مونداك: أصول ليبيا في خطر بعد كسب شركة قبرصية حكمًا قد يطالها
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
ليبيا- سلط تقرير إخباري نشره موقع أخبار “مونداك” الأميركي الضوء على تهديدات تلوح في الأفق قد تطال الأصول الليبية الموجودة بالخارج.
التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من مضامينه الخبيرة صحيفة المرصد أشار إلى لما كشف عنه قاض من المحكمة الجزئية الأميركية للمنطقة الجنوبية من ولاية نيويورك في الـ18 من سبتمبر الفائت بشأن مصير بعض من هذه الأصول.
ووفقًا للتقرير تحدث القاضي عن إمكانية قيام المستثمر الأجنبي بتقديم طلب الحجز أو التنفيذ في الولايات المتحدة على الأصول المملوكة للدولة الليبية رغم وجود قانون تحت مسمى الحصانات السيادية الأجنبية معمول به في الأراضي الأميركية.
وبحسب التقرير يمكن لمقدم الالتماس المعني حجز أو تنفيذ أحكام على الأصول الليبية لتحصيل حكم بقيمة 28 مليون دولار طالما مضت فترة زمنية معقولة من تاريخ الحكم بالدفع مؤكدا بروز هذه المعطيات رغم وجود إجراءات قانونية موازية جارية في المحاكم الفرنسية.
وتابع التقرير إن العام 2018 شهد حصول الشركة القبرصية “أولين” القابضة المحدودة للألبان والعصائر على قرار تحكيم من هيئة مختصة تم تشكيلها بموجب قواعد غرفة التجارة الدولية على خلفية قيام الدولة الليبية باستغلال أرض طورت الشركة عملياتها عليها.
وأضاف التقرير إن إجراءات الغرفة المستمرة على مدار 4 سنوات أسفرت عن حكم بمنح 19 مليونا و300 ألف دولار للشركة بالإضافة إلى التكاليف ضد دولة ليبيا بسبب خرقها لمعاهدة استثمار ثنائية بينها وبين قبرص.
وبين التقرير تأكيد الغرفة في قرار التحكيم الصادر في مارس من العام 2022 وجوب قيام الدولة الليبية بدفع 27 مليونا و760 ألفا و340 دولار بالإضافة إلى الفائدة لمقدم الالتماس القبرصي وهو ما أكدته محكمة أميركية في يوليو الفائت.
وأوضح التقرير إنه بعد مرور 15 شهرا من صدور الحكم الأولي المؤكد لقرار التحكيم قدم الملتمس طلبا في محكمة ولاية نيويورك للسماح بالحجز على ممتلكات ليبيا بالاستثناء من قانون الحصانات السيادية الأجنبية المتطلب انقضاء فترة زمنية معقولة بعد دخول الحكم حيز التنفيذ.
ونقل التقرير عن دولة ليبيا تأكيدها إن الإجراءات المتزامنة للطعن في قرار التحكيم الصادر لصالح الشركة القبرصية لا تزال مستمرة ما يحتم على المحكمة الأميركية إيقاف تنفيذ حكمها حتى انتهاءها فيما قالت الأخيرة أن هذه الإجراءات ليس لها تأثير.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قيام الليل؛ فهو مفتاحٌ بسيط، ولكن الله سبحانه وتعالى ذكَره في سياق بناء شخصيَّة عبادِ الرحمن. وأنت في قيام الليل كُن خائفًا من الله، خائفًا من عذابِه، مُلتجِئًا إليه سبحانه وتعالى؛ فإن هذا يجعلك تعيش في جوٍّ آخر غير الجوِّ الذي يريدون أن نعيش فيه، فتكون نفسُك لوَّامةً في بداية الأمر، ثم لا تزال ترتقي حتى تصيرَ راضيةً مرضيَّةً بعد ذلك، مطمئنَّةً في نهاية المطاف، كاملةً في سيرها إلى الله بعد ذلك.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية يموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أيها المؤمن.. هذه صفاتُ عباد الرحمن؛ تركوا المحرَّمات، وفعلوا الخيرات. هذه هي النفسُ البشريَّة التي أرادوا دَسَّها في أمَّارةٍ بالسوء، ولا يريدون لها تزكية، وهذه النفسُ البشريَّة التي رحم ربي فرضي عنها وأرضاها.
إذًا؛ نُقاوم ونصبر على ما قد جُبِلْنا عليه من توجّهٍ إلى الشر، ومن ميلٍ إلى الشهوات، وينبغي علينا أن نكون من المُزكِّين للنفس، وبدايةُ ذلك صلاةُ الليل؛ تُوقِع فيها الدعاء، فتلتجئ إلى الله.
ومن صلَّى الليل لا يفوتُه الفجر، ومن صلَّى الفجر كان في ذمَّة الله.
كلُّ هذه الأشياء تناساها كثيرٌ من الناس، واستيقظوا بعد فوات الأوان، وبعد شروق الشمس، ولا يدرون كيف أنَّ المسلم إذا استيقظ في تلك الساعة أصبحت نفسُه وَخِمَةً (أي ثقيلة)، والشيطان قد تَرَصَّد له. جَرِّبوا مع الله ما أمر الله به، وستَرَونَه بابًا قد فُتِح لكم؛ فيه الجمال، وفيه الراحة، وفيه الطمأنينة، وهو سهلٌ يشترك فيه كلُّ أحد، ليس صعبًا في فهمِه، ولا في تطبيقه، ولا مستحيلًا في ذاته.
أيها المسلمون.. هكذا علَّمنا ربُّنا في بناء النفس، ولم يعلِّمْنا أن نتبعَها ونتبعَ هواها؛ قال تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60].
يا عباد الله.. في هذا العصر الذي تتوالى فيه الأحداثُ تترى، يحتاج المؤمنُ منَّا إلى نفسٍ راضيةٍ مرضيَّةٍ مطمئنة، يواجه بها هذا البحرَ، بل هذه البحار من الظُّلُمات؛ الكيدُ هنا وهناك، وقِلَّةُ العقل، وقِلَّةُ الحكمةِ التي قال فيها الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269]،
وقد أصابت كثيرًا من الناس. وأنت في أشدِّ الحاجة في هذه الأوقات إلى تقوية علاقتِك مع ربِّك، وقيامُ الليل ليس بعيدًا عن الأحداث التي نحن فيها؛ فاستنجدوا بالدعاء في جوف الليل؛ فقد ورد: «والدعاءُ يَنفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنزِلْ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فيَلْقَاهُ الدُّعاءُ فَيَعْتَلِجَانِ (يتصارعان) إلى يومِ القيامة» (رواه الطبراني).
الدعاءَ، الدعاءَ؛ الفعَّالُ لما يريد هو الله، والذي يحمي عبدَه هو الله؛ نلجأ إليه كما لجأ إليه عبدُ المطَّلب فقال: هذه غنمي، وإنَّ للبيتِ ربًّا يحميه.
علينا أن نُحسِن العلاقة مع الله حتى نتقوَّى في السير في هذا العصر، وحتى نواجه هذا كلَّه؛ لأنه رُكامٌ (وهو جمعُ شيءٍ فوقَ آخر حتى يصيرَ رُكامًا) يُذهبه الله في لحظة. فنَدعو الله سبحانه وتعالى ألَّا يجعل مصيبتَنا في ديننا، وألَّا يجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا، وأن يُحبِّب إلينا يومَ لقائه، وأن يجعلنا شهداءَ في سبيله، وأن يُحبِّب إلينا هذا الأمرَ من الدين.