الثورة / متابعات

نشر مدوّن أمريكي الرسالة الأخيرة التي كتبها إلياس رودريغيز، منفذ عملية إطلاق النار قرب المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي أسفرت عن مقتل موظفَين في سفارة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي رسالته المطوّلة والمشحونة بالغضب، قدّم رودريغيز تبريرًا سياسيًا وأخلاقيًا لعملتيه، مؤكدًا أن الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، والدعم الأمريكي المستمر لتلك السياسات، كانا السبب المباشر الذي دفعه إلى تنفيذ العملية.


وقال رودريغيز إن “الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين تتحدى الوصف، وتتحدى التحديد الكمي، نحن لا نقرأ عنها فحسب، بل نشاهدها تتكشف أمام أعيننا على الشاشات، وأحيانًا مباشرة.”
وأضاف: “بعد أشهر من ارتفاع أعداد الشهداء بشكل متسارع، ألغت إسرائيل القدرة على مواصلة عدّ الشهداء، وهو ما خدم مخططها الإبادي بشكل جيّد، في وقت كتابة هذه السطور، تسجّل وزارة الصحة في غزة 53 ألف شهيد بسبب القوة التدميرية، وأكثر من عشرة آلاف مدفونون تحت الأنقاض، وآلاف آخرون ماتوا بسبب الجوع والمرض، مع وجود عشرات الآلاف يواجهون خطر المجاعة الوشيكة، بفعل الحصار الإسرائيلي المدعوم من حكومات غربية وعربية متواطئة.”
وأشار إلى أن “الأرقام المعلنة، لا تعكس الحقيقة الكاملة، ولا أجد صعوبة في تصديق تقديرات تشير إلى أن عدد الشهداء قد تجاوز المائة ألف،” مضيفًا: “لقد قُتل في الأشهر الماضية فقط عدد أكبر من مجمل ضحايا عدواني الجرف الصامد والرصاص المصبوب مجتمعين.”
وانتقد رودريغيز الصمت الدولي قائلًا: “نحن الذين سمحنا بحدوث هذا، لن نستحق أبدًا غفران الفلسطينيين. لقد أخبرونا بذلك.”
كما عبّر عن خيبة أمله من عجز الحراك الشعبي عن إحداث تأثير حقيقي: “بدا الاحتجاج السلمي في الأسابيع الأولى وكأنه نقطة تحوّل، خرجت عشرات الآلاف إلى الشوارع في الغرب، واضطر العديد من السياسيين الأمريكيين للاعتراف، ولو لفظيًا، بإنسانية الفلسطينيين، لكن الخطاب لم يُترجم إلى أفعال، والحكومة الأمريكية تجاهلت الرأي العام، بل وبدأت بتجريمه”.
وتطرّق رودريغيز إلى نماذج تاريخية للإفلات من العقاب، وكتب: “القتلة الذين ارتكبوا مجازر إبادة بحق شعوب كاملة يتجوّلون بين الناس وكأن شيئًا لم يحدث، كما حدث في غواتيمالا وفيتنام، الإفلات من العقاب الذي نراه اليوم هو الأسوأ، لأنه يحدث أمام أعيننا، وعلى أيدينا نحن القريبين من مرتكبي الإبادة.”
وحول البُعد الأخلاقي لهجومه، كتب رودريغيز: “العمل المسلح ليس بالضرورة عملًا عسكريًا، بل غالبًا ما يكون مسرحًا واستعراضًا مثل كثير من الأعمال غير المسلحة. نحن المعارضون للإبادة نحب أن نُسقِط الإنسانية عن الجناة، وهذا يريح النفس قليلًا، لكن اللا إنسانية ليست استثناء، بل جزء مألوف من كوننا بشرًا، فقد يكون القاتل أبًا حنونًا أو صديقًا كريمًا، ومع ذلك يبقى وحشًا، الإنسانية لا تعني الإعفاء من المحاسبة.”
وختم رسالته بقوله: “كان من الممكن تبرير هذا الفعل قبل 11 عامًا خلال عدوان الجرف الصامد، عندما بدأت أدرك شخصيًا مدى وحشية ما نفعله في فلسطين، لكن الأمريكيين آنذاك لم يكونوا مستعدين لفهم مثل هذا الفعل، وكان سيبدو جنونيًا، يسعدني أنه اليوم، هناك كثيرون في أمريكا سيعتبرون ما فعلت واضحًا ومفهومًا، وربما، بطريقة ساخرة، هو الشيء الوحيد المعقول.”
وأنهى رسالته بكلمات قصيرة كتب فيها:
“أنا أحبكم يا أمي وأبي وأختي الصغيرة وبقية أفراد عائلتي… فلسطين حرة.”

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إلياس رودريغيز منفذ الهجوم على موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن

إلياس رودريغيز، كاتب وباحث أميركي من مدينة شيكاغو، تخصص في توثيق سير القادة الأميركيين من أصول أفريقية، وكان عضوا في حزب الاشتراكية والتحرير، أحد أحزاب أقصى اليسار.

برز اسمه بعد اتهامه بتنفيذ هجوم مسلح أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية واشنطن، يوم 21 مايو/أيار 2025، أدى إلى مقتل موظفين اثنين في السفارة الإسرائيلية.

من هو إلياس رودريغيز؟

وُلد إلياس رودريغيز عام 1995 ونشأ في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية، وحصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة إلينوي.

عمل بعد ذلك كاتب محتوى لصالح شركات عدة في مجال التكنولوجيا داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، ثم انضم إلى مؤسسة "صُناع التاريخ" عام 2023، وأصبح باحثا في التاريخ الشفوي، وهو فرع من فروع علم التاريخ يعتمد على جمع وتوثيق الروايات الشخصية والذكريات الشفهية للأفراد الذين شهدوا أحداثا معينة.

وبركز رودريغيز في عمله بالمؤسسة على توثيق سير قادة بارزين في المجتمع الأميركي من أصول أفريقية.

يعيش رودريغيز في حي أفونديل بشيكاغو، ويحب القراءة وكتابة القصص الخيالية والاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة السينما.

وتقول مصادر إنه ينتمي إلى حزب الاشتراكية والتحرير، وهو حزب سياسي شيوعي أميركي نشط منذ عام 2004، ويؤمن بأن الحل الوحيد للأزمة المتفاقمة للرأسمالية هو التحول الاشتراكي للمجتمع.

ويريى الحزب أيضا أن "الثورة" هي الوسيلة الوحيدة القادرة على إنهاء الرأسمالية وإقامة الاشتراكية، كما برز الحزب في حراك الجامعات والشوارع الأميركية المناهض للعدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان هجوم بواشنطن

اتهمت السلطات الأميركية إلياس رودريغيز بتنفيذ هجوم مسلح أمام المتحف اليهودي في واشنطن ليل الأربعاء 21 مايو/أيار 2025، وقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية كانا يحضران حفلا لاستقبال الدبلوماسيين الشباب نظمته اللجنة اليهودية الأميركية، وهي مجموعة مناصرة لإسرائيل.

وأوضحت شرطة العاصمة أن سجل رودريغيز خال من أي سوابق تجعله محل مراقبة أجهزة إنفاذ القانون.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن رودريغيز استهدف الضحايا من مسافة قريبة بنحو 10 طلقات، وأنه هتف "الحرية لفلسطين" و قال "فعلت ذلك لأجل غزة"، ولم يفر من موقع الحادث، وانتظر وصول الشرطة قرب بوابة المتحف.

وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) أن المشتبه به "تصرف بشكل منفرد، ولا معلومات عن عمله ضمن تنظيم معين".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل صادمة يكشفها تحقيق CNN عن المشتبه به بقتل موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن إلياس رودريغيز
  • توجيه تهمة القتل العمد لمنفذ هجوم المتحف اليهودي بواشنطن
  • أمريكا .. تحقيقات حول بيان منسوب لمنفذ عملية واشنطن
  • انتشار رسالة لمنفذ إطلاق النار في واشنطن.. ماذا جاء فيها؟
  • تشديد الأمن حول سفارات إسرائيل عقب إطلاق النار بواشنطن
  • من هو إلياس رودريغيز منفذ إطلاق النار بواشنطن؟
  • إلياس رودريغيز منفذ الهجوم على موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن
  • الرسالة الأخيرة لمنفذ عملية إطلاق النار بواشنطن
  • باحث وناشط.. من هو إلياس رودريغيز منفذ إطلاق النار بواشنطن؟