صحف عالمية وإسرائيلية: حماس قد تكشف عن مفاجأة قاتلة وهجومها غيّر إسرائيل
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
تابعت صحف إسرائيلية وعالمية تناول الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث رأى مقال لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سيغير إسرائيل إلى الأبد، في حين توقع مقال لواشنطن بوست، كشف حماس عن "مفاجأة قاتلة" مع تزايد حدة الحرب.
ورأى مقال نشرته صحيفة هآرتس أن هجوم حماس، سيغير إسرائيل إلى الأبد، حيث اعتبر أن ما حدث، جرها إلى حرب ستكون لها آثار عميقة على الحياة بها خلال العقود المقبلة، ولن يتوقف الأمر عند انهيار المفهوم الدفاعي والردع الاستخباراتي لإسرائيل، على حد تعبيره.
بينما نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا، رأى أن احتمالات كشف حماس عن "مفاجأة قاتلة"، تزداد مع تزايد حدة الحرب في غزة، وذلك وفقا لمحللين درسوا قدرات الحركة العسكرية، والذين يخشون أن تكون حماس تحتفظ بترسانة احتياطية أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية مما كشفته خلال الأيام الماضية من الحرب.
في حين قالت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير لها، إن طهران رغم تزايد تهديداتها الصريحة ضد إسرائيل، لكنها تخشى اتساع نطاق الصراع، وبات الأمر لها الآن يتعلق بثني إسرائيل عن شن هجوم بري على قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أنه إذا دخلت إسرائيل إلى غزة ولم ترد إيران، فإن مصداقية تهديداتها لإسرائيل سوف تصبح على المحك، لكن إذا اختارت الرد فسيكون من الصعب عليها معايرة ردها مع التحكم في ديناميكيات الصراع في الوقت ذاته.
وشبه مقال نشر بصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية ما سماها "الحرب بين إسرائيل وحماس" بمرآة تعكس عجز أوروبا، قائلا إن حكومات الاتحاد الأوروبي كان يمكن أن تزعم ذات يوم أنها لاعبة في الشرق الأوسط، ولكن لم يعد الأمر كذلك.
أما صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، فأشارت إلى استطلاع رأي أميركي جديد كشف أن الناخبين الجمهوريين فقط هم الذين ما زالوا يوافقون إلى حد كبير على إرسال الأسلحة والذخائر إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما يرفض بقية الأميركيين ذلك.
وفجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة عملية طوفان الأقصى، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وشن الاحتلال الإسرائيلي هجوما متواصلا على غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقال بهآرتس: إسرائيل تسمح بقتل 100 مدني لأجل اغتيال قائد بحماس
في مقال لاذع نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وجّه الكاتب الإسرائيلي ياجيل ليفي نقدًا حادًا لخطابي النخبة السياسية والعسكرية في إسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واعتبر المقال المعنون بـ"شباشبهم، هواياتنا" أن كلا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والجنرال السابق يائير غولان يتقاسمان تجاهلا متعمدا لطبيعة العنف المنظم الذي استهدف المدنيين الفلسطينيين في تلك الحرب، في محاولة منهم لإعفاء أنفسهم من المسؤولية التاريخية والأخلاقية.
واستهل ليفي، الذي سبق وكشف عن السرقات التي ينفذها جنود الاحتلال خلال عملياتهم بغزة، مقاله بالعودة إلى ما وصفه بـ"زلات لسان" السياسيين، قائلا إن نتنياهو اختار في أعقاب الهجوم أن يُركّز على تفاصيل سطحية تفتقر للعمق التحليلي، حين قال: "لقد هاجمونا بالنعال وبنادق الكلاشينكوف والشاحنات الصغيرة"، بينما صرّح يائير غولان بأن "الدولة العاقلة.. لا تقتل الأطفال كهواية".
ورأى الكاتب أن بين هاتين العبارتين المتناقضتين في الظاهر، قاسما مشتركا عميقا يتمثل في "ما تجاهله الطرفان، وما يخدمه هذا التجاهل"، معتبرا أن ذلك يمثل شكلا من أشكال "التناسي المصمَّم" الذي يخدم غايات سياسية وشخصية.
إعلان
وحسب ليفي، فإن كلا من نتنياهو وغولان تجاهلا الطبيعة المنظمة للعنف الذي انخرط فيه الطرفان. فنتنياهو، من جهته، تجاهل حقيقة أن حماس بنت على مدى سنوات آلة حرب منظمة وقوية، دون أن يتخذ أي إجراءات سياسية أو عسكرية لوقف تنامي هذه القوة التي تمكنت في صباح الهجوم من تحقيق تفوق على الجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن نتنياهو فضّل التركيز على "الهجوم العفوي" الذي نفذته "الموجة الثالثة" من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي جاءت عقب نداء من يحيى السنوار لجمهور غزة باجتياز السياج والاستفادة من النجاح الأولي، وهو ما ساعد في تسويق صورة المهاجمين كـ"متقلبين حفاة" بدلًا من مقاتلين ضمن تنظيم مدرب.
ولم يستثن الكاتب زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان، الذي كان قد شغل منصب نائب رئيس الأركان، فاتهمه بتجاهل الجانب المنظم لآلة الحرب الإسرائيلية، مشددًا على أن "الجيش لا يقتل المدنيين كهواية أو عبثا"، بل يفعل ذلك ضمن منظومة محسوبة "تعتبر القتل ضروريا لخدمة أهداف معينة".
وسلط ليفي الضوء على سياسة اعتمدها الجيش في بداية الحرب، كانت تقضي بالسماح بقتل ما يصل إلى 20 مدنيًا خلال غارة تستهدف عنصرا في حماس، وبقتل 100 مدني إذا كان المستهدف قائدا بارزا، وقال إن هذه الأرقام لم تكن نتيجة انفلات أو انحراف، بل هي تعبير عن "تخطيط منظم" تم تحت غطاء قانوني وعسكري، وهو ما لا يمكن تبريره تحت غطاء "الهواية" كما لمح غولان.
وذكّر الكاتب بأن غولان نفسه كان شريكا في تأسيس هذه الآلة العسكرية، مشيرًا إلى أن من يتحدث اليوم عن "طهارة السلاح" كان في الماضي جزءًا من القيادات التي أرست قواعد تلك السياسات، ومنها الهجمات المتكررة على مناطق مأهولة بالسكان في الحروب السابقة على غزة.
إعلانويلفت ليفي النظر إلى محاولة معسكر يسار الوسط، الذي ينتمي إليه غولان، التنصّل من مسؤولية الانتهاكات عبر تحميلها لـ"المحاربين ذوي الياقات الزرقاء"، في إشارة إلى الجنود القادمين من خلفيات يمينية ودينية شعبية، والذين يشكلون اليوم العمود الفقري للقوات البرية.
ويضيف أن الليبراليين في إسرائيل ينسبون الوحشية في الميدان إلى هؤلاء المقاتلين، بينما يتناسون أن القيادة العسكرية العليا، التي تضم شخصيات من الوسط واليسار، هي من وضعت أسس هذا النهج العسكري، بما في ذلك قواعد الاشتباك والسياسات المتعلقة باستهداف المدنيين.
فشل الجيش
وفي نقده للخطاب السياسي السائد بعد الحرب، يربط الكاتب بين ما يسميه "نسيانا مقصودا" وانعدام الرغبة في تحمّل المسؤولية. ويرى أن الخطاب العام يركز على زلات اللسان ويهمل "نواة الحقيقة" التي تحتويها تلك التصريحات، مما يؤدي إلى تغييب النقاش الجاد حول إخفاقات الجيش وفقدانه السيطرة على قواته، خاصة في المراحل الأولى للهجوم.
وقال إن فقدان السيطرة، وتعاظم نفوذ القيادات القومية، عزز مظاهر "إطلاق النار بدافع الانتقام أو لخلق بطولات شخصية"، وهو ما تثبته مقاطع الفيديو التي ينشرها الجنود أنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وختم ليفي مقاله بالقول إن عبارة نتنياهو عن "الشباشب"، رغم كونها مهينة في ظاهرها، يجب أن تستدعي تأملًا في الإخفاق الحقيقي الذي مُني به الجيش في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. فالجيش، كما يوضح، لم يُفاجأ فحسب، بل فشل في صد الهجوم أو إجلاء قواته في الوقت المناسب من البلدات التي اجتاحها المقاتلون الفلسطينيون.
ووصف "الموجة الثالثة من هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول" بأنها "تعبير رمزي مؤلم عن فشل الجيش"، مشددًا على أن هذا الفشل لا يقع على كاهل القيادة السياسية فقط، بل يُعد "مسؤولية الجيش بالدرجة الأولى"، وهو ما يُصرّ الخطاب الإسرائيلي الرسمي على إنكاره أو تغطيته بزلات لسان إعلامية.