دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك في أن الموسيقى تهدّئ النفس لدى البعض.. لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Frontiers in Pain Research" الأربعاء، أظهرت أنه في وسعها تخفيف الألم الجسدي مؤقتًا.

وبحسب ما ذكره البحث، فإنّ الاستماع إلى الأغاني المفضّلة قد يقلّل من إدراك الناس للألم. ويبيًن البحث أن أكثر مسكنات الألم فعالية هي الأغاني العاطفية التي تتناول تفاصيل تجارب عاطفية وحلوة.

وقال باتريك سترومان، أستاذ العلوم الطبية الحيوية والجزيئية في جامعة "كوينز" بمدينة كينغستون، في محافظة أونتاريو الكندية، غير المشارك في الدراسة الأخيرة، لكنه أجرى بحثه الخاص حول العلاقة بين الألم والموسيقى: "إنها لا تحل محل تايلينول عندما تعاني من الصداع، لكن الموسيقى يمكن أن تساعد في التخلص من الصداع". وأشار إلى أنه بخلاف الأدوية الأخرى، ليس للاستماع إلى الموسيقى أي آثار جانبية أو مخاطر (فقط حافظ على مستوى الصوت عند مستوى معقول).

ودعت الدراسة الصغيرة 63 شابًا إلى إحضار اثنتين من أغنياتهم المفضلة، وكان الشرط الوحيد هو أن تكون مدتها 3 دقائق و20 ثانية في الحد الأدنى. كان أحد الاختيارين يمثل موسيقاهم المفضلة دومًا، والآخر يمثّل الأغنية التي سترافقهم على جزيرة نائية. كما طلب الباحثون من الشباب اختيار واحدة من سبع أغانٍ اعتبرها الفريق مريحة وغير مألوفة للمشاركين في الدراسة. وكان في إمكان اختيار المعزوفات السبع من: "Cotton Blues"، و"Jamaicare"، و"Légende Celtique"، و"Musique de Film"، و"Nuit Cubaine"، و"Reggae Calédonien"، و"Sega Mizik Kèr").

تأثير الأغاني الحزينة

وخضع كل شخص إلى فترة استماع مدتها 7 دقائق، حيث طُلب منهم التحديق في شاشة العرض أثناء الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديهم، أو إحدى الأغاني السبع المريحة (استمرت كل منها لمدة 6 دقائق و40 ثانية)، أو نسخة مشوشة من كليهما، أي الأغاني والأغنية الهادئة المختارة. وكانت الموسيقى المشوشة عبارة عن خليط صاخب من الأغاني الثلاث، مقطعة إلى أجزاء وتم خلطها عشوائيًا بحيث تفتقر إلى بنيتها الأصلية، أي كتلة واحدة مدتها 7 دقائق كان فيها الناس يجلسون بصمت. طوال الوقت، وقام الباحثون بإلصاق جسم ساخن، شبيه بإحساس الألم الناتج عن فنجان شاي ساخن يغلي على جلدك بالساعد الداخلي الأيسر للمشاركين.

عند تقييم تجاربهم، كان الأشخاص أكثر عرضة للإبلاغ عن شعورهم بألم أقل عند الاستماع إلى أغانيهم المفضلة مقارنة بسماع أغنية مريحة غير مألوفة أو الصمت. ولم تقلل الأغاني المجمّعة من الألم أيضًا، وهو ما اقترح المؤلفون أنه دليل على أن الموسيقى أكثر من مجرد إلهاء عن تجربة غير سارة.

مع توفر الملايين من الأغاني، يرجّح أنّ الأغنية المفضلة لشخص ما لا تشبه أغنية أخرى. بعد إجراء مقابلات مع المشاركين حول الأغنية التي أحضروها وتقييمهم للألم، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين استمعوا إلى الأغاني المؤثرة والحلوة شعروا بألم أقل مما كانوا عليه عندما استمعوا إلى الأغاني ذات الموضوعات الهادئة أو المبهجة.

وقال داريوس فاليفيسيوس، مؤلف الدراسة الرئيسي، وهو طالب دكتوراه بعلم الأعصاب في جامعة مونتريال: "إنها نتيجة رائعة للغاية. أعتقد أنه شيء أتعرف إليه وربما العديد من الأشخاص بشكل حدسي حول سبب استماعنا إلى الموسيقى الحلوة أو الحزينة أو حتى الروحية".

الموسيقى المحفزة للقشعريرة قد تخفف الألم

أفاد الأشخاص الذين استمعوا إلى الأغاني الحلوة والمرة أيضًا عن شعورهم بمزيد من القشعريرة والتشويق. وارتبط هذا الإحساس بانخفاض معدلات الانزعاج الناجم عن الألم الحارق الذي شعروا به في التجربة.

وقال فاليفيسيوس إنه يعتقد أن تلك القشعريرة الموسيقية يمكن أن تسبب هذه التأثيرات المسكنة للألم.

ورغم أنه لم يبحث في القشعريرة في هذه الدراسة، فقد افترض فاليفيسيوس أن هذه الأحاسيس قد تكون علامات على النبض الحسي. لمنع تحميل الدماغ الزائد بكل محفز حول الشخص، يقوم الدماغ بتصفية أي شيء يعتبره زائداً عن الحاجة أو غير ذي صلة. في هذه الحالة، قد يقوم الدماغ بضبط الموسيقى وتصفية بعض رسائل الألم الواردة. بينما لا تزال أجسادنا تشعر بالألم، فإن الرسائل التي تجعل عقلنا الواعي يدرك الألم قد لا يتم نقلها.

الموسيقىدراساتعلاج وأدويةنشر الجمعة، 27 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الموسيقى دراسات إلى الأغانی

إقرأ أيضاً:

جبريل سيسيه.. من نجومية الملاعب إلى عالم الموسيقى

في مشهد لم تعهده جماهير كرة القدم، ظهر جبريل سيسيه، المهاجم الفرنسي السابق ذو الأصول الإيفوارية والغينية، على خشبة أحد أهم المهرجانات الموسيقية في أبيدجان.

لم يكن سيسيه مرتديا قميصا رياضيا، بل حاملا معدّاته الموسيقية، ليؤدي عرضا صاخبا في مهرجان "صنداي" الشهير، حيث دمج إيقاعات الأفرو هاوس بأسلوب عالمي يعكس مسيرته المتنوعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أندية توجت بدوري أبطال أوروبا دون خسارةlist 2 of 2ريال مدريد يقلّد غريمه برشلونة في إعادة بناء "الملكي"end of list

سيسيه، الذي ولد في أغسطس/آب 1981 بفرنسا، هو نجل مانغيه سيسيه، الدولي الإيفواري السابق الذي تألق مع منتخب "الفيلة" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

ورغم انقضاء أكثر من عقد على آخر زيارة له إلى كوت ديفوار، حيث حضر جنازة والده عام 2009، فإن عودته الأخيرة كانت مختلفة تماما.

وبابتسامة تحمل كثيرا من الدفء، قال سيسيه عن ذلك: "عدتُ إلى وطني اليوم في ظروف أفضل، ضمن احتفالية. لقد حان وقت عودتي إلى الوطن".

اشتهر سيسيه خلال مسيرته الكروية بأسلوبه الجريء في اللعب ومظهره اللافت بشعره المصبوغ بألوان متعددة ووشومه الكثيرة، ولعب لأندية أوروبية كبرى، وهي ليفربول، ومرسيليا، وأوكسير، وباناثينايكوس، ولاتسيو، وساهم في فوز "الريدز" بدوري أبطال أوروبا عام 2005.

كما ارتدى قميص المنتخب الفرنسي في أكثر من 40 مباراة دولية، وشارك في نهائيات كأس العالم 2002 و2010.

إعلان

بدأ شغف سيسيه بالموسيقى في سن الـ14، عندما تعرف على منسق موسيقى في نادٍ صغير بجنوب فرنسا. لكن هذا الشغف ظل هواية جانبية حتى أعلن اعتزاله كرة القدم رسميا عام 2015، ليبدأ بعدها مسيرته الثانية في عالم الموسيقى.

سيسيه فاز بدوري أبطال أوروبا مع ليفربول عام 2005 (رويترز)

ويمزج الأسلوب الموسيقي لسيسيه بين أفرو هاوس، بايلي فانك البرازيلية والكومبيا، ويخلو تماما من موسيقى "الكوبي ديكاليه" السائدة في كوت ديفوار، وهو ما أثار فضول الجمهور المحلي.

وقد نال أداؤه في مهرجان "صنداي" إعجابا كبيرا، لا سيما أنه تعاون سابقا مع الفنانة النيجيرية نينيولا، وأثار اهتمام شركة "هاير غراوند" التابعة للدي جي العالمي "دبلو".

ويرى سيسيه في أبيدجان فرصة لإطلاق مشروعه الموسيقي على مستوى القارة الأفريقية، إذ يعمل على توسيع نطاق علامته الخاصة في أزياء الشارع "مستر لينوار"، ويخطط للتعاون مع فنانين محليين لتقديم إنتاج موسيقي مشترك.

كما عبّر عن رغبته في تنظيم حفلات داخل ملعب كرة القدم التابع للمعهد الوطني للشباب والرياضة في العاصمة الإيفوارية.

ورغم انشغاله بالموسيقى والأزياء، فلم يغفل سيسيه جذوره الكروية، إذ أعرب عن استعداده لمشاركة خبراته مع اللاعبين المحليين.

وعن ذلك يقول: "أود أن أرد لكرة القدم ما قدمته لي من خلال مشاركة نصائحي حول أسلوب لعبي ومهاراتي، ولكي يتحقق ذلك، يجب أن ترغب السلطات والأندية الإيفوارية في التعاون معي".

مقالات مشابهة

  • المركز الدولي ينشر دراسة رائدة بعنوان «الشهادة الشفوية بين التوثيق التاريخي والإثبات القانوني والتجريم»
  • جبريل سيسيه.. من نجومية الملاعب إلى عالم الموسيقى
  • لجنة الاستئناف تخفف عقوبة رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة لنادي الزوراء
  • دراسة: نصف الشباب يفضلون عالمًا بلا إنترنت
  • 5 دقائق من الإعلانات تدفع الأطفال لاستهلاك 130 سعرة إضافية يوميًا!
  • تحذير.. هذا المشروب يسبب السرطان.. دراسة جديدة تكشف التفاصيل
  • دراسة صادمة: مشروبات الطاقة قد ترتبط بمرض خبيث يهدد الحياة
  • دراسة جديدة: مكملات فيتامينات B قد تبطئ تطور مرض الجلوكوما
  • دراسة تكشف دور منتجات الألبان في تنظيم مستويات السكر لدى النباتيين
  • دراسة بحثية لـ «تريندز»: جولة ترامب تبرز التحول نحو الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية