أسلحة "حماس" و"المفاجأت العسكرية المحتملة" في غزة!
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
مع انطلاق المرحلة الثانية من الحرب الإسرائيلية المعلنة على غزة بعمليات برية متزايدة، تواصل وسائل إعلام الحديث عن مفاجآت عسكرية فلسطينية محتملة.
إقرأ المزيدالمفاجآت المتوقعة يدور بعضها حول أسلحة مهربة توصف بالحديثة، على الرغم من أن أغلب الخبراء يؤكدون أن جميع الطرق المؤدية إلى غزة تخضع لرقابة وسيطرة صارمتين للجيش الإسرائيلي برا وبحرا، إلا أن البعض يتحدث عن إمكانية وصول مكونات لأسلحة عبر أنفاق.
مع كل ذلك، ترجح أغلب التقارير أن معظم الأسلحة التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية في القطاع وخاصة كتائب القسام الأكبر، الذراع المسلح لحركة حماس، يتم إنتاجه محليا في الورش.
من بين الأسلحة التي تنتج محليا في القطاع، صواريخ قصيرة المدى وقذائف مضادة للدبابات، وطائرات صغيرة مسيرة تجارية "كوادروكوبتر" معدلة، علاوة على طائرات هجومية وأخرى انتحارية تطلق من منصات.
بالنسبة للصواريخ، فأكثرها شيوعا وهي من طرازات القسام، يصل مداها إلى 10 كيلو مترات، وتصنع بحسب خبراء عسكريين أوروبيين، ذخائر هذه الصواريخ قصيرة المدى غير الموجهة التي ظهرت عليها مؤخرا تحسينات ملحوظة، من أنابيب المياه!
علاوة على الصواريخ القصيرة، يوجد لدى كتائب القسام أنواعا متوسطة، يتراوح مدى بعضها بين 55 على 250 كيلو مترا.
المفاجآت العسكرية الفلسطينية التي يتوقعها البعض قد تأتي من الجو، وتتمثل في طائرات مسيرة من عدة أنواع، بعضها مثل الـ"كوادروكوبتر"، تجارية أدخلت عليها تعديلات مكنتها من إلقاء قنابل ومهاجمة الآليات والأفراد.
البعض الآخر طائرات مسيرة هجومية من طراز "شهاب"، قادرة على إسقاط متفجرات وقنابل يدوية علاوة على صعوبة رصدها لحجمها الصغير، وطيرانها المنخفض، ما يتطلب أنظمة مضادة لهذا النوع من الطائرات قصيرة المدى، وإلى طائرات مروحية مخصصة لإسقاطها.
أما الطائرة المسيرة الأكثر ترشيحا لدور المفاجأة فهي طائرة "الزواري" الانتحارية التي استعمل المقاتلون الفلسطينيون في الأيام الأولى للقتال ما لا يقل عن 30 طائرة مسيرة.
هذا النوع من الطائرات المسيرة حمل اسم محمد الزواري، وهو مهندس تونسي، كان أشرف على مشروع لكتائب القسام خاص بتطوير طائرات مسيرة، وقامت إسرائيل باغتياله في مسقط رأسه صفاقس في عام 2016.
هذه الطائرات "الانتحارية" يقدر مداها بعشرات الكيلومترات وتُطلق بواسطة مقاليع مدمجة، وهي قادرة بحسب الخبراء، على مهاجمة منصات الصواريخ الإسرائيلية والمركبات المدرعة الخفيفة وأنظمة المراقبة، فيما يُشار إلى أن فعاليتها تتأتى من خلال استخدامها من قبل المجموعات القتالية المتنقلة.
بعض التقارير الإعلامية الغربية تتعمد الحديث عن وجود أسلحة "حديثة" لدى حماس، ربما حتى تبدو الحرب المدمرة الجارية "ندية" نوعا ما، في حين أن المقارنة مستحيلة بين الجانبين، إضافة إلى أن الذخائر الأمريكية والأسلحة تعزز باستمرار الترسانة العسكرية الإسرائيلية وتعوض فاقد الذخائر المستنفدة.
إذا كانت الحرب العالمية الثانية فعلا "حرب مصانع أسلحة" كما كانت توصف، فالحرب الإسرائيلية على غزة، هي بهذا هذا الشكل، حرب بين مصانع الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية و"ورش الحدادة والخراطة" الفلسطينية، وربما هي ضمنيا حرب الفولاذ ضد "أنابيب المياه".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة كتائب القسام
إقرأ أيضاً:
“القسام” تكشف تفاصيل إجهازها على جنود صهاينة بغزة وسرايا القدس تفتك بآخرين في كمين بالشجاعية
الثورة / متابعات
أعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة الإسلامية حماس، أمس، مقتل وإصابة جنود صهاينة عقب استهدافهم في وقت سابق داخل أحد المنازل في بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت “القسام” في بيان على تلغرام: “بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدونا تنفيذ عملية مركبة استهدفت قوة من جيش الاحتلال تحصنت داخل أحد المنازل شرق بلدة القرارة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع”.
وتابعت: “فجّر مجاهدونا المنزل بعدد من العبوات شديدة الانفجار وأوقعوا جنود العدو بين قتيل وجريح بعد انهيار المنزل”.
وأوضحت الكتائب أن عناصرها “فجروا عين (فتحة) نفق في عدد من الجنود الذين وصلوا للمكان واشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة، ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء، وذلك صباح يوم الثلاثاء 20/05/2025”.
من جهتها عرضت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– ، أمس، مشاهد لعملية مركبة نفذها مجاهدوها واستهدفت آليات جيش العدو الصهيوني المتوغلة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقالت سرايا القدس، في بيان، إن مجاهديها نفذوا كمينا هندسيا تم خلاله تشريك وتفجير قنبلة من مخلفات جيش العدو الصهيوني وعبوة ناسفة من نوع ثاقب في آلياته المتوغلة بحي الشجاعية.
وتضمنت المشاهد عملية التحضير لتشريك وتفجير القنبلة من قبل مجاهدي السرايا، بالإضافة إلى رصد وصول آليات العدو الصهيوني لمحيط الكمين، ولحظة انفجار القنبلة والعبوة في آليات جيش العدو.
وأظهرت المشاهد دخانا كثيفا يتصاعد في السماء لحظة انفجار القنبلة والعبوة من طرف مقاتلي سرايا القدس.
وفي سياق متصل، رأى المحلل السياسي الصهيوني والخبير في الشؤون الشرق أوسطية أفي يسسخاروف، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت من تحقيق انتصار على “إسرائيل”، رغم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة والخسائر الكبيرة التي تكبدتها الحركة في صفوف قياداتها.
وقال يسسخاروف إن الضربة الأعمق التي وجهتها حماس لم تكن فقط عسكرية، بل مجتمعية وأخلاقية، مشيرا إلى أنها قوضت روح التضامن في الداخل الإسرائيلي، وضربت ما وصفه بـ “البنية الأخلاقية” للمجتمع، التي لطالما تفاخر بها أمام العالم.
وأشار إلى أن الانقسام العميق داخل “إسرائيل” حول قضية الأسرى في غزة، والخلافات الحادة بشأن كيفية التعامل مع هذا الملف، تعكس هشاشة الجبهة الداخلية وتآكل ما تبقى من الإجماع الوطني.
وأضاف أن مظاهر التفاخر العلني من قبل عدد من السياسيين “الإسرائيليين” بحرب الإبادة في قطاع غزة ساهمت في تشويه صورة “إسرائيل” الأخلاقية داخليا وخارجيا، وأضعفت مناعة المجتمع “الإسرائيلي” من الداخل.
وأضاف أن “إسرائيل” تمكنت من تصفية رئيس حركة حماس يحيى السنوار وأخيه القائد العسكري محمد السنوار، وكذلك قادة التنظيم الذين خططوا لعملية “طوفان الأقصى”، لكن “الضرر الأكبر الذي ألحقوه بنا هو تمزيق النسيج الداخلي وضرب قيم التضامن”.
وحذر يسسخاروف مما سماها “التحولات القيمية المقلقة” في المجتمع “الإسرائيلي”، مستشهدا بتعامل فئات من الجمهور مع ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال: “مجرد أن ترى شريحة صاخبة -حتى وإن لم تكن أغلبية- أن الأسرى وعائلاتهم يمثلون مأساة خاصة وليست جماعية، فهذا يعكس حجم الانهيار الأخلاقي”.
وتابع في نقده الحاد: “أن تُقاس قيمة الأسير أو عائلته بمدى ولائه الأعمى لرئيس الحكومة أو امتنانه له، فذلك يدل على مدى التعفن الذي وصلنا إليه”.
وهاجم يسسخاروف، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية قراره تعيين عضو الكنيست ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، المعروف بمواقفه الرافضة لصفقات تبادل الأسرى، ووصفه للحرب ضد الفلسطينيين بأنها “حرب أبدية”.
واعتبر يسسخاروف أن هذا التعيين بمثابة رسالة لحماس مفادها: “لقد انتصرتم”، مشيرا إلى أن الهدف من تعيين زيني لا يتعلق بأمن إسرائيل، بل بتعزيز موقع نتنياهو سياسيا، في مواجهة الانتقادات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية لغزة، ومنع فتح تحقيقات جنائية في ملفاته القضائية.
وانتقد يسسخاروف بحدة تعاظم نبرة التحريض والعنف في المجتمع الإسرائيلي، قائلا: “كل من يندد بقتل الأطفال أو النساء أو الشيوخ الأبرياء في غزة، يُتهم بالخيانة”، ولا ينسى أيضا أن يشير إلى أن “بعض السياسيين والمغردين باتوا يلمحون صراحة إلى وجوب ارتكاب إبادة جماعية، لا أقل”.
و يشدد الكاتب الصهيوني على أنه “لا يمكن الاستمرار في الكذب على أنفسنا، فالعالم كله يشاهد صور الفلسطينيين وهم يتقاتلون على قطعة خبز، ويسمع بشكل يومي عن أطفال يُقتلون تحت القصف”.
واختتم المحلل السياسي مقاله بنبرة حادة تنم عن المرارة، مؤكدا أن “السنوار وأتباعه نجحوا في ما فشلت فيه جيوش العرب طوال 75 عاما، وهو كسر شعور الوحدة الأخلاقية لدى جزء من “الإسرائيليين”، الذين يرون في نتنياهو رمزا للفشل السياسي والأخلاقي في هذه الحرب.