تتواصل المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران وسط تزايد المؤشرات على أن الطرفين يفضلان التوصل إلى اتفاق مؤقت بدلاً من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية، رغم استمرار الخلافات الجوهرية، وعلى رأسها مسألة تخصيب اليورانيوم.

وقال رئيس برنامج "إيران والمحور الشيعي" في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، راز زيميت، إن الجولة الخامسة من المحادثات التي انعقدت مؤخرا في روما بين إيران والولايات المتحدة، ورغم عدم إحراز اختراق حاسم، عكست تفضيل الجانبين للحل الدبلوماسي.



وأضاف زيميت في مقال نشره في صحيفة صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي وصف الجولة الأخيرة بأنها "من أكثر الجولات احترافية منذ انطلاق المفاوضات"، موضحًا أن "الجانب الأميركي بات يملك فهماً أوضح لمواقف إيران".


وأضاف عراقجي أن "الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات الفنية التي يمكن أن تمهّد الطريق لتحقيق تقدّم واختراق في الجولة المقبلة".

وأكد زيميت أن التوتر المتصاعد وغياب الثقة المتبادلة لم يمنعا الطرفين من تفضيل استمرار التفاوض، في ظل إدراك إيران لخطورة انهيار المحادثات، خاصة مع تقارير عن استعدادات إسرائيلية لضرب منشآتها النووية، وفي ظل رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تجنب حرب غير مضمونة النتائج، خصوصا بعد الضغوط الخليجية عليه للتوصل إلى اتفاق.

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن "الحملة في اليمن أظهرت حدود الخيار العسكري"، مضيفا أن "واشنطن اضطرت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، وهو ما يدفعها حاليا لاستنفاد فرص التفاوض مع إيران".

لكن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال غير مؤكد. فبينما تطالب واشنطن، بحسب المقال، بتفكيك منشآت التخصيب بالكامل أكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، ووصف المطلب الأمريكي بـ"الوقاحة"، مضيفا أن "بلاده لا تحتاج إلى إذن من أحد". وبدوره، قال عراقجي إن "المطالب غير الواقعية لن يتم تلبيتها".

ونبّه زيميت إلى ضيق الجدول الزمني، موضحا أن صلاحية آلية العودة السريعة لإعادة فرض العقوبات تنتهي في 18 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يضغط على الأطراف للتوصل إلى تفاهم قبل هذا الموعد.

وفي حال تفعيل هذه الآلية، قد تنسحب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وفقا للمقال.

واعتبر زيميت أن السيناريو المرجح في ظل ضيق الوقت هو التوصل إلى اتفاق مؤقت، تقوم إيران بموجبه بخفض مستوى التخصيب مقابل تخفيف جزئي للعقوبات أو الإفراج عن أصولها المجمدة.

لكنه أشار إلى أن "مثل هذا الاتفاق سيُبقي البنية التحتية النووية كما هي"، وقد يُجبر الدول الأوروبية على التخلي عن آلية العودة السريعة، ما يثير قلق الاحتلال الإسرائيلي.


وأضاف الباحث الإسرائيلي أن الاتفاق المؤقت "قد يتطلب حلا مبتكرا يتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها كل من الولايات المتحدة وإيران".

وفي ختام مقاله، أشار زيميت إلى تحذيرات إيرانية متكررة لإسرائيل والولايات المتحدة من مغبة الهجوم، ناقلاً تهديد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني برد "قاس ومدمر" على أي ضربة عسكرية.

كما نبه إلى أن إيران "ألمحت إلى إمكانية نقل بعض الأصول النووية إلى مواقع سرية"، مما يزيد صعوبة تدميرها في حال اندلاع مواجهة.

وفي المقابل، قال ترامب خلال مكالمة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إن المحادثات "تسير في الاتجاه الصحيح"، لكن زيميت تساءل في ختام مقاله عن مدى تطابق وجهات نظر الزعيمين بشأن "الاتجاه الصحيح".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة إيران ترامب الاحتلال إيران الولايات المتحدة الاحتلال ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

بدر بن حمد: اختتام الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران وأمريكا دون نتائج حاسمة

مسقط - العمانية
قال معالي بدر بن حمد البوسعيد وزير الخارجية، اختُتمت اليوم في العاصمة الإيطالية روما أعمال الجولة الخامسة من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تأتي في إطار السعي المتواصل نحو إيجاد حلول سلمية للقضايا العالقة وتعزيز مناخ الحوار والتفاهم بين الجانبين.

وقد شهدت هذه الجولة بعض التقدّم في الملفات المطروحة، دون التوصّل إلى نتائج حاسمة حتى الآن. إلا أننا نأمل، وبثقة متجددة، أن تحمل الأيام المقبلة فرصًا حقيقية لتقريب وجهات النظر، وتوضيح النقاط الخلافية بما يتيح لنا المضي قدمًا نحو الهدف المشترك، والمتمثّل في التوصّل إلى اتفاق مستدام ومشرّف يلبّي تطلعات جميع الأطراف، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وإذ نؤكّد دعمنا للجهود البنّاءة الرامية إلى تغليب لغة الحوار، فإننا نُشيد بالدور الذي تضطلع به الدول الصديقة في تيسير هذه المحادثات، ونأمل أن تتكلّل هذه المساعي بنتائج إيجابية تخدم مصالح الشعوب وتعزز مناخ التعاون في المنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • إيران والولايات المتحدة تحرزان “بعض التقدم” في الجولة الخامسة للمحادثات
  • جولة خامسة من المحادثات النووية بين أمريكا وإيران.. تقدم غير حاسم وتوتر مستمر
  • بدر بن حمد: اختتام الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران وأمريكا دون نتائج حاسمة
  • 3 ساعات متواصلة .. اختتام المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة
  • انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا في روما
  • وسط خلافات "الخط الأحمر".. جولة جديدة من محادثات نووي إيران
  • واشنطن: ترامب ونتنياهو بحثا اتفاقا محتملا مع إيران
  • ترامب: المحادثات النووية مع إيران تسير على المسار الصحيح
  • إيران تحمّل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية