لجريدة عمان:
2025-12-11@00:29:43 GMT

السيرة حين تحكى على وجع...

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

وكيف هو طعامكم هل هو لذيذ مثل طعام الإسرائيليين؟ باغتني السؤال حين كنت وسط ضحك وممازحة في اجتماع ودي مع مجموعة من الزميلات في المملكة المتحدة أثناء دراستي، وكان الحديث يدور حول مديح صديقة لطبخة أعددتها وشاركتها إياها في وقت سابق.. جاء السؤال من إحدى قريباتها التي قدمت إليها في زيارة وانضمت إلى جمعتنا يومها.

سألتها: وكيف هو طعام الإسرائيليين؟ فشرعت تحكي بتلذذ عن الأكلات الرائعة التي جربتها في زيارة لإسرائيل وتصف طعاما يخصنا بالكامل! يخص الفلسطينيين.

شعور غريب يتملكك حين ينتحلك شخص ما لهذه الدرجة، حين تشعر أن عليك أن تدافع عن حقك في الشكشوكة مثلما تدافع عن حقك في القدس!. حين تفقد أسماء قراك وشكل الزخرفة في ثيابك وأشجارك وعليك أن تثبت سيرتك على وجع.

خطر ببالي فيلم أمريكي شاهدته عن شخص انتحل شخصا ما شخصيته ومحا عن الوجود كل دليل على وجوده بما في ذلك عنوان بيته ومعلوماته الخاصة المسجلة في قواعد البيانات الحكومية !.

بالضبط حين ينتهك شخص ما حيز وجودك ويسعى لإقصائك للحد الذي لا يعود فيه لك وجود.

يحاول الكيان الإسرائيلي أن يتحكم بالخطاب بكل الطرق، أولها أنه سعى لإحكام حضوره وتنفذه في مفاصل الاقتصاد تحديدا في الولايات المتحدة وأوروبا، وسعت هذه العلاقات وهذا التنفذ التدريجي إلى نقاط جديدة في العالم سواء كان في شركات الاتصالات والتكنولوجيا أم في كبرى الشركات العالمية التي لا تبيع لنا المنتجات فقط بل تبيع الفكرة وبدورها تسعى بطرق مختلفة للتحكم بالخطاب إعلاما وسياسة.

أدارت إسرائيل صراعها مع العرب على كافة المستويات، من ضمنها أنها عملت على مدى السنوات السابقة على تعزيز صورتها في العالم واستخدمت ما يسمى بالدبلوماسية الرقمية حيث خصصت أموالا طائلة وما زالت للوصول إلى الجماهير. وجيشت جنودا هائلة حتى خارج حدودها والمثال الأقرب هو وجود حسابات على الإنترنت من الهند تُسخّر لدعم إسرائيل في الحرب الدائرة الآن، وأوجدت أكثر من قناة وحساب على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عدد منها يتحدث باللغة العربية ويوجه للعالم العربي، ربما الأكثر شهرة وتداولا لدينا هو حساب أفيخاي الذي ينشط في كل وقت وأصبح وجها مألوفا يتحدث العربية ويردد آيات القرآن الكريم ويدلل بها لبيان وجهات نظره في مختلف موضوعات الصراع العربي الإسرائيلي. بل إن إسرائيل أحيانا تلجأ لترهيب من يتجرأ على دعم الفلسطينيين ممن تعتبرهم مؤثرين في الغرب ولهذا الترهيب أساليب عديدة مباشرة وغيرها وليس تهمة معاداة السامية إلا بداية العقاب أو تحذير بوقوعه.

إضافة لذلك هو معروف أن إسرائيل مثل غيرها تجند الآلاف فيما يعرف بالذباب الإلكتروني. يعمل على تحقيق أجنداتها المختلفة وبينها زيادة حدة الخلافات والتوتر في صفوف أعدائها واختراق عقول شبابهم بأفكار هدامة.

هذا العمل المنظم الممنهج المدعوم ماديا يدعم كذلك بالاستشارات والبحوث والخبرات التي تعمل على تقديم المشورة لكيفية صياغة هذا الخطاب وأهم مكوناته واللغة التي يتحدث بها والأشكال التي يبث فيها والتواقيت الملائمة فلا شيء يأتي جزافا، وكل شيء ( تقريبا) مدروس ويأتي لتحقيق أهداف استراتيجية بعينها في الحرب والسلم. فهذا البث لا يقتصر على أوقات الصدام المسلح بل إنه خطاب متواصل، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الخطاب (هذه الحرب الإعلامية) استطاعت أن توجد في العالم العربي ردودا تجاه القضية أقل تضامنا من مثل تحميل الفلسطينيين الذنب لبيعهم أراضيهم وشرعية التخلي عنهم بسبب انقساماتهم السياسية، وحتى من يردد أنهم تسببوا الآن في هذه القسوة الموجهة ضدهم.

طبعا طول الصراع والإحباطات المتكررة والخلافات التي ابتلي بها العالم العربي والأزمات السياسية والاقتصادية وغيرها كانت عوامل مساعدة في الوصول لهذه النتيجة. إلى أي حد يمكن أن تؤثر تلك الهزة في الرأي العام المتحد والصلب في مواجهة الاحتلال وأذرعه المختلفة، لا أستطيع أن أجزم، لكن ثمة اختراق قد حصل وبحاجة للترميم.

في المقابل نجد أن الجانب الفلسطيني الذي أضعفه الانقسام ولا يتمتع برفاهية المال والقيادة الموحدة وجد نفسه مهاجما أو على الأقل مهمشا من قبل وسائل الإعلام الغربية الكبرى، هذا التهميش الذي بلغ قبحا مزعجا في الأحداث الجارية حاليا. هذا الوضع تحديدا دفع وسرع بتبني الشباب الفلسطينيين لمنصات التواصل أوما يسمى بالإعلام الجديد ليوصل صوته.

ربما تعد بالأصابع تلك الحركات المنظمة على صفحات الإعلام الجديد من مثل: مبادرة جيش الهبد الإلكتروني وهي مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى تبيان ادعاءات الاحتلال وقامت بعدة ضربات في الوصول إلى حسابات المشاهير والساسة عن طريق وضع تعليقاتها على منشوراتهم وخلال ذلك تفند الادعاءات وتذكر بالقضية.

وظهرت عدة حسابات لنشطاء على الانستجرام الكثير منها من نشطاء وصحفيين في غزة ونجحت في حصد متابعات عالية: متابعات مليونية. انعكس غياب تبني القيادة والدعم المادي على هذا الحضور فهي في مجملها أعمال ومبادرات شخصية منفردة ربما تتبادل ما بينها المعلومات وقد تتفق في حدود ضيقة على آليات البث ولكن مجملا هي رؤى مختلفة تتفق في قضية واحدة وحين تلتقي في المضامين ذلك يأتي؛ لأن محاور القضية باتت محددة ومعروفة لا أكثر، أولها الحق التاريخي: القصة كيف بدأت، وثانيها ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين وثالثها صور الثبات والصمود والمقاومة.

ولأنها تعتمد على مهارات الشباب والإمكانات المتوفرة لديهم وتعلمهم مع الوقت وفي الغالب لا تتوفر المشورة وبيانات التحليل والدراسة وتفنيد الرأي الآخر وخطابه وفق أسس علمية تشكل معها خطة استراتيجية مدروسة إلا أنها بعفويتها نجحت في الوصول، وساعد على وصولها عمق البعد الإنساني وفداحة المعاناة فيما ينقل من أحداث على الأرض.

يلاحظ أن المواد التي يتم بثها من قبل الناشطين الفلسطينيين تتنوع في استخدامها للوسائط وإن كان يبدو أن التيك توك والانستجرام هو الأكثر انتشارا خصوصا لتوفر خاصية المواد المرئية بشكل مثالي فيهما.

كما تنوعت أشكال البث: مقطوعات موسيقية، رسم كاركاتير، الكوميديا السوداء، النقل المباشر والتغطيات الصحفية، التوثيق والتأريخ، نشر وثائق، صور تاريخية،وجوازات سفر لفلسطين وبيانات، وتفنيد تحولات القضية بالشرح والخطاب االتحليلي الموثق بالبيانات (الخطاب المثقف) الذي لم يعد حكرا على المقابلات الصحفية والتلفزيونية.

الحقيقة أن أساليب التيك توك والانستجرام قرصنت المقابلات إن صح التعبير فمقابلة باسم يوسف التهكمية الساخرة بمرارة مع بيير مورجان التي حصدت أعلى المشاهدات في سجل المقابلات التي أجراها لا تقع ضمن المتوقع في مقابلة في برنامج حوار سياسي.

ولكن أيضا ولغياب الدعم والتنسيق والقيادة فإن نشاط هذا الحسابات يظل موسميا حيث تكاد يلتفت إليها وقت الحرب والغارات فقط.

في المقابل لاقت تضامنا ليس فقط في الإعجاب وإعادة النشر رغم التعتيم ومحاولات الطمس ومحاربة شركات التواصل الاجتماعي بل انضم لهؤلاء الناشطين الفلسطينيين ناشطون عرب وأجانب يشاركون (بوستات) ومقاطع فيديو إضافة إلى تعليقاتهم وتفاعلهم.

كان لهذا الزخم في الحضور الإعلامي أثره ليس فقط في إيصال صوت القضية وتغيير اتجاهات الرأي العام لحد ما لتنحاز للفلسطينيين في معاناتهم بل حققت على ما يبدو آثارا ربما لم تكن ضمن أهدافها الجوهرية لكن نقل الحقيقة أوصل معها حقائق أخرى. تشير الكثير من تعليقات المتابعين الغربيين للمقاطع التي تبث من غزة لإعجابهم بثقافة البلد بحس التكافل وقيم الأسرة وهذا الإيمان المدهش مما دفع البعض للبحث أكثر عن الإسلام والقرآن ليفهم فيه جوانب غير ما كان يروّج له. ففي حين أن الإعلام الغربي يثير ويرفع من حدة الإسلاموفوبيا فإن مقاطع الفيديو القادمة من غزة تنشر عن المسلمين رسائل أخرى. عن الإسلام، عن المرأة المناضلة التي تعمل طبيبة، ممرضة، زوجة وأما وصحفية ولا تبدو أبدا مقموعة أو مهانة بل على العكس محاطة بالدعم والحب والرعاية وهي صورة لا يتوقعها الكثيرون هناك.

يثير الإعجاب هذا النجاح لكنه يعزى لأفراد وأشخاص في معركة طاحنة مع كيان يتموضع في شكل دولة تحتشد معه قوى متعددة. نحتاج أن نتصرف وفق الفهم الذي يشترك الكثير منا فيه: ضد من يشن هذا الكيان حربه.

في هذه الحرب طويلة الأمد لا بد من إعادة الحسابات في طرق مقاربتنا لها. أظن أن هنالك حاجة للالتفات لعمل إعلامي منظم من قبل الدول والمنظمات الإسلامية لتبني الموضوع الفلسطيني، لا بد كذلك من مقاربة جديدة تأخذ في الحسبان أن هذا الهجوم وما قبله وأي هجوم لاحق سيبنى على ذات الفكرة: ارتباط العالم الإسلامي بصفات الإرهاب والبربرية.

أن نقدم أنفسنا إلى العالم فيقبل ثقافتنا، هيئاتنا ورموزنا الدينية دون ربطها بعلامات التحذير أو تقابل بالرفض، وتبيان بكل الممكن أنها كذبة ولعبة سياسية. حتى لا تعود حجة ممكنة لأي استهداف في المستقبل. ناهيك عن العمل بالضرورة على التطوير في كل السياقات الأخرى في العلوم والمعرفة والاقتصاد. في هذه الحرب على غزة ينتقل الصراع إلى مرحلة جديدة فهو يهدف إلى كسر الروح وإبادة فكرة النضال والعودة. فمحاولات التهجير المتكررة لن تشرد اللاجئين بمرارة فقط وتقسم أرضهم المقسمة تباعا، بل هي استعراض يلوّح بتهديد عسكري واستراتيجي لأية محاولة مقاومة. ناهيك عما يشاع عن المشاريع الاقتصادية التي يخطط لها والتي إن صدقت ستجعل للحرب وجوهًا عديدة خصوصا وأن حالات التمكن والهيمنة بأشكالها اللاعسكرية بدأت تتسلل إلى العمق العربي. اتفاقيات التطبيع هي شكل مقنع لها وإن تمكنت من مناطق هشة عسكريا وسياسيا وحيوية اقتصاديا فهي ستعمل ليس فقط على الاستفادة من الوضع بل سيتحتم عليها لتجني هذه الاستفادة أن تضعف الدول حولها (وحولها هنا أقصد قريبا من حدود دول التطبيع) كما فعلت في لبنان والأردن وسوريا وغيرها. عمليا أصبح الجميع منخرطا في الحرب الدائرة ويواجه خيارات وتحديات صعبة. لعبة العلاقات والمصالح العالمية هي أوراق تستثمر وفق الحاجة وتُكيف مع التحولات. إسرائيل تتخلص شيئا فشيئا من الولاية للولايات المتحدة. خرجت من طور البنوة لطور الصديق ( لم نعد نسمع ألفاظا من مثل الولايات المتحدة تحذر إسرائيل والتي كانت تقال في أحيان نادرة في حالات القسوة ضد المدنيين، الآن الولايات المتحدة تنصح أصدقاءها) وربما من يدري مع انغماسها في الحياة السياسية الأمريكية ومع هذا الانحلال الذي نراه في القارة الأوروبية والولايات المتحدة والذي سيأخذ أمده، لكن هناك تطورات تلوح في الأفق، ليس أدل عليها من حالة آخر رئيسين في الولايات المتحدة الأمريكية، ربما ستقلب الأدوار في علاقة البلدين حتى وإن قلنا أن أوروبا والولايات المتحدة يبقيان إسرائيل لمصلحة خاصة ولن يسمحا لها بالتضخم للحد الذي تكون لها الكلمة عليهم. السياسة لعبة الأحابيل ومتغيرات عديدة في داخل هذه الدول قد تضعف فيها هذه القوة. وحتى وإن لم تتغير طبيعة العلاقة فإنها في شكلها الحالي وشكلها الذي نحذر من أن يحصل وهو تنامي الكيان الصهيوني الذي يخدم الدول الغربية ويتضاد مع مصالحنا. هناك تنامي القوى الاقتصادية في الشرق: الصين والهند اللتان لا تتوانيان عن الانضمام للتجاذبات السياسية متى ما خدم ذلك مصالحها وآيدلوجياتها، إلى الآن لا يبدو أن لدى العالم العربي داعمين حقيقيين يعتمد عليهم ولو من باب توافق المصالح. ليست غزة فقط وإن كانت غزة ضنينة..المنطقة كلها على المحك. ومن يسرق منك تراثك وثقافتك لن يتوانى عن إقصائك بالكامل إن أتيحت له الفرصة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تعرف على أبرز الشخصيات التي واجهت التحريض الإسرائيلي خلال 2025؟

واصل الاحتلال الإسرائيلي ومختلف منظماته حول العالم التحريض ضد الشخصيات العالمية والمؤثرين على المنصات الكبرى من الداعمين للقضية الفلسطينية والرافضين الجرائم ضد الفلسطينيين سواء خلال الإبادة في قطاع غزة، أو في تصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية.

وواصلت منظمة "أوقفوا معاداة السامية - Stop Antisemitism" اختيار أبرز الشخصيات الداعمة للفلسطينيين ووضعتها ضمن قائمة قالت إنها لأكثر الشخصيات معاداة للسامية خلال عام 2025، إلا أنها هذا العام أضافت معها شخصيات تُعد داعمة للنازية.

وضمت قائمة العام الماضي شخصيات مثل الكوميدي والكاتب والمنتج باسم يوسف، والمذيعة والناشطة السياسية الأمريكية كانديس أوينز، والناشطة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ، وغيرهم من الشخصيات الداعمة لفلسطين.

تفاصيل قائمة العام الماضي: تنافس على "فخر الفوز" بجائزة إسرائيلية لـ"معاداة السامية".. ما أبرز مواقف المرشحين؟

تاكر كارلسون
معلق سياسي أمريكي محافظ ووجه إعلامي ذو نفوذ واسع، بدأت مسيرته الإعلامية في التسعينيات بالكتابة لمجلات مثل "ذا ويكلي ستاندرد"، ثم عمل كمعلق ومضيف في محطات كبرى مثل "سي إن إن" من عام 2000 إلى 2005، وشارك في استضافة برنامج المناظرات من 2005 إلى 2008، وهو أيضاً مؤسس مشارك ورئيس تحرير لصحيفة "ذا دايلي كولر".

وخلال عام 2025، هاجم كارلسون الجمهوريين التقليديين في الولايات المتحدة بشكل صريح، مستهدفاً شخصيات بارزة مثل السناتور تيد كروز والرئيس السابق جورج دبليو بوش وسفير "إسرائيل" السابق مايك هاكابي. وصف كارلسون هؤلاء القادة بـ"الصهاينة المسيحيين" الذين "استولى عليهم هذا الفيروس الدماغي" بسبب دعمهم المطلق لإسرائيل.

في مواجهة نارية، واجه تاكر كارلسون نائبًا في الكونغرس بسؤال مباشر حول سبب إعلانه الدفاع عن "إسرائيل" كأولوية منذ ترشحه، متسائلًا عن دور المشرّع الأمريكي في حماية مصالح حكومة أجنبية. pic.twitter.com/UaWp0hD9LD — عربي21 (@Arabi21News) June 20, 2025
وقام كارلسون بدمج النقد التقليدي لنفوذ اللوبيات في واشنطن مع لغة معادية للاحتلال الإسرائيلي، وهذا الموقف مثّل رفضاً أيديولوجياً صريحاً لتحالف الصهيونية المسيحية والجمهوريين، الذي يُعد إحدى أهم ركائز السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود.


وناقش كارلسون مسألة الدعم لـ"إسرائيل"، وأشار إلى أن الحرب مع إيران قد "تغذي الجيل القادم من الإرهاب"، واقترح "التخلي عن إسرائيل" وتركها تخوض حروبها بنفسها دون دعم أمريكي، مشيراً إلى أن التدخل ليس مفيداً للولايات المتحدة.

وفي حوار مع الناشط اليميني نيك فوينتس، المعروف بمواقفه المناهضة لـ"إسرائيل"، أثار كارلسون سخط الأوساط المؤيدة لـ"إسرائيل"، مما أدى إلى أزمة وموجة استقالات داخل مؤسسة "هيريتيج" المحافظة.

وفي نهاية العام أجرى حواراً مع رئيس وزراء قطر حول قضايا غزة وإيران، وناقش فيه الموقف من إعادة الإعمار في غزة، وتساءل فيه عن سبب دفع الولايات المتحدة تكاليف تدمير وإعادة إعمار ما دمرته "إسرائيل".

سينثيا إلين نيكسون
ممثلة أمريكية حائزة على جوائز كبرى متعددة في مجال الفن، بما في ذلك جائزتا إيمي وتوني وجائزة غرامي، كما ترشحت لمنصب حاكمة نيويورك في 2018، وهي أيضاً ناشطة ومديرة مسرح.

وقادت نيكسون، بالتعاون مع أعضاء في الكونغرس مثل ديليا سي. راميريز، يوماً للعمل في الكابيتول هيل لدعم "قانون منع القنابل" (H.R. 3565)، بهدف وقف نقل الأسلحة الهجومية إلى "إسرائيل" والمطالبة بامتثالها للقوانين الأمريكية والدولية.

وخلال مؤتمر صحفي، أكدت نيكسون أن "الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تمويل الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى أن هذا القانون خطوة حيوية لإنهاء "تآمر الولايات المتحدة في القتل الجماعي والتجويع القسري للمدنيين الفلسطينيين".


وأكدت أن 77 بالمئة من الديمقراطيين و51 بالمئة من جميع الأمريكيين خلصوا إلى أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية. ويعكس دعم نيكسون لهذا التشريع انتقال النخبة الليبرالية في 2025 من مجرد المطالبة بوقف إطلاق النار إلى المطالبة بتغيير جذري وملموس في آليات الدعم العسكري الأمريكي لـ"إسرائيل".

مارسيا كروس
ممثلة أمريكية معروفة بأدوارها البارزة في الدراما التلفزيونية، وسبق أن ترشحت لثلاث جوائز "غولدن غلوب" المرموقة، وحصلت على شهادة ماجستير في علم النفس في 2003.

واستخدمت كروس منصاتها للتعبير عن دعمها للفلسطينيين بشكل مستمر، وأدانت بشدة الصمت الذي يحيط بالقصف الإسرائيلي على رفح، وكتبت في منشور علني: "أنا أكافح لفهم كيف أعيش بين أناس عيونهم لا تدمع، وقلوبهم لا ترتجف، وأصواتهم تظل صامتة".


واعتبرت أن "لا كلمات لوصف الرعب الذي تم ويتم إطلاقه". كانت كروس قد بدأت نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي في نوفمبر الذي سبق عام 2025، مطالبة بوقف إطلاق النار ووقف قصف المستشفيات.

الآنسة ريتشل
اسمها رايتشل آن أكورسو، وهي معلمة أمريكية ومشهورة على منصة "يوتيوب"، ومغنية وكاتبة أغانٍ. اشتهرت بسلسلتها التعليمية "Songs for Littles"، والتي تركز على تنمية اللغة للأطفال الصغار، وهي تحمل شهادة ماجستير في تعليم الموسيقى من جامعة نيويورك ودرجة ماجستير ثانية في تعليم الطفولة المبكرة.

المعلمة ريتشل تظهر في فيديو مع طفلة مصابة من غــ.ـزة رغم الحملة ضدها.. ما القصة؟ #عربي21 pic.twitter.com/ncttpJBQ6S — عربي21 (@Arabi21News) May 24, 2025
أكدت رايتشل استعدادها للمخاطرة بمسيرتها المهنية مراراً وتكراراً للدفاع عن الأطفال المتضررين في غزة، وشددت على أنها لن تكون "الآنسة ريتشل" إذا لم تهتم بعمق بجميع الأطفال، مشيرة إلى مسؤولية منصتها الكبيرة لرفع الوعي حول المجاعة التي هددت السكان لشهور طويلة، وقد ذكرت أنها التقت بأمهات فلسطينيات يعانين من أجل توفير الغذاء لأطفالهن.

وكشفت الآنسة ريتشل أنها تلقت تهديدات خطيرة بعد أن أدرجتها مجموعة مؤيدة لإسرائيل كـ"معادية للسامية". وذكرت أن هذا التصنيف أطلق حملات تهدف إلى تشويه سمعتها وإسكات الأصوات التي تُظهر التضامن مع أطفال غزة.

وأشارت إلى أن هذه التهديدات المادية المباشرة أثرت على أطفالها، حيث أصيب ابنها بالذعر وبكى خوفاً بعد سماع مناقشات حول سلامتها. ووصفت محاولات المنظمات لتدمير حياة الأفراد أو الضغط على الشركات لقطع العلاقات بناءً على مزاعم لا أساس لها بأنها "غير مقبولة وخطيرة".

سينك أويغور
معلق سياسي ومحامٍ تركي-أمريكي، والمضيف والمؤسس المشارك لشبكة TYT، ولد في تركيا ونشأ في الولايات المتحدة، وعمل كمحامٍ قبل أن يبدأ مسيرته كمعلق سياسي.

وانتقد أويغور سياسات "إسرائيل" والدعم الأمريكي لها، وظهر في مناظرات وبرامج ناقش فيها القضية، وانتقد بشدة فكرة أن "إسرائيل تدير أمريكا وتسيطر على بعض الساسة".


وأشار إلى المساعدات العسكرية الكبيرة التي تتلقاها "إسرائيل"، ووصف الدعم الأمريكي لها بأنه "فاحش"، داعياً إلى دعم الشعب الفلسطيني.

كما وصف أويغور الدبلوماسي البريطاني توني بلير بأنه يمثل المصالح الإسرائيلية وأن مشاركته في قضية غزة ستؤدي إلى المزيد من الحرب.

آنا كاسباريان
معلقة سياسية وصحفية، شريكة في شبكة "TYT" منذ عام 2007، تحمل درجة الماجستير في العلوم السياسية وعملت كمحاضرة في الصحافة بجامعة كاليفورنيا ستيت نورثريدج.

واجهت كاسباريان ناشطاً مؤيداً لـ"إسرائيل" في برنامج بيرس مورغان، ووصفت الدفاع عن جيش الاحتلال الإسرائيلي والوضع في غزة بأنه شر لا يطاق وصدمة للضمير الإنساني.

View this post on Instagram A post shared by Piers Morgan Uncensored (@piersmorganuncensored)
وأكدت كاسباريان في تصريحات أخرى أن اللوبي الإسرائيلي يسيطر على الولايات المتحدة.

القائمة النهائية
وأعلنت منظمة "أوقفوا معاداة السامية" أن القائمة النهائية لـ"جائزة معاداة السامية" المكونة من 3 شخصيات تضم تاكر كارلسون، وبرايس ميتشل، وستيو بيترز، اللذين يعرفان بمواقف متطرفة تدعم النازية أو تنكر المحرقة.

2025 Antisemite of the Year top 3 finalists:

???? Tucker Carlson
???? Bryce Mitchell
???? Stew Peters

Vote through December 19th and help determine the 2025 Antisemite of the Year.https://t.co/Z03ndvmDmY pic.twitter.com/q44bWG9hwb — StopAntisemitism (@StopAntisemites) December 7, 2025
ويُعرف ميتشل، بلقبه الشهير "ثاغ ناستي - Thug Nasty"، هو مقاتل فنون قتالية مختلطة محترف في بطولة "UFC" وناشط يحمل شهادة في الاقتصاد من جامعة هاردينغ، يقاتل حالياً في فئة "وزن الديك - Bantamweight".

وتم إدراج ميتشل كمرشح لجائزة "معادي السامية لهذا العام" باعتبار أنه "منكر للهولوكوست"، وأنه يتبنى قضية فلسطين كذريعة لتنظيم ونشر أيديولوجيته المعادية لليهود، بعيداً عن أي سياق سياسي فلسطيني مشروع.

أما بيترز فهو شخصية إعلامية بارزة ومضيف برنامج "The Stew Peters Show" الذي انطلق في عام 2020، وفيه يتم انتقاد المنظمات الحكومية ودورها في العديد من المؤامرات، وكانت خلفيته المهنية متنوعة، حيث عمل سابقاً كمغنّي راب تحت اسم "Fokiss".

وصعّد بيترز من خطابه بشكل كبير في عام 2025، ففي نيسان/أبريل دعا إلى "حل نهائي" لإبعاد اليهود من الولايات المتحدة، واستخدم الصراع كغطاء لتنظيم ونشر أيديولوجيته العنصرية، حيث سبق له أن أكد أن اليهود و"إسرائيل" دبروا هجوم 6 كانون الثاني/يناير 2021 في الولايات المتحدة لتشويه سمعة القوميين الأمريكيين.

من حصل على "الجائزة" سابقاً؟
في عام 2024، جرى تسمية المذيعة والناشطة كانديس أوينز كأكثر شخصية "معادية للسامية"، وهي التي تعرضت للطرد من منصة "ديلي واير" بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية ورفضها للحرب الإسرائيلية على غزة، لا سيما بعد توتر العلاقة بينها وبين المذيع في المنصة المناصر لـ"إسرائيل" بن شابيرو، واتهامها بـ"الترويج للأفكار المعادية للسامية".

في نسخة 2023 تم اختيار عضوة الكونغرس الأمريكي من أصل فلسطيني رشيدة طليب، المعروفة بمواقفها العديدة المناهضة للاحتلال والدعم الأمريكي لـ"إسرائيل"، وتشكل مع ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، أربع سيدات تحت اسم "الفرقة".

وقبلها في 2022 تم اختيار مغني الراب كانيه ويست، الذي لم يدعم فلسطين، إلا أنه تعرض لانتقادات لارتدائه قميصاً كُتب عليه "حياة البيض مهمة" خلال فعالية "أسبوع الموضة في باريس"، وظهر الشعار أيضاً خلال عرض أزياء "واي زي واي" الخاص به، حين عرضته سيلا مارلي، ابنة لورين هيل وحفيدة بوب مارلي.

واعتبرت رابطة مكافحة التشهير هذه العبارة "خطاب كراهية" ونسبتها إلى المتعصبين البيض الذين بدأوا في استخدامها في عام 2015 رداً على حركة "حياة السود مهمة".


وفي 2021 جاء الاختيار على أنورادها ميتال، وهي المديرة التنفيذية لمعهد "أوكلاند"، ورئيسة مجلس إدارة "بن آند جيري"، وهي الشركة التي دخلت في صراع طويل مستمر مع الشركة المالكة لها "يوليفير" بعد قرار الأولى بوقف بيع المنتجات في المستوطنات الإسرائيلية.

وكانت "جائزة" عام 2020 من نصيب نيردين كسواني الأمريكية من أصول فلسطينية التي شاركت في تمرير كلية القانون بجامعة مدينة نيويورك قرارين داعمين لحركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS".

وكانت النسخة الأولى من "الجائزة" في عام 2019 من نصيب النائبة في مجلس النواب الأمريكي من أصل صومالي إلهان عمر، نظراً لمواقفها الداعمة لفلسطين والمنتقدة للاحتلال الإسرائيلي، وهي المستمرة حتى الآن مع إعادة انتخابها مع أعضاء "الفرقة".

مقالات مشابهة

  • المستشار الألماني: أوكرانيا وحدها من تقرر شكل التسوية الإقليمية التي تقبل بها
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • 10 ملايين دولار مقابل رأس الإيرانية فاطمة صديقيان.. ما الذي كشفته واشنطن؟
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • تعرف على أبرز الشخصيات التي واجهت التحريض الإسرائيلي خلال 2025؟
  • هندوراس تطلب من «الإنتربول» توقيف رئيسها السابق الذي عفا عنه ترامب
  • ما موقف ألمانيا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • أونروا: إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة التي تنص على حرمة المقار الأممية