يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدًا الجمعة، للتوجّه إلى مدينة خانكندي الأذربيجانية للمشاركة في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، في زيارة تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، وتُتوَّج بخطاب مرتقب يُنتظر أن يرسم ملامح رؤية أنقرة الإقليمية لمستقبل التعاون المناخي والتنموي.

وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في منشور عبر منصة "إكس"، أن القمة ستُعقد تحت شعار: "رؤية منظمة التعاون الاقتصادي الجديدة لمستقبل مستدام ومقاوم لتغير المناخ"، وهو ما يعكس تحوّلاً لافتًا في أجندة المنظمة من الاقتصاد الصرف إلى تحديات المناخ والتكامل الإقليمي طويل الأمد.



وأوضح ألطون أن الدول الأعضاء ستبحث ملفات التعاون في مجالات حيوية أبرزها: التغير المناخي، التجارة، شبكات النقل، وإصلاح هيكلي للمنظمة. كما سيُشارك في القمة رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء إلى جانب مراقبين وممثلين عن منظمات دولية.

ووفق المصدر ذاته، فإن أردوغان سيلقي خطابًا خلال جلسة القمة، يتناول فيه جملة من التحديات المشتركة ورؤية تركيا لتعزيز التكامل الإقليمي، كما سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع زعماء دول أعضاء في المنظمة، في سياق يعكس دينامية أنقرة المتواصلة في تفعيل أدوارها داخل آسيا الوسطى وجوارها القاري.

Cumhurbaşkanımız Sayın Recep Tayyip Erdoğan, Ekonomik İşbirliği Teşkilatı’nın 17. Zirvesi’ne katılmak üzere 4 Temmuz 2025 tarihinde Azerbaycan’ın Hankendi şehrini ziyaret edecektir.

“Sürdürülebilir ve İklim Değişikliğine Dayanıklı bir Gelecek için Yeni Ekonomik İşbirliği… — Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) July 3, 2025

وتكتسب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى خانكندي أهمية خاصة، إذ تأتي في سياق رمزي يعيد التأكيد على معركة تحرير خانكندي التي شكلت نقطة تحوّل كبيرة في النزاع الإقليمي بين أذربيجان وأرمينيا. فقد استعاد الجيش الأذربيجاني السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في إقليم قره باغ بعد سنوات من النزاع، في معركة حاسمة دعمتها تركيا بقوة عبر تزويد باكو بالمساعدات العسكرية والتقنية والتدريب.

ويُعتبر الدور التركي في هذه المعركة محورياً، حيث وقفت أنقرة إلى جانب باكو في إطار شراكة استراتيجية متينة، زادت من تعزيز مكانة تركيا في منطقة القوقاز وجعلتها لاعباً إقليمياً فاعلاً في ملف الصراعات الإقليمية. وتأتي زيارة أردوغان إلى خانكندي اليوم، بعد عام على تحريرها، كرسالة دعم سياسي قوي لأذربيجان، وتأكيداً على التزام تركيا بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي في المنطقة، خاصة عبر منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم دولاً من آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

وتأتي الزيارة في وقت تكتسب فيه مدينة خانكندي ـ الواقعة في إقليم قره باغ ـ رمزية سياسية مضاعفة، بعد استعادة أذربيجان السيطرة الكاملة عليها العام الماضي، وهو ما يضفي على الزيارة طابعًا استراتيجيًا أيضًا، ويعيد التأكيد على دعم أنقرة الثابت لباكو في ملفات السيادة والتنمية.

وتضم منظمة التعاون الاقتصادي (ECO) عشر دول أبرزها: تركيا، أذربيجان، إيران، باكستان، وأفغانستان، وتعمل منذ تأسيسها على تعزيز التعاون الإقليمي في المجالات الاقتصادية والبيئية والثقافية.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية أردوغان زيارة تركيا تركيا أردوغان زيارة اذربيجان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التعاون الاقتصادی

إقرأ أيضاً:

تقارير: تركيا تغيّر استراتيجيتها في ليبيا وتراهن على شراكات مع الشرق وحلفائه

الفارسي: تركيا تغيّر نهجها في ليبيا وتنفتح على الشرق لتعزيز مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية

ليبيا – أكد محلل أسواق الطاقة والاقتصاد الليبي، علي الفارسي، أن تركيا اختارت توقيتًا مناسبًا لتغيير نهجها في الملف الليبي، عبر تقليص دعمها للجماعات المسلحة في الغرب، والانفتاح على القيادة العامة في الشرق، التي نجحت في فرض الاستقرار الأمني وتهيئة البيئة المناسبة لإعادة الإعمار وتمكين المؤسسات الاقتصادية.

التقارب مع الشرق الليبي مدفوع بالثروات النفطية ومشاريع البنية التحتية

وأوضح الفارسي، في تصريحات خاصة لموقع “العين الإخبارية”، أن هذا التقارب يعكس إدراكًا متزايدًا من جانب أنقرة لأهمية الشرق الليبي، الذي يضم نحو 80% من الثروات النفطية والغازية المكتشفة وغير المكتشفة في البلاد، بالإضافة إلى احتضانه لمشاريع بنى تحتية ضخمة ومبادرات استثمارية تقدر بمليارات الدولارات.

عقود قديمة وجديدة لتعزيز الحضور التركي

وأضاف الفارسي أن تركيا تسعى حاليًا إلى تفعيل عقود قديمة كانت موقعة مع النظام السابق، إلى جانب التوقيع على عقود جديدة، لا سيما في مجالات الإسكان والري والزراعة.

وأشار إلى أن صندوق الإعمار والتنمية الليبي، الذي يتمتع بعلاقات مع الجانب التركي، ينفذ مشاريع في عدة مدن ليبية بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وهو ما أسهم في تعزيز الثقة بين أنقرة والمنطقة الشرقية.

تحركات لتعزيز دور تركيا في شرق المتوسط

وأكد الفارسي أن أنقرة تدرك أهمية ترسيخ علاقاتها مع الشرق الليبي وحلفائه الإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، لضمان دور محوري في إعادة رسم ترتيبات شرق المتوسط، خصوصًا في ما يتعلق بملفات الطاقة والنقل البحري.

خطط تركية طويلة الأمد لشراكات استراتيجية في المنطقة

وأشار إلى أن تركيا تخطط على المدى الطويل للحصول على موطئ قدم دائم في المنطقة، من خلال إقامة شراكات استراتيجية تعكس موازين القوى الجديدة في الإقليم، وتساهم في تخفيف حدة الاستقطاب السياسي الذي شهدته السنوات الماضية.

مقالات مشابهة

  • دمشق بين أنقرة وتل أبيب.. هل تخسر تركيا ورقتها السورية؟
  • حماس في أنقرة.. تحركات دبلوماسية مكثفة مع تركيا لوقف العدوان على غزة
  • تقارير: تركيا تغيّر استراتيجيتها في ليبيا وتراهن على شراكات مع الشرق وحلفائه
  • الأونروا في تركيا: تحرك دبلوماسي لمحاولة إعادة التوازن لقضية اللاجئين
  • تركيا تبدأ ضخ مياه إضافية إلى دجلة والفرات بقرار من أردوغان
  • دروس تركيا من حرب إيران وإسرائيل
  • المشهداني يعلن من تركيا: أردوغان وافق على زيادة الإطلاقات المائية للعراق
  • أردوغان: قمة الناتو 2026 في أنقرة… وأوربان يحذر من «حرب عالمية ثالثة»!
  • وزير الخارجية البريطاني يزور تركيا لأول مرة ويلتقي أردوغان