بوابة الوفد:
2025-12-13@20:30:52 GMT

ما يمكن فعله أمام المذبحة

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

بعيدا عن البكائيات والمراثى، وهروبا من الولولة الدائمة، ولعن ضمير العالم الغائب الناعس على الوحشية والهمجية الصهيونية، يجب التفكير فى إجراءات عملية لمواجهة ما يحدث فى فلسطين من قتل وتشريد وتهجير.

لا أتحدث عن حرب، فذلك هو الطرح السهل للمتثاقفين العرب الذين يجلسون فى مقاعد الفرجة، يدخنون، ويثرثرون، ويوزعون الخيانات، ويشككون فى النوايا، ثم ينؤون بأنفسهم عن غبار أى معركة.

ببراجماتية أفكر فى الإجراءات العملية الممكنة، سياسة ودبلوماسية وإعلاما وحشدا وضغطا وتفاوضا تحت هدف وحيد هو وقف العدوان على الفلسطينيين، ووضع حد لعمليات الإبادة المتعمدة.

نحن فى حاجة أولية لتوثيق المذابح ونشرها بلغات غير العربية لنؤثر فى شعوب العالم، فمشكلتنا منذ عقود أننا نخاطب أنفسنا فقط، ونتحدث إلى بعضنا البعض، ولا نلتفت لهذا العالم الفسيح المتنوع المتمدد والذى لا يعرفنا.

قولوا لى كم فيلما عالميا تم إنجازه عن المأساة الفلسطينية؟ وكم مفكرا عالميا  (بخلاف الاستثنائى إدوار سعيد) طرح القضية على حقيقتها أمام العالم الغربي؟ كم رواية لروائى عربى له ترجمات باللغات الأخرى قدمت القضية أو خلفياتها على وجه الحقيقة؟

لقد كتبت إسرائيل حكايتها الكاذبة وروجتها بأفلام عظيمة، وإبداعات ساحرة، بينما اكتفينا نحن بالفرجة وتأنيب العالم الغربى على موقفه، رغم أننا لم نقدم له روايتنا عن المأساة.

ما يمنعنا أن نفعل كما فعلت إسرائيل فى الهولوكست، بعمل قوائم لمجرمى الحرب، وعقد محاكمات صورية لهم فى المؤسسات الشعبية مثل النقابات والاتحادات، واعتبار جرائمهم لا تسقط بالتقادم، وملاحقتهم والتشهير بهم فى كل مكان يذهبون إليه؟

لو كنت صاحب قرار فى أى دولة عربية لسافرت إلى كل عاصمة غربية بدءا من واشنطن، إلى لندن، وباريس، وموسكو داعيا وضاغطا ومفاوضا من أجل السلام. إن ربط مصالح العالم العربى بالعالم من خلال الموقف من السلام فى الشرق الأوسط هو ربط منطقى ولازم، خاصة لو تجاوز الخطاب حدود النخب الغربية واتسع ليشمل المجتمعات.

لو كان لدى سلطة لانفتحت على يهود العالم فى كل مكان عدا إسرائيل، داعيا إياهم للتبرؤ من تكرار الهولوكست النازى على أيدى الصهاينة ضد الفلسطينيين، ولأثبت لهم عمليا أن ممارسات إسرائيل تسىء إلى الدين اليهودى السماوى بما فيها من قيم عظيمة.

لو كنت ثريا عربيا لمولت حملات إعلانية فى الواشنطن بوست، والتايمز، ولوموند، وكبرى صحف العالم، وفى مواقع التواصل الاجتماعى، لمخاطبة منظمات السلام ومؤسساته ومجتمعاته لبذل كل جهد من أجل وقف المذابح ضد الأبرياء. فليس صحيحا أن الغرب كله شر، وأن حكوماتهم وشعوبهم سواء فى التوجهات والسياسات، إيمانا بأن الرهان على المجتمعات المدنية فى الغرب كثيرا ما يؤتى ثماره.

إننا يجب أن نراهن أيضا على المؤمنين بالسلام فى إسرائيل، ونستهدفهم بخطابنا القائم على أن الأمن لن يتحقق أبدا لأجيالهم القادمة إلا بإعادة الحق إلى أصحابه، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأن هذا لن يكلفهم شيئا، وسبق أن قارب التحقق بالفعل فى مفاوضات كامب ديفيد الثانية لولا استفزازت من بعض أطراف التفاوض الإسرائيلى.

وأتصور أننا فى لهاث دائم من أجل تقديم مساعدات غير مسبوقة لفلسطين وشعبها وأهلها تتجاوز فكرة دعم الفصائل والحركات إلى تنفيذ المشروعات التنموية مباشرة، والإنفاق على الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية فى مناطق الحكم الذاتى، تحت لواء سلطة شرعية واحدة تمثل الشعب الفلسطينى وتمثل مصالحه الحقيقية.

والآن وغدا ودوما.. يجب أن ننصر كل مظلوم، وندعم كل مكروب، وندعو لكل مقهور، ونوظف كل قوانا من أجل الحق.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

أعضاء في الكنيست والكونغرس يطالبان بمنح ترامب جائزة نوبل للسلام لعام 2026

وقع رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوهانا ورئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون خطاب توصية مشترك، وحثا فيه لجنة نوبل للسلام على منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جائزة عام 2026، مؤكدين أنه قدم خلال الأعوام الماضية ما وصفاه بأنه "إسهامات استثنائية في تعزيز السلام حول العالم".

وقال أوهانا، عقب لقائه جونسون أمس الثلاثاء، إن "لا أحد في العالم بذل جهوداً أكبر من ترامب لتحقيق السلام خلال العام الماضي، ولا أحد يستحق تقديراً أكبر لجهوده ونتائجه".

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ظهر أوهانا وجونسون وهما يوقّعان الرسالة داخل مبنى الكابيتول، في مشهد عكس مستوى التنسيق الوثيق بين المؤسستين التشريعيتين في إسرائيل والولايات المتحدة.

وأوضح جونسون أن رسالة التوصية تندرج ضمن مبادرة أوسع يجري العمل عليها لاستقطاب رؤساء برلمانات من دول مختلفة بهدف دعم هذا الترشيح، مشيرا إلى أن مثل هذا الاصطفاف الدولي "يحدث لأول مرة في التاريخ الحديث".

وأضاف جونسون أن الرئيس ترامب "مهّد الطريق لمسار مختلف نحو السلام، خاصة في الشرق الأوسط"، مؤكدا أن دوره كان محوريا في إطلاق سراح آخر المحتجزين بعد احتجازهم عامين من حركة حماس.

وأشار الخطاب الموجه إلى لجنة نوبل إلى أن رحلة ترامب السياسية "غيرت مسار العالم"، وأنّ اتساع قاعدة التأييد الدولي للترشيح يعكس، وفق الرسالة، حجم التأثير الذي تركته مبادراته خلال فترة رئاسته وما بعدها، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

وضمت رسالة التوصية سردا موسعا لما اعتبره القائمون عليها إنجازات بارزة للرئيس ترامب في ملف السلام العالمي، من بينها الجهود المتعلقة بغزة واتفاقيات أبراهام، إضافة إلى تدخلات سياسية هدفت إلى تخفيف حدة النزاعات بين الهند وباكستان، وتهدئة التوترات بين تايلاند وكمبوديا، والمصالحة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، والاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا، إلى جانب الدفع نحو التطبيع الاقتصادي بين صربيا وكوسوفو.



وجاء في نص الرسالة أن "سجل الرئيس ترامب يعكس حنكة سياسية استثنائية وشجاعة نادرة في مواجهة الخصومات التاريخية برؤية وإبداع وعزيمة"، وأنه "لا أحد ساهم في دفع عجلة السلام بحلول عام 2025 أكثر منه"، معتبرين أنّ سجله في هذا المجال يجعله "الأحق بهذا التكريم".

وجاءت توصية الترشيح في إطار زيارة واسعة أجراها أوهانا إلى واشنطن، التقى خلالها أعضاء بارزين في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، من بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور جون ثون، والسيناتور جون بيترمان، والسيناتور ليندسي جراهام، إضافة إلى مجموعة الصداقة البرلمانية الأمريكية الإسرائيلية.

كما شارك في الاجتماعات أيضا عضو الكنيست المعارض إيتان جينسبيرج، في خطوة عكست حرص الوفد الإسرائيلي على إبراز طابع التوافق الداخلي حول ملفات التعاون مع الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • مصر.. فيديو أحمد السقا يذكّر محمد صلاح بما فعله وسط أزمة نجم ليفربول
  • بالصور.. مكان بالقدس يُعتقد أنه شهد مولد السيدة مريم
  • أزمة كبرى قبل المونديال.. فيفا يدرس نقل مواجهة مصر وإيران إلى مكان مفاجئ
  • إسرائيل: وصلنا إلى طرف خيط محتمل بشأن مكان رُفات آخر رهينة في غزة
  • في أحد مطاعم بيروت.. إليكم ما فعله أحد الشبان بسيدة
  • مكان: ضغط مصري على إسرائيل لفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين
  • عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي
  • ألونسو ممتن لدعم لاعبيه رغم الخسارة أمام السيتي
  • لاعبو الريال يدعمون ألونسو رغم الخسارة أمام السيتي
  • أعضاء في الكنيست والكونغرس يطالبان بمنح ترامب جائزة نوبل للسلام لعام 2026