سرايا - أكد الكاتب والصحفي الشهير ديفيد هيرست أن المعايير المزدوجة بين الحرب على أوكرانيا والحرب على غزة، هي التي أسهمت في تشكيل تعاطف شعوب العالم مع غزَّة، مؤكدًا ضرورة العمل على تصحيح هذا الوضع.

وأضاف أنه من الصعب تجاهل النهج المتناقض في كيفية تعامل العالم مع روسيا وغزة، حيث أن الإنصاف في الاستجابات الدولية للصراعات أمر ضروري لتحقيق العدالة والسلام الحقيقيين.



ودعا هيرست وهو رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، خلال ندوة بالدوحة الليلة الماضية، استضافها المركز القطري للصحافة بعنوان "ازدواجية المجتمع من الحرب على غزَّة"، إلى ضرورة الفصل بين الرأي العام للشارع الغربي ورأي القادة، حيث إن هناك اللوبي الصهيوني الذي يسيطر سيطرة تامة على المُجتمع الليبرالي الغربي، كما أن هناك كثيرًا من أعضاء الكونجرس الأميركي يخشون فقدان التمويل أو الدعم الصهيوني إذا قدّموا وجهة نظر مغايرة.



وقال هيرست: خلال فترة عملي في صحيفة الجارديان، قدمت تغطية صادقة وغير متحيّزة للانتفاضة الثانية، ولم يوجّه لي أي اتهامات بازدواجية المعايير، وعندما سألتُ أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين عن أكبر عدو لإسرائيل لم يقل لي حماس ولا حزب الله بل كانت إجابته: بي بي سي والجارديان.


وأكد هيرست عدم وجود حرية صحافة في الغرب، فالإعلام الغربي أصبح جزءًا من الصراع وشريكًا فيه.


وحول وصف حماس بالإرهاب قال هيرست، إن حماس ليست منظمة إرهابية، وهي متجذّرة في المُجتمع الفلسطيني ولا يمكن التخلص منها.


وأوضح أن الإسرائيليين ليس لديهم مخرج واضح من هذه الحرب، وهم غير مستعدين ولا متدربين على الحرب البرية، ولذلك فهم يركزون على الهجمات الجوية والتدمير الكبير للمباني، مؤكدًا أن إسرائيل غير جاهزة للغزو البري، وتؤكد العديد من المؤشرات على ذلك، ومعظم العمليات العسكرية تأخذ شكل عمليات جوية ولا تتضمن غزوًا بريًا.


واعتبر هيرست أن اسرائيل قد خسرت السيطرة، ومع استمرار الحرب وزيادة عدد القتلى، ستتزايد الضغوط على إسرائيل في الأيام المقبلة، وسيكون هناك تركيز على بنيامين نتنياهو، وسيكون هناك ضغط لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وستلعب الأمم المتحدة والدول العربية دورًا حاسمًا في تحفيز مفاوضات وقف إطلاق النار.


وأشار إلى أن غزَّة تعرضت لمستويات هائلة من الدمار تشبه تأثير الزلزال، والحالة الراهنة تُعد واحدة من أسوأ الأوقات، ونأمل في أن تجد الجهود الدولية حلًا لهذه الأزمة، لأن الدمار والخسائر تجعل الوضع أكثر تعقيدًا وتحتاج إلى تدخل دولي فوري.



وأضاف: لم أرَ في حياتي ولا تاريخي المهني تدميرًا بهذه الشراسة، وتعمدا لقصف المستشفيات والمنشآت المدنية، والإسرائيليون يستخدمون "بروباجاندا مضللة" للتبرير، كما أن قطع الاتصالات غير مقبول، فلا يمكن عزل غزَّة، حيث يحتاج السكان إلى التواصل مع المستشفيات، معتبرًا أن قطع الاتصالات تصعيد خطير.


ولفت إلى أن هناك مستشفى واحدًا فقط، وهو مستشفى الشفاء، يُعنى بالإصابات الطبية الخطيرة وهو يلعب دورًا مهمًا في تقديم الرعاية الصحية في هذه الظروف الصعبة، ونأمل أن يستمر هذا المستشفى في تقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين.


وقال هيرست إن قضية الأسرى الفلسطينيين حساسة ومهمة، ومن الجيد سماع أن هناك رغبة في تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين، والوساطة القطرية قد تكون فرصة للبحث عن حل لهذه القضية الصعبة.


وأضاف: أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تولي اهتماما خاصا لما تقوله وأن تفصل بين سياستها واللوبي الصهيوني، مضيفا: أنا يهودي، لكني لم أكن صهيونيا في يوم من الأيام، ولا أي من أفراد عائلتي التي نجت من محارق النازية، ومن غير المقبول التعذر بالمحرقة لتبرير دعم الصهيونية.
إقرأ أيضاً : أميركا: ليس لدينا نية لإرسال قوات مقاتلة إلى غزةإقرأ أيضاً : اجتماع طارئ جديد لمجلس الأمن لوقف الحرب بغزة اليومإقرأ أيضاً : شاهد | شجر "الغرقد" الذي يختبئ خلفه "اليهود" قبل قيام الساعة يغمر المستوطنات في الأراضي المحتلة



المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: أوكرانيا العالم العمل العالم روسيا رئيس الفصل الرأي الله الوضع مستشفى مستشفى الحكومة روسيا العالم الوضع الحكومة الرأي الله العمل مستشفى غزة الشفاء الفصل أوكرانيا رئيس

إقرأ أيضاً:

محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان

تمثل العقوبات الأميركية الأخيرة على الدعم السريع خطوة مهمة للضغط على هذه القوات وداعميها، لكنّها ليست كافية لوقف الحرب في السودان، التي تذكيها أطراف خارجية، كما يقول خبراء.

فقد كشفت الخارجية الأميركية عن عقوبات فرضتها على جهات كولومبية قالت إنها تساعد قوات الدعم السريع، وإنها كانت سببا في السيطرة على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت فظائع بها.

كما قالت وزارة الخزانة الأميركية إن قوات الدعم السريع والمتحالفين معها اعتدوا على نساء وفتيات بالاغتصاب والعنف الجنسي، وإنهم لا يزالون يرتكبون الفظائع في الفاشر.

وجاءت هذه الخطوة بعد فترة قليلة من حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه إنهاء الأزمة السودانية بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنّ محللين يقولون إن المسألة بحاجة لمزيد من الخطوات.

فقوات الدعم السريع مدعومة من دول مهمة في المنطقة ولديها استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة وتمتلك جماعات ضغط قوية بها، كما يقول الصحفي السوداني محمد تورشين.

صحيح أن هذه العقوبات مهمة وسيكون لها تداعيات على مسار العمليات، لكن المهم حاليا -وفق ما قاله تورشين في برنامج "ما وراء الخبر"، هو ما ستفعله واشنطن مع الدول التي تموّل الدعم السريع وتمدها بالأسلحة لكي تتوقف عن هذا السلوك.

ولم يذكر تورشين هذه الدول، لكنّه قال إنها "تجند المرتزقة وتتعاقد على السلاح والتكنولوجيا المتقدمة، وتنقلها للدعم السريع في ساحة المعركة".

لا بد من تدخل ترامب

واتفق الخبير في الشؤون الأفريقية جوزيف تاكر، مع الرأي السابق بقوله إن هذه العقوبات تندرج ضمن سلسلة سابقة استهدفت طرفي النزاع، لكنّها تحاول هذه المرة منع تمويل الحرب من الخارج، وبالتالي "لن تكون كافية لوقف النزاع الذي اتسع وجلب جهات خارجية بطريقة غير مسبوقة".

والأهم من ذلك، برأي تاكر، أنه لا دليل حتى الآن على تدخل ترامب مباشرة لحل هذا النزاع الذي لن يحل ما لم يتدخل الرئيس الأميركي بنفسه مع قادة مصر والإمارات والسعودية لإنهاء هذه الحرب.

إعلان

ومن ناحية الشكل، تعتبر العقوبات الأخيرة غير كافية لوقف الحرب، لكنّها من حيث المضمون تمثل رسالة أميركية واضحة لمن يموّلونها، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات السياسية الدكتور لقاء مكي.

فالولايات المتحدة لا تصدر بيانات عبثية، فهي تدين الدعم السريع بوضوح ومن ثم تقصيها رسميا من على طاولة المفاوضات، لأنها تخشى قبول الجيش السوداني بتسوية تقوم على الأمر الواقع بعد خسائره الميدانية الأخيرة، كما يقول مكي.

تهديد للداعمين

وبناء على ذلك، فإن البيان الأميركي الأخير يمثل رسالة لمن يدعمون الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بأنهم سيواجهون عقوبات مباشرة إذا خالفوا إرادة واشنطن، لأن الدول الكبرى تفعل ما تريد فعله بالكلام دون تحريك قواتها، حسب مكي.

وعن الطريقة التي يمكن لواشنطن من خلالها ممارسة ضغط أكبر على الدعم السريع، قال تورشين إنها ربما تفعّل قرار مجلس الأمن الذي يجرّم تزويد طرفي النزاع بالسلاح، لكنه شدد على أن التعامل الأميركي مع داعمي حميدتي هو الذي سيحدد مصير هذا النزاع.

ولأن الحديث مع داعمي الدعم السريع هو المهم فعليا -برأي تاكر أيضا- فإن إدارة ترامب حاليا مطالبة ببدء حوار مباشر مع السعودية ومصر والإمارات لتوضيح آثار استمرار هذا النزاع على المنطقة وعلى منطقة البحر الأحمر.

وليس معروفا إن كان هذه الحديث الأميركي سيؤثر سلبا أم إيجابا على مسار الحرب، لكن تاكر يقول إن الولايات المتحدة تدرك خطوة الدعم الخارجي لهذا النزاع، مشيرا إلى أن إدارة جو بايدن كانت تتحدث سرا مع هذه الدول، لكنّها كانت حريصة على عدم خسارتها.

ويصعب التكهن حاليا بما يمكن لواشنطن أن تفعله في هذه القضية، لكن الأكيد -برأي مكي وتورشين- أنها لن تدعم أي مشاركة سياسية لحميدتي أو لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد توقف الحرب، لأنها اتهمتهما في السابق بارتكاب جرائم.

وحاليا، ربما يضغط الأميركيون على البرهان للقبول بالهدنة التي ربما تشهد إطلاق مبادرات سياسية لحل النزاع بطريقة تبعد الرجلين من المشهد، برأي مكي.

أما تورشين، فيعتقد أن الدعم السريع ستقلل هجماتها على المناطق المأهولة بالسكان حتى تحفظ ما تبقى من ماء الوجه أمام واشنطن، وربما تطالب بأن تظل قوة مستقلة كما كانت في السابق.

مقالات مشابهة

  • كاتب بريطاني: على أوروبا فتح الأبواب أمام المهاجرين
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • هجوم نادر على إسرائيل بالكونغرس وحديث عن جريمة حرب في لبنان
  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • “الشعبية” تدين إعدام العدو الصهيوني 110 أسيرا فلسطينيا
  • محمد صالح يحتفل بتأهل فلسطين لكأس العرب وسط ظروف الحرب في غزة
  • محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
  • تناسل الحروب
  • الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق الأسرى ضمن تحقيقاتها في جرائم الحرب