تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان"، روابط مشتركة على رأسها الموقع الاستراتيجي والتقدم الاقتصادي، وتوطيد الشراكات الاستثمارية الدولية، والتنمية الثقافية، وتعزيز السلام والاستقرار الدولي.

ويعود تاريخ العلاقات بين دول مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان، إلى مارس 1986، حينما قرر المجلس الوزاري في دورته الثامنة عشر الموافقة على إجراء اتصالات أولية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان"، كما قرر المجلس الموافقة على فتح حوارات اقتصادية وبحث سبل تعزيز التعاون بينهما.

وتأتي أهمية العلاقة بين دول المجلس ورابطة الآسيان من خلال تعزيز السلام والازدهار وتحقيق الرفاهية لشعوبهما.

أخبار متعلقة المملكة تستضيف دورة جمعية منظمة السياحة العالمية في 2025المملكة تستضيف ملتقى الصحة العالمي.. رابط التسجيل

مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى.. مصالح مشتركة وروابط تاريخية#اللقاء_التشاوري_الخليجي #القمة_الخليجية_مع_C5#اليومhttps://t.co/eqPbK0B3GG— صحيفة اليوم (@alyaum) July 19, 2023مجلس التعاون ورابطة الآسيان

استكمالاً لتلك الجهود عُقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون ورابطة الآسيان بالمنامة في مايو 2009، وتم خلاله توقيع مذكرة التفاهم للتعاون بين الأمانتين.

وأقر الجانبان خلال الاجتماع الوزاري الثاني للحوار الإستراتيجي الذي عُقد في سنغافورة في يونيو 2010، خطة العمل التي شملت المجالات الاقتصادية والثقافية، كما شُكلت ستة فرق عمل متخصصة في مجالات الاقتصاد والتجارة، والاستثمار الزراعي والأمن الغذائي، والتعليم، والسياحة، والطاقة، والثقافة، والإعلام.

وفي نوفمبر 2013 عُقد الاجتماع الوزاري الثالث بين مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان في المنامة، وأُكد فيه على أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار والنظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومواثيق الأمم المتحدة وميثاق رابطة أمم الآسيان، ومبادئ القانون الدولي.

الشراكة الاقتصادية والثقافية

كما حث الاجتماع على العمل؛ لتعزيز الشراكة الاقتصادية والثقافية والعلمية؛ بهدف تعميق العلاقات وتأطيرها، وتأكيد العمل من أجل السلام العالمي والإقليمي، باعتبار أن ذلك هو أساس التقدم والازدهار لشعوب العالم بأسره، كما اتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق في المحافل الدولية حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد الجانبان بعمق العلاقات بين دول مجلس التعاون ورابطة أمم الآسيان، والبعد الحضاري والثقافي الذي يربط بينهما، وتشجيع احترام التنوع، وحوار الأديان، والاعتدال من خلال التعليم والثقافة والإعلام والسياحة، التي تمثل دعامات أساسية في تقليص الأعمال المتطرفة كما أنها تعمق الثقة المتبادلة والفهم المشترك، حيث أن التعاون في هذه المجالات يعد من أهم ركائز القوة للمنطقتين وهو ما يعزز نموذجهما التنموي ودورهما الدولي.

القضايا الإقليمية والدولية

في سبتمبر 2018، عقدت ترويكا مجلس التعاون لدول الخليج العربية جلسة مباحثات مشتركة مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا "الآسيان" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين في نيويورك.

والتزمت الجلسة بتعزيز العلاقات في إطار الرؤية المشتركة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية والمخاطر المشتركة.

وفي سبتمبر 2019، عُقدت في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، جلسة مباحثات بين مجلس التعاون وبين رابطة أمم جنوب شرق آسيا "الآسيان" على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت الجلسة أهمية التجارة الحرة المفتوحة، والالتزام بسيادة القانون، والنظام التجاري متعدد الأطراف المبني على القواعد التي تجسدها منظمة التجارة العالمية.

معاهدة الصداقة والتعاون

تعزيزاً للعلاقات بين دول مجلس والتعاون ورابطة "آسيان"؛ تم الانضمام لمعاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، لتؤكد على الروابط الوثيقة مع دول شرق آسيا، وتوسع أطر التعاون في العديد من المجالات، حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتسهم في تحقيق تطلعات كافة البلدان نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز العمل المشترك، وخلق فرصة تنموية واقتصادية جديدة للجميع.

وتمهيداً لاجتماع القمة الخليجية ورابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" أكتوبر 2023، عقدت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض أغسطس الماضي، اجتماعاً تحضيرياً للقمة، جرى خلاله مناقشة التحضيرات، وبحث سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين. واستمراراً للعمل الاقتصادي المشترك، بلغ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان 93.9 مليار دولار أمريكي في العام 2019، حيث سجلت قيمة الصادرات السلعية نحو 60.9 مليار دولار أمريكي، فيما سجلت قيمة الواردات السلعية 33.0 مليار دولار أمريكي.

وتشكل المنتجات النفطية نسبة 73.1% من إجمالي الصادرات السلعية لدول مجلس التعاون إلى دول الآسيان، وبلغت قيمتها 44.5 مليار دولار أمريكي خلال العام 2019، تلتها منتجات البلاستيك ومصنوعاته بنسبة 8.7% وبقيمة بلغت 5.3 مليارات دولار أمريكي، ثم الذهب والمعادن الثمينة بنسبة 3.8% وبقيمة بلغت 2.3 مليار دولار أمريكي.

وحرصاً على تعزيز العلاقات ودفعها قدماً، تأتي استضافة المملكة لاجتماع القمة الخليجية مع دول رابطة الآسيان، غدًا، في مدينة الرياض. وتُعقد القمة في إطار رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله- على بناء شراكة استراتيجية بين دول مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان ورفع مستوى التنسيق بينها حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ولتفعيل الشراكات الاستراتيجية لمجلس التعاون إقليمياً وعالمياً، بما يعود بالنفع على مواطني دول المجلس وعلى المنطقة.

ويعكس انعقاد القمة الخليجية مع رابطة دول الآسيان في المملكة، تقدير الدول المشاركة لمكانتها على المستوى الإقليمي والدولي، والتزامهما بتأسيس شراكة استراتيجية مستقبلية طموحة بين دولهم من خلال إطار التعاون المشترك للخمس سنوات القادمة وما سيصدر عن القمة من قرارات ومبادرات.

وتكمن أهمية انعقاد القمة الخليجية مع رابطة دول الآسيان في كونها الأولى من نوعها على مستوى قادة الدول، وأنها تعكس انفتاح دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي؛ بهدف تعزيز مكانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عالمياً.

وتهدف القمة إلى اعتماد إطار التعاون المشترك للخمس سنوات القادمة 2024-2028، الذي يشمل التعاون السياسي والأمني، والاقتصادي والاستثماري، إضافة إلى التعاون في مجالات السياحة، والطاقة، والأمن الغذائي والزراعي، والتعاون الاجتماعي والثقافي.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس الرياض مجلس التعاون الخليجي الآسيان رابطة الآسيان أخبار السعودية مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة بین دول مجلس التعاون ملیار دولار أمریکی القمة الخلیجیة مع جنوب شرق آسیا التعاون فی مع رابطة

إقرأ أيضاً:

من معركة التحرير إلى قمة التعاون.. خانكندي الأذربيجانية تستقبل أردوغان

يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدًا الجمعة، للتوجّه إلى مدينة خانكندي الأذربيجانية للمشاركة في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، في زيارة تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، وتُتوَّج بخطاب مرتقب يُنتظر أن يرسم ملامح رؤية أنقرة الإقليمية لمستقبل التعاون المناخي والتنموي.

وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في منشور عبر منصة "إكس"، أن القمة ستُعقد تحت شعار: "رؤية منظمة التعاون الاقتصادي الجديدة لمستقبل مستدام ومقاوم لتغير المناخ"، وهو ما يعكس تحوّلاً لافتًا في أجندة المنظمة من الاقتصاد الصرف إلى تحديات المناخ والتكامل الإقليمي طويل الأمد.

وأوضح ألطون أن الدول الأعضاء ستبحث ملفات التعاون في مجالات حيوية أبرزها: التغير المناخي، التجارة، شبكات النقل، وإصلاح هيكلي للمنظمة. كما سيُشارك في القمة رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء إلى جانب مراقبين وممثلين عن منظمات دولية.

ووفق المصدر ذاته، فإن أردوغان سيلقي خطابًا خلال جلسة القمة، يتناول فيه جملة من التحديات المشتركة ورؤية تركيا لتعزيز التكامل الإقليمي، كما سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع زعماء دول أعضاء في المنظمة، في سياق يعكس دينامية أنقرة المتواصلة في تفعيل أدوارها داخل آسيا الوسطى وجوارها القاري.

Cumhurbaşkanımız Sayın Recep Tayyip Erdoğan, Ekonomik İşbirliği Teşkilatı’nın 17. Zirvesi’ne katılmak üzere 4 Temmuz 2025 tarihinde Azerbaycan’ın Hankendi şehrini ziyaret edecektir.

“Sürdürülebilir ve İklim Değişikliğine Dayanıklı bir Gelecek için Yeni Ekonomik İşbirliği… — Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) July 3, 2025

وتكتسب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى خانكندي أهمية خاصة، إذ تأتي في سياق رمزي يعيد التأكيد على معركة تحرير خانكندي التي شكلت نقطة تحوّل كبيرة في النزاع الإقليمي بين أذربيجان وأرمينيا. فقد استعاد الجيش الأذربيجاني السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في إقليم قره باغ بعد سنوات من النزاع، في معركة حاسمة دعمتها تركيا بقوة عبر تزويد باكو بالمساعدات العسكرية والتقنية والتدريب.

ويُعتبر الدور التركي في هذه المعركة محورياً، حيث وقفت أنقرة إلى جانب باكو في إطار شراكة استراتيجية متينة، زادت من تعزيز مكانة تركيا في منطقة القوقاز وجعلتها لاعباً إقليمياً فاعلاً في ملف الصراعات الإقليمية. وتأتي زيارة أردوغان إلى خانكندي اليوم، بعد عام على تحريرها، كرسالة دعم سياسي قوي لأذربيجان، وتأكيداً على التزام تركيا بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي في المنطقة، خاصة عبر منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم دولاً من آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

وتأتي الزيارة في وقت تكتسب فيه مدينة خانكندي ـ الواقعة في إقليم قره باغ ـ رمزية سياسية مضاعفة، بعد استعادة أذربيجان السيطرة الكاملة عليها العام الماضي، وهو ما يضفي على الزيارة طابعًا استراتيجيًا أيضًا، ويعيد التأكيد على دعم أنقرة الثابت لباكو في ملفات السيادة والتنمية.

وتضم منظمة التعاون الاقتصادي (ECO) عشر دول أبرزها: تركيا، أذربيجان، إيران، باكستان، وأفغانستان، وتعمل منذ تأسيسها على تعزيز التعاون الإقليمي في المجالات الاقتصادية والبيئية والثقافية.


مقالات مشابهة

  • الإمارات ضيف شرف القمة الـ 17 لمنظمة التعاون الاقتصادي
  • محافظا دمشق وريفها يبحثان في الأردن مجالات التعاون المشترك
  • بزشکیان یصل إلى أذربيجان للمشاركة في القمة 17 لمنظمة (إيكو)
  • رئيس الإمارات وملك البحرين يبحثان علاقات التعاون والعمل المشترك
  • وزيرة التضامن تبحث مع رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية سبل التعاون المشترك
  • لجنة الصداقة السعودية التركية في مجلس الشورى تعقد اجتماعًا مع نظيرتها التركية
  • من معركة التحرير إلى قمة التعاون.. خانكندي الأذربيجانية تستقبل أردوغان
  • المملكة وإندونيسيا توقعان شراكة تاريخية تعززها ثمانية عقود من التعاون المشترك
  • جامعة عدن والـUNDP تبحثان أوجه التعاون المشترك
  • المملكة وإندونيسيا.. شراكة تاريخية تعززها ثمانية عقود من التعاون المشترك