"أسوشيتيد برس": "قمة القاهرة للسلام "عكست الغضب المتزايد في المنطقة من إسرائيل
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس"، أن مصر والأردن انتقدتا بشدة إسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة في " قمة القاهرة للسلام" التي عقدت أمس /السبت/ بالعاصمة الإدارية الجديدة، معتبرة أن ذلك إشارة على أن الدولتين الحليفتين للغرب واللتين صنعتا السلام مع إسرائيل منذ عقود بدأ ينفد صبرهما آزاء حرب إسرائيل المستمرة منذ أسبوعين ضد قطاع غزة.
وقالت الوكالة - في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم /الأحد/ - إن الخطابات في القمة عكست الغضب المتزايد في المنطقة حتى بين أولئك الذين لديهم علاقات وثيقة مع إسرائيل والذين عملوا في كثير من الأحيان كوسطاء، حيث تدخل الحرب أسبوعها الثالث مع تزايد الخسائر البشرية دون نهاية تلوح في الأفق، مشيره إلى أنه خلال قمة القاهرة، امتد الغضب إلى ما هو أبعد من المخاوف من النزوح الجماعي.
وفي الوقت نفسه، أمرت إسرائيل أكثر من نصف الفلسطينيين في غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالإخلاء من الشمال إلى الجنوب داخل المنطقة التي أغلقتها بالكامل، مما دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين نحو الجنوب.
ونقلت الوكالة عن مسئول الدفاع الإسرائيلي السابق عاموس جلعاد، قوله:" إن غموض إسرائيل بشأن هذه المسألة يعرض العلاقات الحيوية مع مصر للخطر، وأعتقد أن معاهدة السلام مع مصر مهمة للغاية، وحاسمة للغاية للأمن القومي لإسرائيل ومصر وبنية السلام في العالم برمتها".
وأضاف:" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحتاج إلى التحدث مباشرة مع قادة مصر والأردن، والقول علانية إن الفلسطينيين لن يدخلوا بلديهما".
ونسبت الوكالة إلى مسؤولين مصريين كبيرين قولهما:" إن العلاقات مع إسرائيل وصلت إلى نقطة الغليان، وإن مصر نقلت إحباطها من التعليقات الإسرائيلية بشأن التهجير إلى الولايات المتحدة، التي توسطت في اتفاقيات كامب ديفيد في السبعينيات".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل الفلسطينيين الأردن قمة القاهرة للسلام
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وحربها الممنهجة
على الرغم من ظهور إسرائيل كوحش كاسر فإن الغرب، وفى صدارته الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم باحتضانها، ويشمل الصهاينة برعايته، وهو ما شجعها على السطو وارتكاب الجرائم والمذابح ضد الفلسطينيين. ويجرى كل ذلك أمام العالم دون أن تساءل أو تحاسب أو تعاقب. واليوم وبعد دخول حربها فى غزة الشهر الثامن عشر تستمر فى ارتكاب القتل الممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء من أطفال ونساء ليصل أعداد الشهداء إلى نحو 54 ألفا، وتتجاوز أعداد المصابين والمفقودين المائة ألف. هذا فضلا عن حملة التدمير وهدم البيوت على رؤوس قاطنيها، ومهاجمة المستشفيات بالاضافة إلى فرضها حصارًا تجويعا على الفلسطينيين.
برغم كل هذا لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، وعلى العكس وقف الغرب داعما لها، وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية منح الدعم للكيان الغاصب ماديا وعسكريا ومعنويا. أكثر من ذلك قامت بالتشويش على ما يرتكبه الكيان من جرائم، والعمل على مد طوق النجاة له فى المسرح الدولى ويجرى هذا دون أن يتم كبح جماح هذا الكيان الغاصب.وساير الغرب الموقف الأمريكى، لا سيما أنه قد اعتاد منذ 1957 ــ وهو العام الذي دشن بداية الصعود الأمريكي، وتراجع الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية ـــ أن يكون تابعا للموقف الأمريكى حيال الأحداث الجارية فى الشرق الأوسط.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هنا هى الأكبر بامتلاكها حق النقض ( الفيتو)، الذى يرفع عن إسرائيل مغبة الوقوع فى مجال المحاسبة والمساءلة، فضلا عن كونه يبرئها من أى عقاب. وعوضا عن هذا هناك الدعم الأمريكى المالى الذى تحصل عليه إسرائيل والذى تجاوز 168 مليار دولار، ويظفر الدعم العسكرى بالجزء الأكبر إذ تبلغ نسبته نحو 78%، كما يتم مد إسرائيل بأسلحة متطورة لا تمنح لغيرها من دول المنطقة. وهناك الدعم الاقتصادى الذى يبلغ نحو 35 مليار دولار على مدار التاريخ الأمريكى لإسرائيل. الجدير بالذكر أنه منذ عملية السابع من أكتوبر جرى تخصيص أكثر من 14 مليار دولار كدعم عسكرى للكيان الصهيوني، وتم تحريك مجموعتين من حاملات الطائرات مزودتين بـ 150 طائرة حربية، كما تم تحريك غواصة نووية، وبالإضافة إلى ذلك جرى دعم سياسي كبير وصل إلى حد أن رأينا الرئيس الفرنسى " ماكرون" يبادر ويعلن عن استعداده لتشكيل تحالف دولي ضد حماس، على غرار التحالف الذى تم تشكيله من قبل ضد تنظيم داعش الإرهابى، وسارع رئيس وزراء بريطانيا "ريش سوناك" فأعلن تأييده ودعمه للاسرائيليين.
ونتساءل علام هذا الدعم الكبير لإسرائيل؟ وما الأسباب وراءه لا سيما أن إسرائيل من خلاله تبدو بوصفها الدولة الاستثناء التي يغمرها الغرب بكل ما تحتاجه، ويضفى عليها ولاء منقطع النظير، ولاء قد يصل إلى درجة القداسة؟ واليوم نقول فى معرض الرد على التساؤل:إذا عُرف السبب بطل العجب، وسيكون الجواب حاضرا، بل وسيكون التكالب على إرضاء إسرائيل مبررا عندئذٍ، إذ إن المحرك وراء ذلك هو مصلحة الغرب فى المنطقة، وإسرائيل هي النبتة الخبيثة التى تم زرعها فى المنطقة قسرا كى تكون أداة لتحقيق هذه المصلحة. وعليه فإن الحب والوله بالكيان الصهيونى لم ينبعا من فراغ، وإنما تحركهما المصالح المادية الكبيرة للغرب فى منطقة الشرق الأوسط.