتهمه بالسعي إلى حرب بلا نهاية
  • ترامب من الدوحة: قطر تلعب دورًا حاسمًا في كبح التصعيد مع إيران
  • عاجل- ترامب يتهم إدارة بايدن بإهدار الأموال ويؤكد.. نسعى لإنهاء حرب أوكرانيا وسنمنع إيران من امتلاك السلاح النووي
  • ترامب: كدنا نخسر الشرق الأوسط بسبب سياسات سابقة.. ونُجري مفاوضات جادة مع إيران
  • ترامب لن يزور إسرائيل في رحلته إلى الشرق الأوسط .. فلماذا؟
  • إسرائيل تكثف قصف غزة تزامنا مع زيارة ترامب للشرق الأوسط
  • طارق حجي: ناقشت بوتين في موسكو حول محاربة الإرهاب بالفكر لا العضلات