بعد "المعمداني".. كيف يمهد الاحتلال لمجزرة جديدة في مستشفى الشفاء بغزة؟
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
تصريحات إسرائيلية تشير إلى استخدام حماس لمستشفى الشفاء في قطاع غزة بشكل عسكري، تمهد لوقوع كارثة أخرى داخل القطاع الصحي في فلسطين بعد جريمة مستشفى المعمداني التي راح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين.
لكن التصريحات الإسرائيلية ردت عليها حركة حماس بأنها ذريعة لقصف المستشفى المدني والذي يضم آلاف النازحين والمرضى والجرحى.
الدكتور عدنان البرش، استشاري ورئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء في غزة، قال إنهم يتلقون تهديدات من قوات الاحتلال بقصف المستشفى وضرورة إخلائها على مدار الأيام الماضية.
وأضاف "البرش" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن المستشفى لا يستخدم كقاعدة لحماس كما يذكر الاحتلال الإسرائيلي وكل ما يوجد به جرحى ونازحين بآلاف.
وأكد رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء في غزة أن المستشفى يكتظ بآلاف من النازحين والمئات من المرضى والمصابين حيث يهرب الأهالي من القصف على المنازل إلى المستشفيات معتقدين أنها أماكن مؤمنة ومحمية لكن العدو يستهدف المستشفيات في سابقة غير معهودة.
ينتظر مستشفى الشفاء مصيرا مشابها لمصير مستشفى المعمداني: قبل أسبوع هدد جيش الاحتلال إدارة المستشفى بالقصف وطلب إخلائها لكن الجميع أكدوا أنه لا إخلاء للمستشفى سوى على أجسادهم وكل يوم يجدد الاحتلال تحذيره وباقي مستشفيات غزة تم إنذارها.
أغلب كل ما يوجد بالمستشفى حسب الدكتور "البرش" من النساء والأطفال وفي حالات طبية أو إنسانية صعبة.
وأصدرت حركة حماس بيانا للرد على ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي قائلة إن مجمع الشفاء الطبي يوجد فيه آلاف الجرحى والمصابين الذين يتلقون خدمات طبية وجراحية خطيرة نتيجة الهجمات الصاروخية المستمرة على غزة.
وبحسب بيان حماس، يوجد بمستشفى الشفاء الطبي نحو ٧٠ ألف نازح يحتمون فيه من العدوان وتعمد الاحتلال قتل المدنيين.
وحول ما يثار بشأن استخدام المقاومة للوقود، أكدت حماس أن منظمة الأونروا هي المسؤولة عن توزيع الوقود للمستشفيات والمؤسسات الخدمية وأن الاحتلال يريد من هذه الأكاذيب التمهيد لارتكاب مجزرة جديدة في الشفاء على غرار مجزرة المعمداني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة مستشفى الشفاء مستشفى المعمداني جيش الاحتلال الإسرائيلي حماس قطاع غزة مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
حماس تحمّل واشنطن مسؤولية الدم بعد مجزرة صحفيين بغزة
في صباحٍ دامٍ جديد في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق الجسم الصحفي الفلسطيني، بعدما قصفت مجموعة من الصحفيين أثناء تواجدهم في ساحة المستشفى الأهلي المعمداني بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد الصحفيين سليمان حجاج، وسمير الرفاعي، وإسماعيل بدح، وإصابة آخرين بجراح وُصفت بالخطيرة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن حركة "حماس".
البيان اعتبر الجريمة "استهدافًا مباشرًا للصحفيين الفلسطينيين"، في سياق سياسة ممنهجة تمارسها حكومة الاحتلال لكتم الصوت الفلسطيني، ومنع توثيق المجازر اليومية التي تُرتكب في القطاع، وخاصة داخل المراكز الطبية التي باتت مساحات للنزف والبث المباشر معًا.
جريمة حرب مزدوجة.. بين الكاميرا والمستشفى
"حماس" وصفت ما جرى بـ"جريمة حرب مركبة": من جهة، استهداف طواقم صحفية مدنية محمية بموجب القانون الدولي، ومن جهة أخرى، قصف منشأة طبية تُعد وفق اتفاقيات جنيف من المحرمات العسكرية حتى في أوقات النزاع.
وفيما تنشغل الدبلوماسية الدولية بصياغة "بيانات قلق"، يستمر الاحتلال في استهداف من يحاول توثيق الحقيقة، في محاولة واضحة، وفق البيان، لـ "طمس الرواية الفلسطينية، وتغليب رواية القاتل".
فيتو أمريكي.. وغطاء للدم
بلهجة شديدة، حمّلت الحركة الإدارة الأمريكية "المسؤولية السياسية والأخلاقية المباشرة" عن تصاعد جرائم الاحتلال، في ضوء استخدامها الفيتو قبل يوم فقط في مجلس الأمن، لإفشال مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة.
وأشارت "حماس" إلى أن هذا الفيتو لم يكن سوى "ضوء أخضر لنتنياهو" لمواصلة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ولإسكات من يفضح الجرائم على الهواء مباشرة.
أين مؤسسات الحماية الدولية؟
في دعوتها للمجتمع الدولي، طالبت "حماس" الأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للصحفيين، وبقية المنظمات الحقوقية، بتحرك عاجل لمحاسبة الاحتلال على "الانتهاكات المتواصلة ضد الصحفيين والمدنيين، ومرافق العمل الإنساني".
ورغم التوثيق المستمر للانتهاكات بحق الإعلاميين، لا تزال الاستجابة الدولية خجولة، وسط اتهامات متزايدة بازدواجية المعايير في التعامل مع الضحايا بحسب جنسياتهم أو انتمائهم السياسي.
كسر العدسة لدفن الحقيقة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، تحول الصحفيون الفلسطينيون إلى أهداف مباشرة، حيث قُتل أكثر من 150 صحفيًا وفق بيانات حقوقية، ما يجعل من حرب غزة أكثر النزاعات دموية بحق الإعلاميين في القرن الحادي والعشرين.
ويرى محللون أن استهداف الإعلام لا يتم فقط بغرض التخويف أو "الخطأ العملياتي"، بل كجزء من "استراتيجية أمنية إسرائيلية" هدفها الأساسي السيطرة على السردية، وإبقاء الساحة مفتوحة فقط أمام الرواية الرسمية الإسرائيلية أو المروّجين لها.