بعيدا عن البكائيات والمراثى، وهروبا من الولولة الدائمة، ولعن ضمير العالم الغائب الناعس على الوحشية والهمجية الصهيونية، يجب التفكير فى إجراءات عملية لمواجهة ما يحدث فى فلسطين من قتل وتشريد وتهجير.
لا أتحدث عن حرب، فذلك هو الطرح السهل للمتثاقفين العرب الذين يجلسون فى مقاعد الفرجة، يدخنون، ويثرثرون، ويوزعون الخيانات، ويشككون فى النوايا، ثم ينؤون بأنفسهم عن غبار أى معركة.
ببراجماتية أفكر فى الإجراءات العملية الممكنة، سياسة ودبلوماسية وإعلاما وحشدا وضغطا وتفاوضا تحت هدف وحيد هو وقف العدوان على الفلسطينيين، ووضع حد لعمليات الإبادة المتعمدة.
نحن فى حاجة أولية لتوثيق المذابح ونشرها بلغات غير العربية لنؤثر فى شعوب العالم، فمشكلتنا منذ عقود أننا نخاطب أنفسنا فقط، ونتحدث إلى بعضنا البعض، ولا نلتفت لهذا العالم الفسيح المتنوع المتمدد والذى لا يعرفنا.
قولوا لى كم فيلما عالميا تم إنجازه عن المأساة الفلسطينية؟ وكم مفكرا عالميا (بخلاف الاستثنائى إدوار سعيد) طرح القضية على حقيقتها أمام العالم الغربي؟ كم رواية لروائى عربى له ترجمات باللغات الأخرى قدمت القضية أو خلفياتها على وجه الحقيقة؟
لقد كتبت إسرائيل حكايتها الكاذبة وروجتها بأفلام عظيمة، وإبداعات ساحرة، بينما اكتفينا نحن بالفرجة وتأنيب العالم الغربى على موقفه، رغم أننا لم نقدم له روايتنا عن المأساة.
ما يمنعنا أن نفعل كما فعلت إسرائيل فى الهولوكست، بعمل قوائم لمجرمى الحرب، وعقد محاكمات صورية لهم فى المؤسسات الشعبية مثل النقابات والاتحادات، واعتبار جرائمهم لا تسقط بالتقادم، وملاحقتهم والتشهير بهم فى كل مكان يذهبون إليه؟
لو كنت صاحب قرار فى أى دولة عربية لسافرت إلى كل عاصمة غربية بدءا من واشنطن، إلى لندن، وباريس، وموسكو داعيا وضاغطا ومفاوضا من أجل السلام. إن ربط مصالح العالم العربى بالعالم من خلال الموقف من السلام فى الشرق الأوسط هو ربط منطقى ولازم، خاصة لو تجاوز الخطاب حدود النخب الغربية واتسع ليشمل المجتمعات.
لو كان لدى سلطة لانفتحت على يهود العالم فى كل مكان عدا إسرائيل، داعيا إياهم للتبرؤ من تكرار الهولوكست النازى على أيدى الصهاينة ضد الفلسطينيين، ولأثبت لهم عمليا أن ممارسات إسرائيل تسىء إلى الدين اليهودى السماوى بما فيها من قيم عظيمة.
لو كنت ثريا عربيا لمولت حملات إعلانية فى الواشنطن بوست، والتايمز، ولوموند، وكبرى صحف العالم، وفى مواقع التواصل الاجتماعى، لمخاطبة منظمات السلام ومؤسساته ومجتمعاته لبذل كل جهد من أجل وقف المذابح ضد الأبرياء. فليس صحيحا أن الغرب كله شر، وأن حكوماتهم وشعوبهم سواء فى التوجهات والسياسات، إيمانا بأن الرهان على المجتمعات المدنية فى الغرب كثيرا ما يؤتى ثماره.
إننا يجب أن نراهن أيضا على المؤمنين بالسلام فى إسرائيل، ونستهدفهم بخطابنا القائم على أن الأمن لن يتحقق أبدا لأجيالهم القادمة إلا بإعادة الحق إلى أصحابه، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأن هذا لن يكلفهم شيئا، وسبق أن قارب التحقق بالفعل فى مفاوضات كامب ديفيد الثانية لولا استفزازت من بعض أطراف التفاوض الإسرائيلى.
وأتصور أننا فى لهاث دائم من أجل تقديم مساعدات غير مسبوقة لفلسطين وشعبها وأهلها تتجاوز فكرة دعم الفصائل والحركات إلى تنفيذ المشروعات التنموية مباشرة، والإنفاق على الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية فى مناطق الحكم الذاتى، تحت لواء سلطة شرعية واحدة تمثل الشعب الفلسطينى وتمثل مصالحه الحقيقية.
والآن وغدا ودوما.. يجب أن ننصر كل مظلوم، وندعم كل مكروب، وندعو لكل مقهور، ونوظف كل قوانا من أجل الحق.
والله أعلم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
تقنيات Microblading وNanoblading لرسم الحواجب..كيف حلّت مكان التاتو؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهد عالم التجميل تطورًا ملحوظًا بتقنيات رسم الحواجب في السنوات الأخيرة، ما ساهم في إحداث نقلة نوعية في كيفية إبراز ملامح الوجه بشكل أكثر دقة ونعومة.
تمكنت هذه التقنيات الحديثة مثل الـMicroblading والـNanoblading ، من أن تكتسب جماهيرية واسعة في العالم العربي، ليس فقط كصيحة جمالية عابرة، بل كحلّ عملي يدوم لفترة طويلة ويُسهم في تعزيز الثقة بالنفس، ويعود هذا الإقبال الكبير إلى الدور الأساسي الذي تؤديه الحواجب في تحديد ملامح الوجه، وإبراز جمال العين ونظرتها.
View this post on InstagramA post shared by Hoda Dagher - هدى داغر (@hodadagher)
رغم اختلاف التسميات، إلا أن خبراء التجميل أظهروا الفروقات الدقيقة بين هذه الأساليب، إذ شرحت هدى داغر، وهي خبيرة الحواجب التي ارتبط اسمها بإطلالات أبرز النجمات والإعلاميات في العالم العربي، عبر صفحتها الرسمية على "إنستغرام" أن "تقنيتَي الـMicroblading والـNanoblading هما في الأساس التقنية ذاتها، إلا أن الفرق يكمن في حجم الإبرة؛ إذ تُستخدم في الـNanoblading إبرة أرفع وأكثر دقة".
وأضافت داغر أن الجلسة تستغرق ما يتراوح بين 40 و45 دقيقة، وتشمل التخدير، وأخذ القياسات الدقيقة، ثم رسم الشعيرات بشكل احترافي.
تمتد نتائج هذه التقنية عادة بين 12 و18 شهراً، بحسب نوع البشرة.
View this post on InstagramA post shared by Hoda Dagher - هدى داغر (@hodadagher)
وقالت إن التجربة بحد ذاتها سهلة وغير مؤلمة، لكنها ذكرت بضرورة الالتزام بعدد من التعليمات قبل الجلسة وبعدها، إذ يجب استشارة خبيرة الحواجب لاختيار الشكل المناسب بحسب ملامح الوجه والعين، والتوقف عن استخدام الكريمات القوية كالكريمات المقشّرة، وتجنّب التعرّض لأشعّة الشمس أو جلسات التسمير، والامتناع عن تناول الكافيين أو الكحول في اليوم السابق للجلسة.
ونصحت داغر بتجنب الماء الساخن والبخار بعد الجلسة، وعدم لمس الحواجب أو وضع المكياج عليها، وتجنّب التعرّض لأشعة الشمس القوية، وعدم ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى النادي الرياضي في الأيام الأولى، وترطيب الحواجب بكريم مخصص لمدة تترواح بين أربعة وستة أيّام.
وأوضحت أن هذه التقنيات قد حلّت مكان التاتو التقليدي الذي أصبح من الماضي، لافتة إلى أن غالبية النساء اليوم يفضّلن مظهر الحواجب الطبيعي، من دون مبالغة أو تحديد صارم، ما يتماشى تماماً مع صيحات التجميل الحديثة التي تركّز على إبراز الجمال بأسلوب ناعم وطبيعي.
View this post on InstagramA post shared by Hoda Dagher - هدى داغر (@hodadagher)