لبنان ٢٤:
2025-05-09@22:39:41 GMT

هذا أخطر ما في الحروب

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

هذا أخطر ما في الحروب

أخطر ما في الحروب هو فكرة الاعتياد عليها وما فيها من بشاعات وقذارات، ومآسٍ، وويلات، وكوارث. فكما يعتاد السجين على سجنه، وتنشأ بينه وبين سجّانه علاقة لم يستطع العلم النفسي تفسيرها علميًا، وإن كانت مرتبطة بما يُعرف بـ "متلازمة ستوكهولم"، كذلك الأمر بين المعتدي والمُعتدى عليه، بحيث يصبح هذا الاعتياد نوعًا من أنواع الصمود والدفاع عن النفس.

       ففكرة الاعتياد على الحرب قد تنتقل عدواها من ساحات القتال إلى الساحات الإعلامية، بحيث لا يعود الخبر عنها مع مرور الوقت يحتّل المقام الأول في نشرات الأخبار والتعليقات والتحليلات. وأكبر دليل على ما يحدثه هذا الاعتياد هو ما نلاحظه من تلاشي الاهتمام بما يجري على أرض أوكرانيا، حيث لم يعد أحد يسمع شيئًا عمّا يحصل فيها، بينما كانت أخبارها تتصدّر عناوين الصحف على ما عداها من أخبار أخرى قبل اندلاع الحرب على غزة.     فما يحصل في غزة من مجازر وإبادة جماعية منذ 22 يومًا من دون انقطاع لا يمكن الاعتياد عليه سوى بالنسبة إلى العالم المنغمس حتى أذنيه في ما هو مرسوم لقطاع غزة في الدرجة الأولى، وللضفة الغربية لاحقًا، وربما لما يخطّط له العدو لجنوب لبنان في مراحل متقدمة. فهذا العالم الذي يصمّ آذانه عن أنين الأطفال والنساء والشيوخ في غزة المدمرة، والذي يشيح بنظره عن مشاهد القتل الجماعي والممنهج، مع توالي سقوط الشهداء والمصابين، وقد بلغت أعداهم الآلاف، لا يقيس الأمر بميزان العدالة وحقوق الانسان، وبالأخص حقوق الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل أن يكون له وطن يعيش فيه بحرية وأمان وسلام.    وهذا الأمر لن يتحقّق إلا عندما يتوقف صوت المدفع، وتُردع آلة القتل الجماعي، وعندما يقتنع هذا العالم بأن هناك شعبًا يستحق الحياة كسائر شعوب العالم، وعندما يتغّلب منطق العقل على المنطق القائم على التصفية الجسدية، وعندما يعرف الجميع أن الدّم المهدور في غزة يستسقي المزيد من الدماء والجراح، أو عندما تسود العدالة الإنسانية، شمالًا وجنوبًا، بكل ما ترمز إليه.    فالحّل لن يكون بتهجير أهل غزة وأهل الضفة إلى المجهول، بل بالعودة إلى مبادرة السلام، التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز من بيروت، والتي تطالب بسلام عادل وشامل، قوامه "حلّ الدولتين". فمن دون هذا الحلّ، وهو الوحيد، لن يكون سلام لا في فلسطين، ولا في لبنان، ولا في إسرائيل، ولا في أي مكان من العالم. 
وما بدأنا نشهده من هجمات ضد المواقع الأميركية في المنطقة ليس سوى البداية، وإن يكن الحفاظ على الحالة القائمة منذ اندلاع الحرب وحتى اللحظة هو السائد حاليًا، من خلال استهداف "حزب الله" المحدود للمستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، مع الإبقاء على دور داعم للفصائل الفلسطينية في لبنان وتمكينهم من القيام بعمليات ضد إسرائيل سواء بإطلاق الصواريخ أو محاولات التسلل.    فهذا "الستاتيكو" لا يعني بالضرورة انتفاء فكرة اندلاع حرب واسعة على الجبهة الجنوبية، ولكن الاتصالات التي يقوم بها لبنان مع عواصم القرار كشفت بما لا يقبل الشك بأن كلًا من "حزب الله" والعدو الإسرائيلي يحسبان جيدًا ما يمكن أن ينتج عن هذه الحرب من خسائر في البشر قبل الحجر، مع أهمية ما للبشر من قيمة إنسانية سامية أولًا، ومن ثم ما للحجر من قيمة اقتصادية، لأن جميع الأطراف مأزومون، وستكون النتيجة كارثية على الجميع، خصوصًا أن أعداد الشهداء، الذين سقطوا للحزب منذ بداية المناوشات، قد تخطّت المعدلات النسبية قياسًا إلى أعداد لشهداء الذين سقطوا في حرب تموز، ولم تكن مجرد مناوشات. وهذا ما تدركه القيادة العسكرية في المقاومة، وتعمل بكل الإمكانات المتاحة والمتوافرة لتلافي هذا الأمر قبل بدء أي معركة كبرى. فهل تبدأ؟ 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تشريح :الصراع بين (باكستان والهند) هو احد فصول العالم الجديد!

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا : جميعنا نعرف فمنذ سنوات قليلة يعيش العالم “ومنطقتنا جزء منه”مخاض تشكيل العالم الجديد الذي معالمه ان يكون متعدد الأقطاب بدلا من القطب الواحد الاميركي الذي كان سببا في الكثير من مشاكل العالم ومشاكل منطقتنا والعراق احد ضحاياه .وهناك استراتيجية راسخة ومعروفة وهي ما ان يرحل عالم فيأتي بمكانه عالم جديد له سماته وملفاته وأزماته وعناوينه الجديدة “وهنا نتكلم في السياسة “.ولكن لا يولد هذا العالم الجديد إلا بعد حرب عالمية. فبعد الحرب العالمية الاولى ولد عالم جديد ،وهكذا بعد الحرب العالمية الثانية ولد عالم جديد آخر والتي ولدت من رحمه اتفاقية سايكس بيكو ، والحركة الصهيونية ، وتقسيم العالم بين قطبين … الخ .
ثانيا :-وقد يسأل سائل :-كيف تتحدثون عن ولادة عالم جديد ولم تحصل حرب عالمية ثالثة ؟
الجواب : نحن أصلا نعيش أجواء وفصول الحرب العالمية الثالثة “ولكن هذه المرة ” اصبحت على فصول وفي اكثر من مكان ومن فصولها :-
أ:-كوفيد ١٩ ” وباء كورونا ” هو احد فصولها لتدمير اقتصاديات ونفوس العالم، وفرض أنظمة وأخلاقيات جديدة في العمل والاقتصاد وفي المجتمعات وفي العلاقات بين الدول … الخ !
ب:- الحرب الروسية – الاوكرانية هي فصل من فصول الحرب العالمية الثانية.وما يسمى بالربيع العربي هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة
ج:- الصراع المتقطع بين إيران وكل من إسرائيل والولايات المتحدة وانتقالها إلى تقطيع سلسلة حلفاء إيران في الشرق الأوسط والتي لازالت جارية هذا كله احد فصول الحرب العالمية الثالثة !
د:- احداث السابع من اكتوبر ( طوفان الأقصى ) هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة … وكذلك ماحصل وسيحصل من تطبيع بين إسرائيل ودول عربية ، ومايحدث في السودان وسوريا حاليا هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة . وولادة الشرق الأوسط الجديد الذي نعيش فصوله !
هـ:-مجيء رئيس أميركي لا يتفاهم وهو ترامب ( عينه على جائزة نوبل) والعين الأخرى على ترتيب العالم ليضمن حصة اميركا القوية في العالم الجديد هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة والرجل بغضون 100 يوم سبّبَ صداعا للعالم اجمع من الصين إلى لبنان، ومن كندا إلى الدنمارك، ومن بنما إلى اليمن، والفصول الأخرى قادمة وسوف ( تشمل التغيير السياسي في العراق ) وقريبا جدا !
ثالثا : ونتيجة ما تقدم انفتحت شهية الدول الكبيرة للتوسع على دول اخرى لضمان بقاءها قوية وكبيرة في العالم الجديد وهناك امثلة حول ذلك:
أ: روسيا توسعت فقضمت شبه جزيرة القرم وربع مساحة أوكرانيا ، واخذت موقعا استراتيجيا في سوريا وفي ليبيا وفي أفريقيا ..وتحالفت مع ايران وكوريا الشمالية والصين !
ب:-تركيا توغلت في ليبيا ومن ثم قضمت سوريا وبعض المناطق من العراق لتسجل نفسها الدولة القوية في العالم الجديد
ج:- إسرائيل هي الأخرى توسعت فقضمت غزة وتحاول قضم سيناء خصوصا عندما استولت على محور فيلادلفيا وتخطط لشق قناة ” بن غوريون ” لتكون قناة بديلة عن قناة السويس والهدف ضرب الاقتصاد المصري . ومن هناك استباحت الأراضي السورية والسماء السوري واصبحت تبعد مسافة قليلة عن قلب دمشق العاصمة وهناك حالة توسع نحو الضفة ثم الأردن لتحقيق اسرائيل الكبرى !
رابعا : وهذه الولايات المتحدة التي اعلنتها بلا خجل انها ستقضم (كندا ، وبنما ، وخليج المكسيك ، وغرينادا التابعة للدنمارك ، وبعد ان قضمت البحر الاحمر هذه الايام ، وهاهي وبدون خجل تفرض إتاوات على قناة السويس وسوف تسيطر على باب المندب، وتريد اخذ ارض غزة ) ومن هناك تريد التوسع في القطب وكذلك تصر لن تعطي تايوان للصين …. الخ !
خامسا :- المهم …ولكي لا نبتعد عن صلب المقال نعود إلى الصراع الذي تفجر من جديد بين الهند وباكستان !
أ: يعتبر هذا المثلث والمتكون من ( الهند وباكستان وبنغلادش) مثلث يجلس على براميل من البارود وليس برميل واحد . وان السلام فيما بين هذه الدول الثلاث هو سلام قلق على مر العقود بسبب الخلافات (التاريخية والعقائدية والدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية ) لانه بالأصل كانت جغرافية هذه الدول واحدة وتقسمت فيما بعد .
ب:- ناهيك ان موقع الهند وباكستان من الناحية الجغرافية معقد جدا ومخيف لأنهما تقعان بالقرب من دول عظمى فيما بينها تنافس وسباق في كل شيء فيما تكلمنا عن الصين وروسيا . ناهيك ان هناك تنافس شديد بين الهند وباكستان في خطوط الطاقة والاقتصاد وخطوط الحرير القديمة والجديدة النازله نحو بحر العرب .ناهيك ان الهند حليف إلى امريكا واسرائيل، وباكستان حليف إلى الصين .
ج:- وعلينا ان لا نقفز عن نقطة الخلاف التاريخية والنفسية والجيوسياسية والديموغرافية وهي ( قضية كشمير ) هذا الاقليم الكبير جدا والغني بالثروات ناهيك عن موقعه السياحي والاستراتيجي الذي نفوسه باكثرية مسلمه تحكمها اقلية هندية متطرفة .
د:- والغريب في الموضوع ايران المسلمة متحالفة مع الهند ضد باكستان ، وافغانستان تتوجس من باكستان وايران ، وبنغلادش بينها وبين الهند مشاكل وكراهية واضيف اليها موضوع لجوء رئيسة بنغلادش إلى الهند اخيرا وعدم تسليمها من قبل الهند وهي ( الشيخة حسينة ) … وبين الهند والصين مشاكل حدودية وسياسية وامنية ناهيك عن الكراهية فيما بينهما، وبين باكستان والصين علاقات استراتيجية ..والهند وقعت اتفاق استراتيجي مع روسيا اخيرا ( هل رأيتم عمق التشابك والخلافات؟)
سادسا:
أ:-الهند في قناعتها عندما تكسر شوكة باكستان( وهي مصلحة إيرانية افغانية اسرائيلية )سوف توجه ضربة استراتيجية واقتصادية للصين وحينها يتنال رضا الولايات المتحدة ودعمها حسب الحسابات الهندية . ( ان لم يكن من تحت الطاولة هناك اتفاق بين واشنطن ودلهي اصلا)
ب:- وبعد ذلك تستطيع الهند وبكل سهولة قضم ( كشمير ) للابد.. وقضم أراضٍ من بنغلادش الضعيفة واعادة نظام الشيخة حسينة في بنغلادش .وربما تبتلع الهند فيما بعد النيبال وصولا إلى سيرلانكا التي تعيش اقتصادا متدهورا ( وايضاً ستكون ضربة للصين في سيرلانكا)
الخلاصة :
أ:-كل ماتقدم هو فصل من فصول الحرب العالمية الثالثة والجارية . وان هذه الفصول هي من مخاض ولادة العالم الجديد والذي اهم عناوينه ( القوي يأكل الضعيف ) اي الدول القوية ستقضم الدول الضعيفة او الصغيرة ( وهذا ما يحدث قبيل ولادة كل عالم جديد ) اي حصل بعد الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية ….
ب:-ومن هنا تحاول الكويت على سبيل المثال قضم خور عبد الله ولكننا نذكرهم بأهزوجة ثورة العشرين ضد الإنجليز وعلى لسان اجدادي مفجري الثورة وهي ( الماگدرنه أيغص بينه ) !
ج: وحتى السعودية اثارت موضوع جزيرتي تيران وصنافير اللتان تقعان في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر. تحت إدارة مصر . فأثارت مشكلة حاليا بين مصر والسعودية !
سمير عبيد
٧ مايو ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • بشأن الانتخابات... فرنجية يدعو للالتزام بهذا الأمر
  • رسالة من شيخ الأزهر إلى الهند وباكستان: أوقفوا الحرب
  • خبير أمني: الشائعات أصبحت أخطر الأسلحة غير التقليدية المستخدمة في حروب الجيلين الرابع والخامس
  • شيخ الأزهر يدعو الهند وباكستان للتحلِّي بالحكمة.. ويؤكد: العالم لا يحتمل مزيدًا من الحروب
  • إعلام إسرائيلي: ترامب ترك تل أبيب وحيدة في مواجهة الحوثيين
  • بعد البابا فرنسيس.. من يكون الخليفة رقم 267 للقديس بطرس في الفاتيكان؟
  • بطولة لاأدعيها واتهام لاأنكره
  • تشريح :الصراع بين (باكستان والهند) هو احد فصول العالم الجديد!
  • أميركا وروسيا وإسرائيل.. ما السر وراء فشل الجيوش القوية في حروبها؟
  • نتائج الحروب العالمية الثلاثة