سفينة قيادة وسيطرة.. أمريكا تواصل دعمها العسكري لإسرائيل دون توقف
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
قالت البحرية الأمريكية اليوم الخميس، إن سفينة قيادة وسيطرة تابعة للأسطول السادس توجهت من إيطاليا إلى إسرائيل.
وخلال زيارته لإسرائيل، شدد بايدن على أن أمريكا ستقدم لإسرائيل أحدث الأسلحة للدفاع عن نفسها، مضيفا، أنه لو لم تكن هناك إسرائيل في الوجود لعملنا على إقامتها وسنستمر في الوقوف بجانبها.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الهجوم على إسرائيل أقوي من أحداث سبتمبر.
وقال أيضا، “سوف أحث الكونجرس على زيادة الإمدادات والمساعدات لدعم القبة الحديدية ودولة إسرائيل عموما”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحرية الأمريكية إسرائيل الكونجرس القبة الحديدية الرئيس الأمريكي إيطاليا أمريكا
إقرأ أيضاً:
عصر الحروب الأبدية.. نهاية الانتصار العسكري!
لطالما افترضت الإستراتيجيات العسكرية أن النصر مسألة وقت وتفوق تقني وصدمة أولى مدروسة. لكنّ القرن الحادي والعشرين جاء ليقلب هذه المعادلة رأسا على عقب. فبدلا من حروب تُحسم في أيام، نعيش في زمن الصراعات الممتدة التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، أو لا تنتهي أصلا. إنها حقبة «الحروب الأبدية» التي تكشف فشل النماذج التقليدية في تحقيق انتصارات حاسمة.
حين أسقطت الولايات المتحدة نظام طالبان في غضون أسابيع عام 2001، بدا وكأن نموذج الحرب الخاطفة قد عاد إلى الواجهة. لكن الحرب ذاتها امتدت لعقدين، لتنتهي بعودة طالبان نفسها. وبعدها، جاءت حرب روسيا في أوكرانيا، وغزو إسرائيل لغزة، وصراعات أخرى في السودان والساحل الإفريقي، لتبرهن أن الحروب المعاصرة نادرا ما تلتزم بجدول زمني أو تحقق أهدافها الأصلية.
لا يعود السبب إلى ضعف في الجيوش أو إلى عجز تكنولوجي، بل إلى خلل جوهري في التصور السياسي والعسكري للنصر. لا يكفي أن تمتلك، اليوم، ترسانة متطورة أو قوة نارية فائقة، فما لم يكن لديك رؤية سياسية واقعية، وهدف قابل للتحقيق، واستعداد لمعالجة آثار ما بعد الحرب، فإن الانتصار العسكري يظل وهما باهظ الثمن.
تُظهر التجارب الحديثة أن البدايات المباغتة للحروب قد تبدو واعدة، لكنها نادرا ما تفضي إلى نصر حاسم؛ فالمناورة الأولى تخلق زخما، لكن سرعة التورط في حروب مدن وشوارع أو حروب استنزاف تُنهك حتى أقوى الجيوش المستعدة لحروب طويلة. ولأن معظم الحروب الحديثة تُخاض بين طرف نظامي وآخر غير متماثل فإن التفوق العسكري لا يُترجم بالضرورة إلى حسم سياسي،
بل إن هذا النوع من الحروب تتحول إلى مساحات مفتوحة لصراعات بالوكالة تدخل فيها قوى دولية وإقليمية بدوافع متشابكة: الجغرافيا، والموارد، والأمن، والمكانة. ومن هنا، يصبح وقف إطلاق النار أكثر تعقيدا من إطلاق الرصاص. في السودان مثلا، يُبقي عدم قدرة طرف من الأطراف على حسم المعركة السودانَ رهينة مصالح متضاربة لا تنتمي بالكامل إلى الداخل السوداني وإنما إلى أطماع وأحقاد خارجية. وفي أوكرانيا، صار تحقيق مكاسب رمزية أغلى ثمنا من الاحتفاظ بالأراضي.
المعضلة الأكبر أن معظم الإستراتيجيات العسكرية ما زالت مأسورة بفكرة الحرب القصيرة. ورغم أن التاريخ ـ من الخنادق في الحرب العالمية الأولى إلى أفغانستان ـ ينطق بعكس ذلك، فإن المخططين ما زالوا يستثمرون في أدوات الخطف الخاطف لا النفس الطويل. لكن الحروب الطويلة تتطلب بنى اقتصادية مرنة، ومجتمعا قادرا على التحمل، وتحالفات لا تهتز مع أول انتكاسة.
اليوم، لم يعد النصر في الحرب يُقاس بمدى السيطرة على العاصمة أو على مبنى الإذاعة والتلفزيون أو إسقاط نظام، بل يُقاس بقدرة المنتصر على إدارة ما بعد النصر، وهو الجزء الأصعب. النصر الذي لا يخلق شرعية، ولا يبني مؤسسات، ولا يستوعب التنوع الاجتماعي والسياسي، يتحول إلى عبء دائم. كما أن مجرد تجنب الهزيمة لا يُعادل نصرا.
ويبدو المشهد في عالم اليوم بحاجة ماسة إلى نوع جديد من الردع، ليس فقط ما يمنع الحرب، بل ما يمنع خوضها بوهم الحسم السريع. الاستعداد لحرب طويلة قد يكون أفضل وسيلة لتفاديها. وإذا فُرضت الحرب، فيجب أن تكون أهدافها محدودة، ووسائلها عقلانية، وتصورات ما بعدها جزءا من خطة الانخراط لا ملحقا مؤجلا لا يتحدث عنه أحد أبدا إلا بعد نهاية المعركة أو التورط فيها.
لقد آن الأوان لنفهم أن الحروب الأبدية لا تنتهي بالأسلحة وحدها، بل بالسياسة، والشرعية، والصبر الاستراتيجي. وهذا ما نفتقده اليوم، في زمن يُطلق فيه الرصاص أسرع مما تُرسم فيه خريطة للسلام.