نتنياهو يواجه خلافات بكيان الاحتلال حول غزة وأزمة داخلية جديدة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
صراحة نيوز – يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقادات حادة، حول الحرب على غزة وملف تحرير الأسرى من يد المقاومة الفلسطينية، وهو ما يُنذر باندلاع أزمة داخلية جديدة قد تهدد أركان الكيان المحتل.
ومثّلت عملية “طوفان الأقصى” مفاجأة صادمة لداخل الاحتلال الإسرائيلي، ليس على المستوى العسكري والاستخباراتي فحسب، بل على المستوى السياسي.
وكتبت رويترز، في وصف العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، أنها أسوأ اختراق لدفاعات الاحتلال منذ حرب تشرين الأول عام 1973.
وتسقط المسؤولية السياسية كاملة على عاتق التحالف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، هذا ما تكشف عنه استطلاعات أخيرة، مشيرة إلى أن 80% من الإسرائيليين يُحمّلون رئيس الحكومة مسؤولية ضربة الـ7 تشرين الأول.
ويواجه نتنياهو موجة انتقادات واسعة، يزيد من وطأتها مطالبات عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين تخطى عددهم 213، بالإفراج عن ذويهم المحتجزين لدى المقاومة.
وتنذر هذه الوقائع بأزمة سياسية داخلية جديدة في داخل الكيان المحتل بعد أسابيع قليلة من “أزمة المحكمة العليا” التي شهدتها حكومة الاحتلال.
ومنذ 7 تشرين الأول، يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية موجة انتقادات واسعة، تزداد تعقيداً مع كل يوم يمر من الحرب التي شنَّها على غزة، وتطول هذه الانتقادات عدة ملفات شائكة، من تحمُّل المسؤولية في الهجوم، إلى مساعدة أهالي مستوطنات غلاف غزة، إلى ملف الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
وفي تقرير حديث لها، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز، إن: “فشل نتنياهو في الاعتذار عمّا يعدّه الكثيرون أسوأ كارثة حلَّت منذ المحرقة أمرٌ يدعو للحيرة والاستغراب”.
ونقلت الصحيفة عن مؤلف السيرة الذاتية لرئيس الوزراء الإسرائيلي أنشيل فيفر، إن “نتنياهو وقح جداً نه يدرك تماماً أن هذه هي أكبر مأساة في تاريخ إسرائيل ومسيرته السياسية، لكن ّالاعتذار في نظره هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة، وهو لا ينوي الاستقالة”.
وكتب المحامي والحقوق الإسرائيلي إيتاي ماك، في مقال نشرته صحيفة هآرتس، أن “نتنياهو يمثل خطراً وجودياً على إسرائيل”، وأرجع ماك الهجوم الذي تعرضت له مستوطنات غلاف غزة، إلى السياسات اليمينية المتطرفة لرئيس الحكومة وائتلافه، وتجييش المستوطنين لارتكاب انتهاكات ضد عرب أراضي 1948 والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأردف الحقوقي الإسرائيلي بأن نتنياهو يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل في حال كانت خسائر حربه كبيرة، أو ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أرقام فلكية، وذلك ما سيتسبب في التفكك من الداخل، لأن “الجرائم الجسيمة ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة لا يمكن أن تؤدي فقط إلى عدد لا يُحصى من القتلى الفلسطينيين في غزة، بل إلى النهاية السياسية والأخلاقية لإسرائيل نفسها”.
من ناحية أخرى، ترتفع أصوات سكان مستوطنات غلاف غزة في وجه الحكومة الإسرائيلية، وفي رسالة كتبها رئيس بلدية مستوطنة نتيفوت، احتجَّ على نتنياهو بالقول: “الدولة تشرع في خطة طوارئ اقتصادية، بما في ذلك تقديم المنح للمستوطنات المحيطة، سكان نتيفوت لا يتلقون أي مساعدة خاصة، ويعاقَبون إذا ما طلبوا هذا الأمر مثل المستوطنات في المركز”.
وفي وقت سابق، هددت أسر الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، بالاحتجاج من أجل عمل الحكومة على إطلاق سراح مفقوديها في أسرع وقت، كما سبق أن اجتمع الأهالي بالرئيس إسحاق هرتسوغ، غير أن هذا لم يمنعهم من التظاهر أمام الإقامة الرئاسية، متهمين الحكومة بعدم الاستجابة لمطلبهم.
من ناحية أخرى، يواجه نتنياهو أزمة ثقة مع الجيش، وهو ما ظهر في الزيارات التفقدية التي قادها رئيس الحكومة لعدد من تشكيلات قواته العسكرية، حين هاجمه الجنود محمِّلين إياه مسؤولية الهجوم المباغت.
واضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إلغاء كلمة كان مقرراً أن يلقيها على الجنود بمركز عسكري في مستوطنات غلاف غزة، ذلك بعد أن تعرض لصِدام مع أحد الضباط، الذي شتمه ووصفه بالكاذب.
وفي تقرير لها، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن أن نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، وأن الحكومة الإسرائيلية اليوم تجد صعوبة في التوصل إلى قرارات بشأن التدخل البري في غزة.
وأضافت الصحيفة أن أزمة الثقة بين الجيش ورئيس الحكومة تشكل ضرراً آخر لما تسببت فيه عملية “طوفان الأقصى” داخل إسرائيل، ما يجعل من الصعب للغاية التركيز على الحرب واتخاذ القرارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو منع اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية في الشمال، على الرغم من توصية الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع بتنفيذها، وحسب شهادات مسؤولين سياسيين وعسكريين فإن الحكومة أصبحت الحلقة الضعيفة في اتخاذ القرارات الواجب اتخاذها. TRT
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: "كفى.. طفح الكيل! إسرائيل ترتكب جرائم حرب"
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً بعنوان "كفى، طفح الكيل! إسرائيل ترتكب جرائم حرب"، بقلم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.
وبدأ أولمرت بالقول إن حكومة إسرائيل تشنّ حالياً حرباً بلا غاية، وبلا أهداف أو تخطيط واضح، وبلا فُرَص للنجاح.
ورأى أولمرت أن إسرائيل منذ قيام دولتها لم تشنّ مثل هذه الحرب، قائلاً إن "العصابة الإجرامية" التي يرأسها بنيامين نتنياهو جاءت بسابقة لا مثيل لها في تاريخ إسرائيل في هذا الصدد.
واعتبر أولمرت أن العمليات العسكرية الأخيرة في غزة لا علاقة لها بأهداف الحروب المشروعة، إنما هي "حرب سياسية خاصة" ونتيجتها المباشرة هي تحويل قطاع غزة إلى "منطقة كوارث إنسانية".
ولفت رئيس الوزراء السابق إلى الاتهامات القوية التي وُجّهتْ، على مدار العام الماضي من حول العالم، إلى حكومة إسرائيل بسبب مسلكها العسكري في غزة، والتي تضمّنتْ اتهامات بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب.
"الحلقة المُفرَغة للحرب"
وقال أولمرت إنه، سواء في نقاشات عامة جرتْ داخل إسرائيل أو على منصّات دولية، رفض تلك الاتهامات بقوة رغم أنه لم يخشَ انتقاد الحكومة الإسرائيلية.
ودافع أولمرت بالقول إن إسرائيل لم تكن ترتكب جرائم حرب في غزة، وإذا كانت هناك أعمالُ قتْلٍ كثيرة قد وقعتْ، فإن أياً منها لم يكن بأوامر رسمية من الحكومة باستهداف مدنيين عشوائيا.
ونوّه أولمرت إلى أن أعداداً كبيرة من المدنيين الأبرياء قد سقطوا قتلى في غزة، على نحو يصعب تبريره أو قبوله – لكن كل هذه الأعداد كانت نتيجة "الحلقة المُفرَغة للحرب" على حدّ تعبيره.
ورأى أولمرت أن هذه الحرب المستعرة في غزة كان ينبغي أن تنتهي في مطلع عام 2024، قائلاً إنها مستمرة بلا مبرر، وبلا أي هدف واضح ولا رؤية سياسية لمستقبل غزة والشرق الأوسط بشكل عام.
وقال أولمرت إن الجيش الإسرائيلي، المكلّف بتنفيذ أوامر الحكومة، تصرّف في العديد من الوقائع بقسوة وبعدوانية مُفرِطة – إلا أنه فعل ذلك بدون أي أوامر أو تعليمات أو توجيهات من قيادة عسكرية باستهداف مدنيين عشوائياً.
"وعليه، وعلى حدّ علمي حتى ذلك الوقت، لم تكن هناك جرائم حرب قد ارتُكبت"، وفقاً لصاحب المقال.
"قبل أنْ تنبذنا الأمم ونُستدعى أمام الجنائية الدولية"
واستدرك أولمرت بالقول "إن ما نفعله الآن في غزة هو حرب تدمير: وقتْل إجراميّ للمدنيين بطريقة عشوائية ووحشية لا حدود لها".
وأضاف أولمرت: "ونحن إذْ نفعل ذلك، لا نفعله بسبب فقداننا السيطرة في قطاع محدّد، ولا بسبب انفعالات مُفرِطة من جانب بعض الجنود في بعض الوحدات القتالية، إنما نفعل ذلك نتيجة لسياسة حكومية – غير مسؤولة وخبيثة ومتعمّدَة".
وأكّد أولمرت: "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".
ولفت رئيس الوزراء السابق إلى أن هناك أصواتاً تتعالى بالفعل من حكومات صديقة لإسرائيل تنادي باتخاذ تدابير ملموسة ضد حكومة نتنياهو.
وتوقّع أولمرت لتلك الأصوات أن تتعالى أكثر وأكثر، لكنه في الوقت ذاته أعرب عن خشيته أن تكون النتيجة هي "عقاب ملموس موجّه ضد دولة إسرائيل" وليس ضد حكومة نتنياهو - متمثلاً في عقوبات اقتصادية ودبلوماسية مُضرّة.
وقال أولمرت إنه يعتقد أن "حكومة نتنياهو هي عدوّ داخليّ لدولة إسرائيل"؛ معتبراً أن هذه الحكومة أعلنت الحرب على دولة إسرائيل وسُكانها.
ورأى أولمرت أن "أياً من الأعداء الخارجيين لإسرائيل على مدى الـ 77 عاماً الماضية لم يُلحق بها ضرراً أكبر من ذلك الضرر الذي ألحقه بها ائتلاف نتنياهو الحاكم الآن – بما اشتمل عليه من شخصيات مثل إيتمار بن غفير، و بتسلئيل سموتريتش".
واختتم أولمرت بالقول: "لقد حان الوقت لكي نتوقف، قبل أنْ تنبذنا الأمم ونُستدعى أمام المحكمة الجنائية الدولية بتُهمة ارتكاب جرائم حرب، وليس معنا دفاع جيد. 'يكفي هذا، لقد طفح الكيل!'".