باحث إسرائيلي: إيران والولايات المتحدة تفضلان اتفاقا مؤقتا على الحرب
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
تتواصل المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران وسط تزايد المؤشرات على أن الطرفين يفضلان التوصل إلى اتفاق مؤقت بدلاً من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية، رغم استمرار الخلافات الجوهرية، وعلى رأسها مسألة تخصيب اليورانيوم.
وقال رئيس برنامج "إيران والمحور الشيعي" في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، راز زيميت، إن الجولة الخامسة من المحادثات التي انعقدت مؤخرا في روما بين إيران والولايات المتحدة، ورغم عدم إحراز اختراق حاسم، عكست تفضيل الجانبين للحل الدبلوماسي.
وأضاف زيميت في مقال نشره في صحيفة صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي وصف الجولة الأخيرة بأنها "من أكثر الجولات احترافية منذ انطلاق المفاوضات"، موضحًا أن "الجانب الأميركي بات يملك فهماً أوضح لمواقف إيران".
وأضاف عراقجي أن "الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات الفنية التي يمكن أن تمهّد الطريق لتحقيق تقدّم واختراق في الجولة المقبلة".
وأكد زيميت أن التوتر المتصاعد وغياب الثقة المتبادلة لم يمنعا الطرفين من تفضيل استمرار التفاوض، في ظل إدراك إيران لخطورة انهيار المحادثات، خاصة مع تقارير عن استعدادات إسرائيلية لضرب منشآتها النووية، وفي ظل رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تجنب حرب غير مضمونة النتائج، خصوصا بعد الضغوط الخليجية عليه للتوصل إلى اتفاق.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن "الحملة في اليمن أظهرت حدود الخيار العسكري"، مضيفا أن "واشنطن اضطرت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، وهو ما يدفعها حاليا لاستنفاد فرص التفاوض مع إيران".
لكن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال غير مؤكد. فبينما تطالب واشنطن، بحسب المقال، بتفكيك منشآت التخصيب بالكامل أكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، ووصف المطلب الأمريكي بـ"الوقاحة"، مضيفا أن "بلاده لا تحتاج إلى إذن من أحد". وبدوره، قال عراقجي إن "المطالب غير الواقعية لن يتم تلبيتها".
ونبّه زيميت إلى ضيق الجدول الزمني، موضحا أن صلاحية آلية العودة السريعة لإعادة فرض العقوبات تنتهي في 18 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يضغط على الأطراف للتوصل إلى تفاهم قبل هذا الموعد.
وفي حال تفعيل هذه الآلية، قد تنسحب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وفقا للمقال.
واعتبر زيميت أن السيناريو المرجح في ظل ضيق الوقت هو التوصل إلى اتفاق مؤقت، تقوم إيران بموجبه بخفض مستوى التخصيب مقابل تخفيف جزئي للعقوبات أو الإفراج عن أصولها المجمدة.
لكنه أشار إلى أن "مثل هذا الاتفاق سيُبقي البنية التحتية النووية كما هي"، وقد يُجبر الدول الأوروبية على التخلي عن آلية العودة السريعة، ما يثير قلق الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الباحث الإسرائيلي أن الاتفاق المؤقت "قد يتطلب حلا مبتكرا يتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها كل من الولايات المتحدة وإيران".
وفي ختام مقاله، أشار زيميت إلى تحذيرات إيرانية متكررة لإسرائيل والولايات المتحدة من مغبة الهجوم، ناقلاً تهديد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني برد "قاس ومدمر" على أي ضربة عسكرية.
كما نبه إلى أن إيران "ألمحت إلى إمكانية نقل بعض الأصول النووية إلى مواقع سرية"، مما يزيد صعوبة تدميرها في حال اندلاع مواجهة.
وفي المقابل، قال ترامب خلال مكالمة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إن المحادثات "تسير في الاتجاه الصحيح"، لكن زيميت تساءل في ختام مقاله عن مدى تطابق وجهات نظر الزعيمين بشأن "الاتجاه الصحيح".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة إيران ترامب الاحتلال إيران الولايات المتحدة الاحتلال ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
تعثر المحادثات بين بريطانيا وفرنسا بشأن الهجرة غير الشرعية
تعثرت المحادثات بين بريطانيا وفرنسا بشأن اتفاق مرتقب للهجرة غير النظامية، وذلك قبل ساعات من انطلاق القمة الثنائية بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط خلافات مستمرة حول التمويل والمخاوف القانونية داخل فرنسا، فضلاً عن اعتراضات من دول أوروبية أخرى.
وكان ستارمر يأمل في الإعلان عن اتفاق لإعادة بعض طالبي اللجوء الذين يعبرون القناة الإنجليزية، كختام رمزي لزيارة دولة تستمر ثلاثة أيام للرئيس الفرنسي، إلا أن مصادر حكومية من الجانبين أكدت مساء الأربعاء استمرار الخلافات الجوهرية.
وأكد متحدث باسم داونينج ستريت أن رئيس الوزراء يسعى لتحقيق "تقدم ملموس" في ملف الهجرة غير النظامية خلال القمة، في حين اعتبرت مصادر فرنسية أن مطالبة باريس بتمويل إضافي لتأمين سواحلها الشمالية "حساسة سياسياً" لبريطانيا.
ورغم الطابع الرمزي للزيارة – التي شهدت إعلان إعارة لوحة "نقش بايو" التاريخية من فرنسا إلى المتحف البريطاني – فإن ملف الهجرة طغى على مباحثات الزعيمين، خصوصاً في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهانها بهذا الشأن.
ويطمح ستارمر إلى توقيع اتفاق "واحد مقابل واحد"، يسمح بقبول طالبي لجوء لديهم روابط أسرية في المملكة المتحدة، مقابل إعادة أولئك الذين لا تتوافر فيهم تلك الشروط. وتشير تقارير صحفية فرنسية إلى أن المرحلة التجريبية قد تشمل إعادة 2600 شخص فقط سنوياً، أي نحو 6% من إجمالي العابرين.
لكن الخلافات ما زالت قائمة، خصوصاً بشأن التمويل. وكانت لندن قد وافقت قبل عامين على تمويل بقيمة 480 مليون جنيه إسترليني لتعزيز مراقبة الحدود، بما في ذلك استخدام طائرات مسيرة ونظارات للرؤية الليلية، إلا أن باريس تطالب بتمويل إضافي لدعم قواتها المختصة بمكافحة تهريب البشر.
كما تعارض دول جنوب أوروبا، وعلى رأسها إيطاليا واليونان وإسبانيا وقبرص ومالطا، الاتفاق المقترح، خوفاً من أن يؤدي إلى عودة طالبي اللجوء إلى أراضيها مجدداً بعد إعادتهم إلى فرنسا.
وعلى الجانب القانوني، أبدى دبلوماسيون فرنسيون قلقهم من احتمال الطعن في سياسة اعتراض القوارب على بعد 300 متر من الساحل الفرنسي أمام المحاكم المحلية.
وفيما وصف مسؤول بريطاني المفاوضات بأنها "معقدة ومتغيرة"، أقر دبلوماسي فرنسي بأن فرص التوصل إلى اتفاق خلال هذه الزيارة "ضئيلة"، قائلاً إن الاقتراح البريطاني لا يتضمن ضمانات كافية ولا يحظى بتوافق أوروبي واسع.
ورغم تمسك الجانبين بالتوصل إلى "حلول مشتركة" لمشكلة الهجرة غير النظامية، يبقى الاتفاق معلقاً في ظل تباين الأولويات وصعوبة التوفيق بين الحسابات السياسية الداخلية والمصالح الأوروبية الأوسع.