في غزة، لا مكان للتشريعات الإعلامية التي تحمي الصحافيين في الحرب، حيث الجرائم المرتكبة بحقهم، التي تمثل انتهاكات واضحة، وخرقاً تشريعياً للقوانين الدولية.

ورصدت لجنة حماية الصحافيين، مقتل ما لا يقل عن 18 صحافياً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

مقتل الصحفيين.. جرائم حرب 

خبير التشريعات الإعلامية خالد القضاة يدين الاعتداء الحاصل على الصحافيين في ظل الحرب، وتحدث لـ 24 قائلاً: "جميع المواثيق الدولية وضعت بنود خاصة لحماية الصحافيين في أماكن النزاع؛ لذلك يصنف أي استهداف للصحافيين جريمة حرب".

Depuis le 7 octobre, au moins 23 journalistes ont été tués dans la bande de Gaza.

Vendredi, la @IFJGlobal a réclamé l’ouverture d’une enquête sur leur mort en dénonçant des frappes israéliennes les ciblant « délibérément ».

Par @ZeinaKovacs https://t.co/8SW0oiq8Le

— Mediapart (@Mediapart) October 27, 2023

ورغم أن صحافيي قطاع غزة لا يملكون متسعاً من الحرية للتفكير بهذه الحماية الدولية، إلا أن القانون الدولي الإنساني كفل حماية الصحافيين في أماكن النزاع المُسلح، بالتحديد في المادة 4 من اتفاقية جنيف الثالثة، والمادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول.
ونصت المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول "على الصحافيين أن يتمتعوا بجميع الحقوق وأشكال الحماية الممنوحة للمدنيين في النزاعات المسلحة الدولية"، ويعلّق القضاة قائلاً: "القوانين الدولية حفظت سلامة الصحافيين المهنية، وزودتهم بكل المتطلبات لإتمام العمل، واشترطت عدم قطع الإمدادات التكنولوجية عنهم، بعكس ما يجري الآن".

صحافة غير عادلة

في استعراض سلامة التغطية الحربية، يرى القضاة أن العمل الصحافي اليوم في غزة يتم بصورة تخلو تماماً من المهنية.

وفي ذكر القصص المأساوية التي شهدتها هجمات قطاع غزة مؤخراً، يذكر أن الصحافيين جزء من العمليات المُعقدة التي يعيشها أهالي القطاع، حيث نشهد استهدافاً مباشراً للصحافيين، وبحسب القضاة "يدخلون في مجرى الحرب لدرجة أن يتم إطلاق أحكام عليهم بالخيانة، أو اتهامهم بالمساس بالأمن الوطني".
ووفقاً للاتحاد الدولي للصحافيين، "قُتل 24 صحافياً على الأقل خلال القصف الاسرائيلي على غزة"، فيما أبلغ عن آخرين كمصابين ومفقودين، واتهمت منظمات ونقابات الجيش الإسرائيلي بالاستهداف المتعمد للصحافيين.

ويكمل خبير التشريعات الدولية لـ 24 "التغطية تتطلب سلامة سيارات الصحافيين، وتنقلهم بأمان، إذ أنها مواثيق دولية تشريعية، ويجب التعامل معهم كأنهم في مهمة صحافية".
وحتى المؤسسات الدولية التي تنادي بتطبيق القانون الدولي الإنساني، "تمنع معاقبة الصحافيين لما ينقلوه من وقائع على الأرض"، خصوصاً إذا كان هذا الضرر مقصوداً كما يحصل الآن في غزة بحسب القضاة.

إخفاء الحقائق بقتل الصحفيين الصحافي معروف، من خلال ارتداءه خوذة وسترة تتزين بإشارات صحافية، وأماكن تواجد الصحافيين معروفة في الحرب، لكن "ما يحدث من تصفيات أو اغتيال لهم من خلال إطلاق النار عليهم هو قتل متعمد يهدف لإخفاء وجه الحقيقة" وفقاً للقضاة. صحفيو الحرب

يشير القضاة إلى أن التغطية الحربية "مهمة صعبة ومستحيلة، يسودها رجال الميدان الصحافي، بكاميراتهم، بعد تدريبات خاصة يتلقوها في إجراءات السلامة المهنية، تتضمن اكتشاف أماكن القناصين والألغام وغيرها من إجراءات السلامة في التغطية الحربية".
أما عن الأمن الرقمي فيرى قضاة أن واجب "المؤسسة التي يعمل بها الصحافي أن توفر الحماية الرقمية للصحافيين وأماكن تواجدهم"، من خلال حماية الهواتف، وشبكة الاتصالات التي يستخدموها.

معتز عزايزة وصالح جعفراوي هما ابطال الحرب pic.twitter.com/szOiBAG7Ck

— Juliet???? (@Juliet_qs) October 23, 2023

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الصحافیین فی

إقرأ أيضاً:

ذكريات الميدان … وصدى الملك و الرجال.

صراحة نيوز- بقلم : الدكتور يوسف عبيدالله خريسات.

و الميدان شاهد والتراب يعرف الخطى والجبال تحفظ أسماء الرجال هنا تختبر القلوب وهنا يضع الوطن امتحانه الحقيقي ويقف الرجال في مواجهة أنفسهم قبل مواجهة العدو.
في هذا المكان وقف جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة بين رجال خدموا معه في القوات الخاصة فلم يحمل اللقاء شكليته المعتادة وانما كان عودة إلى الذاكرة وإلى الأرض التي تعرفه ويعرفها وإلى الساعات التي تمر ثقيلة كأنها الجبال.
نظر القائد إلى الوجوه التي شاركته الطريق وجوه رسمت عليها الشمس خطوط الصبر ورسم الليل عليها ظلال التعب. رجال يعرفون ما يعني أن تحمل الوطن على كتفيك وأن تنام وأنت تحرس حلمه ومستقبله وتستيقظ وأنت تحمي حدوده.
ابتسامة القائد كانت صادقة عفوية وكانت أعمق من أي خطاب وقالت لهم بصمت أنتم رجال الميدان وأنا واحد منكم والميدان يتكلم والذكريات تنطق وجمال الذكريات في حفظ التفاصيل.
تذكر الجنود خطواتهم الأولى في الخنادق وصوت الأوامر وصرير الصخور تحت أحذيتهم والصمت الذي يسبق الاشتباك واليقين الذي كان يجمعهم أن القائد بينهم لا خلفهم رجل يعرف قيمة الجندي ويعرف معنى أن تقف وحيدا في الظلام وتحمل مسؤولية وطن بأكمله في قلبك.
ولقد كان حظكم أيها الجنود وافرا وأكبر من حظنا فنحن لم نخدم بين صفوف أبطال الميدان فأنتم تعرفون التراب والصخور والغبار وتعرفون الملك الجندي عن قرب وتعرفون معنى أن يكون القائد رفيق الدرب.
لقاؤكم كان تجديدا للذاكرة حفظا السردية الوطن وكان استدعاء للرجولة في أنقى صورها وكان تذكيرا أن الشرف لا يشترى وأن الوفاء لا يزول وأن من وقف في الميدان مرة لن يغادره أبدا حتى لو ترك البزة العسكرية.
عندما مد الملك القائد يده لرجاله شعر كل واحد منهم أن السنين كلها تلخصت في تلك المصافحة وأن الميدان لا يموت أن الخطى القديمة تدق ذكرياتها في القلب وأن صوت الوطن في الميدان حاضر
فالميدان مدرسة يعلمك الصبر ويعلمك الثبات حين ترتجف الأرض ويعلمك الفرق بين رجل يقود ورجل يتقدم فالقائد الحقيقي كما يعرفه الرجال هو من يمشي على التراب نفسه الذي مشوا عليه
هكذا يبقى اللقاء وهكذا تبقى الذاكرة رجال وقائد جمعهم الميدان وصنع بينهم رباطا لا تقطعه السنين

مقالات مشابهة

  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • زيلينسكي: إجراء انتخابات في أوكرانيا يتطلب وقف إطلاق النار
  • المباحث تسمتع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات انهيار منزل فى إمبابة
  • مقترح أمريكي بإشراك تركيا في القوة الدولية المقرر نشرها بغزة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • ذكريات الميدان … وصدى الملك و الرجال.
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يناقشان المستجدات الدولية
  • مشعل: استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار بغزة ضرورة قبل الانتقال إلى الثانية
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى