مشاركون في مؤتمر العلاج بالفن يؤكدون ضرورة انسجامه مع ثقافة المنطقة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أبوظبي في 25 أكتوبر /وام/ أكد المشاركون في فعاليات مؤتمر العلاج بالفن 2023، الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أهمية الخطوات التي يتم اتخاذها اليوم في طرح أساسيات العلاج بالفن بأسلوب مناسب لثقافة المنطقة، من أجل تحقيق أقصى فائدة ممكنة وجعله أكثر كفاءة وفعالية في تلبية احتياجات المجتمعات العربية.
وشكّل المؤتمر الذي نظمه مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية "إيواء" التابع لدائرة تنمية المجتمع، خلال الفترة من 17 إلى 18 أكتوبر الجاري، نقطة تحوّل في مجال العلاج بالفن في المنطقة؛ إذ أبرز دوره كأداة محورية لتحسين الصحة النفسية والعاطفية للإنسان.
وشاركت في المؤتمر الذي عقد تحت شعار "التمكين من خلال الإبداع"، نخبة من أهم المختصين في مجال العلاج بالفن، بحضور أكثر من 1020 مهتما و23 متحدثاً من أهم المختصين في المجال، فضلاً عن استقطاب 56 جهة مرموقة.
وقدّم المؤتمر ما يصل إلى 10 ساعات من ورش العمل التفاعلية الملهمة للمختصين، و6 أنشطة حيّة.
وقالت سعادة سارة شهيل، المديرة العامة لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية "إيواء": "على الرغم من أن العلاج بالفن بمفهومه المعاصر لا يزال جديداً في منطقتنا، فهو مستخدم منذ الأزل في شتىّ أرجاء العالم، ونحن نعتقد بأن مؤتمر العلاج بالفن الأول من نوعه في المنطقة، وغيره من الفعاليات المماثلة، يشكل فرصة مهمة لرفع الوعي بأهمية الفن كأداة لتحسين قدرة الإنسان على الشفاء، وقد لاقى هذا الحدث بالفعل إقبالاً كبيراً، واستقطب متحدثين من مختلف دول العالم، وكان منبراً لتبادل الأفكار والآراء، ومحطة نحو تطوير هذا المجال بما يعود بالنفع على الجميع".
من جانبه قال الدكتور عوض مبارك اليامي، وهو خبير مختص بالعلاج بالفن من المملكة العربية السعودية، ويعمل في هذا المجال منذ 30 عاماً: "أعتقد أننا سنشهد مزيداً من التقدم في هذا المجال في المستقبل، إذ يمكنني أن أرى بوضوح أنه يشهد تطورات مستمرة بالمقارنة مع ما كان عليه قبل 30 عاماً أو أكثر، حين بدأت العمل في هذا المجال، وأتوقع أن نرى شراكات مع الهيئات الحكومية والمؤسسات التعليمية وغيرها لبناء وتعزيز المعارف والخبرات بطريقة تخدم المجتمع بشكل أفضل".
بدورها قالت الدكتورة قمر بهبهاني، مؤسسة شركة "شور الاستشارية" وأول أخصائية معتمدة في مجال العلاج بالفن في الكويت: "هذا الحدث وما تضمنه من مشاركة للمعارف والخبرات هو محطة مهمة بالنسبة لنا، نحن المختصين بالعلاج بالفن، لاسيما وأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط. وأعتقد بأنه بداية لمرحلة جديدة ومشرقة، ولمزيد من الأبحاث والتطوير. إنه بداية لمزيد من الإبداع وبالتأكيد التعاون والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل".
ودعت الدكتورة بهبهاني إلى تأسيس رابطة المعالجين بالفن في الشرق الأوسط، وعقد مؤتمرات سنوية حول هذا الموضوع، وقالت: "نحن بحاجة لعقد مزيد من الفعاليات السنوية لضمان تبادل الخبرات والمعارف وتمكين المهتمين بالمجال من تعلم مهارات جديدة. كما أننا بحاجة لوجود منصة أو رابطة تمثل المختصين بهذا النوع من العلاج في منطقة الشرق الأوسط، والمناطق الأخرى حول العالم".
من ناحيتها أكدت سارة باول، أخصائية العلاج بالفن ومؤسسة مركز "ATIC" للطب النفسي والاستشارات في دولة الإمارات، أن المؤتمر يساعد على نشر الوعي بأهمية العلاج الفن، فهو أداة لمساعدة الناس على التواصل والتعبير عن أنفسهم من دون الكلمات.
وقالت: "من المهم أن نفهم الفوائد العلمية للعلاج بالفن، لدينا فئة كاملة في المجتمع غير قادرة على التعبير بالكلمات، ولذلك من المهم أن نفكر كيف يمكننا مساعدتهم، إن كان الحل هو فقط بالعلاج من خلال الحوار، فسنكون مقيدين في قدرتنا على مساعدة المرضى. وبالتالي فالعلاج بالفن هو وسيلة أخرى مفيدة للتواصل، وأعتقد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة فتحت الباب أمام بناء مستقبل أفضل لمجال العلاج بالفن، والذي يشهد نمواً وتوسعاً أكبر في المنطقة. ونعتقد بأننا سنرى مزيداً من التقديم والنمو في المستقبل".
من جانبها، تحدثت ناتاليا جوميز كارلييه، أخصائية العلاج بالفن المقيمة في الإمارات عن أهمية مراعاة العوامل الثقافية عند العلاج بالفن. وقالت: "أعمل أنا وسارة من أجل مواءمة طريقة عملنا لتتناسب مع ثقافة دولة الإمارات، فمثلاً حين نأخذ دراسة غربية ونحاول تطبيقها هنا، قد لا ينجح معظمها، وبعضها يكون غير مناسب للمنطقة من الناحية الثقافية، لذلك يجب أن نتعامل مع هذه الأمور بعناية كبيرة ونعمل على تعديل وتغيير أسلوب العلاج ليناسب الثقافة المحلية، ولا بدّ أن نمتلك الوعي الكافي لتقديم الأمور بطريقة تتوافق مع البيئة المحلية". من جهة أخرى، أعربت أخصائية العلاج الحسي الحركي بالفن الأسترالية كلير جيردن، عن سعادتها بالاهتمام الكبير الذي أبداه زملاؤها من المنطقة بمجال العلاج بالفن، وقالت: "سعيدة برؤية هذا المستوى من الاهتمام من زملائي المعالجين في المنطقة، وبمدى حماسهم وشغفهم بهذا المجال. وبحسب ما رأيته، أعتقد بأن المستقبل واعد وسنرى الكثير من الأبحاث الغنية في مجال العلاج بالفن".
وتضمن المؤتمر العديد من الجلسات الملهمة بمشاركة كبار المتحدثين، إلى جانب أربع ورش عمل تمحورت حول التعافي من الصدمات من خلال الرسم الموجه كمنهجية حسية حركية لتعزيز الوعي بالجسم، ودور الجانب الروحاني للعميل خلال علاجه بالفن في مسيرة التعافي من الصدمات النفسية، واستخدام العلاج الحسي الحركي بالفن لتطوير الخيارات الإبداعية ودعم العملاء، والعلاج بالفن المختصر القائم على إيجاد حلول.
وشهد المؤتمر عرض ما يقرب من 100 عمل فني لناجين من العنف والإيذاء والاتجار بالبشر، أوضحت رحلتهم الخاصة نحو الشفاء والتعافي من الصدمات.
ريم الهاجري/ إبراهيم نصيراتالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی المنطقة هذا المجال بالفن فی
إقرأ أيضاً:
«معهد الشارقة للتراث» يفتتح مؤتمر «التراث الشعبي بعيون الآخر»
الشارقة (وام)
انطلقت اليوم بمعهد الشارقة للتراث أعمال مؤتمر التراث الثاني تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، وذلك في مركز التراث العربي التابع للمعهد بالمدينة الجامعية في الشارقة.
حضر المؤتمر الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، وأبوبكر الكندي مدير المعهد، إلى جانب نخبة من الباحثين والخبراء والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها يمثلون أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.
ويستمر المؤتمر على مدى يومين ويتضمن أكثر من 40 مشاركة علمية من خبراء وأكاديميين يناقشون خلالها تجليات التراث الشعبي كما رآها الآخر من خلال أوراق بحثية وجلسات حوارية وورش عمل متخصصة.
منظور علمي
قال الدكتور عبدالعزيز المسلم، إن النسخة الثانية من المؤتمر جاءت تحت شعار (التراث الشعبي بعيون الآخر)، وهو عنوان يحمّلنا مسؤولية التأمل في الكيفية التي نُظر بها إلى تراثنا من قبل الآخر عبر القرون، سواء من خلال كتابات الرحالة أو دراسات المستشرقين أو الوثائق الأجنبية المختلفة.
وأضاف أن هذا المؤتمر لا يهدف فقط إلى استعراض تلك الرؤى بل يسعى إلى تفكيكها وتحليلها وإعادة قراءتها من منظور علمي ناقد يسائل ويوازن بين ما أنصف وما أغفل ويبحث في السياقات التي وُلدت منها هذه الصور الذهنية.
وأكد أن التراث الشعبي يشكّل جسراً للحوار الإنساني ومنصة لتقاطع الثقافات، لافتاً إلى أن التراث ليس ماضٍ ساكن بل هو حيّ في وجدان الشعوب ومصدر من مصادر الفهم العميق للذات والآخر معاً، ومن خلال هذه الفعالية نعيد تقديم تراثنا الشعبي بوصفه مادة للتفكير والتفاعل والانفتاح.
وأعرب المسلم عن تقديره لرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة للمؤتمر، التي تعكس إيماناً راسخاً بأهمية صون الذاكرة الجماعية، وتعزيز الحوار الثقافي مع العالم، وترسيخ الشارقة كمرجعية دولية في قضايا التراث والتعدد الثقافي.
وأضاف المسلم لقد أولت الشارقة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية كبرى للترجمة كجسر حضاري ومعرفي، ومنصة لتبادل الرؤى الثقافية بين الشعوب، واليوم نستعرض كيف تم تناول تراثنا الشعبي في كتابات المستشرقين والدراسات الأكاديمية والأعمال الفنية لنفهم كيف تشكّلت صورة التراث العربي في وعي الآخر، ونعيد تقديمها بوعي علمي متجدد يعزز من مكانة ثقافتنا في العالم.
تعزيز التفاعل
بدوره، أكد أبوبكر الكندي أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي ضمن جهود معهد الشارقة للتراث المستمرة في تعزيز التفاعل الثقافي والمعرفي حول التراث الشعبي العربي، وإبراز حضوره في وعي الآخر، وتطوير أدوات صونه وتوثيقه، حيث يعكس المؤتمر التزام المعهد بدعم البحث العلمي والشراكات الثقافية الدولية، التي تساهم في حماية التراث ونقله للأجيال القادمة، كما يؤكد حرص الشارقة على أن تكون منصة عالمية للحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
دعامة أساسية
أكد الدكتور سيف البدواوي، شخصية المؤتمر لهذا العام، أن الحفاظ على التراث يمثل دعامة أساسية للهوية الوطنية قائلاً «إن التراث يقوي انتماءنا للوطن، ويمنحنا دافعاً للعمل والبذل والعطاء، فهو ليس مجرد ماضٍ يُروى بل هو دروس وعبر تُضيء طريقنا للمستقبل».
وقال الدكتور منى بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد ومنسق المؤتمر، إن مؤتمر التراث يعبّر بجلاء عن توجهات معهد الشارقة للتراث الرامية إلى تحقيق الفارق على المستويين العلمي والتراثي عبر طرح موضوعات تكشف عن المشتركات الثقافية التي تجمع تراث العالم.
وأضاف أن الدورة الجديدة تسلط الضوء على صورة الشرق في مرآة الغرب من خلال قراءة معمّقة للمدونات الرحلية الغربية وما تحمله من تصوّرات وأحكام بهدف تعزيز الحوار والتفاهم مع الآخر لا من باب الفرض بل عبر جسور التواصل الثقافي.