«الصحة العالمية» تحذر من كارثة وشيكة في غزة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أحمد شعبان (القاهرة)
أخبار ذات صلةحذرت منظمة الصحة العالمية من أن غزة تواجه كارثة وشيكة على الصحة العامة، في ظل زيادة عدد سكانها والنزوح الجماعي والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
وأكد مستشار المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط، الدكتور جمال عصمت، على خطورة الوضع الصحي في القطاع، خصوصاً في ظل خروج نسبة كبيرة من مستشفيات غزة من الخدمة نهائياً، مؤكداً أن الوضع السيئ في غزة ينعكس بصورة كبيرة على الوضع الصحي هناك.
وأكد عصمت، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أن أطفال غزة هم أكثر الفئات تضرراً من الحصار المفروض، موضحاً: أن الأطفال الرضع المتواجدين الآن في الحضانات سوف يواجهون مشاكل كبيرة، بسبب انقطاع الكهرباء والنقص الشديد في الأدوية والعلاجات والمستلزمات الخاصة بهذه الحضانات.
وأشار إلى نقص كبير في أدوات التعقيم، والمحاليل الوريدية، والمضادات الحيوية، والأدوات التي تستخدم لمرة واحدة، والتي تم توجيه معظمها للجرحى، إضافة إلى وجود نقص شديد في حليب الأطفال وخاصة «الخدج» ناقصي الوزن عند الولادة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 8300 فلسطيني قُتلوا منذ أن بدأت إسرائيل ضرباتها الجوية على القطاع. وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في غزة الأسبوع الماضي.
وأشار مستشار «الصحة العالمية» إلى أن نقص الوقود في قطاع غزة يحمل خطر الوفاة لكل الأطفال الرضع المقيمين في الحضانات، لافتاً إلى أن هذه المشكلة تتفاقم كل يوم بصورة خطيرة وسوف تزيد خلال الأيام القليلة المقبلة مع استمرار الحصار.
ولفت إلى أن المشكلة الأخرى التي تواجه أطفال غزة هي جدول التطعيمات ضد الفيروسات والبكتريا، والتي يجب أن تُؤخذ في مواعيدها المحددة، وإلا سوف تفقد فاعليتها في حماية الأطفال من الأمراض المختلفة، منوهاً إلى أنه مع استمرار الحرب والحصار وعدم توفر هذه التطعيمات أو الحفاظ عليها بصورة آمنة في الثلاجات، ومع استهداف أكثر من 165 منظومة صحية في قطاع غزة، فإن نظام التطعيم في غزة سيصبح غير فاعل.
وحذر من التداعيات الأخرى التي أصابت القطاع الصحي في غزة، وتأثيرها المباشر على السكان هناك، مشيراً إلى الضعف الشديد في تقديم الخدمات الصحية والطوارئ والعمليات الجراحية والحوادث والإصابات، لافتاً إلى أن معظم هذه الخدمات الصحية غير متوفرة للسكان بدرجة كبيرة.
وأشار عصمت إلى أن غزة بحاجة ماسة الآن إلى التطعيمات اللازمة للأطفال والوقود لتشغيل المستشفيات التي خرجت من الخدمة، إضافة إلى أدوية الطوارئ، مثمناً المجهودات الكبيرة التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية في إيصال المساعدات الطبية لقطاع غزة من خلال معبر رفح، مطالباً بزيادة القوافل الطبية لشعب غزة بصورة يومية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية الأخرى، وخاصة الدواء والوقود والغذاء. ووجه مستشار منظمة الصحة العالمية رسالة شكر للأطباء في قطاع غزة.
وحذر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، جيمس إلدر، من خطر ارتفاع وفيات الرضع بسبب الجفاف، مع توفر خمسة في المئة فقط من إمدادات المياه العادية.
وقال: «بالتالي وفيات الأطفال، وخاصة الرضع، بسبب الجفاف تشكل تهديداً متزايداً»، مضيفاً أن الأطفال يصابون بالمرض بسبب شرب المياه المالحة.
وتابع أن نحو 940 طفلاً مفقودون في غزة ويُعتقد أن بعضهم تحت الأنقاض.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية غزة إسرائيل فلسطين قطاع غزة الصحة العالمیة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
كارثة صحية بغزة.. 41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال الإبادة
كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وفاة 41 بالمئة من مرضى الفشل الكلوي منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية، نتيجة حرمانهم من الوصول إلى مراكز الغسيل، وتدمير الأقسام المتخصصة بعلاجهم.
وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فجرت مركز "نورة الكعبي" لغسيل الكلى الواقع شمال قطاع غزة، والذي كان يقدّم خدماته للمرضى في محافظتي غزة والشمال.
وحذرت من التداعيات الخطيرة لتدمير هذا المركز، مؤكدة أن ما يجري يمثل "كارثة لا يمكن التنبؤ بعواقبها"، في ظل استمرار الاحتلال باتباع سياسة تهدف إلى تفريغ شمال القطاع من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية المتخصصة.
وزارة الصحة في غزة: قوات الاحتلال تنسف مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى شمال قطاع غزة؛ والمركز كان يقدم خدمات الغسيل الكلوي لمرضى الكلى شمال القطاع، وتدميره يضع الحالة الصحية لمرضى الكلى أمام كارثة لا يمكن توقع نتائجها pic.twitter.com/LL7ZyQIcgp — Ola Alaa (@OlaAlaa2771984) June 2, 2025
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد دمر، أمس الأحد، مركز غسيل الكلى الوحيد الذي يخدم منطقتي غزة والشمال، بعد أن أجبر خلال الأسبوعين الماضيين ثلاثة مستشفيات على التوقف عن العمل، وهي: مستشفى العودة، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان.
الاحتلال يدمر النظام الصحي
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن "الجيش الإسرائيلي نسف مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى في شمال القطاع"، مشيرة إلى أن تدمير هذا المرفق الحيوي يضع مرضى الفشل الكلوي في مواجهة كارثة صحية حقيقية.
وأوضحت الوزارة أن 41% من مرضى الفشل الكلوي لقوا حتفهم خلال العدوان، نتيجة استهداف مراكز الغسيل ومنع المرضى من الوصول إليها.
من جانبه، قال مدير عام وزارة الصحة، منير البرش، إن مركز نورة الكعبي الذي يقع ضمن حرم المستشفى الإندونيسي، قد أعيد ترميمه وافتتاحه قبل أسابيع فقط، لكنه دُمر مجددًا بفعل القصف الإسرائيلي.
وأشار إلى أن المركز كان الوحيد الذي يخدم أكثر من 160 مريضاً بالفشل الكلوي في محافظتي غزة والشمال، وكان يعمل بصعوبة في ظل نقص حاد في الوقود والمستلزمات الطبية.
وتداول ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر آليات إسرائيلية ثقيلة وهي تهدم مركز غسيل الكلى، في مشهد يحيط به دمار هائل، ما أثار ردود فعل غاضبة ومطالبات بمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق البنية التحتية الصحية.
وبحسب وزارة الصحة، فقد خرج 22 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة بفعل الاستهدافات المتكررة والحصار المفروض، في وقت يشهد فيه القطاع انهيارًا شبه تام في منظومته الصحية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حملة واسعة لاستهداف المستشفيات والمنشآت الصحية، ما أدى إلى توقف معظمها عن العمل، وترك المرضى والجرحى دون رعاية.
ومنذ بدء العدوان، وبغطاء أمريكي كامل، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب ما تصفها منظمات حقوقية بـ"جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.